– نوميديا جروفي ، شاعرة و كاتبة قصة قصيرةو باحثة و ناقدة و إعلامية.
– من مواليد 09 ماي 1982 (تلمسان / الجزائر).
– شهاة تقني سامي في الإعلام الآلي.
– شهادة ماستر في قانون الأعمال.
– شهادة في الصحافة المكتوبة.
– محررة في موقع المجلة الإلكترونية معارج الفكر.
– محررة في مجلة رؤيا الفصلية.
– عضو في جامعة الأبجدية الدولية للثقافة و السلام.
– عضو في المقهى الثقافي و الأدبي (قهوة الرمانة) بولاية تلمسان.
– عضو في ورشة المسرح بدار الثقافة عبد القادر علولة بولاية تلمسان للكتابة الدرامية.
– تنشر في العديد من الصحف و المجلات الورقية و الإلكترونية عبر العالم.
– مهتمة بالأقليات المهمشة.
– باحثة في التاريخ القديم و الأساطير العالمية و الشعبية.
– مهتمة بقضية كردستان (تاريخ و ثقافة).
– رسالتي أن أنشر السلام و المحبة بعيدا عن الطائفية التي شتت الشعوب.
– كتبت مقدمات كثيرة للعديد من الكتاب و الشعراء .
– أحب المطالعة منذ عمر التاسعة و ليومنا هذا لا أنام دون مطالعة كتاب و الكتب لا تفارقني أينما أكون.
– أحب سماع فيروز و الموسيقى الكلاسيكية لبتهوفن و موزار و تشايكوفسكي.
– أرسم لوحات بالكروشيه.
– في الشعر:
• ديوان (محراب في كلّ روح) 2016.
• ديوان (في متاهة قلبي المسافر).
• ديوان ( ترنيمة على أوتاري).
– في الأدب و النقد:
• قراءات نقدية لنخبة من الأدباء و الشعراء(جزء 1).
• تأملات بعدسة القلم (مجموعة قصصية).
• الحبّ.. ترنيمة عشق.
• سفر بين الكتب (قراءات نقدية جزء 2)
• جمالية النصوص الأدبية (قراءات نقدية جزء 3)
• قراءات نقدية لنخبة من أدباء الجزائر (قراءات نقدية جزء 4)
• قصص خيالية للأطفال بالفرنسية.
• أقلام ملونة (مقالات متنوعة)
• قراءات سينمائية.
• موسيقى الحياة (نصوص)
• منبع الحياة الروحية.
• أقوال مأثورة .. حكم و أمثال.
• معلومات متفرقة.
• حوارات متنوعة (أدباء و شعراء و فنانين).
في الدراسات:
• مولانا الحبّ جلال الدين.
• تاريخ و ثقافة كردستان.
…. …. …. …..
تجليّات روحيّة
قصفٌ من الاشتياق
أصابت شظايا حنينه
جسور الفؤاد
*****
هدّئ من روعك أيّها اللّيل
مازالت أزقّتك مزدحمة
لتقاضيني بجنونك
*****
أنت الحديث الدائم بيني و بين نفسي
و أنت الأفكار العابرة
و ألف كلمة لم تقال و لم تُكتب
*****
ضاع عقلي و أدمنتك و أدمنت عشقك
لا فرق بين قلبي و عقلي
ذاك ينبض لك و هذا يُفكّر بك
كلاهما أنت
و لا أعرف أين أنا
*****
أنصت بقلبك لا بأذنك
ثمّةعزف قد يطير بك
إلى سماء الهدوء
ثمّة صوت لا يستخدم الكلمات
أنصتْ إليه…
… اهلا وسهلا بك
– كيف بدأت شاعرتنا الكريمة رحلتها إلى عالم القصيدة والقصة ومتى اشتعل القلم بلهيب الروح
* بدأت الكتابة في عمر مبكّر في الحادية عشرة و بدايتي كانت عبارة عن كتابة خواطر نثرية نابعة من واقع ما يجري حولي و بمرور الوقت تعلّمت كيف أقسّم كلّ قصيدة حسب موضوعها و مع اهتمامي الكبير بآلام و أحزان غيري فمعظم قصائدي في البداية كانت حزينة كما رآها البعض.
