أجرى الحوار: حسين أحمد
Hisen65@hotmail.com
أفينا شكاكي و مجموعتها قوافل المطر- إنهما توأما الروح الخالدة , لا بل استطيع القول إنهما القصيدة ذاتها التي لم تكتب في هذا الزمن الإشكالي المرتبك الا في (قوافل المطر) , التي باتت للقصائد وللأشعار وللعناوين هيئات أخرى قصية عن طقوسها الإنسانية والروحية اللذيذة .
في غياهب هذا السجال الشعري والثقافي الجميل…
تقول الشاعرة : أفين شكاكي .
– الشعر بوح متواصل ..؟!
– أذوب كقطعة سكر حينما أسمع قصيدة ..؟!
– أتمنى لوأنني أعرف مئة لغة لأكتب بها الشعر…؟!
– أبحث عن نفسي عبر الحـلم الذي يضـعه لي الشعر …؟!
– أتأثر بكل من أقرأ لهم رغم إعجابي بالكثير من التجارب الشعرية ….؟!
– لا أظن أن الكتابة الالكترونية عابرة ولكنها فعلا تستهلك طاقات الكاتب …؟؟
– أجتهد في إنتاج قصيدتي البعيدة عن أطياف الآخرين كي تكون لها شكل فني خاص…؟!
– الكلمة الجميلة والعبارة الرشيقة تؤثر في النفس بمعزل عن معرفة اسم الكتاب أو اسم الكاتب ..؟!
– مجموعتي المتواضعة تناولها الكثيرون في كتاباتهم و قد كشفوا الكثير من الجوانب الإيجابية و السلبية …؟!
– عندما أكون قادرة على ملامسة مشاعر القارئ و نقله إلى مناطق أكثر ألفة و حميمية أكون قد حققت ما أريده للشعر ..؟!
بداية :
من تكون افين شكاكي الشاعرة والإنسانة ..
ومتى كانت البدايات…؟!
وكيف دخلت إلى عالم الشعر والكتابة والشهرة والكلام..؟!
أفين شكاكي إنسانة بسيطة.أحب الخير لنفسي أولاً و للآخرين أذوب كقطعة سكر حينما أسمع قصيدة أعيش حياتي بكل تفاصيلها الجميلة في كنف منبعي حنين هما والداي أطال الله في عمرهما أحلم كثيراً و كثيراً ما أرى نفسي في ذوات الآخرين أحاول بكل ما أملك أن أخلق ربيعاً من حولي من خلال شعري صدر لي ديوان بعنوان /قوافل المطر/ الطبعة الأولى من إصدارات دار الزمان للطباعة و النشر و الطبعة الثانية من إصدارات مؤسسة سما للثقافة و الفنون /الإمارات – دبي/ كتبت الشعر عندما كنت طالبة في المرحلة الابتدائية ومن بعدها الإعدادية كنت اهتم بالشعر وأتأثر به. كنت أقرا بنهم القصائد المدرجة في المناهج المدرسية، وكذلك تلك القصائد المنشورة في الصحف والمجلات التي كانت تصلني في مدينتي الصغيرة، “ديريك” في تلك المرحلة المبكرة كتبت نصا نثريا بعنوان “بوح الأنامل” وقرأتها في المدرسة فأعجبت المعلمة بهذا النص وراحت تشجعني على المتابعة والاستمرار. ومنذ ذلك الوقت دخلت عالم الشعر و الكتابة .
لا افهم معنى كردية تكتب بالعربية… ؟!
ألا يعني هذا خسارة للأدب الكردي في حنينه المؤلم إلى أشخاصه في هذا الزمن الخاسر…
فلماذا لا تكتبين بلغتنا…
لغة الغياب..
اللغة المنفية في الشتات..
