الكرد في الدوريات الروسية في القرن التاسع عشر

ا.و. بابيدونوستسيفا
ترجمة: د.عبدي حاجي
 
كانت كردستان- بلاد الكرد- تقع منذ القدم على مفترق طرق القوافل، التي كانت تربط إيران وميسوبوتاميا مع بلدان الشرق الأوسط والبحر الأسود. وكانت القوافل الكثيرة التي تنقل   البضائع والأموال عبر جبال كردستان تتوقف في مدن الشرق الأوسط الغنية. ولم يهتم الخلفاء العرب، وأباطرة بيزنطة، والسلاطين الأتراك وشاهات إيران بتطوير الأقاليم الكردية لبعدها عن المراكز الإدارية وموقعها في المناطق الجبلية.
جرى تقسيم كردستان في عام 1514بعد النصر الذي أحرزه السلطان سليم الأول على الشاه الفارسي اسماعيل الأول في معركة جالديران، وقد كانت حصة الأسد من نصيب الإمبراطورية العثمانية (الأجزاء الشمالية والغربية والجنوبية)، وكان الجزء الشرقي وحده من نصيب إيران. 
أما الإمارات الكردية الإقطاعية التي انقسمت كردستان في ما بينها في ذلك الحين فقد حافظت على استقلالها الفعلي(1،ص 39).لقد أدى التدهور العسكري-السياسي والاجتماعي-الاقتصادي، الذي عانت منه تركياالعثمانية وبلاد فارس الى ضعف ملحوظ لسلطة السلاطين الأتراك وشاهات فارس في كردستان ،التي كانت أكثر المناطق زعزعة للامبراطويتين وموضع اهتمام خاص من جانب الغرب وروسيا.
بدأ تدخل السلطة التركية المركزية في الشؤون الكردية عقب الهزيمة في ضواحي فيينا عام 1683 ، وحينذاك تحديداً عيّن السلطان سليمان الأول حاكماً عاماً على ديار بكر، الذي كان عليه القيام بدور الوسيط بين الإقطاعيين الكرد واستانبول(2، ص279).اندلعت منذ مطلع القرن التاسع عشر ولغاية الحرب العالمية الأولى عشرات الانتفاضات على أرض كردستان(كانت أكثرها شأناً انتفاضة عبدالرحمن باشا بابان عام1806-1812  وانتفاضة الأمير شرف خان في بدليس عام 1834 وانتفاضة بدرخان في عام 1843-1846،وانتفاضة يزدان شير في عام 1854،وانتفاضة الشيخ عبيدالله النهري في عام 1880-1881 (3،ص7).
  تعود الاتصالات الروسية –الكردية الأولى إلى مرحلة الحروب الروسية-الإيرانية والروسية-التركية  وذلك بعد أن أصبحت مسرح العمليات العسكرية قريبة من الأراضي التي يعيش الكرد فيها. 
وفي القرن التاسع عشر قام العلماء الروس، والكتاب، والصحفيون،والدبلوماسيون، والضباط، والشخصيات الدينية وأعداد غفيرة من الحجاج بزيارة بلدان الشرق الأوسط مراراً(4 ،ص103).وقد وضع عدد كبير من هؤلاء، الذين زاروا الشرق الأوسط الكتب، والمذكرات ،واليوميات ، ومجلات الرحلات والدراسات العلمية والمنشورة على صفحات مجموعات خاصة وإصدارات دورية.
قام علم الاستشراق الروسي والغربي بدراسة كردستان من وجهة نظر إثنوغرافية، لغوية وأركيولوجية وعلى نحو أفضل. أضف إلى ذلك أن الاهتمام كان ينصب قبل أي شيء على الأرمن والشعوب الأخرى غير الكردية.وبصرف النظر عن أن المستشرقين الروس في القرن التاسع عشر وفي النصف الأول من القرن العشرين  لم يرتقوا في دراساتهم حول المسألة الكردية إلى مستوى تعميمات اجتماعية جدية ،لكنهم مع ذلك عرضوا الأحداث بمصداقية تاريخية دقيقة ،هذه الأحداث التي كانوا شهود عيان عليها. يشغل الاستشراق الروسي مكاناً بارزاً في الطرح الموضوعي وإضاءة الكثير من المشاكل الاجتماعية-الاقتصادية الهامة في حياة الكرد و كردستان.
 يجري تفسير اهتمام العلماء الروس مثل ف. ديتل ،وس.أ.يغيازاروف، وخ.أبوفيان ، وي.بيرزين،و ب.ي.ليرخ ، و ف.أ.غورديليفسكي ،و أد.زابا،وأ.خودزكو ، و ن.يا.مار ،وي.أ.أوربيلي وغيرهم، الذين ساهموا بقسط أساسي في تطور الكوردولوجيا،بما قاموا به من جمع لمادة لغوية وإثنوغرافية قبل كل شيء ، كما كان من بين رعاياها عدد من الكرد. لم يأت اهتمام روسيا بكردستان لاعتبارات علمية فحسب، بل لمتطلبات السياسة الخارجية والداخلية أيضاً ، هذا الاهتمام الذي بدأ منذ العقود الأولى من القرن التاسع عشر.أصبحت العشائر الكردية الحدودية مراراً موضوعاً للهيمنة من جانب زعمائها ومن جانب الحكومتين الفارسية والعثمانية ومن الدول الغربية الكبرى التي كانت تتعقب مصالحها الاقتصادية والسياسية .
يعود نشوء الصحافة الروسية الدورية إلى أوائل القرن الثامن عشر، ففي تلك الفترة راحت تظهر المجلات التي أصدرها عدد من الكتاب والجمعيات الأدبية. ومنذ النصف الأول من القرن الثامن عشر لم تعد الصحافة الروسية الدورية التي أسستها الدوائر الحاكمة حكراً على السلطة الحكومية (5، ص 3).وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر لم تنشر سوى مقالات وأقوال الرحالة عن اللغة الكردية والاثنوغرافيا وتاريخ الكرد وذلك قبل نشر دراسات متخصصة مكرسة للكرد.
    ينطبق تصنيف الصحافة الموضوعي وغيرها من المطبوعات المنشورة مع مراحل التغيرات الأساسية على الساحة الدولية والسياسة الخارجية في ذلك الوقت أي في القرن التاسع عشر(الحرب الروسية – الفارسية1804-1813)، والحرب- الروسية – التركية (1806 -1812 ) ، ففي العشرينات من القرن التاسع عشر كانت الحرب الروسية – الفارسية (1826 – 1828) ، والحرب الروسية – التركية (1828-1829) ،وفي الثلاثينات والأربعينات (مرحلة الاصلاحات (1839-1870) ،كانت انتفاضة بدرخان في الجزيرة (1843-1856) ،وحرب القرم (1853-1856) ،وانتفاضة يزدان شير( 1854)،وفي السبعينات الحرب الروسية- التركية (1877-1878)،وفي الثمانينات اندلعت انتفاضة الشيخ عبيدالله النهري (1880-1881) ،وفي عام 1890-1900 جرى تشكيل فرسان الحميدية الكردية (1891) ،و مذابح الأرمن (1894-1896).