أما بخصوص كتابة القصة فمنذ أكثر من سنتين جاء إلهامها من واقع ما أراه في الحياة اليومية فكنت أكتب القصص القصيرة و أحتفظ بها، و ذات يوم جمعتها و راجعتها فوجدت أنها تستحق أن تُنشر.
أمّا بخصوص لهيب الروح فالسبب بسيط جدا لأنّي دخلت عالم مولانا جلال الدين الرومي منذ سنّ الثانية عشرة و كبرت و أنا أتوغّل في كتاباته بالتدريج إضافة إلى الحلاج و السهروردي و القطب الصوفي أبي مدين الغوث المتواجد ضريحه في مدينتي تلمسان.
و كتبتُ ذات يوم:
تجرّدتُ عن جسدي
و تورّطتُ في روحي
فتهتُ في هوى الأرواح..
– يقولون وراء كل شاعر مجموعة من الشعراء. من هم الشعراء الذين تتأثر بهم الشاعرة نوميديا جروفي؟
* الشعراء الذين تأثّرت بهم منذ صغري : نزار قباني ،محمود درويش، جلال الدين الرومي، الحلاج و الشاعر شيركو بيكه س .
– المواضيع والقضايا التي تُعالجينها في كتابتك الشعريَّة والنثريَّة؟
المواضيع التي أعالجها في كتاباتي الشّعرية و النثرية هي قضايا اجتماعية و عربية حيث أتماشى مع الأحداث خاصة الأقليات المهمشة و الشعب الكوردي و أحزان بلداننا العربية التي لم تتوقف دموعها و آلامها.. بصراحة أنا أنتمي لكل الشعوب المقهورة و جزء لا يتجزّأ عنها.
دوري ككاتبة و إنسانة هو نشر المحبّة و السلام بين الجميع بعيدا عن إراقة الدماء و التعصّب و الطائفيّة التي شتّت الكثيرين.
ففي ظلّ كلّ هذا الخراب و الحصار و الدمّ المراق في عالمنا العربي أكتب عن معاناة كلّ الهموم آملة بغد أرقى و أفضل فأنا أنتمي للجميع.
– رأيُكِ في مستوى الأدب المحلي ( الشعر و النثر ) .. إلى أين وصل أدبنا ..ومقارنة مع مستوى الأدب خارج البلاد ؟؟
* بصدق أتألّم لما وصل إليه الأدب في زمننا هذا، فكلّ من هبّ و دبّ يقولون عنه شاعرا أو أديبا بدون أن يمتلك أدنى مقومات في اللغة و الثقافة، و المحزن أنّ أغلب شباب اليوم لا يقرؤون الأدب الكلاسيكي على أنّه قديم و لا يتماشى مع عصرهم فأغلبهم ينجذب إلى الكتابات التي لا أقرؤها بصراحة و لا أميل إليها و أسميها الروايات و الكتابات الغريزية الشهوانية التي لو قمنا بغربلة محتواها و استخلاص معانيها نحصل على لا شيء سوى الهباء.
و أحتار عندما أرى تهافت القراء على الروايات التي تتناول مواضيعا جنسية مخلة بالحياء، إذ لو تسألهم عن فيودور دوستويفسكي أو أجاثا كريستي أو موليير أو شرلوك هولمز أو جبران خليل جبران تجدهم فاغري الأفواه كأنك جئت من كوكب آخر غير الذي يعيشون فيه.
عكس البعض تُحسّ و أنت تقرأ لهم أنّك تعيش كتاباتهم سواء كانت شعرا أو نثرا فتتوغّل في المعاني و تُبهرك اللغة المنتقاة.
فالأدب هو الكلام الجيد الذي يحدث في نفس قارئه وسامعه لذة فنية، سواء كان هذا الكلام شعرا أم نثرا، و هو الإنتاج العقلي الذي يصوّر في الكلام، و يكتب في الكتب.
