بالاضافة إلى مقدمة الطبعة الأولى، ومقدمة قصيرة للطبعة الثالثة، يتوزع الكتاب على أربعة فصول.
الفصل الثاني
من الكتاب يرصد كيفية بروز الخلافات في قيادة البارتي وخلفياتها التي بدأت مع حملة الاعتقالات الأولى في 12 آب عام 1960، وما رافقها من موضوع إصدار التصاريح تجنباً لمواجهة المحاكم، أو عدم إصدارها نظراً لمخالفتها التنظيمية وخروجاً عن مبادئ البارتي، وبالتالي تنصُّل قسم من القيادة يتزعمهم المرحوم د. نور الدين ظاظا عن البرنامج السياسي للبارتي الذي كان شعاره الأبرز ” تحرير وتوحيد كردستان ” ( ونحن هنا لسنا بصدد مناقشة رأيهم؛ أكانوا على حق أم لا ) أثناء أول تحقيق واجههوه. ليصبح البارتي بعدها بخمسة أعوام ذو توجهين سياسيين مختلفين؛ تزعم المرحوم د. نور الدين ظاظا تياراً، وعثمان صبري التيار الآخر. ثم يقف المؤلف عند الوضع الداخلي للبارتي في كافة مناطق تواجده أثناء الحملة المشارة إليها. وكذلك الموقف داخل البارتي من المعتقلين وخلافاتهم.
الفصل الثالث
يتناول الصراعات الداخلية في قيادة البارتي وما تلتها من أحداث عام 1962 الذي يصفه المؤلف: ” … عام التصارع الداخلي … “. حيث يورد المؤلف أحداث هذا العام تحت ثلاثة عناوين رئيسية، وهي؛ أولاً: الكونفرانس الأول في شباط 1962، والخلاف بين العضويين القياديين حميد درويش والشيخ محمد عيسى، وانعكاس ذلك على القاعدة الحزبية وظهور جماعات وتكتلات علنية هنا وهناك كل منها تناصر هذا أو ذاك. ويقف المؤلف عند موقف كل جماعة من هذه الجماعات، كجماعة القامشلي، وجماعة ديريك وجماعة البكوات وبالاضافة إلى جماعتيْ حميد والشيخ. وفي هذا العام يصدر المرسوم التشريعي المشؤوم المرقم بـ: 93، والمعروف بمشروع الاحصاء العنصري و….. ثانياً: أحداث عام 1963، التي ظهرت فيها خلافات القيادة علنية بين قواعد البارتي، من خلال انعقاد كونفرانس تشرين الأول من هذا العام. ثالثاً: أحداث العام 1964 التي أبْرَزَ المؤلف عناوينها في تفاقم الخلاف بين التيار الذي تزعمه حميد درويس الذي يعتبر امتداداً لتيار د. ظاظا والتيار الآخر، وعقد الكونفرانس الثالث في آب هذا العام، وبروز تكتلات هنا وهناك تؤيد قيادة البارتي والتي أصبحت فيما بعد نواة ما سميّ فيما بعد باليسار. تركزت أسباب الخلاف حسب قول المؤلف على نقاط رئيسية منها: الموقف من قضية الشعب الكوردي في هذا الجزء من كوردستان، أهي قضية أرض وشعب وما يترتب على ذلك من حقوق، أم أقلية قومية تطالب بحقوق ثقافية، وكذلك الموقف من خلافات المرحوم مصطفى البارزاني وإبراهيم أحمد ومعه صهره جلال الطالباني و.. .
أما الفصل الرابع والأخير
فيتناول الانقسام في البارتي وحيثياته، حيث أبرز أحداثه انعقاد كونفرانس 5 آب عام 1965 الذي كما يقال القشة التي قصمت ظهر البعير. فانقسم البارتي على نفسه إلى شقين، تزعم الشق الأول حميد درويش والثاني عثمان صبري ومن بعده بفترة قصيرة صلاح بدر الدين. وموقف كل جماعة وتكتل من الأحداث الدراماتيكية التي حصلت في البارتي. وكان ذلك كما نعلم جميعاً بداية سلسلة من الانشقاقات الأفقية والشاقولية. واختتم المؤلف هذا الفصل بخاتمة أبدى فيه رأيه في جملة تلك الأحداث. ولا يخفي المؤلف – وهذا من حقه – مناصرته للتيار الذي تزعمه المناضل والأديب المرحوم عثمان صبري، بل ومشاركته لبعض هذه الأحداث.
بكلمة مقتضبة إن الكتاب يسرد المرحلة النضالية الأولى من مسيرة بارتي ديمقراطي كردستان سوريا منذ التأسيس عام 1957 وحتى حصول أول انقسام في البارتي عام 1965. وهي مرحلة تاريخية ونضالية مهمة، يتوجب على كل مناضل حزبياً، كان أم غير حزبي، ومهتم بشؤون شعبه أن يتمعن في دراستها لأنها كانت اللبنة الأولى في تاريخ حركة التحرر الوطني الكوردية في غرب كوردستان.
وإن ما يميز هذه الطبعة عن سابقاتها هو اضافة المؤلف لجملة من الوثائق الضرورية، التي يتعبر وجودها ضرورياً في كل دراسة ذات منهجية علمية، خاصة لجهة اسم البارتي، وتسميته بـ: ” الكردي ” أم ” كردستان “.
من الجدير ذكره أن الطبعة الأولى من هذا الكتاب صدرت في عام 1991 في سوريا في جزأين منفصلين، الأول تضمن الفصل الأول والثاني، والجزء الثاني تضمن الفصل الثالث والرابع. أما الطبعة الثانية فقد أصدرتها رابطة كاوا للثقافة الكردية في هولير عاصمة كوردستان الجنوبية عام 2001.
في الختام لا بد من التنويه إلى أن الصفحة ( 175 ) تحديداً والتعليق المرفق بها أضيفت للكتاب من قبل الناشر ( أي من قبلنا )، وفيه ورد اسم بارتي ديمقراطي كردستان سوريا سهواً على الشكل التالي: ” البارتي الديمقراطي الكردستاني – سوريا “، أي مقروناً بـ(أل) التعريف، مع وجود إشارة(ـ) بين كلمتيْ (الكردستاني و سوريا )، حيث اعتمدت في ذلك على طبعة رابطة كاوا للثقافة الكردية المذكور. لذا وجب التنويه والاعتذار من المؤلف الفاضل محمد ملا أحمد، ومن القراء الأعزاء.
———
للحصول على هذا الكتاب، يُرجى الاتصال بالعنوان الإلكتروني التالي:
eli_cefer@hotmail.de