   تعود الاتصالات الفعلية والمدوَّنة الأولى لممثلي الإمبراطورية الروسية مع الزعماء الكرد إلى عام 1804-1805 ، عندما جرت المحاولات الأولى لاستمالة الكرد إلى جانب روسيا بغية ضمان حيادهم في الصراع الدائر بين روسيا وبلاد فارس ، وروسيا وتركيا وعرضوا عليهم قبول الجنسية مع الحفاظ على حقوق الزعماء الكرد وامتيازاتهم.
     كان سلاطين الدولة العثمانية وشاهات إيران يرون في العشائر الكردية “وقود حرب ” لهم، فقد حاول الحكام في الإمبراطورية العثمانية و إيران ضمان مشاركة الفرسان الكرد في الصراع مع روسيا وفي الاشتباكات التركية –الفارسية أيضاً وذلك عن طريق استمالة الشيوخ المحليين والزعماء الإقطاعيين بمختلف الهدايا و اغرائهم بالغنائم الحربية الغنية. وهذا ما أدى مراراً إلى أن تقوم عشيرة كردية بمحاربة عشيرة أخرى. وعرقلت مثل هذه السياسة التضافر بين العشائر المجزأة وألحقت ضرراً بالغاً بالقوى المنتجة في كردستان واقتصادها التي كانت أصلاً ضعيفة التطور.
    لقد جاء ذكر الكرد في الصحافة وللمرة الأولى في معمعان الحروب بين روسيا و بلاد فارس، وهذا ما ورد في “رحلة إلى بلاد فارس و آسيا الصغرى في عام 1796″ لمؤلفه أوليفر والمنشور في عام 1809 على صفحات العدد الأول من ” مجلة الرحلات المعاصرة”. كانت المجلة تصدر في سانت بطرسبورغ شهرياً وللناشر الروسي الشهير ن.ي.غريتش.لم يستمر الإصدار طويلاً (من تشرين الأول عام 1809 ولغاية تشرين الأول عام 1810)، إلا أن الاهتمام الذي كانت المجلة توليه للشرق من الأعداد الأولى يعد الآن أيضاً واقعة طريفة للدارسين في هذه المنطقة.
   كان انضمام خانة قره باغ (في عداد الأراضي الأخرى ) ،التي عاش الكرد فيها إلى روسيا من نتائج الحرب الروسية –الفارسية (1804 – 1813) . و أظهرت العشائر الكردية نشاطاً كبيراً في الحرب الروسية-الفارسية التالية (1826-1828)، الأمر الذي أدى ألى اقتراب مسرح العمليات العسكرية من مناطق سكناها، وازداد عدد السكان الكرد في روسيا بعد الانتصار الذي أحرزته روسيا في الحرب ضد إيران وانضمام خانة يريفان (6،ص39-40).
    في عام 1826 نشر المستشرق الفرنسي البروفيسور بيير أميدي جوبير ، الذي توجه بتكليف من نابليون في بعثة دبلوماسية إلى بلاد فارس وآسيا الصغرى في عام1805-1806، مذكرة بعنوان “كردستان” (1826 العدد 14) في مجلة “أرشيف الشمال ” الصادرة في بطرسبورغ.لقد وصف جوبير في يوميات سفر الضيافة الكردية إذ كتب يقول:”عند ظهور الغريب بين مجموعة منهم وهو في حاجة إلى شيء ما يذهب جمع إليه ويقولون له:”مرحباًبك! عليك أن تكون هنا كما في بيتك ،اننا ننتظر تلك الساعة على أحرّ من الجمر، كي نقوم فيها بضيافتك”،ثم يتحدث كيف أن الكرد ينشغلون بتقديم الطعام والماء للضيف الطارىء والعلف لفرسه أيضاً ويقومون بتزويده بالطعام خلال الطريق ويقدمون له كل الأشياء الضرورية هدية.(26 ص22)
    في عام 1828وصلت إلى قراء مجلة ” مراسل أوربا”(1828، العدد 8) معلومات عن الكرد في تركيا وبلاد فارس. لقد أسس ن.م.كارمزين المجلة في موسكو عام 1802، وكان محررها لغاية عام 1804 و ينشر فيها بنشاط. كانت مجلة “مراسل أوربا” إحدى أولى المجلات الروسية التي قامت بنشر مواد لها علاقة بمسائل سياسة روسيا الداخلية والخارجية، وقضايا تاريخ البلدان الأخرى وحياتها السياسية  ،إلى جانب نشرها مقالات حول الأدب والفن.
      في ثلاثينات القرن التاسع عشر ظهرت معلومات عن الكرد في أول صحيفة روسية في القفقاس وهي صحيفة” أخبار تفليس”، وذلك بعد توسيع أراضي الإمبراطورية الروسية على حساب ضم أراض إليها وفق نتائج الحرب وظهور شعوب جديدة في عدادها. صدرت الصحيفة منذ عام1828 ولغاية1832 بعد أن أعدت دائرة واسعة من المواد حول شعوب القفقاس. وكان أ.س. غريبايدوف والديسمبيريون المنفيون إلى القفقاس وشخصيات تنويرية بارزة في ماوراء القفقاس مثل س.ي. داوداشفيلي ،و أ.ك. ياكيخانوف ،وخ .أبوفيان وغيرهم من المؤلفين المشاركين في الصحيفة. نشرت ” أخبار تفليس “على صفحاتها وصفاً لباشلك أرضروم (1830،العدد6) ،وباشلك أخلاط (1832، العدد4،العددان 5و6)، الذي يسرد معلومات عن الكرد وما يقومون به من أعمال.وكتبت نبذة بعنوان” قرية أرغادجي ، خرائب مدينة أورغوف ، أراضي ترحال الإيزيديين ” (1830 العدد59) عن حياة الكرد الإيزيديين المعيشية ، كما ظهرت معلومات عن حياة الكرد المعيشية وعاداتهم في تقارير الأسفار إلى اطلال المدينة الأرمنية القديمة غارني ودير كيغارت (1830 العددان 64و65 ) وإلى آرارات (1830 العدد 1/3).كما نشرت معلومات احصائية عن إقليم يريفان(1831 العدد 6/7) وناخيجيفان(1831 العدد8، والعدد9/11) ، ومعلومات إثنوغرافية عن الكرد في “رسالة من تفليس إلى سانت بطرسبورغ” (1831 العدد27 /29).
في عام 1831 أعلن الناشر وبائع الكتب أ.ف.سميردين عن إصدار مجلة جديدة هي”مكتبة للقراءة” وكانت مجلة موسوعية شاملة. وراحوا ينشرون المقالات عل صفحات المجلة من السنة الأولى لصدورها وحتى اغلاقها في عام 1865ن هذه المقالات المكرسة لاثنوغرافيا الكرد، وعلى سبيل المثال فإن غ. كلابروت في مقال له بعنوان ” وصف أرمينيا الروسية” (1834 ، المجلد 4، القسم3) يقدم وصفاً لمنطقتي يريفان و ناخيجيفان ومعلومات عن توزيع حصص الأرض حسب العشائر والشعوب بما فيها الكرد.
