زهرة برية

زهرة أحمد
أزقةٌ ضريرة
تزحف على عكازة الزمن
أساور الليل الفضية
تلوح من بعيد
في مدينة نائمة في مدافن النيام
تحت حجارة بائدة
تشرق عليها عباد الشمس
تضيء أنفاق الظلام
أوسمة الضحايا
المعلقة على الساحات الحمراء
زهرة برية
تطلع
من بين الأنقاص بأناقة عبيرها
ينابيع
حكايات
تتدفق بين أصابعها
وتحت سياط هؤلاء
ثمة زهرة برية
هي نفسها
وسرب من رسائل السلام
على متن الرماد
وساحات القمح المحروق
من بين ابتسامته تنبت
سنبلة
شجرة الزيتون
زهرة جبلية
كلتاهما زهرتاي
ورغيف محمر بقبلة أمي
من هنا مرت دبابة
دبابات
وآثار أقدام الغزاة
على إثر عبثيتهم
تنتفض
تصمد
تنبت أزهار كثيرة
على كراسات الأطفال
تلون ظلال ابتساماتهم
ومدينة لقوس القزح
تؤرخ لغدٍ
يحمل في حقيبته
أزهاراً حرة
كل الأشياء هكذا
ستبدو أنيقة
مع رواية المكان
مكانهم
مكاني
مكان هجرتهم الأولى
في سجلات لالش
وموسيقا الروح
في عبق القهوة
وتراتيل الصباحات
عندئذٍ
سأجتاز هزائم الشتاء
وأنتظر ابتسامة الشفق
على أزهاري الكثيرة

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حيدر عمر

تمهيد.

الأدب المقارن منهج يعنى بدراسة الآداب بغية اكتشاف أوجه التشابه والتأثيرات المتبادلة بينها، ويكون ذلك بدراسة نصوص أدبية، كالقصة أو الرواية أو المقالة أو الشعر، تنتمي إلى شعبين ولغتين أو أكثر، و تخضع لمقتضيات اللغة التي كُتبت بها. ترى سوزان باسنيت أن أبسط تعريف لمصطلح الأدب المقارن هو أنه “يعنى بدراسة نصوص عبر ثقافات…

نابلس، فلسطين: 2/7/2025

في إصدار ثقافي لافت يثري المكتبة العربية، يطل كتاب:

“Translations About Firas Haj Muhammad (English, Kurdî, Español)”

للكاتب والناقد الفلسطيني فراس حج محمد، ليقدم رؤية عميقة تتجاوز العمل الأدبي إلى التأمل في فعل الترجمة ذاته ودوره الحيوي في بناء الجسور الثقافية والفكرية. يجمع هذا الكتاب بين النصوص الإبداعية المترجمة ومقاربات نقدية حول فعل الترجمة في…

سربند حبيب

صدرت مؤخراً مجموعة شعرية بعنوان «ظلال الحروف المتعبة»، للشاعر الكوردي روني صوفي، ضمن إصدارات دار آفا للنشر، وهي باكورة أعماله الأدبية. تقع المجموعة الشعرية في (108) صفحة من القطع الوسط، و تتوزّع قصائدها ما بين الطول والقِصَر. تعكس صوتاً شعرياً، يسعى للبوح والانعتاق من قيد اللغة المألوفة، عبر توظيف صور شفّافة وأخرى صعبة، تقف…

عبد الجابر حبيب

 

أمّا أنا،

فأنتظرُكِ عندَ مُنحنى الرغبةِ،

حيثُ يتباطأُ الوقتُ

حتّى تكتملَ خطوتُكِ.

 

أفرشُ خُطايَ

في ممرّاتِ عشقِكِ،

أُرتّبُ أنفاسي على إيقاعِ أنفاسِكِ،

وأنتظرُ حقائبَ العودةِ،

لأُمسكَ بقبضتي

بقايا ضوءٍ

انعكسَ على مرآةِ وجهِكِ،

فأحرقَ المسافةَ بيني، وبينَكِ.

 

كلّما تغيبين،

في فراغاتِ العُمرِ،

تتساقطُ المدنُ من خرائطِها،

ويتخبّطُ النهارُ في آخرِ أُمنياتي،

ويرحلُ حُلمي باحثاً عن ظلِّكِ.

 

أُدرِكُ أنّكِ لا تُشبهينَ إلّا نفسَكِ،

وأُدرِكُ أنَّ شَعرَكِ لا يُشبِهُ الليلَ،

وأُدرِكُ أنَّ لكلِّ بدايةٍ…