أيّها الخريف! ننتظرُ الخريف الخيّر

صبري رسول 
ترجمة لنصّ (Payîzê! Em li Hêviya Payîzxêra te ne) لـ Konê Reş
الخريف! في الأيام القادمة
 تبدو براري ماردين، من خلال الغبار والعجاج والأتربة
اكتظَّت سهولُ «هَسِنَا» بقطعان الأغنام للكوجر
تتماوجُ عباءاتُ وسراويلُ أهالي سهول «خلف آغا» أمام الرّياح وتتطاير.
وكلّ يوم نقيمُ حفلةَ رقصٍ لشهيدٍ أو شهيدين
نعم أيّها الخريف، ننتظرك لتُمطِرَنا بخيرات الخريف
كنتُ أعتقد بأنّك نصفُ ربيعٍ
ستُمطِرُ في أيامكَ خيرات الخريف
سيتّجه الكوجرُ من زوزانا إلى الأماكن الدَّافئة
ستعودُ الإوزُ ومالكُ الحزين واللّقالق إلى ديارِها،
وسيتمُّ إيواء المواطنين المشرّدين
لم أكنْ أعرف أنّ المغتربين والمشتّتين في بلادي سيزدادون يوماً بعد يوم
سيبقى العاشق بلا حبيبة
سيحصل المنافقون والكذّابون على الحبيبات
نعم، كنْتُ أعتقدُ أنَّك خريف الخير..
آه، آه، أيُّها الخريف، ها أنتَ قادمٌ ثانيةً.
ماتزالُ أعدادُ الفتيات والنّساء في أزقّة مدينتي في تزايدٍ أكثر
تزدادُ ملامحِ الغرباء عن ملامحِ المألوفين عدداً
تنقطِعُ العلاقةُ بين العشّاقِ بشكلٍ أكثر
يزدادُ غبارُك وعجاجُك المتحايلان قوةً
أصاب التَّعبُ والمللُ، عيونَنا في انتظار خيراتك الخريفية،.
نعم أيُّها الخريف
ننتظرُ بفارغ الصَّبر خيراتك
أمْطرْنَا بوابلَ خيراتِك.
————————-
Payîzê! Em li Hêviya Payîzxêra te ne
 
Konê Reş
Payîzê! Di van rojên te de
Beriya Mêrdînê,
Di nav toz, ecac û tirabêlkê de xuya dike..
Deşta Hesinan,
Bi keriyên koçerên Mîran hatiye dagirtin..
Ebe û şalikên xelkên Deşta Xelef Axa,
Li ber ba dilîzin û li hev digerin..
Û her roj, em di govenda şehîdekî,
Du şehîdan de dîlanê digerînin..
Erê Payîzê, em li hêviya te ne ku tu,
Payîzxêrê bi ser me de bibarîne..!
Min digot; tu nîvbihareke,
Di rojên te de, wê payîzxêr bibare..
Wê koçer ji zozanan berê xwe bidin gerimyanan..
Wê qaz û quling li warê xwe vegerin û
Welatiyên bê cih û war, bi war bibin..
Min nizanîbû ku wê,
Kerwanê mişextî û zîvariyên welatê min
Roj bi roj pirtir bibin,
Evîndar, bê yar bimînin û
Virok û keysebaz bi yar bibin..
Erê, ji min werê tu Payîzxêreke..
Ha ho payîzê, va tu cardî hat!
Hêjî hejmara jin û keçan
Di kolanên bajarê min de
Zêdetir dibin..
Dêmê biyaniyan ji yê beyaniyan
Pirtir dibin..
Destê evîndar û yaran, bêtir ji hev qut dibin..
Toz û ecacokên te yên xapînok gurtir dibin..
Û Çavên me li hêviya payîzxêra te,
Qerimîn, qerimîn..
Belê Payîzê!
Em li hêviya payîzxêra te ne..
Baranê bi ser me de bibarîne.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…

غريب ملا زلال

رسم ستار علي ( 1957_2023 ) لوحة كوباني في ديار بكر /آمد عام 2015 ضمن مهرجان فني تشكيلي كردي كبير شارك فيه أكثر من مائتين فنانة و فنان ، و كان ستار علي من بينهم ، و كتبت هذه المادة حينها ، أنشرها الآن و نحن ندخل الذكرى الثانية على رحيله .

أهي حماسة…

عِصْمَتْ شَاهِينَ الدُّوسَكِي

أعْتَذِرُ

لِمَنْ وَضَعَ الطَّعَامَ أَمَامَ أَبِي

أَكَلَ وَابْتَسَمَ وَشَكَرَ رَبِّي

أَعْتَذِرُ

لِمَنْ قَدَّمَ الْخُبْزَ

لِأُمِّي وَطَرَقَ بَابِي

لِمَنْ سَأَلَ عَنِّي

كَيْفَ كَانَ يَوْمِي وَمَا…

ماهين شيخاني

هناك لحظات في حياة الإنسان يشعر فيها وكأنّه يسير على خيط رفيع مشدود بين الحياة واللاجدوى. في مثل هذه اللحظات، لا نبحث عن إجابات نهائية بقدر ما نبحث عن انعكاس صادق يعيد إلينا شيئاً من ملامحنا الداخلية. بالنسبة لي، وجدتُ ذلك الانعكاس في كتابات الفيلسوف والكاتب الفرنسي ألبير كامو (1913-1960).

ليس كامو مجرد فيلسوف عبثي…