دموع الحجل…

إيفان عثمان

أيتها الحدأةُ !
تأبطي السماءَ 
فلن تجفلَ الأسرابُ في مرورك العابر ِ
ولن تضيعَ ودائعُ الحطابين 
حيث طيش الشتاء اللجوج بكستنائه 
فلا رنين يضاهي ألق مدائح البراعم 
حين يحتدمُ الغليان الأرعن
إذ لم يكن لنا إلا أن نسرِّجَ العراءَ 
* * * 
أنصت لترّهات الغيم حين حصار الريح 
فأنا نهرٌ بلا ضفتين 
فقد أضحى حيادي غرقٌ 
يدهمني طيفكَ الغريق . . .  
يدهمني شموخك الفظ . . . 
* * * 
اسكبْ لهيبَ جمركَ 
حيث رمادي 
حيث تنثرني بمرور سديمكَ 
فليكن سطوعك المبتذل 
فليكن كبرياؤك المباهي 
فليكن نهبك الجائر
فليكن كل هذا . . .
فليكن غيابك الحنون …
فليكن غيابك الظافر بانكساراتي 
* * * 
تريث حين تدحرج النهارات صوبي 
ككرات الثلج صوب الشمس 
كيلا تشتتني نبوءة الصخر 
واسكب لهيبك الجمر في قدور الهبوب 
كي تزيد اشتعالي 
وتؤدي رقصتكَ الأخيرة على كفني
شكراً لك . . . يا سيد الغرقِ . . . شكراً 
شكراً 
وليغفر لك المداد الأعزل 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

غالب حداد

1. مقدمة: استكشاف “العالم الجميل الموجود”

تُقدّم مجموعة القاص والشاعر الكردي السوري عبد الرحمن عفيف، “جمال العالم الموجود”، نفسها كعمل أدبي ذي كثافة شعرية فريدة، يرسم ملامح مجتمع مهمش، ويحول تفاصيل حياته اليومية إلى مادة للتأمل الفني والوجودي. ويأتي تحليل هذه المجموعة، التي تمثل تطورا لافتا في مشروع عفيف الأدبي الذي تجلت ملامحه…

مصطفى عبدالملك الصميدي| اليمن

باحث أكاديمي

هي صنعاء القديمة، مدينة التاريخ والإنسان والمكان. من يعبر أزِقَّتها ويلمس بنايتها، يجد التاريخ هواءً يُتَنفَّس في أرجائها، يجد “سام بن نوح” منقوشاً على كل حجر، يجد العمارة رسماً مُبهِراً لأول ما شُيِّد على كوكب الأرض منذ الطوفان.

وأنتَ تمُرُّ في أزقتها، يهمس لك الزمان أنّ الله بدأ برفع السماء من هنا،…

أُجريت صباح اليوم عمليةٌ جراحيةٌ دقيقة للفنان الشاعر خوشناف سليمان، في أحد مشافي هيرنه في ألمانيا، وذلك استكمالًا لمتابعاتٍ طبيةٍ أعقبت عمليةَ قلبٍ مفتوح أُجريت له قبل أشهر.

وقد تكللت العمليةُ بالنجاح، ولله الحمد.

حمدا لله على سلامتك أبا راوند العزيز

متمنّين لك تمام العافية وعودةً قريبةً إلى الحياة والإبداع.

المكتب الاجتماعي في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في…

د. فاضل محمود

رنّ هاتفي، وعلى الطرف الآخر كانت فتاة. من نبرة صوتها أدركتُ أنها في مقتبل العمر. كانت تتحدث، وأنفاسها تتقطّع بين كلمةٍ وأخرى، وكان ارتباكها واضحًا.

من خلال حديثها الخجول، كان الخوف والتردّد يخترقان كلماتها، وكأن كل كلمة تختنق في حنجرتها، وكلُّ حرفٍ يكاد أن يتحطّم قبل أن يكتمل، لدرجةٍ خُيِّلَ إليَّ أنها…