الآشوريون في مدينة القامشلي (زالين الحديثة) بعد عام 1933م

اسحق قومي

تقع مدينة القامشلي في الشمال الشرقي من سورية. وهي من أمات مدن الجزيرة السورية. تقع جنوب مدينة نصيبين السريانية الآشورية ولاتبعد عنها سوى كيلو متر واحد. هذا عندما تأسست وبدأ البناء فيها بعد أن كان يعيش على ترابها قسم من عرب طيء، وجاء إليها السريان فسكنوا أولاً في الخيام لمدة طويلة تزيد على عشرة أعوام. ذكر ذلك السيد جرجس بري الميردلي الذي جاء من ماردين عام 1914م. هرباً من المجازر التي وقعت على المسيحيين في مدينة ماردين. كما ذكر بأن في شرقي نهر الجغجغ إلى الجنوب الشرقي لمدينة نصيبين كانت أكثر من أربعين خيمة لعشيرة طيء بزعامة شيخها الجليل أحمد المكطف. وكان بجانبهم بعض الأسر المسيحية السريانية التي كانت تعيش في الخيام تجاوز عدد الخيام السريانية بخمس عشرة خيمة، وتحت تلك الخيم كانوا قد افتتحوا لأنفسهم دكاكين يبيعون ويشترون تحتها، وكانوا يأتون ببضائعهم من نصيبين أيام الصيف وعبر عبارات كانت تصل ضفتي نهر الجغجغ حتى جاءت سكة القطار عام 1921م ومحطة تل زيوان. 
حيث صاروا يقطعون الجغجغ بمغامرات على تلك السكة. وبعدها بدأت فكرة بناء جسر من خشب على نهر الجغجغ حتى بنى الفرنسيون جسر الجغجغ الحالي، وأما المكان فبعد أن كَبُرَ ذاك الحي الذي كانت عليه خيام طيء والسريان سموه بحي البشيرية. جاء هذا الكلام من جاك ابن السيد جرجس بري، ونقلته لنا السيدة ابتسام حنا زوجة جاك جرجس بري. أثناء إدارتها لموقع قامشلي كوم. عندما كنا نبحث عن أيّ مصدر يمنحنا بضع كلمات بشأن فكرة ما وقد تحققت من الأمر مما قالته لي طالبتي ابتسام حنا، على لسان زوجها فوجدته من خلال تقاطع معلومات عدة بأنه قول سليم وواقعي. وأما في غربي نهر الجغجغ فقد قال كانت مدينة نصيبين وبعد سنوات كان على نهر الجغجغ شرقي نصيبين طاحونة مائية، وكان السيد داؤود حداد قد اشترى أرضاً من الشيخ أحمد المكطف وبنى عليها خيمته الصغيرة. وجاء ليسكن بجانبه السيد جرجس بري أيضاً، وحين سألتُ السيدة ابتسام حنا، لماذا اختار حماك الجهة الغربية أيضاً كما داؤود حداد. ؟ قالت: يقول زوجي إنه فضلها على أن يعبر النهر طوال فصل الشتاء، ولكون مدينة نصيبين تقع غربي نهر الجغجغ أيضاً، والمكان الذي بنى عليه خيمته الصغيرة لم يكن على شاطئ النهر بل بناه على منحدر (ربوة ) يُقال إنها مقبرة قديمة للسريان الذين عاشوا منذ آلاف السنين في تلك المدينة التاريخية(نصيبين) واسم المقبرة الخزنة وتُسمى اليوم بالبدن.لهذا أرى أن نصوب فعلاً تاريخياً في بناء مدينة القامشلي (زالين) مفاده ما يلي: إنّ مدينة القامشلي غربي نهر الجغجغ لم تؤسسها فرنسا بعد عام 1923م بعد أن جاءت إليها عقب حادثة موقع تل بياندور، التي حدثت للحامية الفرنسية في 31تموز عام 1923م. بعد أن هاجمتهم عصابة من خارج الحدود. وكانت القاعدة العسكرية آنذاك، بقيادة روكان ومعه اليوتنان روكار وروبيرتو.. جاء ذلك في رسالة كُتبت في حسجة (أي مدينة الحسكة).