الترجمة عن الفرنسية مع التقديم : إبراهيم محمود
التقديم: الطفل الذي كنّاه ونكونه وسنكونه
ليس هناك من لم يكن طفلاً ذات يوم، ولم يعش الطفولة بتنوع عوالمها جسماً وروحاً، ولا يحمل من الطفولة ذاكرة تبقيه على صلة قربى معها. وليس هناك، ممن يكون في مقام الكاتب، والفنان، وليس في متخيله أكثر من صورة طفل، حيث إن التحرر من الأطر الضيقة في الإبداع، ورؤية العالم منزوعة الحدود. أن تبدع بحق هو أن تعيش كما لو أنك الطفل الذي كنته، إنما دون تحديد للونه، لشكله، للغته، لانتمائه الاجتماعي، لنسَبه… إلخ من حيث المبدأ، حيث يتنفس الطبيعة بين جنبيه ليحسن تمثيل المتوخى جمالاً وفناً يمكنّانه من الإقامة في أبدية على وجه التحديد.
وما هذا الانشغال بالطفل: بطفلنا” الذي يجمع بين كل من الذكر والمؤنث بالتأكيد ” ، بحفيدنا، وشعورنا بالتفاعل معه، كما لو أننا نعيشه، نتمرأى في حركته، ونتحراها، نتعقب الطفل في سلوكه، فيما كنّاه ذات يوم، وفيما يمكن أن نكونه ذات يوم، وإن وورينا الثرى.
وما تذوقنا لما هو منسوب إلى الطفل: عالماً، تصوراً، تخيلاً، لغة تعبير، سلوكاً، داخلاً وخارجاً، إلا هذا الحس الأخلاقي الطويل المدى داخلنا، تجاهه، تجاه أنفسنا بالذات. الطفل رهاننا، شعورنا الضمني أننا من خلاله نقدّر الحياة وما يمكن أن تكون عليه صورة المستقبل.
ومن يهتمون بالطفل نفسياً وتربوياً، هم أكثر قرباً من طبيعته وتراتبية هذه الطبيعة مع العمر. كما عشت تجربة جميلة رفدتني بالكثير مما مارست تأثيرها في حياتي العملية وطبيعة كتاباتي، خصوصاً حين أمضيت سنوات طوالاً نسبياً في معهد ” إعداد المعلمين في قامشلو ” وفي التطبيقات المسلكية، وما نشرته حول ذلك من عشرات المقالات والدراسات في الصحف والمجلات والمنابر، وباللغة العربية، وضمن كتب بالعربية وعبر الترجمة. إن من جهة كيفية التعامل مع الطفل، والتقرب إليه، ومدى حاجتنا إليه، ليكون مجسّد مما نرغب، وبصورة أفضل مما نحن عليه، في سياق ما بات يسمَّى برسالته لنا، ونحن المعنيون بها، أو من جهة حاجته إلينا، ليحسن الظن بنا، باعتباره القيّم علينا حين يشب عن الطوق، ويتدرج في الحياة.
وما هذه القصائد التي نقلتها عن الفرنسية، إلا التعبير الأقرب إلى أنفسنا، ونحن نتلمس فيها طبيعة المسافة الفاصلة بين قائل كل منها وقصيدته، ولكل منها ذائقتها الجمالية.
الطفل قصيدة مفتوحة لا تنتهي، بمقدار ما تكون القصيدة طفلاً يمتلئ بالعالم غرائب وعجائب تتري، وأن محاولة النظر في هذا التلاقي، تمكّن من تبيّن عمق الفكرة، وحيوية التعبير الفني.
إذ تبقى العلامة الفارقة في هذه النماذج الشعرية، متمثلة في : زخم الحسّية التي تجلوها. وفي الحس يكون الحركي الصفة الدالة على عالم الطفل، وما هذه التعابير التي تجمع بين البساطة في التعابير، والثراء في الصور إلا دفوعات مستمرة، إشهاراً بمدى حاجة الطفل إلى مثل هذه المؤثرات، كما لو أنه هو من يعيشها فيحيلها الكاتب- الشاعر إلى نص أدبي: شعري كهذا.
هذه النماذج نقلتها عن موقع
وقد وردت هذه الكلمة بداية:
( تعال واكتشف قصائدنا الجميلة للأطفال والرضع
قصائد الرضع والأطفال
كيف تكتب قصيدة جميلة؟
لكي تصنع قصيدة جميلة، تحتاج إلى… نفحة من الإلهام، القليل من القوافي، الكثير من التفكير، آلاف الكلمات، حزينة أو سعيدة، أنت من تختار. ملعقة حب، كيلو رعاية. ثم عليك أن تخلط.
