قراءة الدلالات الشعرية عند الشاعر صلاح حمه امين في ديوانه عقارب الساعة التاسعة

  جمعة الجباري
* صلاح الدين محمد أمين علي البرزنجي المعروف بالاسم الحركي صلاح حمه أمين،  شاعر وفنان تشكيلي وكاتب وصحفي يكتب باللغتين الكردية والعربية. ولد في ازقة محلة بكلر بمدينة كركوك عام 1958 يكتب الشعر منذ أواسط السبعينات، شارك في عدة أمسيات شعرية في الأعوام 1977 و 1978 و 1979 في مدينة كركوك ، إستضافته مديرية الإعلام الداخلي في مدينة كركوك ضمن فعاليات أمسية الأربعاء بتأريخ 2/4/1987، نشر نصوصه الشعرية وكتاباته الفنية والأدبية والسياسية منذ نهاية الثمانينات في الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية نذكر منها للتشبيه لاللحصر: ( الزمن ، العرب اللندنية ، صوت التأميم ، العراق ، هاوكاري ،ره‌نگین ، بارش ، هه‌واڵ ، النبأ، الصوت الآخر، الطريق ، ئاسۆ ، شاكار ، ئه‌مڕۆ ، بانه‌ رۆژ ، الحوار المتمدن ، الناقد العراقي ,مؤسسة دار العرب للثقافة والفنون… الخ )  صدر له عن مؤسسة (هه‌واڵ) عام (2008) كتاباً عن ( الحركة التشكيلية في مدينة كركوك ) بعنوان: ( تصحيح تأريخ الحركة التشكيلية في مدينة كركوك) باللغة الكردية، وله عدة بحوث ومقالات عن الحركة التشكيلية في مدينة كركوك، نشرت في الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية باللغتين الكردية والعربية. 
له كتابات في مجال الفن التشكيلي والمسرح باللغتين العربية والكوردية نشرت في الصحف والمجلات العربية والكوردية ، وعمل مراسلآ فنياً لأكثر من سنتين لمجلة (شاكار) الفنية في مدينة كركوك والتي كانت تصدرها إتحاد فناني كوردستان، وبعد ذلك نقابة فناني كوردستان في مدينة السليمانية.  صدر له عن (مؤسسة داوودي للتنمية) عام 2018 أولى مجاميعه الشعرية بعنوان (موطىء حُلم). كما أصدر عام 2019 ديوانه الشعري الثاني بعنوان (مرايا مهشمة).
قال عنه الشاعر والناقد العراقي (هشام القيسي) في الغلاف الخلفي للديوان: “منحى (عقارب الساعة التاسعة) تأسس على جانب دلالي عبر توالد صوري وتظٍ قاربَ مساحة الوجع الهاطل على أفق الشاعر، وعلى الرغم من مشابهات المفردات الدالة، فأنها في الاستخدام الشعري تساهم في توليد وتسويق الاثارة التي تتطلبها الرسالة الشعرية…”.
لاشك، أنَّ المستوى الدلالي هو حصيلة تضافر البنى، والرؤى، والمستويات جميعها، بما في ذلك المستوى التركيبي والمستوى الفني، والمستوى الصوتي، والمستوى الإيقاعي، والمستوى الثقافي وغيرها من المستويات التي تدخل في صلب الدلالة، وصلب إفرازها في النص، وإنَّ خصوصية التجربة الشعرية، هي التي تحدد مسارها الدلالي؛ بل تحدد مسارها الإبداعي على مساحة تطورها؛ ابتداءً من مرحلة البدايات؛ حتى مرحلة النضج والاختمار الإبداعي، لذلك؛ فإنَّ تجربة الشاعر صلاح حمه امين تبقى مفتوحة دوماً؛ وذلك حين ينأى بتجربته عن التفاصيل والحيثيات الجزئية السطحية إلى الجوهر أو العمق.
