رسالة السّواح.. قصيدة نثر

ابراهيم امين مؤمن
أسألُ عنكِ  الأرضَ و السّماءَ
بخشوع الرّهْبان
بخشوع العبّاد
بخشوع الأحبار
بخشوع الأنبياء
تُهشّم أصداءُ صُراخاتى فؤادى
فهل من مغيثٍ لسؤالاتى؟
أسأل عنكِ الإنس والجان
والملائكة أسألهم (هل رأيتم حبيبى الضّال)؟؟
أسألُ عنكِ الشجر
وتصْفير الرياح وخطّ القلم
أتمايل كالأغصان
وأنساب كخريرِ الماء
أُجنّ،أهذى ،أُبدّل جلدى
لعلى أخبّر عنكِ
أسأل عنكِ الملوك والصعاليق
والأباطرة والقياصرة
والناس فى البدو والحاضرة
أنْدسُّ فى أسراب الطيور المهاجرة
تحفَّ أجنحتى تتلفّتْ
فى أصقاع السّماء تتلهّفْ
لأبحث عنكِ ، عن وطنى
عن عُشّى
عن سرّ بقاء الروح
أسأل عنكِ البحْر
والمحار والصّدف
وأسأل المراكب الشراعية
والزوارق البحرية
لا أعبأ بالغرق
ولا بطوفان المطر
أهدّ العواصفَ وأُسرع نحو الهدف
لعلهم يخبرونى عنكِ أيتها الشّرف
يخبرونى عنكِ يا سفينتى
يخبرونك عنكِ يا شطآنى
صرخة ولادتى بحثٌ عنكِ 
والصّبا وأنا غضُّ غرير أشبُّ أليكِ
ْونزق الشّباب بحثٌ عنكِ
من يرفع عنى أعباء السنين؟
من يداوينى من جشم السياحة والطريق؟
إلا أنتِ
يا أنتِ أين أنتِ ؟
كونى فى الوجود كى أصل إليكِ 
عندها
أذيبينى فيكِ منْتحر الأشّواق
أسكبى دمعاتى على صدركِ والأثْداء
أجعلى لى فيكِ قرار
كى يكون لى إسمًا  بين الأسماء
كنّينى (حىُّ بعد الموات)
أروينى من بعد عطشى
أطعمينى من بعد جوعى
آوينى من مطاردة وحْش الصّحراء
أذيبينى فى جسدك وروحك ولا تنسى إسمى 
إسمى(حى بعد الموات)
خطّيه فى قلبك وارفعيه رسالة فى السماء
لعل الناس يؤمنوا برسالتى .. رسالة السّواح

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

“كنتُ قصيدةً تائهة” – للشاعرة شيرين دريعي

هناك نصوص لا تُقرأ… بل تُرتَجَف

وقصائد لا تُنشَد… بل تُبكى في القلب.

“كنتُ قصيدةً تائهة”… ديوانٌ نسجته أنثى من خيوط الغربة، وبقايا الحنين، ونبض القلب حين يخذله الحب، وتخذله الحياة.

هنا، لا تكتب الشاعرة الشعر، بل تكتب نفسها، بكل ما فيها من شروخ وهمسات، من خوف واشتهاء، ومن ضياعٍ جميل يبحث…

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…