فالقصيدة الرائعة والمقالة البارعة والخطبة المؤثرة والقصة الممتازة كل هذا أدب بالمعنى الخاص، لأننا إذا نقرؤه أو نسمعه نجد فيه لذة فنية كاللذة التي نجدها حين نسمع غناء المغني و إيقاع الموسيقى، أوحين نرى الصورة الجميلة والتمثال البديع، فهو إذن يتصل بذوقنا وحسنا وشعورنا.
فما يراه القارئ كلاما جيدا من منظوره و ثقافته وخبراته قد لا يكون جيدًا من منظور قارئ آخر و لكلّ واحد نظرته الخاصّة في تلقّيه ذلك الأدب، لكن أعتقد أنّ ما يستثير دهشة القارئ عادة هو بحثه على إعمال عقله و هو الأعلى تأثيرًا.
– هل تعتبرين أنَّ مسألةَ الجمال الخارجي قد تؤثِّرُ على مسيرة الشاعر والأديب ؟
* سؤالك هذا ذكّرني بالشاعر السياب الذين عشقت الفتيات كتاباته و لم تعرفن شكله لأنه لم يكن جميلا و لم تعره أحداهنّ اهتماما حتى أنّ بعضهنّ كانت تقرأ قصائده على مسمع منه دون أن تعرف أنه صاحبها و هو يتحسّر في أعماقه.
أما أنا فأعتبر الجمال الخارجي غلافا قابلا للتغيير لأنّ الجمال الحقيقيّ هو جمال الروح.. فكم من كاتب جميل أو كاتبة جميلة كتاباتهم سيّئة بكل ما تعنيه الكلمة تجعلك تتوقّف عن القراءة في أوّل الصفحات و تشعر بصداع ناهيك عن الأخطاء اللغوية الفادحة.
لكن و بما أنّ سؤالك بالغ الأهمية و عن تجربتي و ما لاحظته بدوري مؤخرا في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر أنّ الفتيات كنّ في طوابير لأجل الحصول على توقيع كاتب وسيم و العكس بالنسبة للشباب لأجل توقيع كاتبة جميلة، صدقا اندهشت و ضحكت في أعماقي فهناك كتاب شباب ليسوا وسيمين لكنّ كتاباتهم رائعة جدّا.
– لك مجموعة قصصية باسم /تأملات بعدسة القلم /هل يمكن أن تحدثينا عن هذه المجموعة؟
* هي قصص بعدسة كاميرا الحياة البعض منها وقعت على مسامعي فدوّنتها بأسلوبي، و البعض الآخر من نسيج مخيلتي، أمّا الجانب الأكبر منها فقد تصيدتها من الحياة نفسها عبر تجاربي الشخصية و خبرات الآخرين لأنّ على الكتابة أن تكون ملتصقة بالحياة و تتدفّق منها و ما الحياة سوى قصّة و خبرة و عبرة، و هي قصص من روافد المجتمع ففي عمق كلّ قصّة هناك خبرة و ما وراء كلّ خبرة عبرة حياة.
فلكلّ قصة قصيرة عبرة أو حكمة دوّنتها في الأخير.
– ماذا تعني نوميديا جروفي بعناوين دواوينها / محراب في كل روح / … / في متاهة قلبي المسافر /… / ترنيمة على أوتاري /.. هل تكشفين لنا بعض الأفكار الرئيسية عن محتويات، المجموعات الشعرية؟
* ديوان (محراب في كلّ روح) هو تقريبا ديوان صوفي كما استخلص مغزاه كلّ من قرأه وتناوله بدراسة مثل الأب يوسف جزراوي وكذا الأستاذ عبد النبي فرج.
ديوان (في متاهة قلبي المسافر) جمعت فيه أحزانا ودموعا عربية لشرقنا المتألمّ بسبب الدّمار والحروب و الطائفية إضافة إلى التهميش الذي يعاني منه الشعب الكوردي و معاناته فكتبت قصائد أيضا عن كلّ من: عفرين الجريحة ، مجزرة حلبجة ، سينما عامودا، قامشلو، صرخة شنكال، الشهيدة اللبؤة بارين، كردستان.
