ضيفنا وضيفكم اليوم هو صاحب الريشة الساحرة والفكرة العبقرية. أمير الألوان وترانيمها الفنان التشكيلي والشاعر علي مراد.. من الإقتراب الأولى لعمل الفنان التشكيلي علي مراد سنعثر على عالم ضاج جدا. ضاج بالقيم والتعب والتعابير. بالحريق ورائحة التراب. غير محكوم بجهة معينة. فعالمه تشبه نافورة تنتظر من يأتي ليلمسها حتى تبدأ بالبخ والعمل وإرسال الرزاذ الجميل في كل الإتجاهات. ففي داخله تتزاحم الأفكار والصيغ والألوان على الخروج لتزدهر وتثمر.
الفنان التشكيلي علي مراد مواليد 1972. تخرج من معهد الفنون التشكيلية بحلب عام 1994 وعضو نقابة الفنون الجميلة بسوريا. وعضو إتحاد الفنانين التشكيليين السوريين ونقابة فناني كوردستان واتحاد فناني كردستان العراق.
له العديد من المعارض الفردية في كل من حلب وعامودا و السليمانية بكردستان العراق. كما شارك بمعارض جماعية في أغلب المحافظات السورية
(هذا الجسدُ المقدَّسُ كان ذاتَ زنزانةٍ منفضةً لسجائرِ سجَّاني )
هذا الجسدُ الذي تناوبَ عليهِ الأحماضُ و الجلَّادون يمثِّلني …
هذا الكوكبُ الموشومُ بأوسمةِ الخسارةِ
وبكلِّ ما عليهِ من ندوبٍ و شاماتٍ يمثِّلني …
هذا الجسدُ الطَّويلُ كالحلمِ و كشعرِ من أحبُّ يمثِّلني..
هذا الجسدُ المكعَّبُ كالعذابِ يمثِّلني
هذا الجسدُ الممعنُ بالانتظار النحيلُ كالخيزرانِ يمثِّلني..
وضلوعي التي كسرَها المخبرونَ
كانت ذاتَ عناقٍ تنشرُ الدفءَ في أنحائِكِ
لا زالَت تمثِّلني..
وسورةُ التَّعذيبِ تمثِّلني ..
وهذا الفضاءُ الدمويُّ
وهذه القصيدةُ التي لا تصلحُ للنَّشرِ
تبوحُ بالسِّرِّ و تمثِّلني .
… اهلا وسهلا بك
– بداية أرحب بالفنان التشكيلي والشاعر علي مراد ويسرني ان تكون ضيفي في هذا اللقاء . سؤالي الأول اريد ان يتعرف الآخرون عليك. من هو الفنان علي مراد
* ما أصعب هذا السؤال.. لا لأنني لا أعرفني بل لأنني أهرب مني و أحاول أن أخفي عنكم و عن المرايا حالة الصراع والحرب الدائرة بين علي الطفل الذي يأبى أن يكبر وبين علي الذي حفر الوجع ملامحه بكل سخاء وتركت على جبينه طرق للدخول والخروج كلُّ حافلات المنفى و استعمر البياض عتمة شعره وسنابل وجهه. تحية لك ولكل القراء
– لكل فنان بداية وتبدأ عادة موهبته بالظهور منذ الطفولة حدثنا عن بداياتك الفنية..
* ربما من الصعب جداً أن أحدد الوقت الذي بدأ انتباهي ينشد إلى الرسم لكن أجزم بأني لم أكن أفرح مثل كل الأطفال كلما رسمت و أدهشت كل من كان حولي و لم أتباهى يوماً بعلامة ١٠ على ١٠ التي كانت تزين دفتري من أول صفحة حتى آخر صفحة، و لا عندما كنت أرسم لأصدقائي الوظيفة قبل حصة الرسم بدقائق..
كانت السعادة عندما تعرفت على أصابعي وصنعت من الطين العالق بحذاء أبي (رأس غزالة ) تعلمت من ( ملا حسن ) كيف أرسم ( شجرة لوز ) و ألون كرمه من أسماك حمدونة .. تعلمت الشذرات اللونية على إيقاع أبرد ماء في العالم.. راقصت الظل في المرحلة الابتدائية.. كان أستاذ الرسم له الفضل ( محمد خير نبعوني ) لكنه في الصف الرابع استراح و كلفني بإعطاء دروس الرسم لأصدقائي في الصف..