  نشرت مجلة “ابن الوطن ” مقالاً بعنوان “أقاليم تركيا الآسيوية المتاخمة للأراضي الروسية في ماوراء القفقاس”(1834،العدد21،والعدد22) والمأخوذ من مولفات أوشاكوف “تاريخ الأعمال العسكرية في تركيا الآسيوية في 1828 و1829” (7،ص10).كان غريتش مؤسس هذا الإصدار التاريخي والسياسي والأدبي.عدت مجلة “ابن الوطن ” الصادرة في بطرسبورغ منذ عام  1812 ولغاية عام 1844 ، ومن ثم بعد انقطاع راحت تصدر في عام 1847 ولغاية عام 1852، واحدة من أفضل المجلات الروسية وكانت تقع تحت تأثير إيديولوجية الديسمبريين وفي ما بعد أخذت تتمسك بنزعة ملكية محافظة.
  كنت أود الإشارة بسطر واحد إلى الإصدارات الخاصة للوزارات وهي “مجلة وزارة الداخلية” التي كانت تصدر شهرياً منذ عام1829 ولغاية 1861.لقد أخذت المعلومات تظهر عن الكرد وحياتهم المعيشية وأعمالهم منذ عام 1834 مثل ” وصف احصائي لاقليم ناخيجيفان وضعه ف.غ. والمطبوع بإذن من الجهات العليا (1834،الجزء 2) ووصف الحياة المعيشية والعادات والأخلاق في نبذة بعنوان ” الكرد” (1835،الجزء15) ووصف لمراعي الكرد في قصة وصفية تصويرية من مذكرات سفر لصاحبها ن.ب نفيديف “قصص جديدة فيما وراء القفقاس ” لمؤلفها أ.غاغيميستر(1847 ،الجزء20).
  كانت صحيفة ” أخبار بطرسبورغ ” وصحيفة “أخبار موسكو ” من الصحف الأولى الصادرة في الإمبراطورية الروسية.  وبصرف النظر عن وضع الإصدار كانت المنشورات حول التيمة الكردية تظهر قليلاً جداً على صفحاتها.ففي صحيفة ” أخبار سانت بطرسبورغ ” مثلاً كصحيفة يومية تصدر في العاصمة  والتي تأسست منذعام 1728 ولغاية 1917 والتي اطلقت على نفسها اسم مجلة “أدبية – سياسية  ” فإن وصف الحياة المعيشية للكرد وعاداتهم وتقاليدهم نجده في العدد 91 واعدد92 (1835) وللمرة الأولى وعلى شكل إعادة طبع مقال نشر سابقاً في “مجلة وزارة الداخلية” في عام 1835 أيضاً ،والذي حسب ما يراه ب.ي.ليرخ، قصيرأً ينقصه الوضوح “(57 ص 10).يبدو أن هذا الموضوع لم يلق اهتماماً خاصاً لدى القراء.
   في عام 1836 نشرت “رحلة إلى أرضروم في أثناء حملة عام 1829 ” للشاعر الروسي العظيم أ.س.بوشكين وللمرة الأولى على صفحات مجلة أدبية – سياسية “المعاصر “(1836 -1846 )، التي أسسها بوشكين (المجلد 1).ففي الثلاثينات من القرن التاسع عشر أخذت تظهر في الصحافة الروسية معلومات متقطعة ومتناقضة أحياناً عن العقائد الدينية للكرد الإيزيديين ، التي كانت غريبة على الأكثرية المسيحية والاسلامية المحيطة بها.
   يصف أ.س. بوشكين لقاءه الطريف مع أحد الايزيديين عندما كتب يقول”:حاولت أن أعرف من الإيزيدي حقيقة دينهم. ورد  على اسئلتي قائلاً  أن الشائعة الدارجة بين الناس وكما لو أن الإيزيديين يعبدون الشيطان هي خرافة باطلة وأنهم يؤمنون بالإله الواحد، وحسب معتقدهم فإن لعنة الشيطان هي ، في الواقع ، امر غير لائق  وسافل،ذلك أنه شقي الآن وقد يتم الصفح عنه مع مضي  الوقت ،لأنه لا يمكن وضع حد لرحمة الله. لقد بعث هذا الشرح الطمأنينة في نفسي ،وكنت في غاية السرور من أن الإيزيديين لا يعبدون الشيطان ، وتبين لي أن ضلالهم جدير بالعفو أكثر”.
  لم يتم تسليط الضوء في ” أخبار موسكو ” الصحيفة الأقدم والصادرة منذ عام 1756 على الموضوع الكردي باستثناء نبذة تاريخية – إثنوغرافية “الكرد”(1838، العدد48). وفي عام 1839 ظهر منشور واحد مكرس لديانة الكرد وبعنوان ” أخلاق الكرد و الإيزيديين ومعتقداتهم ” على صفحات مجلة أدبية “حوليات الوطن ” وكان مقتبساً من رسالة فرنسي باسم بابتستان بوجول، الذي قام برحلة في آسيا الصغرى (1839 ، المجلد6 ، القسم 8). و كانت المجلة التي اسسها المؤرخ والكاتب ب.ب. سيفينين ، تصدر في سانت بطرسبورغ مع بعض الانقطاعات في أعوام 1818 -1884 وتفيض بالمقالات حول موضوعات التاريخ والجغرافيا والحياة المعيشية وأخلاق شعوب روسيا. 
    ظهرت في أربعينات القرن التاسع عشر صحيفة دورية سلطت الضوء وعلى نحو أكمل على مختلف نواحي حياة الشعب الكردي وهي صحيفة “القفقاس” التي تأسست بمبادرة نائب الأمير فورونتسوف وذلك في عام 1846 وكصحيفة جديدة أدبية- سياسية”… كانت مخصصة لنشر المعلومات المفيدة والأخبار الحديثة في المنطقة <…> ولتعريف روسيا بسمات حياة الشعوب وأخلاقها وعاداتها والقاطنة في منطقة القفقاس”(8،ص7)،وكانت الصحيفة تحظى بدعم حكومي وتصدر اسبوعياً منذ عام 1846 وحتى 1849 ، ومرتان في الاسبوع منذ عام1850 ولغاية1876،واعتباراً من عام1877 راحت تصدر يومياً.