ديوان (ترنيمة على أوتاري) عبارة عن نصوص قصيرة و تجليات روحية و مناجاة.
– نوميديا جروفي هي شاعرة. قاصة. باحثة. مترجمة وناقدة .. ألا تتلقى صعوبات وهي تقود هذه المعارك الكتابية؟ وفي أي جنس أدبي تجد نفسها أكثر؟
* لا توجد صعوبات وسط المعركة الكتابيّة، لأنّ الكتابة لا حدود لها ولا أتعثّر في أيّ درب أدبي مهما اختلف عندي ولو حدث وتعبتُ بالكتابة أحيانا أرتاح بالمطالعة لعدّة أيّام لأعود لقلمي مجدّداً.
و ليس للكتابة وقت معيّن عندي قد أكتب و أنا في الحافلة أو المكتب أو مطعم، فأحيانا و أنا أشاهد فيلما أستخلص منه عبرة تروقني تلهمني لكتابة سينمائية عنه و حتى القراءات النقدية أنا لا أختار الكتب التي سأقوم بدراستها بل هي تجذبني للكتابة عنها سواء كانت شعرا أو رواية أو مجموعات قصصية فمن خلال مطالعتها و حيث مواضيعها التي تعالجها و اللغة الراقية ، و لا اميل للكتابة عن الأدباء المشهورين أبدا بل أبحث عن الأدباء و الشعراء الشباب الموهوبين الذين لا يعرفهم القارئ فأبرزهم للساحة الأدبية بإبراز جمالية كتاباتهم الراقية.
بصراحة أجد نفسي في الشعر فأنا شاعرة أوّلا حيث من خلال الشعر أستطيع التعبير عمّا يخالجني من شعور أو إحساس فالشعر بالنسبة لي هو موسيقى الروح و أشعر أنني أتنفس من خلاله إنه أكسجين الحياة بالنسبة لي.
– ما هو الشيء الذي شد نوميديا جروفي إلى مولانا جلال الدين الرومي لتؤلف كتابا موسوعيا عنه؟
* مولانا جلال الدين الرومي قطب صوفي بارز، ومنذ كنت في الثانية عشر وأنا أقرأ أعماله وبمرور الوقت تعمّقت أكثر وغصت في أعماق كتاباته حتّى تغلغل في أعماقي حبّ عالمه الذي أخذني بعيدا جدا و من خلال قصائده لشمس تبريز تولّد في أعماقي الفضول لأكتشف السرّ الدفين وراء اغتيال شمس الدين تبريز، من منهما الشيخ؟ ومن المريد؟ ما هي المولويّة؟
عالم مولانا الرومي بحر شاسع لا مرفأ له وفي أعماقه جواهر نادرة
عنوانها الحبّ والمحبة والمودة والتسامح وكذا موسيقى الأرواح التائهة التي تجعلنا نحلّق في الأعالي.كلّ هذا ما جعلني أزداد غوصا و إبحارا لأكتب كتابا موسوعيا يبقى للأجيال القادمة.
– هل يستطيع الكاتب /ة أن يكتب عن كل شيء دون أن يتعرض للأذى. بمعنى هل هناك وجود للخطوط الحمراء أو المحرمات في الحقل الأدبي. وعلى الأديب والكاتب عدم تجاوزها وإلا سيكون مستهدفا من قبل السلطات والتنظيمات
السياسية و الدينية… الخ
* الخطوط الحمراء في الأدب التي تعتبر الثالوث المحرّم هي (السياسة، المرأة، الجنس) ومن يتطرّق لهم يُعتبر جريء حطّم الطابور و يُصبح محطّ الأنظار.
الجميع يكتب عن السياسة بمواضيع تتناول الواقع المعاش لكن بطريقة أدبية وأنتَ أشرت لنقطة مهمّة من كون الكاتب لو يتجاوز الخط الأحمر يصبح مستهدفا طبعا ، و هنا أنت محقّا فأكثر من كاتب وجد نفسه وراء القضبان وفي المحاكم أو السجن أو لاحقته الحكومات وهناك من أعدم بسبب كلام كتبه، لهذا على كلّ قلم نابض أن يكتب ويحترس أحياناً حتى لا يقع فريسة سهلة كما حدث لأدباء كثيرين.