هنا وصفة قصيدة جيدة! لكن حذار ! لا تنسى العنوان! هيا الآن، جربه!)
يا للتحدي الجدير بالتقدير، إزاء المسئولية التي لا يُستخَف بها !
كلمات قليلة، ولكنها تضمن المعنى المطلوب، وما هو معزز لفاعلية القراءة.
ومن المعلوم أن الكثيرين ممن تنتسب إليهم هذه النماذج، وهم بالاسم الواحد، غير معروفين،
سوى أن حضور الذائقة الشعرية تشهد بتلك الحمولة الجمالية النابضة في متخيلهم الفني.
وأنوّه إلى أنني اخترت نماذج تعنينا كثيراً، على الصعيد العائلي، الاجتماعي، والطبيعي، وليس من داع لإضاءة أي نص، تجنباً لأستذة معينة، حيث إن قارئها لديه ما يكفي ليحدد رؤيته له، وما إذا كان هناك تمثيل متعوي، روحي، ونفسي يحرّك فيه دوافع وما فيها من مشاعر وأحاسيس تجاه هذا الصغير- الكبير الذي نعيشه أو يعيش داخلنا: الطفل، وفي الحالات كافة، فإن قراءة شعر في تنوع موضوعاته، واختلاف مشارب شعرائه، ينبّهنا أحياناً إلى ما نغفل عنه، وينبغي الحرص عليه أكثر، وفي عالم يمور بالاضطرابات والمخاوف ومآسي الطفولة وضحاياها هنا وهناك.
لن أزيد عن ذلك؟
***
مونيكا: أنت طفل صغير
لو قادتك الحياة إلينا
دعنا نعرضها لك،
لأنه سيكون لديك صعود وهبوط،
فإنك لن تكون قادرًا على التجول.
تبين لنا ما سوف تتعلم،
حتى نتمكن من التعلم أيضاً،
بقوتك وشخصيتك
سوف تعرف كيفية الاستمتاع بالحياة.
منذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها،
شعرتُ بالحب الذي سأحمله لك.
دون أن تعرف كيف تمنع نفسك من البكاء،
أمي أخذتك وأراحتك
وتراك واثقاً بين ذراعيها،
التي فهمتها،
ما هو دور الأم في تلك الليلة.
مع كل الحب الذي نقدمه لك،
ستعيده إلينا بابتسامة ،
ولكل العمل الذي سيتعين علينا القيام به،
سنفعل ذلك بكل سرور.
سوف تتعلم كيفية التحدث،
كيف تمشي وحتى كيف تبكي،
حتى لو قالوا لك أن الحياة جميلة جدًا،
في بعض الأحيان سيكون هناك أيام أقل عطاءً.
استمتع بكل يوم في حياتك،
شارك كل ما تعرفه مع أصدقائك،
كن فخوراً بكل ما تنجزه،
وسوف ينكشف أمامك عالم أفضل.
Monique :TOI PETIT ENFANT
***
دوروثي لو نولتي : كل طفل يتعلم بالقدوة
إذا كان يعيش محاطًا بالنقاد،
يتعلم إلقاء اللوم.
إذا كان يعيش محاطًا بالعداء،
يتعلم أن يكون عدوانيًا.
إذا كان يعيش محاطًا بالسخرية،
يتعلم أن يكون خجولاً.
إذا كان يعيش محاطًا بالعار،
يتعلم الشعور بالذنب.
إذا عاش محاطًا بالتسامح،
يتعلم التحلي بالصبر.
إذا كان يعيش محاطًا بالتشجيع،
يتعلم التصرف.
إذا عاش محاطًا بالثناء،
يتعلم المجاملة.
إذا عاش محاطًا بالاستقامة،
يتعلم أن يكون عادلاً.
إذا كان يعيش محاطاً بالأمن،
يتعلم الثقة.
إذا كان يعيش محاطاً بالموافقة،
يتعلم قبول نفسه.
إذا كان يعيش محاطًا بالصداقة،
يتعلم حبَّ الحياة.
Dorothy Law Nolte :CHAQUE ENFANT APPREND PAR L””””EXEMPLE
***
سيدريك: عندما لا أذهب إلى المدرسة
عندما لا أذهب إلى المدرسة،
سأذهب إلى حديقتي التي تحتوي على ألف زهرة.
عندما لا أذهب إلى المدرسة،
سأطير فوق البيوت والأزقة.
عندما لا أذهب إلى المدرسة،
سوف أزيل كل كوابيس الأطفال الصغار.
عندما لا أذهب إلى المدرسة،
سأضع كل أعدائي في سلة المهملات.
عندما لا أذهب إلى المدرسة،
سأجعل الأشياء العادية تظهر.