ولا احد يلمها في حديقة بابلية…؟؟
أعتقد أننا بحاجة إلى لغات العالم لنكتب بها و نوصل رسالتنا إلى جميع الناس و أتمنى لو أنني أعرف مئة لغة لأكتب بها الشعر بالنسبة لي فأنا أكتب الشعر باللغتين / العربية و الكردية/ و لكن الأكثر هو كتابتي بالعربية رغم حاجتنا الماسة إلى لغتنا الأم و لا أعتقد أن هذا الأمر يعتبر خسارة للأدب الكردي لأن كل القضايا التي نتناولها و نعالجها إن كانت في الأدب أو السياسة أو التاريخ هي قضايا كردية بحتة. و ما دمنا قادرين على كتابتها بغير لغتنا لتوصيل رسالتنا الإنسانية نكون قد وفرنا على أنفسنا مجهوداً كبيراً من ناحية الترجمة لأن هناك الكثير من المسائل التي نتناولها باللغة الكردية نضطر إلى صياغتها و ترجمتها إلى لغات أخرى لتعريف الناس بنا و بقضيتنا العادلة .
بإمكاننا القول : إن الشعر كتب كثيرا منذ القدم ، وحتى أيامنا هذه.؟!
من هذا المنطلق ….
نقول.. هل استطاعت الشاعرة افين شكاكي أن تضيف شيئا جديدا عبر قوافل المطر على هذه التراكمات الشعرية التاريخية أم لا….. وان لم يكن كذالك…
فلماذا الكتابة الشعرية إذن ….
الشعر بوح متواصل و أعتقد أن كل إنسان يترجم مشاعره و أحاسيسه من خلال الكتابة و رؤيته تجاه القضايا التي تهمنا جميعاً و لا أحد يضيف على آخر بشيء بالنسبة لي أبحث عن نفسي عبر الحلم الذي يضعه لي الشعر برحابة و الشعر رؤية و الرؤية بطبيعتها قفزة خارج المفهومات السائدة كما يقول/ أدونيس/ .الشعر يكتبني و لست أنا من أكتبه لأنه حالة طارئة تأتينا حيث لا ندري .
اسم مجموعتك (قوافل المطر) تعطي رؤية واضحة بأن الشاعرة سريالية الفكر والخيال و كذلك هو اسم إشكالي في تفسيره..
ولكن من يتصفح ويقرأ بعمق دواخل المجموعة يلاحظ عكس ذلك تماما و كأن هناك امتحانا للقارئ..
فماذا تقولين ..؟!
أحاول من خلال مجموعتي الأولى /قوافل المطر/ الإحساس بجمالية القصيدة أولاً و تذوقها ثانياً هذان الأمران يخلقان لدى القارئ حالة من الحلم بصور و كلمات بسيطة هذه الصور تنقل القارئ إلى ساحات التأمل و إلى الأماكن الهادئة في قلبه و هذه هي الفردية التي تمنح القارئ هذا الإحساس الدافئ الذي يجعله يجد نفسه في جزء من القصيدة و هذا ما أردت الوصول إليه و تحقيقه في قوافل المطر .
ماذا حققت أفين شكاكي حتى الآن…
وإلى أين تريدين الوصول من وراء جمرة الإبداع التي تحققينها في المشهد الشعري …؟؟!!
وهل تطمحين في ان تكوني وزيرة الثقافة مثلاً يوماً ما …؟
كما قلت سابقاً أحاول تحقيق الشعر ذاته و تعميق إنسانية الإنسان فعندما أكون قادرة على ملامسة مشاعر القارئ و نقله إلى مناطق أكثر ألفة و حميمية أكون قد حققت ما أريده للشعر .
لك ديوان شعري بعنوان : قوافل المطر ..
كيف كانت الرؤية النقدية لها…
وهل استفادت افين شكاكي من النقد الشعري لتجربتها الكتابية والشعرية ..؟؟
مجموعتي المتواضعة تناولها الكثيرون في كتاباتهم و قد كشفوا الكثير من الجوانب الإيجابية و السلبية منهم الدكتور محمد أيوب من فلسطين و الأستاذ وليد الحسيني و الكاتب دهام الحسن و الأستاذ ادريس مراد و الكاتبة نارين عمر و آخرون و أنا أشكرهم جميعاً لأن رؤيتهم النقدية للديوان و قراءتهم الأدبية له قد أفادتني كثيراً لأنني حتماً سوف آخذ آرائهم بعين الاعتبار في نتاجاتي القادمة انشاءالله
ما تأثير ديركا حمكو – الموقع الجغرافي- وخاصة الطبيعة الخلابة في بلورة تجربتك الشعرية وأنت ابنة المكان نفسه..
ألم يحن الوقت في أن تتحرري عن (ديركا حمكو)..
