أنت لامست الروح عالم الإحساس وعالم الخيال والواقع

أنيس ميرو – زاخو
في ظل الركود الفكري والثقافي وفي ظل الصمت واللا مبالاة وعدم الاهتمام بشريحة المفكرين والمثقفين وكساد الجمال والإحساس تطل علينا  إبداعات الأديب و الناقد والشاعر عصمت شاهين دوسكي ليعلن إنه من سلالة الزمن الجميل زمن الفكر والإحساس والجمال والمشاعر والعواطف والأصالة والروح النقية  والإبداع ، هذه القصيدة ( أنت لامست الروح ) التي جعلتني أن أسافر عبر عالم الإحساس وعالم الخيال والواقع ،أجوائها المتناهية في الدقة والتعبير والتصوير وكلماتها الإنسانية التي يتمنى كل إنسان أن يكون جزءاً منها ، هكذا المشاعر تتفاعل مع الروح لتبوح بما في القلب من جروح، إنها لحظات الإبحار اللا متناهي  والهيام الجميل والغرام العميق والإلهام بلا حدود ،
 هذه القصيدة التي تدخل العمق الروحي للإنسان في لحظة التعمق بالعلاقات الخاصة التي تربط مابين اثنين في أي مكان في العالم ، لحظات التجلي والتألق خارج نطاق المصالح وهموم الدنيا، إنها تلك اللحظات التي يتمانها ويترجاها وينتظرها  كل قلب يعشق الحرية والحياة ،بعيدا عن الروتين الممل من خلال التلاقي المغلق في خلوة مع المشاعر الإنسانية الصادقة التي افتقدناها بسبب المشاكل والحروب والتأثر بالمحيط الذي بات يظهر كجهنم من كثرة الهموم و الظلم ووجود الظالمين والإخفاقات الاجتماعية المتنوعة في بيئة كلها محرضة على العدوان وإزهاق الأرواح وتخريب لكل جميل في حياتنا ،تدمير للبيئة وللثروة الوطنية وللآثار الجميلة ، ارث الحضارات و الشعوب منذ أقدم القرون والأزمان هكذا يا مبدع الحروف وملك الإحساس والمشاعر التي تنعش الأرواحِ، هكذا عاهدناك أن تعزف على اللحن الخالد على أوتار قلوبنا إن كنت في عالم الإحساس أو الخيال أو الواقع ، لقد هدروا من أعمارنا سنين بلا استحقاقات و السبب فقط أفكار جهنمية وعدوانية من أناس ركبهم شرورهم لتخريب القيم الإنسانية هنا وهناك، وقد عمت مختلف الشعوب و الأمم، إنها الحروب بالإنابة من شركات الأسلحة لقد دمروا حتى المراقد والقبور وتم بعثرة العظام التي ظلت راقدة في قبورها بسلام، هكذا يا شاعرنا لقد أيقظتنا من شرودنا من واقعنا من أحلامنا وخيالنا ، وفي جهة أخرى لقد أبحرت بنا في مركبة الزمن والتمني للانطلاق، عبر الأثير في عالم الأحلامِ لنحلم بما تتمنى النفس ويتلهف لها القلب وتستسيغ لها الروح، إنها جنة الروح لتخليد لحظة يكون المرء فيها يجتمع مع نصفه الثاني في أجواء حالمة حتى لو كان طيفا وقد يكون هذا الطيف رمزا للواقع وفي عالم ألف ليلة و ليلة عالم من الحب والهيام والغربة والفراق والعذاب والذوبان مابين جسدين هائمين بين متعة الإحساس ومتعة الواقع ،هكذا تبحر القصيدة بهذه الأجواء كلها. أدناه نص القصيدة 
أنت لا مست الروح
عصمت شاهين دوسكي
أنت لامست الروح
بان شغاف  القلب  مجروح
تنهيدة تتلظى على سرير 
تبوح تارة بالقبلات وتارة القبلات تبوح
أنا أميرك المعنى 
غرقت في محيط شفتيك
تنازلت عن العرش والصروح
تركت النساء وراء النساء
سلمت أقفال الأبواب 
ودونت ما بحت وأبوح
******** 
من يصد قلبي يا سيدتي 
نبضاته بين حلم هارب وليل كتوم 
وما النعم إلا أنت 
إن كنت على وسادة 
أو كأشعة الشمس تحوم 
صمتك إرهاب فلا ترهبيني بالصمت 
فلست إلا عاشق يبحث عنك بين الهموم 
انهضي ، تحركي ، تفجري عشقا 
كوني كالفراشة بين ألوان الورود 
تشم عبير المقسوم 
************** 
سيدتي 
يا بلسم الجراح 
وملاك النبض المنكوب 
لا ترفعي راية الخنوع 
بين هوى حاسب ومحسوب 
لا ترمي جمال الإنعام بالضباب 
فالنصر آت بعد دمار الحروب 
صبرك الجميل جنان 
فيه يزقزق العصفور ويغرد البلبل الدؤوب 
يكون حلمك حضارة كبرى 
تكوني ملكة وفيه النساء نجمات 
ليس صور متحركة على اليوتيوب 
*************** 
سيدتي لامست الروح 
فكوني في حياتي روح الروح 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

