ايقظوا perî

خالد إبراهيم

كنتُ أعيشُ في وهمٍ لذيذ  
أيقظتني من الغفلةِ تفاحةُ الندم 
مُلئتُ بكلّ ماهو عابرٌ للروح ومنتهٍ
فارغٌ في الفراغ نفسهُ صرتُ
جزءٌ يابسٌ من اليُباس والعدم 
غني يا طيورَ الحجلِ الجزراويةِ
واقطعي الحدود نحو مدنِ البرد
بعثري قصائد هذه الروح الممزقة 
واشربي ما تبقىّ لدي من نبيذ الالم 
لستُ سعيدا بما يكفي..
 
أسألُ الثابتَ والمتحركَ
أسألُ الناقصَ والكاملَ
‏ 
هل ما زالت Perî  تقول بابا؟ 
هل تنظر الى مكان جلستي على الاريكة؟
هل تَتَمسحُ برائحتي مثلَ فرخِ قطٍ سعيدٍ؟
هل تبحثُ عني في ضحكاتِ الآخرين؟
هل مثلي تشعرُ بالعدمِ والفراغ ؟ !!
يا طيورَ الله في هذه الأرضِ البعيدةِ
أنقري زجاجَ المنازلِ كلها وأيقظي Perî
ربّما بيقظتها أصحو من موتي الأكيد.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…