   أثار عدد كبير من العشائر الكردية الإيزيدية، التي أصبحت من رعايا الإمبراطورية الروسية اهتمام الناشر وكتّاب النبذات الذين نشروا على صفحات الجريدة. وظهرت التكهنات حول أصل الكرد-الإيزيديين وأراضي سكناهم في روسيا وفي البلدان الأخرى في مقالات بعنوان “الإيزيديون قرب بحيرة غوكتشي(في قضاء يريفان حالياً)” (1846 العدد43 (26 تشرين الأول ) ، كما وردت فيها معلومات عن لغة الكرد – الإيزيديين ، “الإيزيديون” (1848 ، العدد8 (21 شباط) ، العدد 9 (21 شباط) ، ووصف العادات والمعتقدات في نبذة بعنوان “خرافات الإيزيديين “(1850  ،العدد30) (15 نيسان )، وقد كرس مقال بعنوان ” وصف باشلك أرضروم ” (1852 ،العدد 65 (25 تشرين الأول ) ،العدد66 (29 تشرين الأول ) للكرد القاطنين في باشلك أرضروم.
     نُشِرَت مقالات خ.أبوفيان مؤسس اللغة الأرمنية الأدبية الحديثة على صفحات ” القفقاس” وبعنوان عام “الكرد”(1848 ، العدد46 (15 تشرين الثاني ) ، العدد 47 (20 تشرين الثاني)،العدد49 (4كانون الأول ) العدد50 (11 كانون الأول ، العدد51 (18 كانون الأول ). تورد هذه المقالات معلومات طريفة عن تاريخ واثنوغرافيا الشعب الكردي ،كما تقدم وصفاً رائعاً للنظام الاجتماعي الكردي وعلاقات الكرد الزوجية ووضع المرأة  ونمط الحياة والعادات والأخلاق والديانة ،والابداع الشعبي ، واللغة ” (9، ص 5).يتحدث أبوفيان عن الكرد قائلاً:”كان من الممكن أن نطلق على الكرد لقب فرسان الشرق بكل ما في هذه الكلمة من معنى لو عاشوا حياة أكثر تحضراً ،ذلك أن الاستقامة ، والروح القتالية ، والنزاهة ، والوفاء الذي لا حد له لامرائهم ، والوفاء بالوعد ، وحسن الضيافة ، والثأر والعداوة ة التي تنشب حتى بين الأقارب ،والاحترام الشديد للمرأة  هي صفات عامة يتميز بها الشعب الكردي بأسره” (2،ص140).
  لم تحل معاهدة أرضروم المبرمة عام 1823 بين تركيا  وإيران  مشكلة الأراضي الحدودية المتنازع عليها بين الدولتين. فقد كانت الصراعات تنشب بمحاذاة الحدود بلا انقطاع، وتشتد النزعات الانفصالية بين الإقطاعيين الكرد، الأمر الذي أثّر سلباً على العلاقات بين هذه الدول. وتدخلت بريطانيا و روسيا في الصراع الدائر وعرضتا وساطتهما على الجانبين المتخاصمين. كما هددت الحرب الوشيكة عرقلة تجارة هاتين الدولتين مع تركيا وإيران، وما لا شك فيه أن ذلك لم يكن أمراً مرغوباً فيه. كانت حكومة الشاه تميل ‘لى تسوية سلمية للعلاقات مع تركيا وعرضت على البعثات القيصرية في تركيا وإيران المشاركة في حل القضايا المتنازع عليها.
  وفي حين كانت المفاوضات جارية اندلعت واحدة من أكبر الانتفاضات الكردية في القرن التاسع عشر وفي منطقة جبلية من كردستان هي الجزيرة.كان بدرخان الذي قادها ونظمها يتمتع بنفوذ كبير بين النخبة الاقطاعية وذائع الصيت بين صفوف الشعب .ففي أوائل عام 1840 كانت البلاد الجبلية الشاسعة الوقعة إلى الجنوب من بحيرة وان والحدود الإيرانية في الشرق وحتى دياربكر والموصل في الغرب في عداد الإمبراطورية العثمانية من الناحية الشكلية فقط. وكان بدرخان بك هو الذي كان عملياً يحظى بدعم السكان المحليين وليس من الكرد وحدهم، بل من الأرمن ، والكلدان ، والآشوؤيين وغيرهم لقد تحدث السكان المحليون إلى ف.ديتل الذي زار هذه المنطقة بأن الامن الاجتماعي الذي كان سائداً فيه في عهد بدرخان قد أصبح قولاً مأثوراً “:يسير الصبي ويده مليئة بالذهب عبر أراضي بدرخان “، كما وصف ديتل وبصورة جيدة الطموح لدى الناس في “الوصول إلى بدرخان”، بعد أن قدم بعض المعلومات حول الموقف الداخلي في الإمارة ، التي أسسها هذا الحاكم الكردي (6،ص52-54).
  أسس بدرخان بك جيش المقاومة في فترة زمنية قصيرة، مستغلاً الاستياء العام من الاستبداد التركي. ورغم ما أبداه أنصار بدرخان من صمود فإن نتيجة الصراع حسمت لصالح العدو لغياب تناسب في القوى ونقص الامداد بالمؤن والذخيرة العسكرية . وفي عام 1847 قام يزدان شير ابن أخي بدرخان بك ، الذي كان يقود مجموعة من الفصائل الكردية في جناح الثوار بفتح الجبهة للعدو ، واضطر بدرخان مع أنصاره المقربين على الاستسلام بعد أن حاصرته قوات السلطان.أخذت السلطات التركية تفرض ادارتها على كردستان  بعد أن “أخمدت” فيها بؤرة الثورة بعض الوقت ، وحرمت بذلك الحكام الإقطاعيين من حقوقهم وامتيازاتهم الموروثة(6 ،ص56-75).
   نشر ديتل الشهير كرحالة إلى الشرق ومؤلف العديد من الأعمال المثيرة للاهتمام كتابه “عرض رحلة إلى الشرق دامت ثلاث سنوات منذ عام 1842 ولغاية 1845 ” في عام 1847 في ”  مجلة  وزارة التنوير الشعبي ” (1847 الجزء 1 ، القسم 4 )،(1849) العدد 5 و6 الجزء 98 ، القسم 1 ) (7،ص133).كما نشر أيضاً على صفحات المجلة “ملخص من تقرير بيرزين “(1845 ،الجزء48 ،القسم4) ، الذي قام  مع ديتل معاً برحلة إلى الموصل وجبال كردستان وقرى الإيزيديين (1845 ،الجزء48 ،القسم4). كان بيرزين يحمل شهادة الماجستير في الأدب الشرقي وهو مستشرق ولغوي ومؤرخ ورحالة،كما أنه كان معروفاً في روسيا قبل الثورة. وفي عام1843 قام بجولة في كردستان وزار أماكن عبادة الإيزيديين ، الأمر الذي اتاح له التعرف عن قرب على السكان الكرد في المنطقة وعلى حياتهم المعيشية.
   نشرت ” وقائع الرحلة ووصف لها…” التي كتبها ف.ديتل في مجلة “مكتبة للقراءة”(1849 ،الجزء 95 ،القسم 1).كما نشر فيها خبر مختصر حول أصل الشعب الكردي ولغته ولهجاته “الكرد ” في عمل غير منشور “يوميات سفر عام 18846″(1853 ،المجلد119، القسم 7).