في 6 آب عام 1923م كتبها الكولونيل أندريا قائد قوات حدود الفرات يشرح فيها كيفية تدمير أغلب الحامية. وبعد انتهاء المعركة ومقتل العديد من الضباط والجنود الفرنسيين، فكروا في نقل تلك القاعدة، إلى مكان آخر فتم اختيارهم الربوة التي تقع غربي نهر الجغجغ وجنوب مدينة نصيبين، وكان في المكان بشكل متناثر أكثر من بيتين. أما القول :إنّ فرنسا قامت بتخطيط الأرض بواسطة المهندس اليوناني خرلمبو الذي كان يعمل مع الألمان في مد سكة قطار الشرق السريع، وكان قد أنهى بناء محطة ( تل زيوان عام 1921م).شرقي نهر الجغجغ،فهذا قول سليم في سياقاته التاريخية، وبعد أن خططت الحامية الفرنسية تلك الأرض الواسعة قامت بتوزيعها على الموجودين هناك ومن جاء بعدهم. وبعد عام 1929م انفصلت مدينة القامشلي عن نصيبين لكون بريد مدينة القامشلي كان يأتي باسم نصيبين وأصبحت القامشلي قائم مقامية مستقلة. ونعود إلى موضوعنا الأساس وهو أن نترك أثراً تاريخياً قد نحتاجه في الزمن القريب وأؤكد أن التزوير سيكون في كلّ شيء لهذا نترك وثيقة حقيقية بين أيادي الباحثين عن المكوّن الآشوري الذي عاش في مدينة القامشلي. لهذا وقفنا على تلك المرحلة وقمنا بتسجيل مفرداتها كما السريان والأرمن واليهود والعرب والأكراد. هكذا عن الآشوريين فوضعنا عنواناً ونشرنا عنه في صفحتنا حتى يتعاون أكثر من واحد في تقديم المعلومة كون المادة العلمية لبحثنا غير موجودة في كتاب.فجاءت على هذا الشكل من خلال عشتار الفصول التي نكتبها وتُعد يوميات لنا عشتار الفصول: 111360 الآشوريون في مدينة القامشلي. لكي تتكامل الحقوق في كتابنا الموسوم قبائل وعشائر الجزيرة السورية والذي يعود تاريخ تأليفه لعام 1982م.فإننا نجد ثغرة في موضوع وجود شعبنا الآشوري في تلك المدينة الهامة من مدن الجزيرة السورية، كأهمية وجودهم في قرى على نهر الخابور الذي يُعدُّ العمود الفقري لذاك النهر والاقتصاد الجزري بالدرجة الأولى. من هنا تنشأ الحاجة لنكتب بكلّ نزاهة عنهم، وأن نتناول وجودهم، منذ مجيئهم من العراق عام 1933م وحتى اليوم. وتفرض علينا مناهجنا البحثية أن نتعامل بكلّ شفافية مع هذا الموضوع الهام لكون القادم الذي نقرؤه، يكاد أن يكون تزويراً لحقنا في أرض أجدادنا بلاد مابين النهرين. من هنا تبدأ أهمية موضوع توثيق مسيرة شعبنا الآشوري في مدينة القامشلي. كما وثقنا لشعبنا السرياني والكلداني، وحتى الشعب الأرمني.. نبدأ بالأسئلة التالية. ونطرحها على من يود الإجابة على جزء منها أو كلها. وسنقوم بجمع تلك الإجابات ووضعها في سياق توثيقي.. 1 ـ من أين ومتى وفد شعبنا إلى مدينة القامشلي وأهم العائلات آنذاك؟. 2ـ أينَ سكنوا، في أيّ حي؟. 3ـ عدد وأسماء الأسر الآشورية ما بين عامي 1960 و2018م. 4ـ ما هي المهن التي زاولها الآشوريون في مدينة القامشلي ـ جميع المهن ـ؟ 5ـ ما هي المدارس التي ابتناها بالقامشلي؟ أهمها فارس الخوري الخاصة. 6ـ ما هي الكنائس التي ابتناها الآشوريون بالقامشلي؟. 7ـ من هو أول مختار آشوري بالقامشلي. ومن تلاه حتى اليوم؟. 8ـ ما هو أول معلم، وأسماء المعلمين والمعلمات الآشوريين بالقامشلي؟. 9ـ أهم المثقفين الآشوريين بالقامشلي. الأسماء ؟ 10ـ هل الأسر الآشورية بالقامشلي كانت في حالة تواصل مع الأسر الآشورية في قرى الخابور؟ 11ـ هل الآشوريون في مدينة القامشلي كانوا على وئام مع بقية الطوائف المسيحية؟ 12ـ أثر المنظمة الآثورية على شعبنا الآشوري في مدينة القامشلي؟ 13ـ من هو أول معتقل آشوري بمدينة القامشلي وما هي الأسباب وكم سُجن؟ 14ـ السجناء من الآشوريين في كل العهود أسماؤهم وأعدادهم؟ 15ـ من هي القابلات القانونيات الآشوريات بمدينة القامشلي؟.16ـ أسماء الطبيبات والمهندسات من الآشوريات بمدينة القامشلي؟.17ـ أسماء المطربات والمطربين من الآشوريين الذين عاشوا في القامشلي؟. 18ـ ما هي الأحزاب التي انخرط بها الشباب الآشوري بالقامشلي؟. 19ـ هل المكوّن الآشوري أضاف إلى الحضارة الزالينية؟. 20ـ كم أسرة آشورية بقيت في مدينة القامشلي حتى عام 2018م؟.
وكنا قد وجهنا مجموعة أسئلة كان الهدف منها هو إغناء الموضوع . والكتابة تكون لصالح كتابنا الموسوم: قبائل وعشائر الجزيرة السورية. تأليف اسحق قومي. 1982م ومع كلّ أسف فقد تواصلنا مع بعض الإخوة من الآشوريين في محيطنا وفي كندا وأمريكا وأستراليا ووعدنا أكثر من واحد ومنهم الأخ الأستاذ شليمون يونان ومع كلّ أسف غاب ولم يعد وهناك الكثير ممن وعدوا ولكن رأينا أن نجمع ما نريده ولو من كلّ عارف بضع كلمات فكان الإصرار والعزيمة حالتنا حتى جمعنا هذه المواسم لعلها تفي بشيء مما طمحنا إليه. وكانت البداية مع سؤالنا عن وجودهم. لكن متى جاء هؤلاء إلى مدينة القامشلي السورية؟: 
جاء هؤلاء بعد أن تم تنفيذ مذبحة سميل في شمال العراق،في السابع من شهر آب واستمرت حتى الحادي عشر منه عام 1933م. تلك المذبحة المنظمة من قبل الحكومة العراقية برئاسة رشيد عالي الكيلاني والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف آشوري بين شيخ وطفل وامرأة وشاب ورجل كما أفرغوا 63 قرية آشورية من أهلها الشهداء واستولوا عليها، في لواء الموصل يومها وتقرر ترحيل الباقيين إلى سورية، وكان أن تم تخييرهم في منطقتين، منطقة سهل الغاب بحماة ومنطقة الجزيرة لكن اختيار الجزيرة وضفاف نهر الخابور كانت أكثر عملية، ولن ندخل في تفاصيل العذابات والخيانات التي أحاقت بالآشوريين قبل أن يصلوا إلى مدينة القامشلي التي كانت لاتزال بلدة. وبناء على قرار للأمم المتحدة والتعاون مع الفرنسيين الذين كانوا قد شكلوا في الجزيرة جيش الشرق فقد تم تأمين أغلبهم إلى منطقة تل التمر. ومن هناك أعطوهم 33 قرية وبدأت حركة البناء. لكن قسماً من الأسر التي جاءت من العراق سكنت مدينة القامشلي. وعندما بدأت أعدادهم تتزايد نجدهم يؤلفون حياً خاصاً بهم سموه حي الآشوريين. وبدأت نواة هذا الحي تنمو وتزداد. حتى غدا عدد الأسر الآشورية في مدينة القامشلي مع منتصف الستينيات من القرن العشرين الماضي بحوالي 112 أسرة. نذكر بعضاً منها كما جاءتنا من إبراهيم إيشو ملك المولود في القامشلي عام 1970م.