توزَّيع الأحلام

عمر إسماعيل 

هناك في وطني
تُوزًع الأحلام 
عن طريق قسائم مزوره 
للحصول على السكر 
وحفاضات الأطفال
وبعض من الزيت المكرر 
فنُصاب بتسمُم الواقع،  
وطبيب النوم مُرتشي 
باعَ كل عقاقيره 
في زمن الكورونا لظلِّ الضمير
كل قصص نضالنا والسجون 
باتت باهتٌة كنكتةٍ قديمة.. 
لا ملامح حلٍ في الأفق البعيد 
لا مجاز يسعفني في تأويل الحقيقه.. 
فأضحك كأميرٍ أدمنَه الحزن. 
إنّي احترق كبندقيةٍ تتقيَّأُ البارود، 
تلك الثوره دفنت شهداءنا 
بألوانٍ غريبه وأسماءٍ مستعاره 
وعلم الشمس هناك 
تحترق تحت نار التشرزم 
وهل للملاح صوتٌ 
يخترق جدران هذا المكان!؟ 
اخاطبكم بالوحدة كل يوم 
كأننا ندق الماء في كوز الماء 
إنَّه مَشهد آخر
وحبل الرِّيح يجفّفني
كأوراق التبغ على قمم الجبال 
في كل مدن كوردستان . 
   الدانمارك 08.01.2022

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إعداد وسرد أدبي: خوشناف سليمان
(عن شهادة الراوي فاضل عباس في مقابلة سابقة )

في زنزانةٍ ضيقةٍ تتنفسُ الموت أكثر مما تتنفسُ الهواء. كانت الجدران تحفظ أنين المعتقلين كما تحفظ المقابر أسماء موتاها.
ليلٌ لا ينتهي. ورائحةُ الخوف تمتزجُ بالعَرق وبدمٍ ناشفٍ على أرضٍ لم تعرف سوى وقع السلاسل.
هناك. في ركنٍ من أركان سجنٍ عراقيٍّ من زمن صدام…

صدر مؤخرًا عن دار نشر شلير – Weşanên Şilêr في روجافاي كردستان، الترجمة الكردية لرواية الكاتبة بيان سلمان «تلك الغيمة الساكنة»، بعنوان «Ew Ewrê Rawestiyayî»، بترجمة كلٍّ من الشاعر محمود بادلي والآنسة بيريفان عيسى.

الرواية التي تستند إلى تجربة شخصية عميقة، توثّق واحدة من أكثر المآسي الإنسانية إيلامًا في تاريخ كردستان العراق، وهي الهجرة المليونية القسرية…

حاوره: ابراهيم اليوسف

تعرّفتُ على يوسف جلبي أولًا من خلال صدى بعيد لأغنيته التي كانت تتردد. من خلال ظلال المأساة التي ظلّ كثيرون يتحاشون ذكرها، إذ طالما اكتنفها تضليلٌ كثيف نسجه رجالات وأعوان المكتب الثاني الذي كان يقوده المجرم حكمت ميني تحت إشراف معلمه المجرم المعلم عبدالحميد السراج حتى بدا الحديث عنها ضرباً من المجازفة. ومع…

مروى بريم

تعودُ علاقتي بها إلى سنوات طويلة، جَمَعتنا ببعض الثَّانوية العامة في صفّها الأول، ثمَّ وطَّدَت شعبة الأدبي صحبتنا، وامتَدَّت دون انقطاع حتى تاريخه.

أمس، انتابني حنينٌ شبيهٌ بالذي تقرّحت به حنجرة فيروز دون أن تدري لمن يكون، فوقه اختياري على صديقتي وقررتُ زيارتها.

مررتُ عن عمَدٍ بالصّرح الحجري العملاق الذي احتضن شرارات الصِّبا وشغبنا…