شاعر كردي يلمس انفتاحا سوريا على ثقافته

طالما اشتاق الشاعر الكردي لقمان ديركي لرؤية مطربين أكرادا يؤدون فقرات في مناسبة سورية رئيسية.. وهو يقول ان ذلك اليوم ربما لا يكون بعيدا.

وقال ديركي وهو من أبرز الكتاب الاكراد في سوريا ان دمشق ربما تكون بصدد التقرب الى أكبر أقلية فيها. وأضاف “يوجد تغير واضح وملحوظ.”
طالب الكاتب مؤخرا بتنظيم حفل موسيقي للفنانين الاكراد السوريين الذين يقول انهم يلقون حفاوة في الخارج ولكن لا تتوفر لديهم فرص كافية لاظهار مواهبهم في بلادهم.
وكانت الموافقة المبدئية التي حصل عليها من وزارة الثقافة غير متوقعة.
وقال “كانت مفاجأة سعيدة.” وأخذ يعدد المطربين الاكراد السوريين الذين يحلم أن يراهم يؤدون في حفل موسيقي حي في دمشق التي يعيش بها الكثير من أكراد سوريا.
  ومضى يقول ان هذا الحفل سيكون أمرا رائعا وسيتيح للثقافة الكردية بأن تحتل مكانها الذي تستحقه في المجتمع السوري.

وعلى الرغم من الحرية المتاحة للاكراد في تحدث اللغة الكردية فان لغتهم لا تدرس في المدارس ولا يجري التحدث بها في التلفزيون السوري. وتقول جماعات لحقوق الانسان ان الاكراد الذين يمثلون نحو عشرة في المئة من السكان يواجهون قمعا بسبب انتمائهم العرقي.
وقال ديركي “الحقيقة لا يوجد قمع للثقافة الكردية بكل معنى الكلمة ولكن هناك تجاهلا لهذه الثقافة…في دمشق الكردي معروف اجتماعيا ولكن ثقافته غائبة.”
وأردف قائلا ان سوريا التي يحكمها حزب البعث المتمسك بالقومية العربية لابد أن تمنح المزيد من الاعتراف للثقافة الكردية على سبيل المثال من خلال اصدار صحف باللغة الكردية.
وقال ان هناك صحفا كردية تطبع وتوزع بالفعل داخل المجتمع ولكنها لا تباع على نطاق واسع.
وأضاف أن مثل هذا الاجراء “يقوي من الوحدة الوطنية…لتحقيق نسيج وطني متماسك على الجميع أن يشارك.”
يكتب ديركي مقالا أسبوعيا عن القضايا الكردية في صحيفة قاسيون الصادرة عن الحزب الشيوعي السوري. وهو يقول ان مجرد نشر مقاله يعد تقدما في حد ذاته.
وقال “هي خطوة طالما أن سلسلة المقالات تستمر ولا أحد يتسبب لي أو للجريدة بأي مشاكل.”
ويحكي المقال الذي لا يخلو من روح الدعابة في بعض الاحيان قصة صديقين خياليين هما كردو وعربو. ويقول ديركي الذي يكتب المقال باللغة العربية انه يريد أن يتعرف العرب أكثر على اخوانهم الاكراد.
وتابع أن أغلب المقالات موجهة للقاريء العربي وان الاكراد في سوريا يعلمون كل شيء عن العرب.
يصف ديركي عمله بأنه رد فعل على أحداث شغب وقعت عام 2004 بين الاكراد والعرب في شمال شرق سوريا حيث يتركز السكان الاكراد. وقتل في أعمال الشغب نحو 30 شخصا والتي حدثت نتيجة عشرات السنين من الاحتقان الكردي.
وقال ديركي انه شعر بالحزن والصدمة مضيفا “أنا أريد نسيان هذا الموضوع وطي هذه الصفحة والمباشرة بالعمل على تقريب الثقافتين الكردية والعربية.”
وتخشى سوريا شأنها في ذلك شأن تركيا وايران من أن تؤدي اقامة نظام للحكم الذاتي الكردي في العراق لاحتمال اثارة تطلعات في الانفصال بين الاقليات الكردية في كل منها. ولكن ديركي قال ان الدولة ليس لديها ما تخشاه من الاكراد وألقى بمسؤولية أعمال الشغب على المتطرفين من كلا الطرفين.
وأردف قائلا “أعتقد أنه لا يوجد سند واضح لهذا التخوف من الاكراد” وان الاكراد لا يريدون العيش مثل المتطرفين

رويترز
2/7/2007
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…