فقال كما كتبت لنا زوجته ابنة أختي نجاح. وأقصد جورجيت أبدل. 1ـ أسرة صليبا ملك داؤود.2ـ أسرة يوسف نويا.3ـ أسرة أوشانا صومي. 4ـ أسرة وردا هيديني.5ـ أسرة ملك بيتو.6ـ أسرة يوخنا برخو.7ـ أسرة زيا قس بثيو.8ـ أسرة بثيو نانو. 9ـ أسرة شليمون نانو.10ـ أسرة قاشا يوخنا زيّا.11ـ أسرة يوسف شركو.13ـ أسرة ملك قاشا دنخا.14ـ أسرة يونان ريحانا.15ـ أسرة إيشو سوسو.16ـ أسرة بنيامين.17ـ أسرة يوخنا كليانا.18ـ أسرة هرمز كوركيس. 19ـ أسرة إيشا اسحق. 20ـ أسرة بريخا ملك خنانو.21ـ أسرة الشماس كليانا أدم. 22ـ أسرة إسحق إسرائيل. 23ـ أسرة كيوركيس شمعون.24ـ أسرة بطرس شماس سيثو. 25ـ أسرة بطرس البازي.26ـ أسرة مربينا أوديشو.27ـ أسرة كيتا أوديشو.28ـ أسرة شيبو أوديشو.29ـ أسرة الشماس متى عنتر.30ـ أسرة عنتر جبو.31ـ أسرة موشي جبو. 32ـ أسرة أوديشو بانو.33ـ أسرة قاشاخانو وردا.34ـ أسرة إيشايا إسحق. 35ـ أسرة كيوركيس أوديشو.36ـ أسرة أبدل وردا.37ـ أسرة إيليا شيخو.38ـ أسرة زومايا.39ـ أسرة طاليا.40ـ أسرة طولو.41ـ أسرة ملهم.42ـ أسرة عزيز.43ـ أسرة زوزو.44ـ أسرة باباجان.45ـ أسرة أسرة يوني.46ـأسرة حنا.47ـ أسرة يومو.48ـ أسرة لازار. 49=أورهام ملك خنانو.ولكن بعض تلك الأسر كانت لها أملاك في القرى الآشورية التي ابتنوها على ضفتي نهر الخابور. ومن تلك الأسر ما كانت مستقرة كلياً بمدينة القامشلي.وقد عَمل الإنسان الآشوري هناك بأعمال عدة منها السمانة والصناعات اليدوية.والوظائف ودخل بعضه إلى الجيش الفرنسي (جيش الشرق). ولهذا نجد أن الأسرة الآشورية قد مرت بعدة مراحل حتى تمكنت من أن تتحدث العربية كما الأسر الكردية التي عانت من التحدث بالعربية أيضاً.لهذا وجدنا تصميماً من قبل الأسر الآشورية لتكون متميزة في محيط يكثر فيه السريان الأرثوذكس والذين كانوا يُشكلون حتى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين الماضي أكثر من 86% بالمئة من سكان القامشلي. فراح الآشوري يخط لنفسه مكانة في مجتمعه الجديد ودخل المدارس الحكومية وتعلّم وكان لابد أن يقتدي بغيره من الطوائف المسيحية. فأسس أهم مدرسة خاصة به. ألا وهي مدرسة فارس الخوري،التي كانت مبنية كبقية المدارس والدور آنذاك من الطين (اللبن). وكانت تتألف من صفوف للمرحلة الابتدائية وكانت يومها حتى الصف الخامس حيث شهادة السرتفيكا. ويتبع تلك المدرسة روضة. وكان التعليم بها بالآشورية والعربية والإنكليزية ودّرست فترة الكردية التي كانت في المناهج منذ منتصف الثلاثينيات وحتى الأربعينيات. وأما مدّرس اللغة الأم الآشورية( السريانية) فقد تخصص لتلك المهمة الأستاذ شليمون