بأعتقادي، أنَّ الشاعر المبدع يمكن أن يكتسب أهميته من طريقة مقاربته للأشياء، سواء أكانت هذه الأشياء قضايا كبرى، أم كانت تفاصيل جزئية بسيطة، وممكن أن يكون الشاعر رؤيوياً جيداً،وممكن أن يكون رؤيوياً سيئاً، لأنه لم يستطع أن يتمثل هذه الرؤيا عبر شعر حقيقي وجميل ومتميز. هناك شعراء تحدثوا عن مواضيع جزئية أو صغيرة، وكانوا شعراء كبار(مبدعين) لأنهم حولوا هذه القضايا الصغيرة إلى قضايا كبرى؛ أي أنَّهم طرحوا من خلالها أسئلة مهمة. (بودلير) تحدث عن (الجيفة المرمية في الطريق)؛ وحولَّها إلى سؤال كوني. إذاً؛ ليس الموضوع هو الذي يحدد قامة الشاعر؛ وإنما المقاربة الشعرية المهمة. ليس ماذا أكتب؟! ولكن كيف أكتبه؟!
إذن؛ لاتحدد أهمية الشاعر إلا من طريقة مقاربته للأشياء، وطريقة (تشعير) الرؤيا وتكثيف منتوجها الإيحائي، بأسلوب جمالي مميز، وخصوصية إبداعية ورؤيوية فذة؛ ومن المؤكد أن ذهنية الشاعر المعاصر موجهة صوب إبداع الدلالات، وخلقها بروافدها الشعورية، وكثافتها الإيحائية المعتمرة داخل الذات المبدعة عبر الخيال الشعري، لذلك؛ فإن أية قصيدة حداثية مؤثرة فإنها لاشك فيض من الخيال، وكثافة من الرؤى، والمشاعر، وخصوبة الأحاسيس، وثراء الدلالات عبر طاقة التخييل العالية، وتفاعل الذات الشاعرة، وتكيفها مع العالم المحيط، أو تصادمها معه، عبر جسد النص، وطبيعة التجربة التي تتمخض عنها.
من هنا يمكننا القول، أنَّ الشاعر صلاح حمه امين استطاع من خلال قصائده تشعير الدلالات وتكثيفها من خلال تمكين المفردات وتشحينها بالمعاني وتخصيبها بالصور والالوان وتسويقها الى ذهنية المتلقي عبر ايقاعات سريعة ومقاطع شعرية موبوءة بالاحداث الدرامية، كما حاول الانتقال بين الواقعية والرمزية والسريالة طلباً لتعزيز الارسال والتقنين الذي صاغ به قصائده.
ومن خلال سرده الواقعي للدلالات يصطدم الشاعر بالخيال الخصب لديه، وينسى نفسه منزلقاً الى عالم آخر مليء بالصور المثالية، حيث يقول في قصيدته (مدخل):
“طرقٌ
وكهوفٌ مظلمة
وجوهٌ من اقنعةٍ تسقطْ
فرسانٌ.
يضعون تاريخهم فوق رفوفٍ من هباء
ويتمرغون في وحلٍ
وقمامة…”.
كما ويجد نفسه في قصيدة (ليلٌ وازرار مفتوحة) سارداً دلالة اجتماعية واقعية، الى ان تجد الكلمات طريقها نحو رغبات تتلاشى امام جدران اجتماعية منيعة، لايمكن تجاوزها الا في الخيال، فيقول:
“اصابعُ رغبةٍ تخرج من بين ساقين
رغبةٌ تئنُّ تحتَ وطأةِ ليل
تهرب كالزمن
من بين هلالين وحدقات
تمادت،
سيقانٌ تبحث عن فارس
يستطيع تسلقَ سور
من احلام مروعة…”.
إنَّ تفاعل الشاعر مع الوجود في قصائده هو صورة من صور التلاحم بينه وبين العالم الخارجي؛ فارتباط الشاعر بالمكان هو ارتباط بالزمن وتمثيله له لاشعورياً في قصائده. يقول (صمويل ألكسندر) الملقب بفيلسوف (المكان والزمان والألوهية): “الحقيقة القصوى التي تتولد عنها سائر الأشياء الحقيقة الزمانية- المكانية، والحق أنه إذا كان في الإمكان التفرقة بين المكان والزمان فما ذلك إلا بطريقة أولية قبلية سابقة على التجربة؛ أما الواقع العيني نفسه، فإنه يشهد بأنه لا انفصال للمكان عن الزمان أو للزمان عن المكان”
والفن هو مغامرة اكتشاف، أو مكابدة شاقة من أجل الخلود عبر هذا الشكل الفني أو ذاك، وبهذا المعنى يقول (بيت موندريان): “كل من العلم والفن يكتشفان، ويجعلاننا ندرك حقيقة أن الزمن هو عملية تكثيف لما هو ذاتي في اتجاه ما هو موضوعي، ، في اتجاه جوهر الأشياء، وجوهر أنفسنا”.