هكذا بدأت أتصالح مع ألوان الطباشير و اللوحة الخضراء وممحاة بُترت من لباد قديم..
كل هذا قبل أن أستبدل أقلام الرصاص بالناشف و الفرنسي و قبل أن أرتدي بزة عسكري و أزين كتفي بشارة صفراء ..
في الإعدادية تعرفت على الخطوط أكثر وعلى جمال الفراغ و قيمة الكتلة..تعلمت التظليل من أولاد عمتي ( عبد الكريم رسول ) و ( عبد الحكيم رسول ) تعلمت الجرأة من( ازاد مجدو ) لهم كل التحية.
– لماذا اخترت الاستقرار في كوردستان العراق دون كل دول العالم؟
* استاذ نصر، بعد (الربيع العربي ) المدمر بعدما فاحت رائحة الجثث والبارود من الأرجاء كانت الخيارات محدودة إما أن أَقتل أو أُقتل.. كان ثمة وجهتان لا ثالث لهما ( تركيا ) أو كردستان العراق و لأنني أجيد الكردية ولا رغبة لي بتعلم لغة ( الحقد ) و ( الظلم ) و ( القتل ) لغة مرتكبي ( مجزرة سيفو ) و (سجن ديار بكر ) اخترت كردستان وتحديداً السليمانية كونها ( مدينة المثقفين ) وعلى ظهر حمار حملت لوحاتي للحدود و عبرت المستحيل.
– هناك عدة مدارس للفن التشكيلي مثل الكلاسيكي. التكعيبي والواقعي والسريالي والتجريدي… الخ. إلى أي المدارس الفنية ينتمي علي مراد ولماذا؟
* تعرفت على كل المدارس في معهد الفنون و حبي للمدرسة التجريدية لم يكن محض صدفة و زواجي منها ( كاثوليكي). هناك أكثر من سبب دفعني لدخول هذا العالم بعدما أتقنت الرسم الواقعي.. في التجريد لا تحتاج إلى طوابع لرسائلك المرسلة .. للتجريد سماء خالية من الطائرات الحربية.. التجريد أكبر من أبراج المراقبة .. على الجدار أقول ما أشاء، ألغي الرخيص بضربة ريشة، و أرسم حول رأس القديسة هالة.. أهتف بحرية أكثر …. أعمد ( مومس ) بدموع سائق تكسي و أشنق الدكتاتور بخيط.. في التجريد أهدم و أبني بالطين الطاهر.
– ان لكل فنان اسلوب يمتاز به وأسلوب يمثله. ماهي خاصية اسلوب الفنان علي مراد؟
* علي مراد يرسم ما هو ضروري أن يُرسَمْ، فالفنان لا يرسم لحياته خطة مستقبلية و إنما الحياة هي التي تفرض عليه ما يجب فعله.. الآن جميع الطرق أمامي واضحة وجليّة، وما عليّ إلا أن أسلك الدرب، و إن كان صعباً فلا بُدّ من المرور به، لأنّ الحياة هي المدرسة الهامة لنا الآن و يجب علينا ألّا نخطئ المسير.
– يقول النحات والرسام والفنان التشكيلي الاسباني بابلو بيكاسو.. الرسم طريقة أخرى لكتابة المذكرات. هل تعارض ام توافق هذا المعتقد ولماذا؟
* نعم صدق بيكاسو.. اللوحة الفنية هي قصيدة بحد ذاتها و إنما الأبجديات تختلف فمن السهل جداً ترجمة اللوحة والقصيدة سواء… ولكن ربما كان هناك فرق في النُخَبْ.
– ما الفرق بين الفن التشكيلي والرسم؟ ولماذا بعض الناس تعتبر الفن التشكيلي خربشات ليس لها معنى؟
وماهي مجالات الفن التشكيلي؟
* ههههه اي خربشات.. قال أحدهم لـ: “بيكاسو” : “يبدو أنّك لا تُحسن من الرسم سوى هذه الخطوط والألوان المتداخلة ” فأخذ بيكاسو ريشته وقام برسم حبّة قمح على الأرضية، وكانت حقيقية إلى درجة أنّ أحد الديكة تقدّم محاولا التقاطها، عندها انبهر الرجل وقال لبيكاسو: لماذا إذن تصرّ على هذه الرسوم الغريبة وأنت تُحسن الرسم بهذه الطريقة الرائعة ؟ فأجابه بيكاسو بهدوء :” في الحقيقة أنا لا أرسم ..للدجاج
– الفنان. التشكيلي علي مراد. برايك ما الرابط بين الشعر والفن بالرسم بالألوان عندما تكون اللوحة بحد ذاتها قصيدة .
