قبلة الأولى

رشاد شرف
كنت أنا وصديقي نتمشى بين دروب البساتين نتحايل على العصافير فنصطادها، لكنه انقض على فريسة لم تكن بالحسبان. فريسة كانت محض مصادفة.
كنا قد أنتهينا قبل أيام من المرحلة الإبتدائية. كان هناك جدول صغير يفصل قريتنا إلى نصفين غير عادلين، نحن الصغار كنا نسميهما بالحارة الصغيرة والحارة الكبيرة، كان على النهر جسر خشبي بالكاد يتحمل شخصين، في منتصف الجسر التقينا مع صبية من الحارة الكبيرة والتي كانت معنا في نفس الصف. كانت خجولة جداً فتوقفت في مكانها ريثما نحن نعبر الجسر،  هو سبقني إليها وطبع قبلة على خدها فإنهار الجسر تحتنا نحن الثلاثة.
كسرت ساقه، لكنه لم يتألم، فقد ذاق طعم القبلة الأولى من الصبية التي نفر الدم وجهها خجلاً وحياءً بسبب الفجاءة والبغتة.
أما أنا، الذي سلمت من الأذى فقد انتظرت طويلاً حتى ظفرت بقبلة أولى.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

رضوان شيخو

يا عازف العود، مهلا حين تعزفه!
لا تزعج العود، إن العود حساس..
أوتاره تشبه الأوتار في نغمي
في عزفها الحب، إن الحب وسواس
كأنما موجة الآلام تتبعنا
من بين أشيائها سيف ومتراس،
تختار من بين ما تختار أفئدة
ضاقت لها من صروف الدهر أنفاس
تكابد العيش طرا دونما صخب
وقد غزا كل من في الدار إفلاس
يا صاحب العود، لا تهزأ بنائبة
قد كان من…

ماهين شيخاني

الآن… هي هناك، في المطار، في دولة الأردن. لا أعلم إن كان مطار الملكة علياء أم غيره، فما قيمة الأسماء حين تضيع منّا الأوطان والأحبة..؟. لحظات فقط وستكون داخل الطائرة، تحلّق بعيداً عن ترابها، عن الدار التي شهدت خطواتها الأولى، عن كل ركن كنت أزيّنه بابتسامتها الصغيرة.

أنا وحدي الآن، حارس دموعها ومخبأ أسرارها. لم…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

فَلسفةُ الجَمَالِ هِيَ فَرْعٌ مِنَ الفَلسفةِ يَدْرُسُ طَبيعةَ الجَمَالِ والذَّوْقِ والفَنِّ ، في الطبيعةِ والأعمالِ البشريةِ والأنساقِ الاجتماعية، وَيُكَرِّسُ التفكيرَ النَّقْدِيَّ في البُنى الثَّقَافيةِ بِكُلِّ صُوَرِهَا في الفَنِّ، وَتَجَلِّيَاتِها في الطبيعة ، وانعكاساتِها في المُجتمع، وَيُحَلِّلُ التَّجَارِبَ الحِسِّيةَ، والبُنى العاطفية ، والتفاصيلَ الوِجْدَانِيَّة ، وَالقِيَمَ العقلانيةَ ،…

إبراهيم اليوسف

الكتابة البقاء

لم تدخل مزكين حسكو عالم الكتابة كما حال من هو عابر في نزهة عابرة، بل اندفعت إليه كمن يلقي بنفسه في محرقة يومية، عبر معركة وجودية، حيث الكلمة ليست زينة ولا ترفاً، مادامت تملك كل شروط الجمال العالي: روحاً وحضوراً، لأن الكلمة في منظورها ليست إلا فعل انتماء كامل إلى لغة أرادت أن…