طاليا. وتلاه الخوري كيفاركيس اثنييل، والد المطران افرام اثنييل، وجاء بعدهم يوسف يوخنا. ومن خلال عدة مصادر أكدوا على أن المديرين الذين تناوبوا على مدرسة فارس الخوري كان أولهم :1ـايشايا كاشا : 1962-1965 وتلاه زيا ايشايا : 1965-1966. وجميل إبراهيم: 1966-1967. وكان للمدرسة محاسب كون التلميذ كان يدفع أقساطاً. وكانت تُجرى رواتب للمعلمين والمعلمات. وكان محاسب تلك المدرسة الأستاذ جميل إبراهيم. وقد خضعت مدرسة فارس الخوري كبقية المدارس الخاصة لإشراف مديرية التربية التي كانت تعين مديرين من جهتها وقد جاء تسلسلهم على الشكل التالي: نافع الحجازي: من التربية مابين عامي. 1967م-1968م. ومبدا حداد: 1968م-1969م.وحسن الأحمد: م 1969م-1970م. مبدا حداد: م1970-1971م. حبيب بيدروس: 1971-1972 م.وعزالدين محمد: 1972م-1974م. وسعود الأحمد: 1974م -1975 م. وجاءت معلمة اسمها مريم الطيف: 1975 م-1977م. وفيما بعد تغير اسم المدير إلى مشرف فأرسلت التربية : نورة شمعون وعشتار خنانو وشكرية حنو ممن تولين الإدارة. وأما المعلمون والمعلمات نذكر بعضهم : بتريس لازر، وشميرام لازار، ونازي مامة وشميرام القس وكلاديس شمشوم وبطرس بوداخ ودافيد زوزو وصباح قسطو وناديا يعقوب وجان يونان وشالم سركيس وجميل إبراهيم ورمزية يونان وأفرام يونادام وفرنسية لازار وجورجيت ميرخان ورجو دافيد واليس دافيد وخاتون حنا و وردا وردا افرام يونادام وشيبا خنانو وسليم لازار ومريم روئيل وبولين منير سمعان وسميرة صطيفو ونهرين وردا وحلوة إيلي ومرغريت أوشعنا وآثرا عزيز حنا واندريه اوديشو ونينوى شيمون ونهرين وليم وانطوانيت حيدو ويوليا أوشعنا ونيسون نعمان وهيلانة سليمان ولوريس عزيز واولغا وسوزان شيمون ومجدولين يونادام وعدنان عزيز وسيلفا هرمز ووائل وردا وزهير يوخنا وفبرونيا موشي ومريم دافيد وليلى عزيز ولوريس عزيز وهيلما إبراهيم واصطيفان كيوركيس وجاكلين يوسف. وقد كان لمدرسة فارس الخوري الخاصة الأثر الهام في تخريج الكوادر التعليمية وجميع التخصصات. وتستحق بجدارة أن نسميها بالصرح التعليمي الذي بناه الآشوريون في مدينة القامشلي والذي استمر ضوءه دون أن يخبو حتى نهاية القرن العشرين الماضي. ولم تقتصر نشاطات الآشوريين في القامشلي على الأعمال والصناعات والزراعة والتجارة. وعلى افتتاح مدرسة فارس الخوري، بل أسسوا لهم فرقاً مسرحية كانت تقوم بنشاطات عدة. ولم يتوقفوا عند هذا بل أسسوا لهم فريقاً لكرة القدم أسوة ببقية الملل والطوائف. فكان تابعاً للمدرسة نفسها، وكان ذلك في الستينيات من القرن العشرين الماضي.ذكر لنا الصديق الراحل البير خواجا الملقب لدينا بشبو، وكان من أصدقاء المرحلة الإعدادية ـ إعدادية البحتري للسريان الأرثوذكس بالحسكة ـ وأنه كان من بين ذاك الفريق الذي انخرط فيه ثلة من الرياضيين الآشوريين نذكر منهم.. يوخنا دافيد وجورج برخو وزيا طوانا وإيشو متى وخوشابا وأفرام مرقص وأفرام دافيد.
