قبلة الأولى

رشاد شرف
كنت أنا وصديقي نتمشى بين دروب البساتين نتحايل على العصافير فنصطادها، لكنه انقض على فريسة لم تكن بالحسبان. فريسة كانت محض مصادفة.
كنا قد أنتهينا قبل أيام من المرحلة الإبتدائية. كان هناك جدول صغير يفصل قريتنا إلى نصفين غير عادلين، نحن الصغار كنا نسميهما بالحارة الصغيرة والحارة الكبيرة، كان على النهر جسر خشبي بالكاد يتحمل شخصين، في منتصف الجسر التقينا مع صبية من الحارة الكبيرة والتي كانت معنا في نفس الصف. كانت خجولة جداً فتوقفت في مكانها ريثما نحن نعبر الجسر،  هو سبقني إليها وطبع قبلة على خدها فإنهار الجسر تحتنا نحن الثلاثة.
كسرت ساقه، لكنه لم يتألم، فقد ذاق طعم القبلة الأولى من الصبية التي نفر الدم وجهها خجلاً وحياءً بسبب الفجاءة والبغتة.
أما أنا، الذي سلمت من الأذى فقد انتظرت طويلاً حتى ظفرت بقبلة أولى.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…