س- كيف تنظرين إلى مستقبل الأدب من قصّة و شعر في الجزائر بشكل خاصّ و الوطن العربي بشكل عامّ؟
* سأتحدّث في هذا الموضوع كقارئة و ليس ككاتبة ،مستقبل الأدب في الجزائر مازال يعاني لانعدام التّدقيق اللغوي في بعض دور النشر الحديثة بالجزائر التي تطبع الكتاب دون أن ترى محتواه.
و الجميل في الجزائر مؤخرا تنظيم الصالون الوطني للكتاب في كل ولاية إضافة للصالون الدولي للكتاب بالجزائر كل سنة و أصبح للكتاب أهمية مع إنشاء المكتبات العمومية في كل ولاية و تنظيم اللقاءات الأدبية و الملتقيات و تأسيس المقاهي الثقافية الأدبية التي تناقش كتابات الأديب أو الشاعر الذي يكون مدعوّا طبعا بحضور جمهور مهتم بالأدب.
أرى أنّ مستوى الأدب و الشعر في الجزائر يسير نحو الأحسن مؤخرا بظهور كُتّاب و شعراء شباب في المستوى تفتخر بوجودهم الساحة الأدبية.
وفي الوطن العربي بشكل عامّ فرغم الحرب و الدمار إلاّ أنّ الإبداع متواصل و الكتابة لا تتوقّف.
– باعتبارك مُهتمّة بثقافة و تاريخ كردستان، هل لك كتابات باللّغة الكرديّة؟
* تعرفتُ على كُردستان بفضل الأستاذ والباحث الموسوعي ” جلال زنگابادي” وكتابه الموسوعي (الكرد لوجيا)، وبالبحث وجدتُ تشابه طبق الأصل في بعض العادات مع مديني تلمسان خاصّة في طقوس الزواج، ومن هنا ازددت تعمقاً وبحثاً لأكتب عن تاريخ وثقافة كُردستان لأفتح الباب على مصراعيه لمن لا يعرف حضارتها وتقاليدها المتوارثة أبًا عن جدّ منذ عقود.
و أشكر الأستاذ الموسوعي جلال زنگابادي الذي علّمني مبادئ اللغة و مازلت مبتدئة و أتمنى أن أتقنها بطلاقة لأتمكّن من الكتابة باللّغة الكردية و أترجم أعمالي بنفسي أو أترجم كتبا كردية للعربية.
أمّا بخصوص الكتابات باللغة الكردية فهناك كلّ من: الأستاذ فريدون سامان و الأستاذ محمود رشيد و الأستاذ محمد صابر الذين ترجموا بعض قصائدي للغة الكردية و أشكرهم كثيرا.
– كلّ إنسان ناجح و متميّز لا بدّ من أن يتعرّض لهجوم من قبل النّقاد و الشّارع العامّ. أستاذتنا نوميديا جروفي هل تعرّضت لمثل هذه الأمور؟
* الكلّ يتعرّض لهجوم من قبل النقاد أو الشارع العامّ، و أنا بدوري تعرّضت لهذا الأمر من خلال شعري الذي يراه البعض ينتمي للصوفيّة التي ينتقدها البعض و ينظر إليها بطريقة استثنائية.
و النقد يعلّمنا أكثر لا يُحطّم معانينا أو يهدّمنا، بالعكس يجعلنا ننطلق للأمام ونسير على النهج الذي نتبعه دون الإلتفات للوراء أو التعثر بل بالمضيّ قدما.
– هل تخشين على الحركة الأدبيّة من الأوضاع السياسية الحاليّة و توجّهاتها المحافظة على حريّة الإبداع
* أبدا، فالأوضاع السياسية الحالية فجّرت بداخل الكثيرين من أصحاب الأقلام النابضة موهبتهم في الشعر و الأدب.