* الفنان هو أكثر الناس قراءةً للأشياء حتى إذا وقف أمام لوحة من لوحاته، فلربما أقف أحياناً أمام عمل من أعمالي مدهوشاً من لونٍ ما، لأني حين أرسم لا أكون في حالة نفسية (عادية) فالهاجس أو المخيلة الإبداعية الباطنة لدي هي التي تتحكم بالريشة او القلم لا شخص (علي مراد).
– ان لكل فنان اسلوب يمتاز به وأسلوب يمثله. ماهي خاصية اسلوب الفنان علي مراد؟
* كي تصل الرسالة التي أرسلتها كي تُقرأ بشكل صحيح ..على القارئ أن يعرف ألف ياء الفن و أن يدرك ماهية الثقافة البصرية .. ليدخل عالمك، هذا العالم الغريب المليء بالمتناقضات؛ لكن غياب دور النقد التشكيلي وشلل دور العرض أدى إلى خلق فجوة و بعد مسافة بين الفنان والجمهور؛ لذلك في أغلب الأحيان يُطلب من الفنان التشكيلي أن يرتدي قميص الناقد وهذا مؤلم جداً لأكثر من سبب.
– المعارض الفنية التي شارك فيها الفنان التشكيلي علي مراد:
1- حلب – صالة الخانجي – 2008
2- عامودا- المركز الثقافي 2012
3- كردستان – السليمانية – المتحف الوطني ( أمنى سوركه) 2012
4- كردستان – السليمانية – مقهى (11) 2013
5 – كردستان – السليمانية – كاليري سردم 2015
6 – عامودا – معا من أجل عامودا – 2016
7 – عامودا – مركز كمال درويش 2016
8- عامودا – منظمة جذور – 2016
9 – عامودا – منظمة جذور 2016
10 – عامودا – مركز كمال درويش 2018
المعارض الجماعية:
1 – عامودا – المركز الثقافي -1991
2 – بيروت- قصر الأونيسكو – 2001
3 – عفرين – المركز الثقافي – 2006
4 – الرقة – المركز الثقافي – 2006
5 – السلمية – المركز الثقافي – 2006
6 – حلب – صالة الخانجي للفنون الجميلة – 2008
7 – حلب – نقابة الفنون الجميلة – 2009
8 – حلب – مقر الحزب الشيوعي – 2009
9 – السويداء – المركز الثقافي – 2009
10 – مصياف – المركز الثقافي – 2009
11 – حلب – دار كلمات – 2009
12 – اللاذقية – متحف الفن الحديث – 2009
13 – حلب – صالة الخانجي للفنون الجميلة – 2009
14 – مدينة الثورة – المركز الثقافي – 2009
15 – ربيع حلب – مديرية الثقافة – 2010
16 – اللاذقية – مقهى قصيدة النثر – 2010
17 – عفرين – كرنفال الشباب الديمقراطي السوري 2010
18 – حلب – ملتقى الخريف بين حلب واللاذقية 2010
19 – حلب – ملتقى اللوحة الصغيرة اتحاد الفنانين التشكيليين 2011
20 – حلب – ربيع وطن اتحاد الفنانين التشكيليين 2011
21 – عامودا– المركز الثقافي 2012
22 – كردستان – السليمانية – صالة ( سردم للفنون التشكيلية ) 2013
23 – كردستان – السليمانية – المتحف الوطني ( أمنى سوركه)2013
24 – كردستان – السليمانية – كافي ( 11 ) 2014
25- تركيا أمد – معرض كردستان 2015
26 – كردستان – السليمانية كاليري زاموا -2015
27 – قامشلو – كاليري سوبارتو -2016
28 – عامودا – معا من أجل عامودا – 2016
29 – عامودا – كردستان – السليمانية – المتحف الوطني ( أمنى سوركه ) 2016
30 – عامودا – مركز كمال درويش 2016
31 – عامودا – منظمة جذور 2016
32 – كردستان – السليمانية ( تلاري شار ) 2018
– هل برأيك الفنان هو نتاج الدراسة الأكاديمية ام هو نتاج الحالة الإبداعية؟
* فقط الكردي يولد فنان وتولد معه المعاناة و هذه المعاناة هي التي تدفعه بدورها إلى حلبات الصراع الذي يولد معه الفنان. لاشك للأكاديمية دور مهم في ثقل الموهبة و أحياناً في ضمورها ( سلاح ذو حدين )
لكن دعني أخبرك بسر.. كل الذين خلقوا انعطاف في تاريخ الفن غير أكاديميين. يقول بيكاسو ( كل طفل فنان، المشكلة هي كيف تظل فناناً عندما تكبر ).
