إلى بركو

عبدالرحمن عفيف

تجمّعت رموزٌ كثيرةٌ لعائلتنا الطّويلة من المشايخِ في المدنِ والقرى في قريةِ بركو وحين انتقلت خالتي تركيا إليها أخذت معها الزّهرة الأذنيّة وتراب القامشلي الأحمر معلّقا في حذائها من البلاستيك. حذاء رقيق ذو خيوط مائلة بيضاء على جانبيه، خيوط هي الفاصل بين الأمواجِ على الوجهين.
أشارت على أمّي ذات مرّة أن تشتري لها حذاء بأمواج من نوع حذائها، فلم تشتر أمّي حذاء من هذا النّوع بل فستانا أزرق من قماش رخيص ذي خيوط بيضاء عليه واحتفظت بالفستان وهي تلبسه لعدّة سنوات: ” يهمّني أن تلبسوا وتأكلوا أنتم”. جاء الشّيخ شهاب إلى غرفة عبداللّطيف وجلس ونظر إلينا وفتح كتاب قواعد اللّغة الإنكليزيّة بهدوءٍ صيّادٍ بالفعل. تحدّث عن تصريف فعل الكونِ الإنكليزيّ ومشتقّات بعض الكلمات وقام بإنشاء جمل بسيطة وتلفّظ بالإنكليزيّة تلفّظا عبريّا كأنّه بين كلابه السلوقيّة. كنت أشعر في ذلك الوقت أنّني أفعى أتجوّل في الآبارِ؛ أحيانا أشعر أنّي حبلٌ معلّق به دلوٌ ينزلُ سريعا إلى بئر وبدون أن أغمض عينيّ كنت أصبح نبتة خضراء بعيون مثل عيون الأفاعي السامّة جدّا وأهرب أحيانا من خيالي وأريد تعلّم الإنكليزيّة. لم أرَ كيف اصطادت كلاب الشّيخ شهاب أرانب الشّيخ بشير أو الشّيخ سراج أو ربّما أرانب شيخ آخر من أقربائنا في بركو؛ شيخ ركّب بعض الأخشاب والعيدانِ إلى بعضها البعض ومدّد عليها خيوطا لحميّة أخرجها من أمعاء الأرانبِ فسمع عمّي الشّيخ توفيق سمفونيّة بلون أحمر صيفي، سمفونيّة رقيقة تشبه حذاء خالتي تركيا وفستان أمّي الأزرق الذي كان يشبه حذاء خالتي. وحين يبدع عازف الطنبورةِ على أمعاء الأرانبِ فإنّ الأغنية التي تتدحرج من يديه هي فستان افتخار ونوم الشّيخ صدري على أغصانِ التّوتِ. فجاء الفنّان الطّويل ذو النظّارة محمد شيخو من القامشلي. آنذاك كان شابّا ولم يخرج من أيّ قبر بل من غرفةٍ فقيرةٍ، مبنيّة باللبنِ، جاءَ إلى الشّيخ فاروق في القرية وعلّمه فاروق العزفَ على البزق والطّنبورةِ والجمبشِ وعلّمه الاستماع إلى سمفونيّة الشّجرة. شرح له المبادىء الأولى وأنّ الشّجرة ذات الملاعقِ والطّناجرِ هي شجرةٌ غير عفويّة أو هي شجرةٌ عفويّة ولكنّها بأوتارها التي من أواني المطبخ والدّواليب هي نوعٌ من آلةٍ قديمة، آلة عبريّة، علّق بها الموسيقيّون النورانيّون كلّ تلك القيثارات ودرس الشّيخ شهاب العبريّة لهذا الشأن، ليفكّها من جذورها ذاتَ يوم. فهم محمد شيخو من فاروق مغزى الشّجرة ولم يأخذ الأمر بجدّية وحسب الشّجرة فقط رمزا لما هو أبعد، أي كمونِ الخشبِ في الشّجرة والرّيح التي هي يدٌ على الصّحونِ والطّيور التيّ اخترعت الموسيقى. غنّى محمّد شيخو بعد تعلّم العزف من فاروق في القريةِ، فخرجت أرواح مقبورةٌ من صوته وبكت المسالك في اللّيل وصعد الفنّان القديرُ فوقَ أسرّة النّاس في الصّيف؛ كلّ فرقة موسيقاه فوق الأسرة من الحديد والخشب، الأسرةِ المنصوبةِ على سقوفِ البيوتِ ومصباح ضعيف ينير الشّارع والشبّان الكرد، نظروا ونظروا وحزنوا ثمّ تساءلوا: ” كيف نستطيع الحبّ تحت هذه الأنغامِ الطّويلة؟ كيف نستطيع الابتسام والتكلّم بعد هذه الأتارِ الطّويلة؟” وأنا في باص الجمعية التّعاونيةِ، في أقصى باصِ الجمعيّة التّعاونيّة نظرتُ إلى شكلي وكنت مرعبا من الحزن ومحمد شيخو صاح موّاله؛ وصاحه موّاله على قرى صامتةٍ، مليئة بظلمٍ قاهرٍ. كيف آكل بعد النظر إلى طنبورتهِ؟ لكنّ شيخو لم يغنّ فقط المواويل الطّويلة بل أيضا الجسورَ ونسرين بعد أن تزوّجت ولقيها الفنّان على أحدِ الجسورِ فسألها: ” متى سيعشب الحبّ باللّون مضافا إليه قلبنا في القامشلي ثانية يا نسرين؟”
لم تستطع خالتي أن تقوم على ركبتيها اللتين كانت تهبّ فيهما ريحٌ عاصفة، تهدأ وتقومُ أقوى وتمطرُ السّماءُ وتذهب هدلة الغجريّة مبتعدةً إلى بيوت أخرى، آخذة معها ابنها دوقو: ” لا أستطيع القيام والنقل والهجرة وأخذ كلّ الخزائن وركبتاي ضعيفتان من الرّيح؛ لا أحبّ بركو المنعزلة مثل خيط بنيّ يركض كلبٌ سلوقيّ من كلابِ شهاب فوقه”؛ ” أريد البقاءَ في القامشلي والنّظر إلى ذيل طاووس افتخار وربّما زوّجنا رياض وقمنا بزيارةٍ إلى بركو وأخذ بعض البقدونس لأقاربنا هناك.” استطاع الشّيخ بشير أن يقنع خالتي تركيّا وانتقلت العائلةُ بكاملها إلى بركو. ذهب عمّي الشّيخ توفيق إلى صديقه الشّيخ شهاب وكان قد تعلّم انكليزيّة أكثر في خمس سنوات ونصفها وأضاف إليها العبريّة وتكلّم بها مع كلابه السلوقيّة؛ فطاردت الكلاب وجلبت له بدل الغزلان الأرانب التي كان يربّيها أقاربنا الشيوخ وأقارب الشّيخ شهابٍ؛ وسدّد الشّيخ بندقية الصّيد بخمس سبطانات فاصطادت السبطانة الثّالثة عينه اليمنى، فقال: ” الصّيد الأقوى هو بالعين اليسرى” باللغة العبريّة للكلابِ السلوقيّةِ فعرف عمّي وصوله إلى هذه النتيجة ونظر أكثر إلى شجرةِ الطناجر وكانت حمولتها قد أضيفت إليها السجاجيد وريش أذيال الطاووس وبعض السبطانات وقليل من البرغل والرزّ المجفّف على ظلامِ يومٍ في عين الشّيخ المفقودةِ. استفاق عمّي من غفوته الصّغيرة في بيت الشّيخ شهاب وذهب إلى بيتٍ آخر في القريةِ ورأى شخصا شابّا في الفراش، وهو نائم، ابن العائلةِ ينام النّهار كلّه والليل كلّه ثمّ يستفيق في النّهارِ أحيانا؛ يرفع رأسه من تحت اللّحافِ: ” هل أصبح خبز التنوّر جاهزا؟” يقول لأمّه وأخواته، إن لم يصنع بعد فإنّه ينام وإن كان جاهزا فإنّه يأكله؛ يأكل رغيفا طازجا من التنوّر مع بصلةٍ بيضاء ثمّ يشرب ماء وراءهما ويعاود نومه الذي قطعه. لم يستطع عمّي البقاء طويلا هنا، فقط ذهب ليرى الشابّ المدوام على خبزه ونومه وتبادل معه بعض الكلماتِ وخرجَ. مضى إلى الشّيخ الأكبرِ الذي علّق بالشّجرة الملاعق والدرّاجات والسكاكين وحينما تهبّ الرّيح تتكلّم الملاعق مع الأغصان والدرّاجات مع السبطانات؛ فتتكوّن السمفونيّة التي يسمّيها عمّي بسمفونيّة الكلابِ السلوقيّة أو سمفونيّة خليط العبريّة والإنكليزيّة ولكنّه يتذكّر أكثر من السمفونيّة الخبز التنوريّ والبصلة البيضاء والشابّ في الفراشِ. هل نظرت نسرين إلى الفنّان في ذلك اليوم؟ من أيّ لون كان فستان نسرين. في فصلِ الرّبيع سأل محمد شيخو سؤاله والسؤال كان عن فصل الرّبيع. نسرين بريق صنوبر نحيل في حديقة القامشلي ومحمّد شيخو من ترابِ أحمر وبلبل معلّق في أوتارِ طنبورتهِ. قال البلبل:” أذهب إلى الطاووس محمد شيخو على شجرة هليلكي من التّرابِ”؛ قال الطاووس في خزانة ملابس افتخار، زوجة الشّيخ عبدالحكيم الحسيني: ” أخرج من الخزانة، أتجوّل فوق شجرة الشّيخ صدري وأنامُ بدلا منه اللّيلة هناك” فأجابته طنبورة محمد شيخو :” أنا من أمعاء كلابِ الشيخ العبريّ، شهاب الدّين البركاويّ، وفاروق هو الفصل بين الطّنبورةِ والشّجرة التي تحدّث عنها في روايته التي لم تكتمل، الشّيخ توفيق” وودتُ أن أذهب إلى قرية بركو؛ أرى البقدونس والتراب على حذاء خالتي تركيا؛ وهل قصّة الزّهرة الأذنيّة صحيحة ولِمَ لم تكن الزّهرة فمويّة أو على الحذاءِ الأزرقِ ومن نام على الشّجرةِ وجمع التّوت؟ أهو الطّاووس أو عمّي الشّيخ صدري. فقط رأيت على الصّور بالأبيض والأسود والمقاس الصّغير، الكلاب السلوقيّة في قرية بركو. وقف أخي برأس حليقة لأجلِ امتحان البكالوريا إلى جانبها؛ ببنطلون جينز برفقة ابن عمّي وهو أيضا بالأبيض والأسودِ وبشعر طويل. لفّ الشّيخ شهاب على أضرع الكلابِ قماشا لم استبن لونه، لكي لا تتدلّى الضّروع أثناء ركضها وراء الغزلان والنّحلِ. لم يكن عنده وقتٌ ليفكّر بتاريخ انشائه لخمس سبطانات ولا بمفردات العبريّة؛ شوقه الآن كان قد انصبّ على الإنكليزيّة. لغةٌ يتحدّث بها النّاس ويفهمها الشّيخ توفيق ويترجم منها ” وربّما كان اختراع فاروق لمحمد شيخو أفضل من كلّ جهدي في تعليم وتدريب كلابي، ربّما الأجدى زراعة عين لي أخرى، عين بدل عيني فوق السبطانات الخمس؛ أرى أبعاد الحياةِ من زاويةِ وربّما الأفضل من كلّ ذلك الانتقال للسكن في مدينة القامشلي”  ربّما يخرج الشّيخ شهاب من عباءته ذات الخيوطِ من الكتّانِ في قرية بركو، يخرج من العباءةِ ذات التّرابِ الأحمر ربّما. التّراب آتٍ من تراب مدينة القامشلي وهو ترابٌ في فصلِ الصّيفِ وهو وحل على حذائهِ البنيّ في الشّتاءِ. اللّون لم يختره الشّيخ لعباءته أو غطائه الذي يلفّه على عينه اليمنى فيصيرُ بعين واحدةٍ:” تلك السّهول تحت كلابي السلوقيّة” يركضُ كلب سلوقيّ ويتبع أرنبة بدل غزلالة، ينشب فيها أظافره وتتلوّع وتتلوّى الأرنبة؛ أمّا الشّيخ فيكبّ على دفاترهِ بقلمِ الرّصاصِ: ” سأتعلّم صيد أرانبِ اللّغة العبريّة في خمسةِ أيّام ونصفها إلى المساءِ” أتى الشّيخ إلى الشّيخ أبي واجتمعنا إليه:” علّم عبداللطيف الانكليزيّة وليصبح في صيد كلماتها كأنّما هو في سهل بركو”؛ ” بولايت تعني مؤدّب يا عبداللطيف”. ثمّ يرفع جزءا من غطاء كتفيه ويرميه على عينه اليمنى فيرى سبطانات بندقية الصّيد التي أراد أن يجعلها بخمس سبطانات بدل الواحدةِ، وعينه اليمنى الواحدة أصبحت أرنبة أولى مرميّة ولم تقع على حرفٍ عبريّ. حاول الشّيخ جمع بعض الكلمات الإنكليزيّة من عمّي الشّيخ توفيق أثناء زياراته إلى بركو؛ فقال له عمّي بعض الكلمات وأرشده أن يبحث في القواميس عن