هذا يعني أنَّ مسألة الزمن مسألة نسبية وجودية في بعدها المعرفي، ومنحاها النفسي، والفلسفي، والأيديولوجي؛ وتبعاً لهذا تختلف هذه النظرة من شاعر إلى آخر، كل حسب ثقافته، ووعيه، ومعتقداته، يقول الشاعر والاعلامي الفلسطيني ( خالد أبو خالد): “الزمان ليس إشكالاً أو مشكلة – بالنسبة إليَّ الزمان هو هذا الوعاءُ الذي يحملُ الناس من مرحلة زمنية إلى أخرى؛ وهو الحالة التي يشكلها الناس أيضاً على حجمهم ومقاسهم بما يؤسس لحركة تقدمهم باتجاه المستقبل”
إن أهمية الزمن- عند شعراء الحداثة- تتفاوت من شاعر إلى آخر؛ ومن تجربة إبداعية إلى أخرى، تبعاً لاغترابهم الوجودي، ومنظوراتهم الإبداعية- الفلسفية للحياة، لذلك؛ نلاحظ أن الكثير من الشعراء قد ربطوا إحساساتهم الوجودية للزمن بمسألة (الموت)، أو بهاجس (الموت)؛ لدرجة أن فلسفتهم كلها كان منطلقها هذه الثنائية (الزمن/ الموت) ويحاول شاعرنا المعاصر صلاح حمة امين توثيق الزمكان والموت من خلال قصيدته (اغراق حلم) عبر قصيدة مؤلمة لواقع مزرٍ يعيشه شعب كتب عليه الحرب طوال حياته، وما تجره من ويلات ومآسٍ وانكسارات روحية ومعنوية ومادية وجسدية ونفسية.
لقد وثَّق الشاعر صورة غرق الطفل الكُردي الصغير (إيلان) وهو يهمُّ مع والده عبور اراضي الموت والهروب نحو اراضي الحياة، مسجلاً تاريخاً زمنياً ممزوجاً بالرهبة والخوف والموت:
“تسلَّلْ خارج نطفتك
وانطلق بأقصى ما اوتيتَ من قوة
واترك جحركَ اللولبي
للمرة الالف
واخرج من تيه جسدك الابدي
وسر على المياه حراً
أو افتح جناحيك الرقيقتين
لتطير في فضاء اوسع
حيث لاتسرق فيه الاحلام
أو تكبَّل”.
ولاننسى القول: إنَّ شعرية المكان وخصوصيته لا تتبدى- لدى الشاعر- إلا من خلال خصوصية الرؤية، وعمق التجربة، وامتلاء عين المبدع بما تفيض عليه الطبيعة من ظلالها، وألوانها، وأحجامها، وأطيافها ما يترك أثراً فنياً زاخراً بشتى الألوان، والأطياف الساحرة؛ ولا بد بالإضافة إلى ذلك من دهشة الفن، والحساسية الفنية التي تميز مبدعاً عمَّن سواه، هذا المنظور الشعري العميق للمكان لدليل على أهمية تجسيد المكان بمساحته الروحية، والتأملية، والاستكشافية؛ وليس فقط بمساحته الفيزيائية، وأحجامه المرئية، وما ينبغي الإشارة إليه: أن نظرة الشعراء إلى المكان اختلفت من شاعر إلى آخر؛ تبعاً لحساسية كل شاعر؛ ومدى تمثله للمكان، وتشعيره له، بمساحته الروحية، وانعكاساته النفسية؛ إذ ثمة حنين جارف للأماكن المتغيرة أو المتحولة نجده عند شعراء الحداثة بأشكال مختلفة، ورؤى متضاربة؛ حول هذه المسألة المفصلية في حياة كل شاعر أو مبدع أو أديب، تبعاً لعلاقة المبدع بمؤثرات الأماكن وتفاعله معها، إن سلباً أو إيجاباً؛ وهذا يعني أن ثمة اختلافاً بين المكان بوصفه طاقة منتجة للشعرية، ومغذية لها، وهذه الأماكن نعدها أماكن شعرية، وهي التي تعبر عن تفاعل الشاعر مع الأماكن تفاعلاً إيجابياً حياً محركاً للطاقة الإبداعية ومحفزاً للإثارة الشعرية؛ والأماكن بوصفها جغرافيا فيزيائية، ومساحات مرئية أحادية الرؤية أو سطحية الأثر، أو التأثير في بنية القصيدة، وتحولاتها الإبداعية، وهي التي نعدها أماكن لا شعرية، ويكون تفاعل الشاعر معها سلباً بوصفها أماكن صامتة لا قيمة إبداعية أو جمالية لها.
