شخصيات من مدينتي

نصر محمد
للمدن، شخصية وخصوصية كارزمية مثل الأفراد لا تصنع بالقرارات ولا من قطع غيار مستوردة، فالمدن تبنى من آجر مشوي في حرائق الزمن، تنسج خصوصيتها في بوتقة التاريخ مثل البسط و السجاد من اصواف محلية بأصباغ متخرجة من براري البلاد /الاوطان ومن هذه المدن (عامودا )، المدينة الكردية السورية بامتياز، من المدن القليلة التي تلف جراحها بظلالها وتصيغ نطقها بتعابير تخرج من عمق الحارات كسحنات الابناء، من اكثر المدن السورية نهضوية، ففضلا عن غرفها الفقهية على مدى التاريخ دخلت العصر السوري الحديث بانتفاضتها الكبيرة على المستعمر الفرنسي وتم احراقها وسميت من ذلك الوقت ب عامودا الحرائق تيمنا ببهائها القدسي وافتخار اهلها بثورتها الكبيرة على المستعمر الفرنسي استدعى قصفها بالطيران سنة 1936، ومنذ ذلك التاريخ وعامودا درة في بلاد الجزيرة السورية ورمز التمرد والحراك السياسي والثقافي،
 ولأبنائها من سياسيين وشخصيات وطنية ومثقفين قصب السبق على باقي مدن الجزيرة، عليها نزل غضب السلطات المتتالية منذ ايام الوحدة الناصرية، وتتالت عليها سياسات القمع والقهر، ومع ذلك لم تحني عامودا رأسها يوما، ولم تتنكر لتاريخها الريادي النهضوي والمتمرد، دائما بالحق، مدينة الشهداء التي قدمت اكثر من 280 طفل من اطفالها في حريق سينما عامودا بسبب عروض فيلم جميلة بوحيرد دعما للثورة الجزائرية.
في عامودا 

كريم قاسم
الرجل الطفل، البسيط حد التعقيد، والحر حتى اخر قيد صدئ في زنزانة الحياة التي ارادها الإنسان الوحشي، المتواضع حد الغرور، العميق في حزنه حتى اخر نبض له، المحب المنغلق على معنى الحب حتى تجاوز الكون والمنفتح في منح الحب حد البكاء، وضع الكون في زجاجة واحتفظ بها في يده ولم تأتيه الشجاعة لكي يرميها في بحر الحنون .
الحالم بفوز روحه وانعتاقها من ترهات كثيرة، اهمها الحياة، المتصالح مع نفسه حد التناقض، المزاجي الودود من دون ايذاء الروح . 
لثائر على التخاذل والرافض للكذب حتى الموت، المتعقل حد الجنون
عبدالكريم ابراهيم حج قاسم المعروف بأسم (عبدي هيا ) 
لقب بهذا الاسم بسبب وجود علاقة خاصة بينه وبين والدته (هيا ) والتي تعيش معه حاليا، حيث في الصغر كان يرافقها في الذهاب الى الرعي ويساعدها ايضا ايام حصاد العدس وفي جمع القش، لذلك فهو معروف بهذا الاسم في الفرق الكردية والنوادي الرياضية وفريق التحرير 
من مواليد عامودا 1969، من بيت حج عبدالله، معروفين بعائلة حجيا، محسوبين على عشيرة الدقورية متل العشر العوائل الباقين في عامودا المحسوبين على العشيرة نفسها، متزوج ولديه اربع اولاد صبي وثلاث بنات، اتم مراحل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس عامودا بعدها درس في الجامعة قسم اللغة العربية لمدة سنتين لكنه لم يكمل بسبب الظروف المعيشية الصعبة واتجه نحو الزراعة ليكمل عن والده . 
كان له اهتمامات رياضية وموسيقية ورقص، عام 1986 درب اول فرقة كردية بمدينة الدرباسية (الرقص) 
 عمل مع الأحزاب الكردية، انتسب الى حزب البارتي (حزب الوحدة) عام 1986 والى الأن مع هذا الحزب وهو عضو هيئة الدائرة في الحزب .
يحب ويعشق الأشجار كثيرا ويحب زراعتها، -يقول : دمشق واللاذقية ليستا جميلتين بسبب بناءها وسياراتها وانما جميلتين بأشجارها، جمال المدن في اشجارها، كم كنت اتنمى ان يزرع الاشجار في مناطقنا لتبقى جميلة .
اسست من عدة سنوات مزرعة عبارة عن عشر دوانم وزرعت فيها كافة انواع الاشجار، واعشق ايضا تصميم الحدائق والديكور ولكن لم يتسنى لي المجال فيها، يمكن لأن هذا الشغل تابعة الشركات وليست للإشخاص  
ايضا يعمل في مجال المجتمع المدني، يساعد الناس على الصعيد الإنساني والمادي، اي حدا يطلب منه المساعدة في حالات المرض والأمراض المستعصية يلبيها، الميزة الجيدة فيه لا يأخذ ويمسك المصاري بيده وانما يقوم بدور الوساطة بين الشخص المتبرع والشخص المحتاج، 
يقول : حاليا انا مصاب بمرض السرطان وسأكافح هذا المرض وسأتغلب عليه بكل سهولة بأذن الله . 
تعقيبا على ماذكر وقلت لدي اهتمامات رياضية، لعبت مع نادي رميلان فئة الناشئين لمدة سنة بعدها انتقلت للعب مع نادي عامودا الرياضي، الى جانب اللعب مع فريق التحرير الرياضي بعامودا حتي تركي له، اشكر جدا فريقي فريق التحرير، وأخص بالشكر الأستاذ عامر كرو، علي كرو، محمود شويش، خليل كامل، سيروان صديق، على وقفوهم الى جانبي في محنتي مع هذا المرض اللعين معنويا وماديا .
في الختام تمنياتي وتمنيات عائلتي للأخ والصديق عبدى هيا ابو ابراهيم الشفاء التام من هذا المرض عاجلا بأذن الله .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

