لوحة و قصيدة

 غريب ملا زلال 
و تمطرني بأضواء عينيها
أنا الذي أمد قلبي مظلة 
تقيني من وهجها 
تتثاءب في اللوحة كثيراً 
وكأنها شارع لا يسير فيه أحد 
تخطفني صوت هالتها 
أنا المخنوق بظلها 
أتجول بين أصابعها 
ترسمني حتى ينكمش صوتها 
أسألها 
فصولك سحب و بساتين 
و عزف ناي على ضفة نهر 
جف منذ نصف قرن أو أكثر 
لا القصر منيف 
و لا الحكاية حكاية شهرزاد 
تسردها لشهريارها 
أسألها 
نهارك مسافات
 تستعين خطواتها من رموش عتباتي 
فأين ظلي من ظلك المخضر 
في زمن العراء 
أتثاءب في اللوحة كثيراً 
حتى كاد الإطار يهرب مني 
فلا يدي يبتل بعطرك
و لا صدرك تلامس أمطاري
لاروحي قادرة أن يستظل 
بجذع نخلك 
و لا نبعك قادر أن يلفح حقولي 
أنا الصهيل 
أردد أغنيات تلثغ بك 
و أعبر الصمت بهدوء 
و كأنني أستحم برائحة البلاد 
…..
العمل الفني لكاروان كابان 


شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حوار مع العيان جلبي جلبي ابن يوسف جلبي

حاوره: ابراهيم اليوسف

تعرّفتُ على يوسف جلبي أولًا من خلال صدى بعيد لأغنيته التي كانت تتردد. من خلال ظلال المأساة التي ظلّ كثيرون يتحاشون ذكرها، إذ طالما اكتنفها تضليلٌ كثيف نسجه رجالات وأعوان المكتب الثاني الذي كان يقوده المجرم حكمت ميني تحت إشراف معلمه المجرم المعلم عبدالحميد السراج حتى…

مروى بريم

تعودُ علاقتي بها إلى سنوات طويلة، جَمَعتنا ببعض الثَّانوية العامة في صفّها الأول، ثمَّ وطَّدَت شعبة الأدبي صحبتنا، وامتَدَّت دون انقطاع حتى تاريخه.

أمس، انتابني حنينٌ شبيهٌ بالذي تقرّحت به حنجرة فيروز دون أن تدري لمن يكون، فوقه اختياري على صديقتي وقررتُ زيارتها.

مررتُ عن عمَدٍ بالصّرح الحجري العملاق الذي احتضن شرارات الصِّبا وشغبنا…

أحمد عبدالقادر محمود

اجتازا حاجز المعارضة المنصوب على أحد مداخل المدينة ، لم يكن الأمر غريباً ، كانا معروفين من قِبل عناصر الحاجز ، سارا معاً قرابة الساعتين وهما يتحدثان عن الثورة ومآلاتها ، أعجب درويش بأفكار فطين ، وعمق تحليلاته ومنطقة السلس الآخّاذ ، وهدوئه إلى جانب شخصيته الكارزمية ، تيقن درويش…

خوشناف سليمان

في زقاقٍ منسيٍّ على هامش أطراف عامودا. كانت خالة زريفة تسند ظهرها إلى الحائط الطيني. ترقّب الغروب كمن يترقّب رحمة السماء. ليس في البيت إلا كأس من الأرز. و بعض الخضرة. ووجوه ثلاثة صغار أرهقهم الجوع. و لم يجرؤ أحدهم على النحيب.
ذلك اليوم. دخل الضيف.
لم يكن متطفلًا. بل قادمًا ليسأل عن…