– هل أثرت التقنيات الحديثة واقصد الكومبيوتر على الفن التشكيلي؟
* أنا في النهاية أنتظر عمل فني مستوفي الشروط ( تقنيات الكومبيوتر ) ( فوتو شوب) (كولاج) ( مواد مختلفة ) أي شيء ..أريد عمل فني فقط .
– ما رأيك بمكانة الفنان المحلي ماديا ومعنويا. وهل يستطيع الفنان التشكيلي المحلي ان يعتاش من هواية الرسم لوحدها؟
* لا مكان للفنان غير المنتمي.. الفنانون ضحايا الحركة السياسية و ملحدون منذ أول الله عند الإسلاميين وفقراء العالم المنهار تمدناً.
– هدوء اللون مفعم بالضجيح. كيف يروضه احساس الفنان التشكيلي علي مراد؟
* ثمة فرق كبير بين بقعة الدم و الوردة رغم قرب اللون.. أحيانا تخضرُّ المساحات و تكتظُّ بالألوان التي نحبها فيكون بمقدورنا أن نمزج الفرح البرتقالي مع اللقاء الوردي ونبدأ بحكاية مليئة بالأقاح والياسمين، وننهيها بعناق العاشقين وأحياناً أخرى نرانا وبدون مساءلة نمتطي الأحصنة، ونشهر السيوف لنلون ما حولنا بالأحمر القاني فليس لنا سوى ذلك.
– عندما تدعوك اللوحة لامتطاء خلجاتها. ماالصهيل الذي تدندنه؟
* صهيل أقرب إلى أنين ( أحمد كايا ) قريب من صوت ( همايون شجريان ) لغة تشبه بحة ( خوشناف تيلو ) جميلة ك ( جوان حاجو ) وعند الوقوف أمام الفضاء الأبيض تسمع سيمفونية الألوان.. الأصفر يتبختر على حافة منحدر … الأزرق يرسل رسائل حب للنرجس والريشة ساعي بريد مجنون..
– كيف هي الأغنية اللونية التي تصاحب أنامل الفنان التشكيلي علي مراد؟
* ( سزان اكسو ) و ( هيثم يوسف ) ( صفقان اوركيش ) وفي الكثير من الأوقات يكون صوت الريشة أعلى من صوت قلبي..
– كيف يمكن للفنان ان يحقق المعادلة الصعبة بين تقديم نتاج فني حديث متطور وبين إرضاء ذوق الجمهور العادي الذي يصعب عليه إدراك ما يبتغيه الفنان من لوحاته؟
* حين نهاب الإيضاح.. حين نرسم المكنونات على قطعة قماش.. حينها لا بدَّ لنا من أن نبرز الألوان التي تتركب منها شخصيتنا، و التي تستطيع من خلالها أن تعطي للمتلقي و لو شكلاً بسيطاً من الانطباع عن هذه اللوحة؛ و لكن حين لا يكون بمقدورك أن تسلط و لو جزءاً بسيطاً من الضوء على هذه الطلاسم البعيدة كل البعد عن ثقافة المتلقي، حينها لا يمكن له الاستجابة والدخول إلى عالمك /عالم الفنان الذي يرسم وهو لا يدرك بأن اللون هو الأبجدية و هو الكلمة الفصحى التي و بها فقط ندرك ماهية الفكرة المرجوّة من هذه اللوحة أو تلك / فغياب اللون و عدم التجانس يعني غياب الفكرة أيضاً.
