دموع الحجل…

إيفان عثمان

أيتها الحدأةُ !
تأبطي السماءَ 
فلن تجفلَ الأسرابُ في مرورك العابر ِ
ولن تضيعَ ودائعُ الحطابين 
حيث طيش الشتاء اللجوج بكستنائه 
فلا رنين يضاهي ألق مدائح البراعم 
حين يحتدمُ الغليان الأرعن
إذ لم يكن لنا إلا أن نسرِّجَ العراءَ 
* * * 
أنصت لترّهات الغيم حين حصار الريح 
فأنا نهرٌ بلا ضفتين 
فقد أضحى حيادي غرقٌ 
يدهمني طيفكَ الغريق . . .  
يدهمني شموخك الفظ . . . 
* * * 
اسكبْ لهيبَ جمركَ 
حيث رمادي 
حيث تنثرني بمرور سديمكَ 
فليكن سطوعك المبتذل 
فليكن كبرياؤك المباهي 
فليكن نهبك الجائر
فليكن كل هذا . . .
فليكن غيابك الحنون …
فليكن غيابك الظافر بانكساراتي 
* * * 
تريث حين تدحرج النهارات صوبي 
ككرات الثلج صوب الشمس 
كيلا تشتتني نبوءة الصخر 
واسكب لهيبك الجمر في قدور الهبوب 
كي تزيد اشتعالي 
وتؤدي رقصتكَ الأخيرة على كفني
شكراً لك . . . يا سيد الغرقِ . . . شكراً 
شكراً 
وليغفر لك المداد الأعزل 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…