تطبيق «كنْ عيني»

ريزان صالح إيبو
إن تطبيق (Be my Eyes)، أيّ كنْ عيني، يسعى أن يجعلك عيناً للمكفوفين، في ظلّ التطوّرات التقنية, لم تعد المساعدة مقتصرة على أن تعبُر بالشخص الكفيف إلى الشارع، أو الإمساك بيده، أو مساعدته بالعملة وإخباره بالفئة التي يحملها، ومما لا شك فيه بأن التقنيات العصرية ساهمت بشكل كبير في تسهيل حياة المكفوفين، سواء عبر البرامج التي تقوم بترجمة النصوص إلى صوت، أو إلى طريقة (بريل –  (Braille المعروفة, بل وأصبح هناك عدة تطبيقات التي يمكننا اعتبارها كأدوات مساعدة، عدا عن برامج قراءة الشاشة.
اليوم وبفضل تطبيق (Be my Eyes)، أيّ كن عيني، أصبح بإمكان المتطوّع مساعدة الكفيف عبر اتصال واحد، إذ أن هذا التطبيق غير الهادف للربح، فكرته قائمة على إجراء مكالمة مرئية بين كفيفٍ ومُبصِر, في حال احتاج الكفيف إلى مساعدة ما, فيقوم هذا الكفيف بإجراء مكالمة، وبدوره يقوم الذكاء الاصطناعي بفرز مكالمته إلى أحد المتطوّعين المتاحين، الذين يضبطون أوقات فراغهم في الإعدادات سابقاً. قد تكون الطلبات، قراءة بعض المستندات، أو البحث عن الحاجات المفقودة، وحتى قراءة درجة حرارة الفرن، على سبيل المثال.
ويحاول التطبيق المحافظة على أمن وخصوصية مستخدميه، حيث يمنعهم من إظهار أو عرض المستندات الخاصة بهم، كالأوراق الثبوتية أو البطاقات المصرفية، هذا التطبيق التقني الذي ابتكره الدنماركي (هانز مورغن فيبرج)، حيث استعان بشركة “روبوكات”، بحسب البوابة العربية للأخبار التقنية.
ربما يتبدّد إلى ذهن القرّاء، أن هناك تطبيقات تقوم بإجراء المكالمات، كالواتسآب والماسنجر… الخ, وبالتالي يمكن للمكفوفين الاتصال بالعائلة أو الأصدقاء، في حال احتاجوا لشيء ما، ولكن المسألة قد تستهلك وقتاً أطول، حيث أن الشخص الكفيف قد يتصل بعدّة أشخاص، حتى يجد مَن بإمكانه مساعدته. 
أما هذا التطبيق، فهو مخصّص للمساعدة عبر اتصال مرئي، وبالتالي يعرف كلا المستخدمَين ما الذي يتطلّب منهما، ناهيكم عن أن التطبيق يحافظ على استقلالية وخصوصية المستخدم الكفيف، فالمتطوع الغريب لا تهمه علبة الدواء التي يقرؤها على سبيل المثال، وبالتالي، لا تتحول مكالمتهم إلى مكالمة عامة.
يقول موقع الجزيرة في تقرير له في عام 2017، “إن عدد المستخدمين المكفوفين بلغ ٣٥ ألف مستخدم حول العالم، وأن عدد المتطوّعين يتجاوز النصف مليون متطوّع”. إن فكرنا قليلاً بعدد المتطوّعين وعدد المستخدمين، فسنجد أن مقابل كل كفيف يوجد حوالي 14 متطوّع, كما أننا لا ننسى أن لكل لغة متطوّعوها.
إن هذا التطبيق، لم يحظَ بمتطوّعين ناطقين بالعربية بشكل كافي، والمطلوب المقارنة باللغة الانجليزية, أو لغات أخرى مستخدمة, ربما يكون السبب هو عدم انتشار التطبيق، أو تهرّب الناس من المكالمات التي قد تطول بعض الأحيان، وربما لأسباب تخصّ ضغوطات العمل، ولكن وكما وضحت سابقاً، التطبيق يتيح للمتطوّع تحديد وقت معيّن من خلال إعداداته، لاستقبال المكالمات.
ـــــــــــــــ
* ريزان صالح إيبو:
– مواليد مدينة كوباني، 1994
– بدأ الدراسة الابتدائية عام 2005، ووصل للصف الحادي عشر الثانوي، ولم يكمل الدراسة بسبب ظروف الحرب، والهجرة.
– عضو في منظمة (هوشين) للثقافة والفكر.
– قام عام 2017 بإنشاء دراسة حول الأحرف الكوردية، في طريقة (بريل –  (Braille للقراءة، الخاصّة بالمكفوفين.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حيدر عمر

تمهيد.

الأدب المقارن منهج يعنى بدراسة الآداب بغية اكتشاف أوجه التشابه والتأثيرات المتبادلة بينها، ويكون ذلك بدراسة نصوص أدبية، كالقصة أو الرواية أو المقالة أو الشعر، تنتمي إلى شعبين ولغتين أو أكثر، و تخضع لمقتضيات اللغة التي كُتبت بها. ترى سوزان باسنيت أن أبسط تعريف لمصطلح الأدب المقارن هو أنه “يعنى بدراسة نصوص عبر ثقافات…

نابلس، فلسطين: 2/7/2025

في إصدار ثقافي لافت يثري المكتبة العربية، يطل كتاب:

“Translations About Firas Haj Muhammad (English, Kurdî, Español)”

للكاتب والناقد الفلسطيني فراس حج محمد، ليقدم رؤية عميقة تتجاوز العمل الأدبي إلى التأمل في فعل الترجمة ذاته ودوره الحيوي في بناء الجسور الثقافية والفكرية. يجمع هذا الكتاب بين النصوص الإبداعية المترجمة ومقاربات نقدية حول فعل الترجمة في…

سربند حبيب

صدرت مؤخراً مجموعة شعرية بعنوان «ظلال الحروف المتعبة»، للشاعر الكوردي روني صوفي، ضمن إصدارات دار آفا للنشر، وهي باكورة أعماله الأدبية. تقع المجموعة الشعرية في (108) صفحة من القطع الوسط، و تتوزّع قصائدها ما بين الطول والقِصَر. تعكس صوتاً شعرياً، يسعى للبوح والانعتاق من قيد اللغة المألوفة، عبر توظيف صور شفّافة وأخرى صعبة، تقف…

عبد الجابر حبيب

 

أمّا أنا،

فأنتظرُكِ عندَ مُنحنى الرغبةِ،

حيثُ يتباطأُ الوقتُ

حتّى تكتملَ خطوتُكِ.

 

أفرشُ خُطايَ

في ممرّاتِ عشقِكِ،

أُرتّبُ أنفاسي على إيقاعِ أنفاسِكِ،

وأنتظرُ حقائبَ العودةِ،

لأُمسكَ بقبضتي

بقايا ضوءٍ

انعكسَ على مرآةِ وجهِكِ،

فأحرقَ المسافةَ بيني، وبينَكِ.

 

كلّما تغيبين،

في فراغاتِ العُمرِ،

تتساقطُ المدنُ من خرائطِها،

ويتخبّطُ النهارُ في آخرِ أُمنياتي،

ويرحلُ حُلمي باحثاً عن ظلِّكِ.

 

أُدرِكُ أنّكِ لا تُشبهينَ إلّا نفسَكِ،

وأُدرِكُ أنَّ شَعرَكِ لا يُشبِهُ الليلَ،

وأُدرِكُ أنَّ لكلِّ بدايةٍ…