ومن أهم المعالم الروحية التي ابتناها الآشوريون في مدينة القامشلي هو.كنيسة مار.. وينقسم الآشوريين إلى عدة تيارات حزبية سواء أكان من منهم في القامشلي أو في قرى ضفاف نهر الخابور. أو داخل الحسكة ممن وفد إليها منذ نهاية الثلاثينيات من القرن العشرين الماضي. وأهم المعارضين الآشوريين للنظام وائل وردا ميرزا مسؤول العلاقات العامة في الحزب الآشوري الديمقراطي في سورية. ويونان طاليا شليمون. مسؤول اللجنة المركزية في المنظمة الآثورية الديمقراطية ولد في قرية تل حفيان ( قوتشانس ) تاريخ 1/4/1942م. درس المرحلة الابتدائية في القرية والمرحلة الإعدادية والثانوية في مدينة حمص ثم المساحة(طوبوغرافية ) في دمشق وتخرج عام 1965 وعمل موظفاً في دائرة المساحة بمحافظة الحسكة ثم رئيساً لهذه الدائرة إلى أن قدم استقالته عام 1991 لأسباب تتعلق بالعمل والدائرة. متزوج وله ابنان وابنتان ثلاثة منهم متزوجون. انتسب إلى المنظمة الآثورية الديمقراطية في بدايات تأسيسها صيف 1958 عن طريق المرحوم داود جندو، ولا زال مساهماً في نشاطاتها وأعمالها.والمهندس نينوس إيشو مسؤول المكتب السياسي للحزب الآشوري الديمقراطي ومن أهم الأحزاب الأشورية التي لها مؤيدين بمدينة القامشلي. أما اليوم، فيحضر الآشوريون على الساحة السياسية عبر بعض الأحزاب السياسية، وأبرزها “المنظمة الآثورية الديمقراطية” المنخرطة في المعارضة السورية، كما يحمل بعض أبنائهم السلاح ضمن فصيلين عسكريين منقسمين بين النظام والمعارضة، فيما يعتمد قسم منهم العمل المدني كوسيلة لحفظ الحقوق والحفاظ على الهوية القومية. ولعل تلك الانقسامات الداخلية في الساحة الآشورية، تعكس إلى حد ما حالة انقسام وتخبط سورية عامة، لكنها تحمل خطرًا أكبر على السريان الآشوريين كأقلية عرقية دينية يهددها طوفان الحرب في سورية.أعلن عن “السوتورو” في آذار 2013، وقدمت نفسها على أنها قوات تهدف إلى حماية المناطق المسيحية في الجزيرة السورية، من هجمات “جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وتضم آشوريين وسريان. مدينتا الحسكة والقامشلي كانتا من المناطق التي شهدت ولادة تشكيلات عسكرية، وإلى جانب الميليشيات التابعة لقوات الأسد ووحدات حماية الشعب (الكردية) وفصائل “الجيش الحر” التي نشطت حينها، ظهر تشكيل عسكري من الأقلية المسيحية تحت مسمى “السوتورو” تولى مهمة حماية مناطق المسيحيين في الجزيرة السورية من الهجمات التي تعرضوا لها. بحسب ما قالت مصادر إعلامية من القامشلي لعنب بلدي تنتشر قوات “السوتورو” في مدن الحسكة والقامشلي والمالكية والقحطانية، إلى جانب 30 قرية تقع على مجرى نهر الخابور بدءًا من جنوب رأس العين شمالاً، وصولًا إلى جبل عبد العزيز جنوبًا. وينضوي فيها شبان من أحزاب مسيحية سريانية كـ “حزب الاتحاد السرياني” (الدورونويي) “المنظمة الآثورية الديمقراطية”، “تجمع شباب سوريا الأم”، “التجمع المدني المسيحي”. فريقان بمهام مختلفة تنقسم “سوتورو” إلى