ترويض حزن

عاليه ميرزا 

أنساك لحظاتٍ لأعود لذاكرتي، 
وأتلمس جراحي. 
تعود لتجري في عروقي نهراً…
نبعاً أضمكَ
فتخضرَ في مروجي،  
قرنفلاً.. نرجساً ..
وبنفسج 
أنساك لغمضة عين 
لأعود لذاكرتي، 
وألملمَ احزاني. 
فتنبت فيٌَ أزاهير خريفية بلون الغسقِ،
وصفصافةٌ وحيدة تأن خلفي. 
أمد يدي لأحتويك ،
أصطدم بحدود  جسدي المتعبِ
أعود وأنبش جراحي 
فلا اجد سوى وجهك 
واشواقيٌ المتناحرة
وحبات جوز 
سرقتُها في موسم الكساد
من صندوق أمي. 
أقولُ أحبك ،
تلبس الكلمة حلتها 
لتهرب من شفتي، 
وتسكن زواية بعيدة من قلبي.
 أنتشل نفسي 
لأتلاشى فيك 
فيغير النهر مجراه
وتسبقني الصفصافة 
لتقف أمامي وتلفني بظلها 
أهمس بإسمك ،
تشهق جراحي وتلتصق بي 
يغمرني الشوق لدفئك .
أتذكر طقوسي المنسيةِ،
فتثور  في روحي لذة التسكع 
في متاهات الكلمات ،
لأصوغ لك ومضتٍ 
أتلو فيها جموح أحلامي
ثم ابدأ رحلتي في حقول كفيك 
لأجمع سنابل القمح وعبير الأرض.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

كان مخيم ( برده ره ش ) يرقد بين جبلين صامتين كحارسين منسيّين: أحدهما من الشمال الشرقي، يختزن صدى الرياح الباردة، والآخر من الغرب، رمليّ جاف، كأنّه جدار يفصلنا عن الموصل، عن وطنٍ تركناه يتكسّر خلفنا… قطعةً تلو أخرى.

يقع المخيم على بُعد سبعين كيلومتراً من دهوك، وثلاثين من الموصل، غير أن المسافة الفعلية بيننا…

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…

مازن عرفة

منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، يتسارع الزمن في حياتنا بطريقة مذهلة لا نستطيع التقاطها، ومثله تغير أنماط الحياة الاجتماعية والإنسانية، والاكتشافات المتلاحقة في العلوم والتقنيات، فيما تغدو حيواتنا أكثر فأكثر لحظات عابرة في مسيرة «الوجود»، لا ندرك فيها لا البدايات ولا النهايات، بل والوجود نفسه يبدو كل يوم أكثر إلغازاً وإبهاماً، على الرغم من…

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…