أخرى وبعد وجبةٍ من لحم الأرانبِ، غفا عمّي وهو ينظرُ إلى الشّجرة التي كانت تقرقع بطناجرها وملاعقها وألمنيوم عجلات درّاجاتها؛ الشّجرة كانت تركض في نفسها في المعادن المعلّقة بها فتذكّر عمّي سمفونيّة شجريّة في بركو ونام بعدئذ ورأى الشّجرة في رواية هو مؤلّفها: ” أنا أيضا من تجاربي أقدر أن أكتب أفضل من حنّا مينه” طوال أكثر من صيف كانت كتب حنّا مينه في يدِ عمّي وهو متمدّد ورجلاه العاريتان على الاسمنت المنعش وتحت مرفقه وسادة مطرّزة بالأحمر والبرتقالي والعسلي والبنفسجي وربّما أيضا بالبنيّ الذي من ترابِ بركو القادمِ من القامشلي، معلّقا بحذاءِ خالتي تركيا. لم تكن خالتي تركية تريد الانتقال والعيش في القرية، بركو وحيدة في البراري وقليلة النّاسِ وهي تعاني من ربو المفاصلِ وتحبّ البئر والجدارَ والجيران، تحبّ طناجر المربّى وعصائر البندورة ونحلةً ترتجف على زهرة قرمزيّة تشبه أذن الإنسان نمت ونظرت إلى خالتي تركيا. كذلك ابنها رضوان أصبح جابيا في النّقل العامّ وبعد سنوات موظّفا في بلديةِ القامشلي ونحن حين زرنا القامشلي، ركبنا باصات النّقل الدّاخلي الطويلة ذات الشريط البنيّ المائل إلى الأحمرِ وجلس رضوان في ركن الباصِ الأخيرِ وقطع لنا تلك البطاقات الصّغيرة بربع ليرةٍ. طلبت خالتي من الشّيخ بشير أن تظلّ في شارعهم وتترقّب الباص الذي يعمل فيه ابنها رضوان وأنْ تأتي إليهم هدلة الغجريّة؛ تمنح الأولاد العلكة الشّجريّة وتأخذ البرغل وبعض الفرنكات والرزّ والصّابون وثوبا عتيقا وتعطش الغجريّة في الحوش، فتطلب طاسة ماء البئر وتعجب بالزّهرة الأذنيّة وتنظرُ إلى شبّاك افتخار زوجة عبد الحكيم وهو أخ الشّيخ بشير، ابنة الشّيخ فريد من عامودا وجدّها الشّيخ صدر الدّين أو الشّيخ صدري كما نودي وأحبّ في عامودا. وزّع سكاكر النّعناع من جلبابه الأخضر؛ يضع يده النورانيّة في الجلبابِ ويخرج السكّر من الجلباب ولم يكن أيّ سكّر قبل ذلك؛ سبحان الله، يصبح الجلباب سكّر نعناع؛ اللّون لونٌ أخضر للجلباب والسكّر أبيض يتحوّل من القماشِ إلى المادّة السكريّة تحت اليد النّورانيّة ثمّ ينعس الشّيخ في الضحى بعد أن استفاق الليل، فيصعد إلى شجرةِ التّوت : ” أذهب أتحدّث مع التوتةِ التي نمت منذ يومين ولازالت بعد ببعض الحموضةِ” وقال الجيران: ” الشّيخ ينامُ كالطيرِ على شجرتهِ” ولم ينم الشّيخ إلاّ في فراشه أو لم يستفق ويسهرالليل إلاّ في فراشه الزبرجديّ وتحدّث أحيانا مع الطّيور وهو مضطجعٌ في الصّباح المبكّر من الغرفةِ وردّدت الطّيور بعد ذلك غناءها أكثر ممّا في باحاتِ الجيران. تزوّجت افتخار من الشّيخ عبدالحكيم ذي الصّداقة القديمة مع أبي جان المسافر إلى ألمانيا وافتخار نظرت إلى المرآةِ ودخلت إلى ثوبها، ثوبٌ خيط وفصّل عليها في خطوبتها، عليه طاووس بمنقارين وذيله خمسة أذيال غير غامقة؛ تصبح كذلك إن سبّح الطاووس حينما تنام افتخار أو يترك الثّوب في خزانته ويذهب ينظرُ طوالَ اللّيل إلى الزّهرةِ الأذنيّة لخالتي تركيا.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…