– يقول أحد النقاد. الفن التشكيلي يخاطب النخبة ولم يكن في يوم من الأيام يخاطب عامة الناس. ولهذا السبب
تتاح للفنان التشكيلي مالا يتاح لغيره من الفنانين الآخرين من حرية تعبير وعرض. بدليل اننا لم نسمع عن اعتقال اي فنان تشكيلي من قبل السلطات مهما كان نتاجه معارضا لهذه السلطات..
* وجود النقد التشكيلي و دور العرض يساهم في تحويل (عامة الناس ) إلى نخبة لكن للأسف الشديد الفنان التشكيلي هنا في الشرق يسبق النقد التشكيلي ب ١٠٠ عام عكس الغرب تماماً.. أما بالنسبة لعدم سماعك فنان اعتُقل دعني أخبرك و كما ذكرت سابقاً للفن مدارس و مذاهب فإن كان الكاريكاتير الابن غير الشرعي للفن التشكيلي فأنا سمعت عن اعتقال أكثر من رسام كاريكاتير و زاد على ذلك اغتيال ( ناجي العلي ) مثلاً..
– من يلهمك اكثر في الرسم.. الطبيعة.. المرأة.. ام معاناة الشعوب؟
* كل شيء.. لا رتم للجنون … المرأة حاضرة في تفاحة و مرسومة على النقود.. لكن غالباً ما أرسمُ مهرجانات الجوع وكرنفالات الهجرة..
– بعيدا عن اللون والفرشاة. ما الهوايات التي تحب أن تمارسها في اوقات الفراغ؟
* (التحليق بالدراجات النارية )
– ليس كل شاعر فنان. هل من الضرورة ان يكون كل فنان شاعر واذا كان الجواب ب نعم . أليست هناك صعوبة. بالانتقال من غرفة الرسم الى غرفة الشعر؟
* كل حقيقي فنان وكل فنان بياض يغري الاحبار…. إذا كان هناك (مخيلة مبدعة) فليس هناك شيء اسمه (فارغ وممتلئ). فالفنان هو عبارة عن عطاء سرمدي لا يمكن لنا أن نعرف من أين يبدأ أو أين ينتهي؟
– لنعود للوراء قليلا.. تحت عنوان سبع رصاصات اقمت معرضا فنيا في مدينة عامودا عام 2018 .. لماذا سبع رصاصات؟
* سبع رصاصات استوطنت كتفك وما زلت تلوح لها بضلعك المكسور …
سبعة ينابيع يرتدون دمك الارجواني وأنت تخبىء في جيوب قلبك صورة امرأة ملعونة بالغياب
سبع سنوات والمنفى يخلعك من جسد الحلم كمسمار صدأ
سبع سنوات والنحاس تؤام لحمك وقلبك مدينة منكوبة.
– الفنان علي مراد. هل الفن التشكيلي الكردي حاضر في المعارض العالمية. وهل استطاعت الهوية الكردية الفنية أن تثبت وجودها؟
* لا هوية للفن التشكيلي الكردي ثمة شامات …أسماء نقشت على المشهد التشكيلي العالمي، بالطبع ليس لنا بأن ننكر وجود شباب يقودهم الفن ذاته إلى خلق لوحة ما، بضرورة الوصول إلى العمل وفحوى اللون، ووضوح الخط في أعمالهم التشكيلية
– صف لنا حنينكم إلى عامودا. وهل في نيتكم العودة اليها مرة ثانية؟
* متمنياً أن يترك هذا العمل بصمةً في عملية الخلق الإبداعي لدى الناظر إليها، وأن يرى من خلالها كل ما تركته (عامودا) وريح الشمال في ذاكرتي التي ترتعد على أرصفة هذه المدينة المغطاة بالدخان ورائحة الإسفلت التي تدعو للغثيان والتقيؤ. فلا يمكن لنا أن نتجاهل >الطفولة< التي ما زالت في داخلنا والتي لم تنتهي حتى الآن، ففي معظم الأوقات أراني الطفل الحافي الذي يركض في ساحات وبيادر عامودا التي لا تنسى أبداً.. أركض إلى التنور لأتناول رغيفاً ساخناً من العمة (كُلي).
وفي نهاية هذا اللقاء الممتع والشيق أتقدم بجزيل الشكر إلى الشاعر الجميل والفنان المبدع .. علي مراد
لقد كنت صديقنا الأقرب. عرفناك اكثر واحببناك اكثر، شكرا لروعتك ولمجهودك ولاتساع صدرك ..