بين نانسي عجرم وكونداليزا ونحن هوس عمليات التجميل والتقليد

لافا خالد
 

ثقافة النيو لوك أو تغيير الشكل باتت من أهم مستلزمات أن ينظر للشخص إنه إنسان يتماشى مع العصر ذلك حسب مفهوم الكثيرين, وآخرون ينظرون لثقافة التجميل والتقليد إنها بدعة وبضاعة مستوردة كما سخافات أخرى كثيرة من ثقافة الغرب التي تركوها ورثناها دونما تقصير , ويبقى للتجميل وجهين لا ثالث لهما هناك من تجوز لهم إجراء هكذا عمليات كونهم يعانون من عاهات مستديمة وتشوهات تسبب لهم آثاراً نفسية, وآخرون هدفهم الموضة وتغيير الشكل ليس أكثر,
شباب وشابات لا بل الكثير من السيدات المتزوجات ممن تخاف أن تلتفت زوجها لأخرى أكثر منها موضة وجمالاً بالمفهوم الشكلي للجمال , بات شغلهم الشاغل ثقافة النيولوك مهما كانت التبعات والنتائج وكانت من تكون القدوة حتى ولو كانت الآنسة كوندليزا التي لاتعرف بدورها من تقلد وماذا تروج ولمن تصدر ما عندها ؟
أما عن مرض العصر /ثقافة التجميل/ بين نسائنا خاصة, ممن تبحث عن أنف يشبه انف هيفاء وهبي وهلم جراً يتسابقن لعيادات الأطباء وأخريات انخدعن بنانسي عجرم التي خانتهم وكانت السباقة لترويج هذه الثقافة فغيرت لوك انفها أكثر من أربع مرات تقول فاطمة المعجبة ب لوك نانسي عجرم متى ستستقر على آخر أنف كي نستقر معها ؟ آخرون يغيرون شفاههم وآخرون ينفخون صدورهم ورجال بات شكلهم الخارجي عرض للعضلات المفتولة وكثيرات استهوتهم لوك كوندليزا بعقدها الأبيض الذي ترتديه بمناسبة ومن غير مناسبة حتى بات متعارفا في المحلات التجارية عقد كوندليزا الأبيض الشفاف وبتصوري الذي لن تغيره كما سياستها ابدا ومع ذلك انخدع بها اعتي الرجال في عالم السياسة، ويبقى القلق سيد الموقف أين ستنتهي هوس عمليات التجميل وثقافة التقليد والتغيير السريع والمتكرر في الشكل ليس أكثر.

عمليات التجميل ودور الطبيب فيها

الكثيرون ممن يرفضون لا بل يحرمون التجميل المتقصد بهدف الموضة والنيولوك يرجعون الأمر لضمير الطبيب الذي بإمكانه أن يعالج المريض نفسياً إن كان يريد إجراء العملية بهدف الموضة و ضرورة توضيح نوع العملية وفوائدها كذلك أضرارها القريبة وفي الأمد البعيد من منطلق الضمير الحي وليس الكسب المادي وحسب وضرورة توضيح مدى شرعية عمليات التجميل التي شملت النساء والرجال معاً لابل وصلت لحد المنافسة بدليل طبيب واحد يجري 18 ألف عملية في سنة واحدة وفي مدينة واحدة من محافظات سوريا كمدينة القامشلي مثلاً .
الدكتورة إيمان التي تجري على مدار اليوم الواحد فقط ً أربع عمليات تجميل متنوعة , سألناها حول مفهوم التجميل من منظور علمي وطبي معاً ومن هم أكثر من يترددون للعيادات الطبية والمشافي أجابتنا إن التجميل يكون فيعيوب ناشئة في الجسم من سبب فيه لا من سبب خارج عنه كما العيوب الخلقية التي ظهرت مع بداية الولادة كشفة الأرنب مثلاً , وعيوب ناشئة من حالة مرضية أصابت الجسم فجأة وعيوب مكتسبة كما في حالات الحروق وحوادث السير شوهت الجسم فاستدعت إجراء عمليات تجميل لتحسين التشوه وإزالة الضرر , نحن كأطباء تتردد علينا مختلف الحالات من الشباب والشابات بمستوياتهم المعيشية المختلفة , أنصح الكثيرين بعدم إجراء عمليات التجميل لكن الأمر دوما يبدو عندهم محسوماً وفي مهنتنا لا نسأل رأي الشرع لأن الأمر لا يعود لنا كحكماء الأمر متروك لصاحب العلاقة بأن يبحث له عن جواز التحليل والتحريم وأغلب العمليات تنتهي بالنجاح ولا نخفي حتى مهنتنا تتكرر فيها الأخطاء الطبية وأية عملية يبقى لها جانب سلبي وآخر إيجابي