 

نارين عمر

 

” التّاريخ يعيد نفسه” مقولة لم تُطلق من عبث أو من فراغ، إنّما هي ملخّص ما يحمله البشر من مفاهيم وأفكار عبر الأزمان والعهود، ويطبّقونها بأساليب وطرق متباينة وإن كانت كلّها تلتقي في نقطة ارتكاز واحدة، فها نحن نعيش القرن الحالي الذي يفتخر البشر فيه بوصولهم إلى القمر ومحاولة معانقة نجوم وكواكب أخرى…

محمد إدريس*

 

في زمنٍ كانت فيه البنادق نادرة، والحناجر مشروخة بالغربة، وُلد غسان كنفاني ليمنح القضية الفلسطينية صوتًا لا يخبو، وقلمًا لا يُكسر. لم يكن مجرد كاتبٍ بارع، بل كان حاملَ راية، ومهندسَ وعي، ومفجّر أسئلةٍ ما زالت تتردد حتى اليوم:

“لماذا لم يدقّوا جدران الخزان؟”

المنفى الأول: من عكا إلى بيروت

وُلد غسان كنفاني في مدينة عكا عام…

د. سرمد فوزي التايه

 

عندما تُبصر عنوان “فقراء الحُبّ” للكاتبة المقدسية رائدة سرندح، والصادرة عن دار فهرنهايت للنشر والتوزيع عام 2023، تُدرك أنَّ هناك أُناساً فقراء يفتقرون إلى الحد الأدنى من مُتطلبات الحُبّ كوسيلة من وسائل العيش الرغيد على وجه البسيطة، فتراهم يقتاتون ذلك الفتات على أملٍ منشود بأن يغنوا يوماً ما من ذلك المعين حتى…

نجاح هيفو

 

عندما نتحدث عن الذكورية، فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو السلوكيات الفردية التي يمارسها بعض الرجال تجاه النساء: تحكم، تمييز، عنف، وتهميش. لكن الأخطر من كل ذلك هو ما يسمى بـ ذكورية المؤسسات، وهي الذكورية المتجذرة في أنظمة وهيكليات المجتمع، بدءًا من القانون والتعليم وصولاً إلى الأحزاب السياسية والسلطات الحاكمة.

ذكورية الرجال قد تتغير…