   جمعت لجنة ترسيم الحدود الانكلو – الروسية –التركية –الإيرانية في ذلك الحين المواد لإعداد خارطة الحدود وذلك خلال أربع سنوات من العمل (1849 -1852).لكن حرب القرم (1853 -1856)  قد أوقفت نشاط اللجنة لاحقاً، هذه الحرب التي وقفت فيها بريطانيا إلى حانب الإمبراطورية العثمانية ضد روسيا. وكان من نتائج عمل هذه اللجنة كتاباً بعنوان “مواد لجغرافيا تركيا الاسيوية وبلاد فارس. ومجلة سفر (ي.ي.تشيريكوف ،القوميسار الروسي والوسيط في ترسيم الحدود التركية-الفارسية،1849=1852” (6 ،66-67) ومذكرات م.غامازوف بعنوان “من البوسفور إلى الخليج الفارسي ” والمنشورة بعد حرب القرم في مجلة “الوقت ” للكاتب ف.م.دوستويفسكي وشقيقه م.م.دوستويفسكي (1861 ، المجلد 3 ،العدد6 ،المجلد 5 ،العدد9 ، المجلد 6 ،العدد11)، التي تتضمن وصفا لأخلاق الكرد وحياتهم المعيشية بما فيهم الإيزيديون ، والغارات الكردية والحملات القمعية للقوات االتركية ضد الكرد.لقد لعب وجود البعثة في كردستان دورا كبيرا في تطور الكوردولوجيا الروسية.
 تميزت حرب القرم بقيام اتصالات وثيقة للكرد مع روسيا جراء الحملات العسكرية في القفقاس ، وكذلك نتيجة تشديد النضال المناوىء للأتراك في مناطق كردستان المختلفة.أجرت مجموعة من الإقطاعيين الكرد الاتصالات مع ممثلي الحكومة القيصرية لضمان حماية روسيا لها، كما حاول عدد من الزعماء الكرد توطيد استقلالهم مستغلين انشغال جزء كبير من القوات المسلحة في الإمبراطورية العثمانية في القرم والبلقان وفي ماوراء القفقاس ، اما أولئك الشيوخ الكرد والإقطاعيين الذين كانت أراضيهم قريبة من مسرح العمليات العسكرية فقد شاركوا إلى جانب الإمبراطورية العثمانية وبضغط من الإدارة التركية.
 لقد أتاح الموقع القريب من بؤرة العمليات العسكرية الفرصة لصحيفة “القفقاس “عرض الأحداث في حينه.فقد ظهرت على صفحاتها مقالات عن المعلومات الاحصائية وتعليقات حول أحداث الزمن الواقعي وتقارير وقصص تصويرية وصفية للذين قدموا إلى كردستان وممثلي البعثات الدبلوماسية والمراتب العسكرية العليا والرحالة:نبذة تاريخية – إثنوغرافية بعنوان “الكرد والبلاد التي يسكنوها ” لمؤلفها كسافير ريمون 01853 ،العدد38 (25 أيار)،العدد39(27 أيار) ، وبعض المعلومات عن عادات الكرد الإيزيديين “من مذكرات ساكن قفقاسي قديم ” (1853 ،العدد51 (11 تموز)، وعن تسليح الكرد في مقال بعنوان “حول القوات المسلحة التركية “(1853 ،العدد 62 (22 آب) ، ومعلومات احصائية عن فضاء الاقاليم الاسيوية في الإمبراطورية التركية (1853 ،العدد 95 (23 كانون الاول).
 لم تتمتع الحكومة التركية بنفوذ وسط سكان الاقاليم الشرقية، إذ أن حملات الجيش التركي الأخيرة والمعادية للكرد كانت ماثلة في أذهان الشعب. كما أن طرد عدد كبير من الكرد المتنفذين قد أدى إلى حرمان حكومة السلطان من قاعدة اجتماعية كذراع للتأثير على السكان الكرد وإلى حد كبير.
  كان استياء السكان الكرد من السلطات التركية واضحاً للعيان : فقد كان يجري  كل استدعاء للكرد إلى الخدمة العسكرية باستخدام القوة.ولاذ السكان الكرد من الرجال بالفرار إلى الجبال هرباً من التجنيد.عقدت الحكومة التركية أملها الوحيد على العشائر الكردية القاطنة في المناطق المتاخمة لروسيا ،التي أغرتها فرصة النهب والغنائم،لكن مع ذلك حارب الكرد إلى جانب الترك دون رغبة منهم ،فلم ينضم إلى الجيش التركي سوى 4-5 آلاف فارس، بل و أن هؤلاء قد أداروا ظهرهم للاتراك عند نشوب أول معركة كبيرة في جبهة القفقاس بالقرب من باشاديكلار ووجهوا السلاح ضدهم وبذلك ساهموا في الحاق الهزيمة النهائية بهم. تحدث شهود عيان بأن الكرد قاموا بقصف الاتراك بكل قوة ،بحيث لم يصل أكثر من 5-6 آلاف حندي إلى قارس من مجموع القوات التركية النظامية المشاركة في هذه المعركة.و في وقت متأخر وصل عدد من زعماء العشائر ، الذين شاركوا إلى جانب الاتراك في بداية الحرب، إلى الكسندروبل وعبروا عن خضوعهم للسلطات الروسية (10،14-15). 
  أدت نجاحات القوات الروسية بالقرب من كوجوك-ديري في عام 1854 والسيطرة على مدينة بيازيد إلى تغيير في مشاعر الكرد ازاء روسيا ، التي وجدوا فيها منقذاً لهم من النير العثماني وأظهروا تأثيرا قوياً على مجرى الأحداث في كردستان. ومع تقدم القوات الروسية وتوغلها في عمق أراضي الإمبراطورية العثمانية في آسيا الصغرى اشتدت طموحات الزعماء الكرد إلى اقامة علاقات مع روسيا (6،ص68).
   جرى وصف الاشتباكات مع الكرد في “حديث ضابط كان في ضواحي كاديكليارد (صحيفة “القفقاس “،1854 ،العدد1 (2 كانون الثاني )،العدد 2 (6كانون الثاني). كما ظهر مقال على صفحاتها وبعنوان “الكرد”(1854 )، العدد 5)، الذي تم اعادة طبعه في جريدة “الكسيح الروسي )(1854 ،15 شباط )، وفي ” أخبار سانت بطرسبورغ “(1854،العدد53).لقد تحدث مراسل صحيفة ” القفقاس ” في رسائله عن أعمال الكرد في تركيا الآسيوية ، وكذلك في “الأخبار من آسيا التركية (1855،العدد49(25 حزيران )،1855 ،العدد51 (2 تموز )،العدد 58 (27 تموز). 