ومن الملاحظ أيضاً أن علاقة الشاعر بالمكان لا تجسد مشاعر التوق والحنين والانتماء للوطن فحسب، وإنما تجسد الوجود والحراك الزمني، والتوتر الشعوري، والانفتاح الوجودي.
إن قارئ قصيدة (عقارب الساعة 9) من الديوان، يلحظ دلالات الوحشة، والسقم، والمرض، والموت تطغى على جزئيات المكان من حوله؛ إذ يشعر بالوحشة، والوحدة، والعزلة تحاصر روحه، ويخيم الصمت على كل أرجاء المكان؛ فيبدو المكان مقفراً رهيباً قاتماً، حتى لحظات الزمن المتسارعة أصبحت مرعبة، مطبقة على صدره تمشي ببطء شديد؛ تزيده اختناقاً و تقييداً و ظلمة؛ وهنا جاءت الاستعارات رغم إبرازها للجوانب المكانية كاشفة عن الجو الخانق الذي طغى على ذات الشاعر؛ ليحكي معاناة الذات من خلال تثبيت الرؤيا في زوايا المكان لإبراز إثرها الشعوري ووقعها الرهيب على نفسه، وما تثيره من كوابيس وأخيلة كاشفة عن عمق الإحساس، وشعرية الرؤيا.
استطاع الشاعر صلاح حمه امين  تشعير الأمكنة، وتحريكها فنياً؛ وهذا يعود- من منظورنا- إلى طبيعة كل تجربة، وقدرة الشاعر على تمثيلها شعرياً؛ تبعاً لما يرسمه المكان في خلد الشاعر وذاكرته الإبداعية من ظلال وأخيلة، وألوان وأطياف لا تمحى من الذاكرة الإبداعية؛ لدرجة تدخل في صميم رؤية الشاعر، وشخصيته الوجودية؛ ولهذا، نلاحظ سكون بعض الأمكنة وقتامتها، وتحجرها، لدرجة غالباً ما تكون مقترنة بالموت، والسقم والوجاعة الشعورية، والألم، والنفي، والانكسار.
ولاشك انَّ عنوان القصيدة اشارة الى الساعة التي تم العثور عليها بتاريخ 30/7/2019 في المقبرة الجماعية التي اكتشفت في بادية السماوة والتي تعود لاحد الكُرد المؤنفلين من اهالي كفري. وقد مزج الشاعر مفرداته بكلمات من سورة الانفال التي اعتمدها الطغاة اثناء عملياتهم المشينة للانسانية، ويرمز الشاعر ايضاً بكلمات دلالية الى وحشية الفعل ويعيدها الى الازمنة الغابرة:
“ساعات رملية
تعيد الزمن للوراء
سيوفٌ ومقابض من صدأ
زمنٌ من كهوف
وطرق من دراويش..”
ويصور الشاعر من خلال كلمات مليئة بالأسى لوحات رمادية قاتمة لمآسٍ انسانية، فيقول في مقطع من القصيدة:
“رفاتٌ
هياكل عظمية
لهَّاياتُ اطفالٍ
وبقايا حلم
اساورٌ وقلائد من ذهب،
بكاراتٌ فضها غزاة…”.
واخيراً وليس آخراً، نعود ونقول حول الديوان الشعري للمبدع صلاح حمه امين، ما قاله الاستاذ هشام القيسي: “الصورة التي يقدمها لنا تحت ظل اسقاطات الزمكان، عبَّرت عن مشهدية صادمة وفق مخيال يقوم على انتاج التفكير وتعميق الادراك كوسيلة تحاكي الضمير وتحاكمه، وهكذا تبدو عملية التشظي في بنية النص الشعري كمنتج لتلاقح الحس بالواقع الضد وتحولاته التراجيدية”.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…