خاص بولاتي مه
إدريس سالم
بحضور ثقافي مميّز ومتنوّع, وفي إطار نشاطاته التثقيفية الفكرية والشهرية، أقام ملتقى سوريا الغد بالتعاون مع منظمة البرلمان الدولي لعلماء التنمية البشرية (IPSHD) يوم أمس في مدينة مرسين بتركيا محاضرة عملية علمية للمفكرة والباحثة التربوية والتنموية السورية (زيناء أنس ليلى) تحت عنوان “مستويات الوعي”.
بدأت المحاضرة الفكرية باستبيان تفاعلي عن الوعي، بين المحاضِرة والحضور، تركّزت على سؤال واحد متعلق بطبيعة التفاعل بين الأفراد حيال أي مشكلة مجتمعية قد تواجههم، وله أربع عشرة إجابة مختلفة، وعلى المتفاعل أن يختار جواباً واحداً، ليبيّن أو يحدّد مدى وعيه، من خلال درجات الوعي وسلبياته وإيجابياته.
وشملت المحاضَرة مواضيعاً مرتبطة بالوعي والتردّد والطاقة والمقاييس الكهرومغناطيسية ومستوياتها، لتعرّف المُفكّرة بأن الوعي هو حالة فوق الإدراك وربط بين المشاعر والحالة الآنية والأفعال وردودها، وأن العالم والباحث النفسي الأمريكي “ديفيد هوكينز” رتّب الوعي إلى مستويات استناداً إلى تعريف وماهية الوعي.
وقالت الناشطة الاجتماعية إيمان عبد الرحمن حمو في تصريح خاص لموقع «ولاتي مه» أن المحاضرة تتلخّص مستوى أن الأم هي مرآة حقيقية تعكس الوعي الصحيح لدى الطفل منذ الولادة ومروراً لسن البلوغ، وأنها مصدر الطاقة للأجيال سلباً كانت أم إيجاباً في تحديد مستوى الأجيال والمجتمع، مضيفة “الأم هي التي تربي الطفل، من خلال الاعتماد على ذاته في التفكير والبناء داخل المجتمع وعلاقاته، وذلك عبر مستويات الوعي”.
وأوضحت الباحثة في شرحها لمحاضرتها أن التردد هو معنى فيزيائي يعبّر عن الحركة ضمن عامل الزمن، أي نقيس المشاعر والأفعال والسلوكيات ضمن زمن معين، مستشهدة “عندما أتحدث عن شيء حدث أمس فأتحدث عن الحركة التي حدثت في فترة معينة بالأمس وهذه الحركة نعبر عنها بالتردد”.
وبدأت المفكرة السورية مقياس هوبكينز من خلال الأرقام، بدءاً من الرقم (20) إلى (1000)، من حيث أخطر المستويات تأثيراً سلبياً على الفرد والمجتمع، إلى أعلاها تأثيراً إيجابياً أيضاً على الفرد والمجتمع، فالمستوى (20) يعتبر مستوى العار أي الشخص يشعر بالعار عندما يرى موقف معين، والمستوى (30) الشخص فيه يشعر بالذنب والندم، فيما المستوى 40 –50 يمتاز الشخص بالخمول واللامبالاة ولوم شديد للذات واليأس.
وتتابع محاضرتها عن مقاييس الوعي وأن المستوى (75) هرتز الأشخاص فيه يمرون بتجارب فاشلة، والمستوى (125) يوجد عند الشخص رغبات للشهوات لدرجة الإدمان، والمستوى (100) يشعر الشخص فيه بالخوف ويرى العالم مليء بالتهديدات، ومستوى (175) هو مستوى الفخر والكبرياء، أما المستوى (200) هو مستوى الشجاعة، ويظهر لدى الشخص حب الانجاز والتصميم على تحقيق أمر معين.
وفي سؤال عن مدى تطبيق المنظمات المعنية مستويات الوعي بين أبناء ومكونات سوريا المستقبل أجابت المفكّرة والباحثة السورية زيناء أنس ليلى “عندما يعطي مَن لا يملك الوعي فإنه سيعطي من لا يستحق”.
وأوضحت في تصريح خاص لولاتي مه أن المنظمات المعنية لها أجندات معينة، وتتحرك واعية لتحريك أبنائها وفق هذه الأجندات، وعلى قياس هذه الأجندات تتحرك مقاييسها ويعتمد ولاء أفرادها.
وأكدت المؤسّسة لفنّ الرواية المعرفية أن المحاضَرة شكّلت لبعض الحضور نقلة نوعية من خلال طريقة الاستبيان وأنها جعلت البعض في وقوف مع ذاته وإعادة ترتيب جديد لمكوناته.
من جانبه أكد علي مسلم مدير ملتقى سوريا الغد أنهم في ملتقى سوريا الغد يسعون إلى تأطير مفاهيم الشراكة الوطنية عبر دعوة كل اللذين يهتمون بالشأن الوطني السوري، من مفكرين وباحثين وأدباء وشعراء حتى يتسنى للجميع إيصال أصواتهم وتصوراتهم إلى العامة.
وأضاف لموقعنا أنهم بنفس القدر يهتمون بالآراء المخالفة، ويؤمنون بأن مناهل المعرفة لا تقف عند لون واحد، بل تزداد جمالاً حين تحاكي كل الألوان، وأنهم سيكونون قادرين لصيانة هذا التعايش عبر ما يقومون به من أنشطة فكرية وأدبية وثقافية وفعاليات وورشات عمل في الملتقى وخارجه.
وأردف “إننا نقف على مسافة واحدة من جميع مكونات المجتمع السوري، لأننا على يقين أن السوريين جميعاً ذاقوا الأمرّين جراء ذلك، فالتاريخ المشترك لأطياف المجتمع السوري عبر عقود طويلة سوف يساهم في خلق الأجواء للتعايش المشترك في المراحل المستقبلية اللاحقة”.
وفيما يتعلق بمحاضرة المفكّرة والباحثة السورية “زيناء أنس ليلى” حول مستويات الوعي رأى أن تقبل موضوع المحاضرة كان إيجابياً، كونها استطاعت من خلال أدائها الجميل أن تشد المتلقي ليس لأن الموضوع كان جديداً بل لأنه كان غنياً في دلالاته وغاياته على العموم.