  تضاعف كم المطبوعات في أثناء حرب القرم وعلى نحو ملموس والمكرسة للكرد وديانتهم بشكل خاص. وربما أخذ الناشرون بالحسبان الأسباب الرئيسية التي صارت مقدمة للحرب، بإيلاء اهتمام خاص للمسألة الدينية عندما لم تتم دراسة السكان المسيحيين فقط في الإمبراطورية العثمانية. لقد نشرت معلومات حول العلاقات بين الكرد والنساطرة في مقال كتبه ي.بيرزين بعنوان “المسيحيون في بلاد مابين النهرين وسوريا (1854 ،المجلد 4 ، المجلد 5 ،القسم 2) في “مجلة علمية-أدبية ” “الموسكوفي ” الصادرة في موسكو منذ عام1841 وحتى عام 1856. وتضمنت المجموعة الجغرافية ” مخزن علم الأرض والرحلات ” التي أصدرها ن.فرولوف ، ونبذة للمؤلف نفسه مكرسة للإيزيديين (1854 ، المجلد 3 ).كتب ن.غ.تشيرنيشيفسكي عنها يقول “: يضم المجلد الثالث لمخزن علم الارض والرحلات مقالان اثنوغرافيان غير كبيرين وهما “الإيزيديون” لمؤلفه بيرزين وذكريات عن سيبيريا الشرقية لمؤلفها كارنيلوف . ومما لاشك فيه أن المقالين سيجري قراءتهما باهتمام كبير مع أن مؤلفيهما يقومان بنقل قصتين قصيريتن عن الأراضي والشعوب التي شاهدوها”(4، 301-203). وعلى الرغم من أن ن.غ.تشرنيشيفسكي قد أولى اهتماماً كبيراً بعلم الاستشراق ، فإنه لم ينشر في سنوات اشرافه على مجلة “المعاصر” (1853 -1862) و “المجموعة الحربية “(1858) على صفحاتها مقالات عن الثقافة والتاريخ الكردي (4 ،ص165).
   نشرت أعمال ي.بيرزين الغنية بمعلومات إثنوغرافية حول الكرد في تركيا على صفحات مجلة “مكتبة للقراءة ” : ” الموصل : ( من رحلة في الشرق )”(1855 ، المجلد 133 ،القسم 1)، ” طريق خطرة : (من رحلة في الشرق )”(1858 ،ألمجلد 152 ). كما نشرت على صفحات ذلك الإصدار يوميات سفر للمستشار المدني البارون ك.بودي عضو الجمعية الجغرافية الروسية والسكرتير الأول سابقاً في البعثة الإمبراطورية في طهران ،”من اصفهان إلى همدان . من همدان إلى طهران وإلى جبال اليمونت. علي الهي ” (1854، المجلد 123، القسم 3)، حيث يكتب المؤلف عن عشيرة موكري الكردية وعن ديانة علي الهي الكردية المعروفة قليلاً.
  في عام 1855 بعد أن قام الجيش الروسي في أثناء حرب القرم بآسر ما يقارب من 100 كردي وزعهم في  مدينة روسلافل في محافظة سمولنسك.وفي هذا العام نشر ميكيشين مقالاً صغيراً في صحيفة “نحلة الشمال”(1825-1864) وبعنوان “الكرد في محافظة سمولنسك ” (1855 ،العدد 283 (23 كانون الأول ).وفي عام 1856 توجه ب.ي.ليرخ وبتكليف من الأكاديمية الروسية إلى روسلافل لجمع مواد إثنوغرافية ولغوية من العسكريين الكرد الآسرى ،الذين كانوا أصلاً من مناطق ماردين، والجزيرة ،وديرسم ،وموش ، ودياربكر ،وأورفة ،وبيرجيك ،وخربوط ،وبيغسنة ،وملطية ، ومعدن ،وعربكير ،وأرضروم. وكانت أكثريتهم تتحدث باللهجة الكرمانجية،وكان جزء صغير منهم يتحدث بالزازية.وقد جمع ب.ي.ليرخ مادةً قيمةً نتيجة ما قام به من عمل ونشره في كتاب بعنوان “دراسات حول الكرد الإيرانيين وأسلافهم الكلدانيين الشماليين “.
  كان منتصف القرن التاسع عشر منعطفاً في تاريخ العلم الجغرافي الروسي ،ففي عام 1845 افتتحت الجمعية الجغرافية الروسية (منذ عام 1849 راحوا يطلقون عليها اسم الجمعية الجغرافية الإمبراطورية ) ،التي لعبت دوراً كبيراً في ما قدمه الباحثون الروس من منجزات علمية.وقد أظهرت الحاجة إلى مثل هذا التنظيم منذ عام 1820 عندما بدأت دراسة روسيا ومناطقها النائية دراسة.
  نشرن.ف.خانيكوف “رحلة إلى كردستان فارس “(1852 ، الجزء 6 ،القسم 5) في “بشير الجمعية الجغرافية الإمبراطورية “(1851 – 1860)،وقد جرى إعادة طبعها مع بعض التعديلات في صحيفة “القفقاس” (1853 ،العدد 22 ،23). كما نشرت أعمال مترجمة لباحثين أوربيين في عدد كبير من الإصدارات الدورية مثل ” استعراض احصائي في عام 1841″ لمؤلف ي.ف.بلارامبرغ (853 ،العدد8) وفي “رسائل الجمعية الجغرافية الإمبراطورية “(1846 -1859)،كما نشرت فيها أيضاً نبذة بعنوان”رحلة حول بحيرة أورمية ” للمؤلف ن.زيدليتس (1858 الجزء 22 ،العدد3 ، القسم 5) وعن مناطق ترحال الكرد.
  في عام 1850 نشأت الحاجة إلى انشاء أقسام للجمعية الجغرافية الروسية في مختلف مناطق روسيا ، وكان قسم القفقاس أول من تأسس في عام 1850 ،وجرى نشاط الجمعية في أربعة اتجاهات وهي : الاتجاه الجغرافي الفيزيائي ، والجغرافي الرياضي ،والجغرافي الاحصائي والجغرافي الاثنوغرافي.
   كانت القضايا الاساسية التي تناولتها الإصدارات المتخصصة لقسم القفقاس ” أخبار الجمعية الجغرافية الروسية الإمبراطورية ” و “تقارير الجمعية الجغرافية الروسية الإمبراطورية ” (1852-1919) قد تناولت الجغرافيا  (حسب مواد ومذكرات الرحالة مثل وصف مناطق معينة) ومعطيات احصائية حول السكان ، والتاريخ والادب ،والفلكلور ،والاثنوغرافيا، وتصنيف العشائر الكردية، وعلم اللغة ، والدين ،والتعاون مع ممثلي البعثات البروتستانية، والاقتصاد ،ودور الكرد في السياسة الدولية، ومن ثم حركة التحرر الكردية القومية في نهاية القرن التاسع عشر…الخ وحسب حجم المنشورات التي تكشف دراسة القضية الكردية ،فإن إصدارات قسم القفقاس تفوق أية دورية اخرى في القرن التاسع عشر.