فراس حج محمد| فلسطين

في النص الأخير قلت شيئاً شبيهاً برثاء النفس، وأنا أرثي أصدقائي الشعراء:

كلّما ماتَ شاعرٌ تذكّرتُ أنّني ما زلتُ حيّاً

وأنّ دوري قريبٌ قريبْ

ربّما لم يُتَحْ للأصدقاءِ قراءةُ قصائدهم في رثائي المفاجئ

وها هو الشاعر والناقد محمد دلة يغادر أصدقاء على حين فجأة، ليترك خلفه “فارسه الغريب” ونقده المتوسع في قصائد أصدقائه ونصوصه. محمد دلة…

أحمد جويل – ديرك

 

لقد أدمِنتُ على تذوّق القرنفل كلَّ يوم،

ولم يكن باستطاعتي التخلّص من هذا الإدمان…

وذات يوم، وكعادتي الصباحيّة، دفعتني روحي إلى غيرِ بُستان،

علّني أكتشف نكهةً أُخرى،

لعلّها تُداوي روحي التي تئنّ من عطره…

 

بحثتُ في ثنايا المكان…

وإذا بحوريّةٍ سمراء،

سمراء كعودِ الخيزران،

تتزنّرُ بشقائقَ النّعمان…

عذرًا، سأكمل الخاطرة لاحقًا.

 

شقائق النعمان كانت تخضّب وجنتيها برائحةِ زهرة البيلسان.

أمسكتْ بيدي، وجعلنا نتجوّلُ…

سيماف خالد جميل محمد

 

هناك حيث تنبعث الحياة، حيث كانت روحي تتنفس لأول مرة، هناك أيضاً أعلنتْ روحي مغادرتها، لم يكن من الممكن أن أتخيل ولو للحظة أن تغادرني أمي، هي التي كانت ولا تزال الصوت الوحيد الذي أبحث عنه في الزحام، واليد التي تربت على قلبي في الأوقات الصعبة، كيف يمكن لخبر كهذا أن يتسلل…

بدعوة من جمعية صحفيون بلا حدود الدولية، أقيمت اليوم، السبت ٦ نيسان ٢٠٢٥، أمسية شعرية متميزة في مدينة إيسن الألمانية، شارك فيها نخبة من الشعراء والكتّاب اعضاء الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد.

وشهدت الأمسية حضورًا لافتًا وتفاعلاً كبيرًا من الحضور، حيث تناوب على منصة الشعر كل من:

صالح جانكو

علوان شفان

يسرى زبير

بالإضافة إلى الصديق الشاعر منير خلف، الذي…