حبيبةٌ في كلّ أرضِ الله

فراس حج محمد/ فلسطين
في كلّ أرض اللهِ لي امرأةٌ حبيبةْ
في المدنِ العتيقة والجديدةْ
من أقصى الشمالِ إلى الجنوبْ
سمراواتٌ، حنطيّاتٌ، بيضاواتٌ، شقراواتْ
قصيراتٌ، طويلاتٌ
نحيلاتٌ، وممتلئاتْ
شاعراتٌ، كاتباتٌ، راسماتٌ، قارئاتٌ
بعضهنَّ مميّزاتْ
وغيرُهنّ كغيرهنّْ
متواضعاتْ
في أرض الشمال قرب (ابن عامرَ) لي حبيبةْ
وفي حيفا، وفي يافا، وفي عكّا حبيبةْ 
وفي نابلْسَ سرّ حكاية أخرى حبيبةْ 
وفي الأغوارِ، قلبِ الأرض، والملكوتِ امرأةٌ ترعى بنبض فؤادها قلبي
وأسمع صمتها المسكون في وَلَهِ الحبيبةْ
وفي لبنانَ لي أخرى لها فيروزُ، مدّ البحرِ، شجرةُ أرزْ
وبيروتُ النديّةُ والبهيّةْ
وتاريخٌ من الشِّعْر الطّويلِ
وأكتافٌ تزاحم نفسها في العُلْوِ
روايةً اللهِ الجميلة في حكايتنا الطويلةْ
وفي مصرَ نيلٌ وأهرامٌ و”امرأةُ الضَّوْءِ” الغريقة في زُهَيْرات الحديقةْ
وحبيبةٌ من تونسَ الخضراءِ لي شبقُ الصّباحِ على صباح أسطورةْ
ولي بجزائرِ الأحرارِ شعرٌ وسهرةُ حبٍّ وعذراء العذارى
وفي الأردنِّ “أرضِ العزمِ” أكثرُ من حبيبةْ 
وغرامُ قلبٍ جامعٍ عمانَ، والزرقاءَ، موجَ العقبةْ
وفي (الفيسبوكِّ) في الصُّوَر الكبيرةِ والصغيرةْ
والصوتِ و(المسجاتْ) 
لي حبيباتٌ وعطرٌ باذخٌ وعناقُ قُبْلةْ
وألوانُ الربيعِ، دفءُ الحلمِ، طعمُ المرّة الأولى، وفرْحُ اللَّذة الحلوةْ
وفي باريسَ، أمريكا
وفي الصّينِ البعيدةِ لي حبيبةْ
في كلّ أرض اللهِ
لي ظلٌّ ظليلٌ شاسعٌ
ولي ضَوْءٌ
حكاياتٌ من النّسرينْ
وُضُوءٌ وصلاةٌ ومحرابُ قصيدةْ
وهنا بالضبطِ هذا الوقتِ لي امرأةٌ
هيَ كلّ ما في الكونِ من ألقِ الحياةِ
على الحياةِ مدى الحياةِ امرأةٌ حبيبةْ
آب 2020

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

 

فراس حج محمد| فلسطين

تتعرّض أفكار الكتّاب أحياناً إلى سوء الفهم، وهذه مشكلة ذات صلة بمقدرة الشخص على إدراك المعاني وتوجيهها. تُعرف وتدرّس وتُلاحظ تحت مفهوم “مهارات فهم المقروء”، وهذه الظاهرة سلبيّة وإيجابيّة؛ لأنّ النصوص الأدبيّة تُبنى على قاعدة من تعدّد الأفهام، لا إغلاق النصّ على فهم أحادي، لكنّ ما هو سلبيّ منها يُدرج…

عمران علي

 

كمن يمشي رفقة ظلّه وإذ به يتفاجئ بنور يبصره الطريق، فيضحك هازئاً من قلة الحيلة وعلى أثرها يتبرم من إيعاقات المبادرة، ويمضي غير مبال إلى ضفاف الكلمات، ليكون الدفق عبر صور مشتهاة ووفق منهج النهر وليس بانتهاء تَدُّرج الجرار إلى مرافق الماء .

 

“لتسكن امرأةً راقيةً ودؤوبةً

تأنَسُ أنتَ بواقعها وتنامُ هي في متخيلك

تأخذُ بعض بداوتكَ…

 

محمد إدريس *

 

في ذلك المشهد الإماراتي الباذخ، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة، يبرز اسم إبراهيم جمعة كأنه موجة قادمة من عمق البحر، أو وترٌ قديم ما زال يلمع في ذاكرة الأغنية الخليجية. ليس مجرد ملحن أو باحث في التراث، بل حالة فنية تفيض حضورًا، وتمنح الفن المحلي روحه المتجددة؛ جذورٌ تمتد في التراب، وأغصانٌ…

 

شيرين الحسن

كانت الأيام تتسرب كحبات الرمل من بين أصابع الزمن، ولكن لحظة الغروب كانت بالنسبة لهما نقطة ثبات، مرسى ترسو فيه كل الأفكار المتعبة. لم يكن لقاؤهما مجرد موعد عادي، بل كان طقسًا مقدسًا يُقام كل مساء على شرفة مقهى صغير يطل على الأفق.

في كل مرة، كانا يجدان مقعديهما المعتادين، مقعدين يحملان آثار…