   في عام 1891 صدر الكتاب الثالث عشر (الإصدار 2) “مذكرة قسم القفقاس ” المكرسة لمسائل علم اللغة، والدين، ومعلومات إثنوغرافية – قانونية عن الكرد الإيزيديين في محافظة يريفان مما يدل على الاهتمام العميق والدراسة الشاملة لقضايا الكرد في روسيا وفي المنلطق الماخمة على حدودها.
   في اوائل حرب عام 1877 – 1878 توجهت حكومة السلطان إلى الشخصيات الكردية الدينية والسياسية البارزة بنداء تدعو فيه إلى مساندة تركيا.وقد استجاب الزعيم الديني الشيخ عبيدالله النهري لهذا النداء ،والذي انطلق من هكاري متوجهاً نحو الشمال مع مجموعة مؤلفة من300 فارس ،وتمكن من الحصول على موافقة عدد من الإقطاعيين الكرد في شمال شرق – تركيا للمشاركة في الحرب ،الذين كانوا يعقدون الأمل في تحسين وضعهم المزري على حساب الغنائم الحربية.ولعبت الوكالة البريطانية دوراً  غير قليل في هذا الشأن،اذ راحت تقدم الرشاوى لزعماء العشائر الكردية .وأرسل عدد من البكوات الكرد مبعوثيهم إلى الدبلوماسيين الروس يعرضون عليهم خدماتهم ،هؤلاء الدبلوماسيين الذين كانوا يستعدون لمغادرة أراضي الإمبراطورية العثمانية بسبب الحرب (6،97). 
   ظهرت في الصحيفة الشعبية البطرسبورغية “كلمة الدنيا ” (1863 -1879) سلسلة مقالات  جراء الاهتمام الزائد بالشعوب المجاورة ، والعمليات العسكرية وبعنوان ” الكرد وكردستان “(1877 ،العدد18 (30 نيسان) ، والعدد 20 (14 أيار) ، العدد21 (21 أيار) ،والعدد 22 (28 أيار ) ، والعدد23 (4 حزيران ) ،والعدد  24  (11 حزيران) ، والعدد25 ( 18 حزيران)، والعدد 26 (25 حزيران ) ،جرى الحديث فيها عن مناطق سكن الكرد وعددهم وعشائرهم ،ونمط حياتهم ، وديانتهم ، ونظام السكن عندهم ،وعلاقاتهم المتبادلة مع الاتراك والروس . كما نشر فيها وصف لمدن بيازيد ،وبدليس ،ووان ،و ” رسائل من الشرق ” لمؤلفها مولتكه القائد العسكري الألماني الشهير .
   تركت نجاحات القوات الروسية في منطقة قارس ، بيازيد وغيرهما من المراكز الاستراتيجية الهامة تأثيراً كبيراً على الموقف السياسي في كردستان ووجدت انعكاساً لها في الصحافة.وظهرت نبذة مختصرة بعنوان ” قارس أول مدينة تستولي عليها القوات الروسية” ( حزيران 1828) (1877 ،العدد 3 ) لمؤلفها ن.ن.مورافيوف والمنشورة في مجلة تاريخية-أدبية “الأرشيف الروسي” ، وعن مشاركة الكرد في العمليات  العسكرية.
  جرى الحديث في مجلة “الحياة الروسية القديمة ” عن مشهد مؤثر للحرب ومعروف وهو مشهد “جلوس بيازيد” بعد الحرب  وفي مقال كتبه ك.ك.هايني “الجلوس الشهير في بيازيد في (حزيران ) عام 1877 (1885 ، العددان 2-3).بعد أن تحصنت حامية روسية في قلعة حجرية وتصدت بقوة ولمدة 22 يوماً (منذ 18 حزيران )لهجوم القوات التركية وهي تواجه الهجمات والهجمات المضادة إلى أن وصلت فصيلة يريفانية من ايغد ير لإغاثة رفاقهم (6،ص101).
    كثبراً ما كانت تظهر نبذات تاريخية – إثنوغرافية خلال الحرب وفي إصدارات مختلفة وتنشر مرة واحدة مثل “الكرد” في مجلة اسبوعية مصورة “الأفق ” (1877 ، العدد22 )، “الكرد والفرس ” في صحيفة سانت بطرسبورغ وبعنوان ” أصداء ” (1880  ، العدد 44 (2 تشرين الثاني ).
   عمقت الحرب الروسية- التركية من الأزمة الاقتصادية – السياسية في الإمبراطورية العثمانية ،فقد أثرت العمليات الحربية على الجبهة الشرقية وعلى الوضع الاقتصادي في المناطق الشرقية من البلاد ، حيث يعيش الكرد والأرمن تأثيراً شديداً. كما أثار تجنيد سكان الريف من الرجال القادرين على العمل ،ونهب القوات غير النظامية ،وزيادة الضرائب لملء الخزينة الحكومية الفارغة ،والحملات القمعية استياء السكان المحليين.وفي أعوام 1877 -1880 شملت المجاعة الشديدة مناطق كردستان إيران أيضاً نتيجة الجفاف والفيضانات .وحسب ماورد على لسان عدد كبير من شهود عيان فإن الوضع في كردستان إيران لم يكن يختلف في شيء عن وضع السكان في المناطق الشرقية من الإمبراطورية العثمانية (10،ص 21-24).
    أصبحت أردغان، وقارس ،وباطوم ،  ووادي الاشكيرد ،ومدينة بيازيد تابعة لروسيا وفق معاهدة سان ستيفان السلمية ، لكن تم التوصل إلى اتفاقية تحت ضغط الحكومة البريطانية حول عودة مدينة بيازيد ووادي الاشكيرت إلى الامبرطورية العثمانية (6،ص101 ).
    منذ عام 1883 راحت تصدر صحيفة “قارس ” الاسبوعية التابعة لإدارة الحاكم العسكري في قارس.وكانت تهدف إلى اجراء دراسة شاملة لمنطقة قارس ، وإن جميع المنشورات حول الموضوع الكردي مكرسة عملياً لديانة الإيزيديين : أصل ديانتهم وعباداتهم ، والصوم ،والقواعد الحقوقبة عند الزواج والإرث في مقالات حول المفاهيم الدينية للإزيديين (188،العدد50 (11كانون الأول) ،”الكرد وكاراباباهي ” (1891 ،العدد12 (19 اذار ) ، ”  عقائد الإيزيديين ” (1892 ،العدد32 )، “عبدة الشيطان ” (1897 ،العدد10 (11 اذار ).
   في عام 1884 أخذت تصدر في تفليس صحيفة يومية ” استعراض جديد ” خصص فيها مكان للمعلومات الإثنوغرافية حول الكرد في ماوراء القفقاس وردت فيه مقال ” حول الكرد” للكاتب س.كورغانوف (1885 ،العدد391 014 شباط) ،والكرد “(1885، العدد400 (23 شباط )،العدد 404 (27 شباط)، ونبذة عن الحياة المعيشية “في عرس كورتيني” (1886 ، العدد924 ،(27 آب )،ووصف أ.ت.فاسيليف للمراعي الكردية في جبال آلاغيز في مقال بعنوان “الكرد” (1890 ،13 كانون الأول )، وترجمة لأغنية كردية ل د.باغيرف (1891 ،18 أيلول )، وحول العشائر الكردية في “رسالة من أرضروم ” (1893 ،30 أيار).