فهنا في الجزائر و بالضبط في الصالون الدولي للكتاب سيلا 2019 كانت هناك كتبا كثيرة تتحدث عن آخر الأوضاع السياسية التي عاشتها الجزائر منذ بدأ الحراك الشعبي لغاية خلع الرئيس السابق و محاسبة الوزراء الذين عاثوا في البلاد فسادا و إدخالهم السجن، و العناوين كانت بارزة و لاقت إقبالا كبيرا من القراء.
و أنا في مجموعتي القصصية كتبت قصة بعنوان (صلاة الشعب) تحكي عن يوم إعلان عبد العزيز بوتفليقة عن عدم ترشّحه لعهدة خامسة بطريقة أدبية.
– ما هي أبرز المشاكل التي تعتقدين أنّها تواجه الكتّاب هذه الأيّام و أنت خاصّة؟
* أبرز المشاكل التي تواجه الكتّاب مؤخّرا و أهمّها هي تسويق الكتب المنشورة للكُتّاب في الجزائر بصفة خاصّة ، حيث أنّ دون النشر الحديثة تتقاضى المال فقط لتنشر الكتاب دون تسويقه في باقي الولايات فيضطرّ الكاتب لتسويقه بنفسه في المكتبات ، و كأنّ أصحاب دور النشر بمنظوري يلعبون دور تجّار فحسب لأنهم يتقاضون المال لنشر فقط و الكتاب بالنسبة لهم سلعة رخيصة لا قيمة لها.
كُتّاب كثيرون عانوا من عدم تمكّنهم من توصيل كتبهم لباقي الولايات فاضطروا للتنقل بأنفسهم.
أمّا بالنسبة للتسويق العام للكتب في باقي البلدان فأحيانا لا نتمكّن من الحصول على بعض الكتب في الجزائر و عدم مشاركتها في الصالون الدولي للكتاب بسبب بعض الحواجز التي تمنع دخول بعض الكتب من عناوينها أو محتواها فتصبح ممنوعة في بعض البلدان العربية و يعود هذا للرقابة على المطبوعات التي تُعتبر العقبة الأولى أمام رواج الكتاب.
– هل لك محاولات أخرى غير الشّعر و القصّة القصيرة؟
محاولاتي الأخرى زيادة عن الشعر و القصّة القصيرة متمثّلة في في الكتابات النقدية حيث أصدرت ثلاث كتب نقدية تناولت فيها كتاب و شعراء عرب و أنا بصدد إصدار كتاب نقدي رابع خصّصته للكتاب و الشعراء الجزائريين و كذا كتابتي 5 قصص أطفال باللغة الفرنسية و قمت بترجمتها للعربية لتكون في متناول الجميع، و قراءات سينمائية، و كتاب موسوعي بعنوان (الحبّ.. ترنيمة عشق) تناولت فيه كل قصص الحب العالمية التي لا يعرفها الكثيرون إضافة لتعاريف أشهر الكتاب العالمين للحبّ، و كتاب جمعت فيه مقالات متنوعة و آخر خصصته للحوارات التي أجريتها مع كتاب و أدباء و فنانين من شتى أنحاء العالم، و كتاب للأمثال و الحكم، و كتاب آخر لمعلومات متفرقات، و مؤخرا بدأت كتابة النصوص المسرحية بفضل الأستاذ المسرحي الكبير و المخرج الجزائري علي عبدون الذي شجعني و أول نص مسرحي لي بعنوان (موسم تافسوت).
– من هم الشعراء و الأدباء و النقاد المفضّلون لديك و الذين تأثّرت بكتاباتهم محليّا و عربيّا و عالميّا؟
الشعراء المفضلون عندي و الذين تأثرت بكتاباتهم هم: نزار قباني، محمود درويش، فرناندو بيسوا، شكسبير، فروغ فرخزاد.
الكتاب الذين قرأت لهم كثيرا هم: عبد القادر علولة، كاتب ياسسين، ياسمينة خضرة، باسم خندقجي، فيودور دوستويفسكي، ليو تولسوي، فيكتور هيجو، وليم شكسبير، جرجي زيدان، شرلوك هولمز و أجاثا كريستي.