عمليات التجميل في رأي الشرع

بالعودة للكثير من الفتاوى التي صدرت ومن مرجعيات مختلفة حول عمليات التجميل المنتشرة حالياً كتكبير الشفاه أو شد الوجه أو تكبير الأنف وتصغيره فهي غير جائزة قطعاً ومحرمة جملة وتفصيلاً لان فيها تغيير للخلقة الطبيعية التي ولد عليها الإنسان
فالبنسبة إلى مسألة عمليات التجميل يراها العلماء محرمة شرعاً انطلاقاً من النصوص الشرعية النبوية التي تنطبق علي هذه المسألة وفيها تغيير وتبديل لخلق الله، فالشرع حرم تغيير خلق الله تحريماً قطعياً لقول الرسول (صلي الله عليه وسلم) لعن الله المتثلجات للأحسن المغيرات لخلق الله ومعني التثلج هو أن تصنع ثلجا انفراجاً بين الأسنان من جانب آخر إذا كان الهدف من عملية التجميل هو العلاج كأن يكون في الشخص عيب خلقي كوجود زوائد تسبب له ألما أو وجود ما يلفت النظر إليه فلا بأس من تحسين صورته وأجراء العملية التجميلية.
رأي الشرع واضح في الحكم بهذه المسألة الكثير من العلماء أفتوا بأنه لا بأس في عمليات التجميل إذا كان الهدف منها تحسين صورة الوجه او شد البشرة إن كانت تجاعيد الوه تشوه البشرة إضافة الي إخفاء العيوب أو التشوهات الخلقية.
فالرجل يمكنه إجراء مثل هذه العمليات إذا كان يهدف إلى إخفاء العيب كما يمكنه استخدام بعض المستحضرات مثل الكريم الواقي عن الشمس. والحرمة في عمليات التجميل عندما تؤدي هذه العملية إلى تغيير الجنس سواء كانت امرأة او رجل، فمن هذا المنطلق تحرم شرعاً عمليات التجميل التي تهدف الي التشبه بالجنس الآخر

رأي الناس بصراحة أحلى ولا مو أحلى ؟

القليلات ّ ممن التقيتهم أبدين الندم من منطلق إنهن ارتكبن الخطيئة ومخالفة رأي الشرع, وأخريات يبررن بأنهن كن في حالة نفسية غير مستقرة نتيجة الأنف الطويل أو تجاعيد الوجه وفئة أخرى تقلد برامج تلفزيون والفنانات وتبحث بصراحة عن أحلى كتير حتى لو لم تكن النتيجة أحلى كتير , وأبقى لأذكركم بمقولة المذيع الظريف جميل عازر / أنوف أم خراطيم / تعقيباً على تقرير عرضته فضائية الجزيرة حول قبيلة آسيوية تجري مسابقة سنوية لاختيار صاحب أطول أنف في القبيلة , قد يفتى لهؤلاء بجواز عمليات التجميل ولكنهم أكثر رضى وقناعة بوضعهم الطبيعي لا كما الكثير من شباب اليوم ممن يعيشون مغلفين بثقافة استهلاكية تقليدية جرياً وراء النيو لوك وقشور أخرى , متناسين قضايا مصيرية وأحداث تدور حولنا لتتحكم بنا وربما ستلتهمنا أو بصحيح العبارة ستلبتلع ما تبقى منا إن بقي هناك ما نخاف عليه لنحميه

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…