جليل ابراهيم المندلاوي
مُخلَّدَةٌ في القَلْـبِ والدَّهْرُ راعِـيـــــها *** بِشِعْرِ امْرِئٍ قَدْ صاغَ مِنْها قَـوافـيها
مٌــتَيَّمَـةٌ بَـــلْ كُنْتُ فـــيهـا الـمُـــــتَيَّمُ *** فَما في خَوافي الكَوْنِ حُسْنَا يُجاريها
شَكا قَلْبيَ المَوْجوعِ منْ جُورِ حُسنها *** فَلَيسَ لـها فــي الحُسْنِ نِــدَّاً يُباريـها
وَدَمْعُ عَلــى الخَدَّينِ يَجْـري بِحُرْقَــةٍ *** فَلا العَيْنُ قُرَّتْ لا ولا الدَمْعُ يَكفيـها
فَكَيفَ لِـهذي الـرُّوح أَرْجُـو سَـكِينَــة *** وحِبـالُــها مَـوصُولَـةٌ فـي مَراعيــها
فَمَـنْ غَيْر كُورْدِسْتانَ أَعْـني حَـبيبَــةً *** وَهَـلْ لـي سِـواها قِبْلـَةٌ كَــيْ أُناجيها
لـها يَسْـجُدُ العُشّاقُ فـي كُـلِ مَوْضِـعٍ *** بِـقُرْبِ ثَـنايا الجــيدِ أَو بَيــنَ أَيديــها
فَـفيهِم أَسـيرُ العِشْــقِ يَسْـعى لِمَـنْزِلٍ *** لِيُــدْنيــهِ مِنْــها أَو إذا شـــاءَ يُدْنيــها
وَفِيهـِم سَخــي النَّفْــسِ يَرْجــو مَـنِيـَّةً *** إذا ما اسْتَجارَتْ فِـيهِ بالرُوحِ يَفْديها
فَــيا دَهْرُ رِفْـقَاً كَيْفَ تَرْضى هَوانَها *** فإنَّ الَــذي يُرْضــيكَ لَـيْسَ يُرْضِيها
فَهــذِهِ كُورْدِسْـتانُ إنْ كُــنْتَ غـافِــلاً *** لَــهـا يَنْحَــني الـزَمانُ كَــيْ يُحَييــها