عندما لا أذهب إلى المدرسة،
سأعبر الصحراء على ظهر جمل.
عندما لا أذهب إلى المدرسة،
سأجد عملاً للعاطلين عن العمل.
عندما لا أذهب إلى المدرسة،
وسوف أكون متحالفا مع جميع البلدان.
عندما لا أذهب إلى المدرسة،
سأتعلم كل اللغات
لتكون قادرة على التحدث في كل وقت.
عندما لا أذهب إلى المدرسة،
سأجعل كل الناس سعداء.
– Cédric :QUAND JE N””””IRAI PAS À L””””ÉCOLE
***
ستيلا: أحب
أحب أن أشاهدك وأنت نائم،
اسمع فقط تنهيدتك.
أحب أن أشاهدك ترقص،
ترى فقط عينيك تشعّان.
أحب سماعك ضاحكاً
وأخيراً نرى متعة الحياة.
يا طفلي ستبقى كذلك
حتى عندما تبتعد عني.
أعلم أنني سأخسرك
سوى أعرف ذلك أبداً
لن أتوقف أبداً عن حبك.
Stella :J””””AIME
***
آن: طفلي
ستأتي من العدم
مثل الكثير ممن هم قبلك
ولن يكون هناك شيء كما كان مرة أخرى
ستأتي من نجم
في سماء أعيننا
سوف تأتي من الصمت
كما يولد الكثير من النفخات
في الصباحات المزعجة
ستأتي من بين أيدينا
من نظراتنا المتقاطعة
ستأتي من الظل والنور
مثل نفس خفي
في الضباب المهجور
ستأتي من اللانهاية
سنسمّيك المستقبل
Anne :MON ENFANT
***
سيلفي: فتاة صغيرة
فتاة صغيرة، سيدة صغيرة،
حلم كبير، دراما كبيرة.
اخرجي من هذا الوهم
أيقظي سببك.
فتاة صغيرة، زهرة صغيرة،
أمل عظيم، وألم عظيم.
استيقظي من هذا الحلم،
حتى لو كانت الحياة مملة.
فتاة صغيرة، لهب صغير،
مخاوف كبيرة، والكثير من الدموع.
الحياة كما هي،
وسوف يكون إلى الأبد.
فتاة صغيرة، أمل صغير،
ألم عظيم، الكثير من الأسود.
انظري إلى نفسك وابحثي عن القوة
لفتح هذا الباب…
Sylvie :PETITE FILLE
***
كريستوفر: عائلة
اسم أمي إلودي،
قادمة من إيطاليا.
أختي ناتالي
قادمة مباشرة من تشيلي.
ابن عمي لويك
قادماً إلينا من أمريكا.
جدي سيريل
قادماً مباشرة من ليل.
أخي الصغير داميان
هو الفيتنامي.
صديقتي كورالي
إنها قادمة من منغوليا.
اسمي كريستوفر و…
لقد عدت للتو من مصفف الشعر!!!
Christopher :FAMILLE
***
برونو: الرضيع
أنت تغرد من الصباح إلى المساء ،
تبتسم، تضحك.
يوما بعد يوم تنمو،
أنت تتطور، أنت تتحول.
لقد كنت مجرد طفل صغير،
ومع الوقت تصبح
ولداً صغيراً جميلاً.
أنت تشبه والديك.
سوف يصنعونك معاً
رجلاً.
Bruno :LE BÉBÉ
***
سوزي: كوني أماً
هي حياتي،
هي فرحتي
رغبتي،
قلقي. كل ما أريده منها،
وهي أنها خالدة،
بأنها تطير بجناحيها،
دعيها تبني حياتها.
قلبي ينزف
في كل مرة تبكي
لأحمق أو كاذب.
روحي معذبة
في كل مرة تشعر بالخوف.
أنا مجرد أم
ممن يخافون على ذريتهم، لأن أصعب الأعمال
هو أن تكون الأم.
Suzie :ÊTRE MÈRE
***
باتريك: أبي
ثمرتك أنا
صورتك
في مرآة الحياة.
مجدك أنا،
عناقك
في صباح أمي.
عيناك أنا،
نظرتك ثابتة
على العالم الذي يتحرك.
نورك أنا،
نورك الذي أبداً
لن يموت
متأخراً , بعد فوات الوقت.
عمرك أنا،
أبدي،
حلمك
بدأت باستمرار مرة أخرى.
فمك أنا،
على جبهتي وضعت،
مثل البارحة
على حمى بلدي.
يدك أنا،
من يضيع في شعري
ويريد أن يجد الراحة هناك.
مستقبلك أنا،
شهادة المستقبل
من حياتك.
ابنك أنا،
و أحبك
مثل الابن فقط
يمكن أن يحب والده.
Patrick :PAPA