النقد: الدكتور محمد لمين بحري و الدكتور سعيد بوطاجين.
– هل تعتقدين ان الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان بعامة. وكيف خدمت الشبكة العنكبوتية المواطن بشكل عام، والشعراء والأداء بشكل خاص.
* الشبكة العنكبوتية نعمة لمن يعرف كيف يستغلها و يستفيد منها، و نقمة لمن يجهل كيفية استغلالها.
مثلا مواقع التواصل الاجتماعي جعلتنا نتعرف على أدباء و شعراء من شتى أنحاء العالم و نقرأ لهم، و فنانين و مسرحيين نشاهد أعمالهم عن قرب و نستفيد منها،في حين نرى أنّ البعض يعيش في مواقع الدردشات التي لا تسمن و لا تغني العقل بالمعرفة بل مضيعة للوقت فقط و هذه نظرتي الخاصة و الشخصية.
فالشاعر و الكاتب و المبدع سنحت له الفرصة لينشر كتاباته في الفضاء الأزرق و اكتسب جمهورا عربيا و عالميا.
و أنا تعرفت على أدباء و شعراء تعلمت منهم و مازلت أتعلم ممّن هم أكبر منّي سنّا لأني ما زلت تلميذة و أستغلّ كل فرصة في المعرفة.
– ماهي المشاكل التي يعني منها الكاتب والأديب في الجزائر بعامة في رأيك الشخصي. ومن هم اهم الكتاب والادباء في رأيك من كلا الجنسين الذين يعجبوك وتقرأين لهم ؟
* المشكل الوحيد الذي يعاني منه الكاتب و الأديب في الجزائر هو تسويق الكتب ، انعدام التنقيح و المراجعة و التدقيق اللغوي في بعض دور النشر الحديثة بالإضافة إلى عدم الحرص على النوعية و سلامة اللغة بل همّها الوحيد إصدار الكتب بأخطاء لغوية و نحوية فادحة ناهيك عن بعض العناوين و المواضيع التي لا تستحقّ النشر أصلا.
الكتاب و الأدباء الذين لفتوا انتباهي مؤخرا و قرأت لهم و أعجبت بكتبهم هم شباب جزائريين مبدعين برزوا للساحة الأدبية باستحقاق منهم:
محمدي محمد الأمين، نبيل دحو، ياشر محمد علي، أمين بوشيخي، قداوي ابراهيم، نهاد بلقاطي، عبد الرزاق طواهرية، العربي بوزيان، عائشة بويبة، عبد القادر بعطوش، ماسينيسا تيبلالي و غيرهم.
– ماهي أحلامك وطموحاتك التي تتمني تحقيقها وكذلك ماهي أحلام وطموحات المرأة الجزائرية بشكل عام التي تتمنى ان تحققها لنفسها.
* طموحاتي التي أتمناها هي أن أظلّ أكتب لآخر نفس و نبض و ألاّ يتوقّف قلمي عن مساندة المظلومين و المقهورين ما دمت أتنفّس و أن تكون كتاباتي رسالة سلام و محبة دائما.
و أمّا بالنسبة للمرأة الجزائرية فقد تحررت من عقدة التهميش و صارت عضوا فعالا في المجتمع الجزائري.
– كلمةٌ أخيرة تحبين أن تقوليها في نهاية في نهاية اللقاء
* في الأخير أشكركم مجدّدا لهذه الالتفاتة الأدبية الراقية من قبلكم، و اهتمامكم بكتاباتي المتواضعة متمنية لكم دوام التألق و الإبداع و النجاح مع خالص المودّة والتقدير والاحترام.
وفي نهاية هذا اللقاء الممتع والشيق أتقدم بجزيل الشكر إلى الشاعرة والكاتبة المبدعة نوميديا جروفي
لقد كنت صديقتنا الأقرب. عرفناك اكثر واحببناك اكثر
شكرا لروعتك ولمجهودك ولاتساع صدرك ..