   أشار عدد كبير من الباحثين إلى الدور الخاص للمرأة وبينوا ما للمرأة الكردية من دور في الأسرة والمجتمع وحتى في الحرب .لقد نوه مينورسكي في هذا الشأن إلى أن الكرد ربما يكونوا أكثر ليبرالية بين المسلمين، فالنساء لايرتدن الحجاب ويختلطن مع الرجال وبوسعهن قول كلمتهن دائماً في الحديث العام(2، 164).
  نشر أ.ف.يليسيف في محاضرة هامة بعنوان “وضع المرأة في الشرق ” (1888 ،العدد 8 ،القسم   1) في مجلة “بشير الشمال ” الصادرة في بطرسبورغ (1885-1898) ، والتي لعبت دوراً بارزاً    في الحركة  الأدبية في نهاية القرن التاسع عشر،وصف المؤلف فيها دور المرأة الكردية مسلمة أم إيزيدية على حد سواء. وقبل ذلك بزمن قصير نشر المؤلف نفسه نبذة مختصرة بعنوان ” وسط عبدة الشيطان ” (نبذات مختصرة عن عقائد الإيزيديين ” (1888 ، العدد1 ،القسم 1 ،العدد2 ،القسم 1).كما كرست نبذة “الكرد” (1885 ،العدد35 (25 آب)لوضع المرأة في المجتمع الكردي والتي نشرته جمعية هواة التنوير الروحي “أخبار الكنائس في موسكو “(1880 -1918).
   كان نهوض الحركة التحرر الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر نتيجة طبيعية للعمليات الاجتماعية –الاقتصادية والسياسية على السواء وخاصة انتصارات روسيا في حروبها ضد تركيا ،وما قدم 
الأساس للتفاؤل هو تدويل القضية الأرمنية ،التي تحدثت عنها المادة 61 من معاهدة برلين ،التي توجت الحرب الروسية – التركية في عام 1877-1878 (10،ص31-32) .كما سلطت الضوء على مشكلة العلاقات الأرمنية-الكردية وتشكيل فرسان الحميدية وتحليل الوضع العام في المنطقة على صفحات جريدة مصورة  “ورقة تفليس “(1886-1916 )بدءاً من عام 1891 : “أرضروم “(1891)،7 تموز ، 9 تموز ،14 تموز ،1892 ،9 كانون الثاني ) ، “من أرضروم “(1895 ،11 تشرين الأول )  ، “من كغيزمان “01895 ،7 تشرين الثاني ).
   وفي عام 1890 راحت تزداد المنشورات التي تتناول المسألة الكردية، التي اكتسبت أهمية عالمية، وكما سبق لنا الإشارة فإن مؤلفي الدراسات الوصفية التصويرية قد قدموا   لوحة متكاملة في أعداد صحيفة “القفقاس ) وفي إصدارات قسم القفقاس للجمعية الجغرافية الروسية وهؤلاء هم س.أ.يغيازاروف ،يو.كارتسيف ،يا.د.مالوما،أ.م.كولياباكين ،ل.ب.زاغورسكي وغيرهم. وفي عام 1894 نشرت نبذة إثنوغرافية على صفحات مجلة “روسيا في العهد القديم ” (1870-1917) وبعنوان ” القفقاس منذ عام 1841 ولغاية 1866 “(1894 ،العدد57،العدد9)  لصاحبها م.يا.أولشيفسكي .وبعد مرور أكثر من نصف  قرن ومنذ أول منشور ظهر على صفحات “أخبار سانت بطرسبورغ ” نشرت مقالتان كتبها أ.تشيركيزوف “أيريدج : (من رتوشات سريعة )”(1898 ن4 حزيران) و “حياة الكرد المعيشية العادية “(1898 ،19-20 كانون الأول). 
 وصل عدد الإصدارات الدورية الروسية في القرن التاسع عشر الذي تناوله هذا المقال إلى مايقارب من 30 عنوان(11) ويمكن تقسيمها إلى الفئات التالية :1) فئة إصدارات العاصمة مثل إصدارات سانت بطرسبورغ ،2)إصدارات القفقاس ،3)المجلات تلتي تصدرها الوزارات ، 4)إصدارات الجمعيات المختلفة .واصلت أكثرية الصحف والمجلات صدورها إلى 1916-1917 ، في حين أن استمرارية عدد منها لم يتجاوز عدة سنوات وذلك بحكم الامكانيات المالية للناشر ،وكذلك بحكم اهتمام القراء. وعلى أي حال فإن ما يلفت الانتباه هو اهتمام الناشر بالقضية الكردية حتى في الدوريات التي لم تدم طويلاً، الأمر الذي يسمح بتحليل صحافة ذلك الوقت .
   وينبغي لنا  أن نضيف  إلى الاستنتاج الذي توصلنا إليه  عن أهمية  الصحافة الدورية ،التي عكست أحداث زمن واقعي ولعبت دوراً هاماً في عملية التنوير ،وهو أنه صدرت في عام 1899 في القاهرة   أول صحيفة كردية هي صحيفة “كردستان”  (12 ،ص8).
المصادر والمراجع
1_-MCDOWall D.A.modern  history of the kurds.London,New york,2005
2-نيكيتين ف.،الكرد ، موسكو ،1964 
3-جليلوف أو.د. أغاني الكرد التاريخية ،سانت بطرسبورغ ،2003 .
4-دانتسيغ ب.م.الشرق الاوسط في العلم والأدب الروسي،موسكو ،1973.
5-الإصدارات الروسية الدورية (1702-1894) ،موسكو 1959 .
6-خالفين ن.أ. الصراع على كردستان (المسألة الكردية في العلاقات الدولية في القرن التاسع عشر) ، موسكو ،1963.
7-ليرخ ب.ي.دراسات حول الكرد الإيرانيين وأسلافهم الكلدانيين الشماليين ،سانت بطرسبورغ ،1856.
8-“القفقاس” .1846-1901،تفليس ،1901.
9-كوردييف ق.ق. قواعد اللغة الكردية وفق مادة اللهجتين الكرمانجية والسورانية ، موسكو ،1978.
10-حسرتيان م.أ. لازاريف م.س. مغويان ش.خ. الحركة الكردية في العصر الحديث والراهن ،موسكو ،1987.
11- موسيليان ج.س.بيبلوغرافيا  في الكوردولوجيا ،الجزء 1و2 سانت بطرسبورغ  ،1996. 
12- سابان م. اصحافة الكردية في المهجر: التاريخ والحالة الراهنة ،سانت بطرسبورغ ،1998.  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…