فيروز رشك
غيابك أتم المعاصي
أقطفها في ظل صورة
وأنت البعيد
في زرقة قديس
وجهك والمسافة بين بيتين
بين طفلة وغائر في الشعر
يجر وراءه عشبا مجعداً
في ذروة جبل يشغله
اسما يفور في دمي
غيمة غواية وكبرياء
لك وحدك تجري قوافل خيالي
على عجول الأجداد
من جبلهم
تسيدك على قلبي
دون أن اتذوق إلا صداك
انا الطفلة تلك
لم ترني إلا رائحة ترافقك
إلا فنجان قهوة وأغنية صباحية
…
لا أخشى رياح القبيلة
خذني!
ناديتك ولم تسمع
كنت تكتبني بارتباك
كقبرة خجوله
تتقصد فخاخ بداياتك
يداك ترتعشان
وأنت تهدهدني:
نامي في قصيدتي
واتركي المسافة
لعل أشجارك يكبر دراقها الصيفي
وآتي
…..
كان بعض رسيس يخترق أذني
أتشرب بك في دورة من صيام وأذان لم يتم
مازلت أتمتم صوتك
أوكل جدتي
خذيني لغبار الكتب
إليهم
إليه
أثر خطوات أمس انفلت من خطواته
وما جاء بأجنحة عصافيره
كانت جدتي تسير بي
إلى الأثر
كان هنا بنيتي
حفدة الجن
قالت الساحرة قرب بيته
ستلهثين كثيراً
وهو سارقك في صور كثيرة
صورة طفولتك
نهضة التين في فمك
واستواء الريحان في القامة
مازال على عهد قبلة
في غد
حين تكنس الحرب أثر ألغام
تنتظر شغب أصابعه
في احتضان
هندس له نسيم القرية
وضياع المدن
وخط الهجرات
راح يبحث عن أكسير
هو معه الآن
انتظريه
ومازلت أنتظره
منذ طفولة إلى طفولة
ليس لي إلاه والانتظار!
………