فريقين، الأول يتبع للنظام السوري، وينضوي عناصره في “مجلس السلم الأهلي” التابع للسريان الأرثوذكس، ويتلقون مبالغ مالية من النظام بشكل مباشر، وتتركز مهامهم على الحواجز المنتشرة في مدينة القامشلي وخاصة حي الوسطى ذا الغالبية المسيحية. أما الفريق الآخر يتبع لـ “PYD”، وينضوي عناصره في “حزب الاتحاد السرياني”، ويتركز نفوذه في المالكية والقحطانية شمال شرق القامشلي وفي المدينة أيضًا، ويتلقى العناصر دعمهم المالي والعسكري من الوحدات الكردية، ويعاملون معاملة عناصر “الوحدات” الأصليين. لا يقتصر العمل العسكري لـ “السوتورو” التابعة للنظام السوري في القامشلي والمناطق المحيطة بها فقط، بل شارك جزء منهم في معارك قوات الأسد بريف حمص الشرقي ومحيط العاصمة دمشق.وفي تشرين الثاني 2015، انتقل جزء من القوات إلى مدينة صدد ذات الغالبية المسيحية شرقي حمص، وشاركت في التصدي لهجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” وانتشرت حينها تسجيلات مصورة أظهرت الأب كبرائيل داوود، وهو أحد القساوسة المسيحيين في جولة تفقدية على القوات شرقي حمص.وقالت مصادر أهلية لعنب بلدي إن دوافع انتساب الشباب المسيحيين في القامشلي إلى “سوتورو النظام” تأتي لحل مشكلة الخدمة الإلزامية، إذ لا يستدعون إلى الاحتياط ولا تتم ملاحقتهم بشكل كامل. شخصيتان للقيادة العسكرية. تولى قيادة جناح القوات التابع للنظام القيادي سركون شمعون، وإلى جانبه في مهمة الإشراف كبرائيل داود المنحدر من مدينة المالكية (ديريك). بينما يترأس القيادي ملكي رابو الجناح العسكري التابع لـ “PYD”، وتتركز أعماله بشكل أساسي مع الجهاز الأمني “أسايش “وأوردت تقارير إعلامية سابقة أن “سوتورو” التابعة لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي” باتت جزءًا لا يتجزأ منه، وعلى تواصل مباشر مع قنديل، وكان لها دور بارز في العمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة”، وخاصة في ريف الحسكة الجنوبي. وإلى جانب الدعم الذي تتلقاه القوات من النظام و” PYD”، ذكر الباحث أسعد حنا في بحث مطول له، نشر العام الماضي، أن القوات تعتمد على جمع تبرعات من رجال الأعمال وأصحاب الشركات المسيحيين، والجانب الأكبر من الأموال تأتي من المسيحيين المغتربين في أوروبا. وقال الباحث إن الأحزاب المنضوية في “السوتورو” تمتلك نوادي وجمعيات في الدول الأوروبية وخاصة السوتورو.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : ماكنا قد كتبناه منذعام 1975م. الشماس وردا أبدل. شبو ـ البير خواجا. موقع السوتورو.سمير شمعون.- إبراهيم إيشو ملك.
فصل من كتابنا الموسوم قبائل وعشائر الجزيرة السورية.
اسحق قومي.
ملاحظة: أتمنى إذا كانت لكم ملاحظات على النص أن تكتبوا لنا وإذا هناك من نسيناهم ذكرونا فليس هناك من باحث واستطاع أن يلم بكل شيء تعاونكم سيُقربنا من الواقعية.شكرا . المؤلف.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…