وتخوضي تجربتك الكردستانية والعالمية ..؟؟؟
مدينتي الهادئة هدوء الملائكة /ديركا حمكو/ الواقعة في أقصى شمال شرق سوريا قرب الحدود السورية مع العراق وتركيا، هذه المدينة التي نشأت فيها و ترعرعت في أحضانها و شربت من ماء /عين العسكرية/ الواقعة على طريق /عين ديوار/ الكثير. هذه المدينة لها الكثير من الأثر على قصيدتي و أنا لا أتوقع العيش بعيدة عنها ففي كل زاوية وعند كل منعطف ذكريات جميلة، وهي مدينة محملة بالرموز والدلالات ، و قد ترجمت هذا الإحساس و هذا التأثر من خلال قصيدتي/( ديرك) عاشقة الثواني الأخيرة / و أنا لم أشعر في يوم من الأيام أنني مقيدة و أنا في كنفها حتى أتحرر منها على العكس تماماً .
مجموعتك الشعرية (قوافل المطر)…..
ألا تلاحظي معي بأن ثمة أقلاما كثيرة وبارزة تناولتها, ماذا تقولين….؟!
هل من سبب وراء هذا التهافت الجميل….
أعتقد أن هذا السؤال عليك أن تطرحه على تلك الأقلام البارزة التي تناولت الديوان .
من هم الشعراء الكرد وغير الكرد وخاصة الحدييثون الذين تأثرت بهم الشاعرة أفين شكاكي ؟
وهل لنا ان نعرف كيف تأثرت…؟!
أو أن تحدد لنا مواطن هذا التأثير ..؟!
بالنسبة لي الكلمة الجميلة والعبارة الرشيقة تؤثر في النفس بمعزل عن معرفة اسم الكتاب أو اسم الكاتب أتأثر بكل من أقرأ لهم رغم إعجابي بالكثير من التجارب الشعرية إلا إنني أحاول أن أجتهد في إنتاج قصيدتي البعيدة عن أطياف الآخرين كي تكون لها شكل فني خاص .و أحاول أن أعلن من خلال قصائدي عن رؤياي دون أن أفرض نفسي على الآخر.أقرأ كثيراً للشاعر / محمود درويش/ و الشاعر / شيركو بيكه س/ وقد قرأت له ومنذ سنوات بعيدة “ساعات من قصب” و”مرايا صغيرة”، وبعد ذلك “إناء الألوان”، و”سفر الروائح” وغيرها من القصائد المنشورة في دواوين مستقلة أو المنشورة على صفحات المطبوعات الكورية.
الكتابة الأنترنيتية..
أليست هي عابرة….
الا تستهلك طاقة الكاتب..؟!
كيف تنظر افين شكاكي إلى هذا العالم الجديد الذي يخوضه الانترنت….؟
لا أظن أن الكتابة الالكترونية عابرة ولكنها فعلا تستهلك طاقات الكاتب فقبل ظهورها كنا نقرأ في اليوم ربما خمس ساعات اما اليوم أختصر هذا الوقت إلى النصف تقريباً ,لأن الوقت المتبقي نستهلكه في كتابة المادة ونشرها ومن ثم متابعتها على المواقع أيضا وهذا يتطلب وقتاً ومجهوداً هذا من ناحية من ناحية أخرى الانترنت ربما لا يتوفر في كل بيت وهذا يعني أن صحافتها لا تصل إلى الشارع وبالتالي لا يقرأها غير النخبة ومع هذا فالصحافة الالكترونية ضرورية جداً مثل المقروءة و المرئية والمسموعة
ما هو جديد الشاعرة أفين شكاكي ….؟؟
جديدي هو ديواني الثاني الذي أحضر له الأن وهو بعنوان /على طرف التأمل / وأتمنى أن يلقى الاهتمام والرؤية النقدية التي لقاها / قوافل المطر/ ويترك أثراً في نفوس القراء بحيث يتمكن من التقرب إليهم وملامسة أحاسيسهم ,ويجد له مكانة متميزة في المكتبة الكردية والعربية .
في النهاية باقات من أزاهير الحبق والنرجس البري أقدمها لك أخي الكاتب حسين أحمد على هذا الحوار وأشكرك كثيراً .