أوركيش إبراهيم*
نواقيس الأحزان دقت آذار قادم آه يا آذار الحسرات, ها قد أتى مجلجلاً مرة أخرى هذا العام, لينزف الجروح المتقرحة التي كادت أن تندمل, كالمارد الصاخب يمرُّ دون أن يلتفت ماذا فعل ليرحل بعدها , آذار المخضوضب بدم أطفالنا
نواقيس الأحزان دقت آذار قادم آه يا آذار الحسرات, ها قد أتى مجلجلاً مرة أخرى هذا العام, لينزف الجروح المتقرحة التي كادت أن تندمل, كالمارد الصاخب يمرُّ دون أن يلتفت ماذا فعل ليرحل بعدها , آذار المخضوضب بدم أطفالنا
هل نحتضنه كنذير الربيع بجماله والولادة الجديدة أم نذير الحزن الذي خطف أطفالنا أمام أعيننا, وسرق منا عظيماً كالبارزاني الخالد, نحن هكذا دائماً نجعل أشياء أمام أعيننا ونضع اللوم عليها ونتجاهل الفاعل الحقيقي, لأننا لسنا بقوة سلاحه, سلاحه فتاك خارق متفجر في أدمغتنا تطيح أحشائنا أرضاً, سياطهم تفتح الفجوات في أجسادنا, أنيابهم نهشت أعراضنا ولا زال دمنا عالقاً على فمهم, (12) آذار أجل إنه اليوم الذي حصلت فيه مأساة أخرى من مآسي الشعب الكردي, لتحرم الأم من طفلها, والمحبوبة من حبيبها, والأخ من أخته, اليوم الذي صارت قامشلو مسرحاً لجريمة نكراء بحق الشعب الكردي الأعزل, اليوم الذي أمطرت السماء رصاصاً, ليسقط الكردي تلو الآخر,أجل زوار قامشلو حملوا معهم الموت لنا نحن اللذين فتحنا لهم أذرعنا فرشقونا بوابل من الحجارة السوداء, ومن ثم وابل من الرصاص
الخارق المتفجر, مقابل أناس خرجوا لتشييع أبنائهم, اللذين كانوا بانتظار فوز فريقهم ولكنهم فوجئوا بمكيدة مدبرة, من مشجعي القتل والفتن الذين قدموا وهم عازمون على الشر, كذئاب متعطشة لدماء الكرد المسالمين, الكردي يقتل لأنه كردي فقط, لا لذنب ارتكبه, أنهر الدماء التي سالت على إسفلت الشوارع, من قلب ذاك الإسفلت نبتت شقائق نعمان, وقالت للعنف لا, للقتل لا, لانتهاك الأعراض لا , لانتهاك حقوق الإنسان لا, كوكبة من الشهداء أطفال بعمر الزهور الندية, نحروا كأنهم ليسوا بشراً بل نعاج تعد لوليمة بدون أن يهتز لهم جفن, جعلوا الأم تترك وليدها خوفاً ورعباً, سُحُبُ الموت خيمت على قامشلوكا (أفيني ) صمت الموت مخيم على البيوت, عيون خائفة تترقب الشارع من ثقوب الأبواب ومن خلف الستائر المسدلة مذعورين من أنياب خارقة متفجرة, أتذكر مشهداً سيظل محفوراً في ذاكرتي, يا لروعة المشهد وألمه في نفس الوقت (سردار) ابن السبعة عشرة ربيعاً كانت حالته سيئة جداً, فأجهشت والدته بالبكاء فقال لوالدته مقوياً لمعنوياتها ((أمي خرجت كي أُقتل كالذين قٌتلوا, لا كي أعود إليك جريحا فتوقفي عن البكاء)), شجاعة ذاك الشاب الصغير أذهلتني وآلمتني وأفرحتني في آن معاً, (سليمان آدي ) الشهيد الأول الذي قال للظلم لا, يجب أن لا ننساه, الذي فدى نفسه بنوروز, كما قال الشهيد الدكتور محمد معشوق الخزنوي نبع المحبة القومية وشيخ الشهداء :)) أن الحقوق أيها الأخوة لا يتصدق بها أحد إنما الحقوق تؤخذ بالقوة .
دماء الشهداء يجب أن تكون قطراتهم سقيا لشتلات حقوقكم ؛ لن نسمح بعد اليوم أن تنسوا شهداءكم ؛ ليست الشيعة مخطئة يوم تتحدث كل سنة عن الحسين ؛ رجل استشهد قبل ألف وأربع مئة سنة ؛ لازالت أمته – لازالت شيعته تحتفل بدمه؛ لا لأن رجلاُ مات إنما لأنهم يريدون أن يحيوا جماعة وأمة وشيعة بسقيا دمه.)), أجل كل هذه المآسي والأحزان تجتمع في آذار, آذار بداية الربيع وتفتح الزهور والجروح, آذار الذي خطف منا محمد شيخو ذاك البلبل الذي شدى لثرى أمته ومات وهو يشدو : عندما أموت – أيها الأحياء – لا تدفنوني كالبقية – اصنعوا لي قبراً – تحت ظلال الجبال – واجعلوا شاهدتي جديلتان – في كل آذار أفيقوني – كي أنحب حزناً لأجلنا جميعاً, هذا الذي غنى بروعة البلابل, شهيد موقفه وكلمته, الرجل الذي لم يتخلى عن مبادئه لأجل إيصال كلمته وإحياء أمته, هذا الشامخ كالجبال الذي أراد أن يوارى تحت ثرى ظلالها, الذي عرف العوز والملاحقة وظل يبدع ويشدو لأجل حرية أبناء جلدته, نعم آذار الملاحم, وآذار التراجيديا السوداء, وآذار الولادة الجديدة, كل هذا آذارنا نحن الكرد, فهل من مجيب .
الخارق المتفجر, مقابل أناس خرجوا لتشييع أبنائهم, اللذين كانوا بانتظار فوز فريقهم ولكنهم فوجئوا بمكيدة مدبرة, من مشجعي القتل والفتن الذين قدموا وهم عازمون على الشر, كذئاب متعطشة لدماء الكرد المسالمين, الكردي يقتل لأنه كردي فقط, لا لذنب ارتكبه, أنهر الدماء التي سالت على إسفلت الشوارع, من قلب ذاك الإسفلت نبتت شقائق نعمان, وقالت للعنف لا, للقتل لا, لانتهاك الأعراض لا , لانتهاك حقوق الإنسان لا, كوكبة من الشهداء أطفال بعمر الزهور الندية, نحروا كأنهم ليسوا بشراً بل نعاج تعد لوليمة بدون أن يهتز لهم جفن, جعلوا الأم تترك وليدها خوفاً ورعباً, سُحُبُ الموت خيمت على قامشلوكا (أفيني ) صمت الموت مخيم على البيوت, عيون خائفة تترقب الشارع من ثقوب الأبواب ومن خلف الستائر المسدلة مذعورين من أنياب خارقة متفجرة, أتذكر مشهداً سيظل محفوراً في ذاكرتي, يا لروعة المشهد وألمه في نفس الوقت (سردار) ابن السبعة عشرة ربيعاً كانت حالته سيئة جداً, فأجهشت والدته بالبكاء فقال لوالدته مقوياً لمعنوياتها ((أمي خرجت كي أُقتل كالذين قٌتلوا, لا كي أعود إليك جريحا فتوقفي عن البكاء)), شجاعة ذاك الشاب الصغير أذهلتني وآلمتني وأفرحتني في آن معاً, (سليمان آدي ) الشهيد الأول الذي قال للظلم لا, يجب أن لا ننساه, الذي فدى نفسه بنوروز, كما قال الشهيد الدكتور محمد معشوق الخزنوي نبع المحبة القومية وشيخ الشهداء :)) أن الحقوق أيها الأخوة لا يتصدق بها أحد إنما الحقوق تؤخذ بالقوة .
دماء الشهداء يجب أن تكون قطراتهم سقيا لشتلات حقوقكم ؛ لن نسمح بعد اليوم أن تنسوا شهداءكم ؛ ليست الشيعة مخطئة يوم تتحدث كل سنة عن الحسين ؛ رجل استشهد قبل ألف وأربع مئة سنة ؛ لازالت أمته – لازالت شيعته تحتفل بدمه؛ لا لأن رجلاُ مات إنما لأنهم يريدون أن يحيوا جماعة وأمة وشيعة بسقيا دمه.)), أجل كل هذه المآسي والأحزان تجتمع في آذار, آذار بداية الربيع وتفتح الزهور والجروح, آذار الذي خطف منا محمد شيخو ذاك البلبل الذي شدى لثرى أمته ومات وهو يشدو : عندما أموت – أيها الأحياء – لا تدفنوني كالبقية – اصنعوا لي قبراً – تحت ظلال الجبال – واجعلوا شاهدتي جديلتان – في كل آذار أفيقوني – كي أنحب حزناً لأجلنا جميعاً, هذا الذي غنى بروعة البلابل, شهيد موقفه وكلمته, الرجل الذي لم يتخلى عن مبادئه لأجل إيصال كلمته وإحياء أمته, هذا الشامخ كالجبال الذي أراد أن يوارى تحت ثرى ظلالها, الذي عرف العوز والملاحقة وظل يبدع ويشدو لأجل حرية أبناء جلدته, نعم آذار الملاحم, وآذار التراجيديا السوداء, وآذار الولادة الجديدة, كل هذا آذارنا نحن الكرد, فهل من مجيب .
————–
كاتبة كردية سورية *
Orkkesh2005@yahoo.com