عبد الجابر حبيب
خطوةٌ واحدةٌ منكِ،
تكفي لتهوي الأبوابُ الثقيلةُ
التي حُشرتْ خلفها حكاياتُ الألمِ.
بخطوةٍ أخرى منكِ
سينهارُ الهرمُ المشيَّدُ فوقَ صدورِ الجائعين،
وتبتلعُ الأرضُ عذابَ البؤساء.
حتى بإيماءةٍ منكِ،
تعودُ إلى أصحابِها
مفاتيحُ المدنِ المفقودةِ،
ويجفُّ الحبرُ على النهاياتِ القديمةِ،
وتنفكُّ الأقفالُ عن السجونِ
دون أن يلمسَها أحدٌ.
بهمسةٍ منكِ،
واثقٌ بأن أصواتَ القتلةِ ستختفي،
ويذوبُ صليلُ البنادقِ
في فراغٍ لا حدودَ له،
وتسقطُ تماثيل اعتلَتْ عروشَ يأسِنا.
نعم، بمجرّدِ حضورِكِ،
يتمزّقُ…
زوزان ويسو بوزان
على امتداد الفرات، وما شرقه
نجلسُ في محطّة الحياة،
نرقبُ قطار “نجاة الصغيرة”،
كمن ينتظر أغنيةً تُنقذه من الغرق.
نُطفئ ضجيجنا على أفواهنا،
كي لا تُخطئ قلوبنا،
ونوقدُ شعلتنا من دم الشهداء،
فهم الذين أضاءوا لنا درب البقاء.
كم حاولوا شطبنا من فسيفساء الوجود،
لكننا رسمنا زهرتنا
على ضفاف نهرٍ لا يعرف الجفاف،
زرعنا النبل كما نزرع السلام
ومن يزرع الحب… لا يحصد الخراب.
فالحبُّ،…
د. فاضل محمود
كُرْدِيٌّ أَنَا… وَأَفْتَخِرْ
مَنْ يَكْرَهْنِي… فَلْيَنْفَجِرْ
مَنْ يُعَادِينِي… فَلْيَنْتَحِرْ
كُرْدِيٌّ أَنَا… وَأَفْتَخِرْ
لَا أَهَابُ الْمَوْتَ… وَلَا الْخَطَرَ
قَلْبِي فُولَاذٌ… أَقْسَى مِنَ الصَّخْرِ
وَصَرْخَتِي زِلْزَالٌ… يَهُزُّ الْحَجَرَ
رَايَتِي عَلَى الْقِمَمِ… تَرْفُرِفُ وَتَزْدَهِرْ
تُعَانِقُ السَّمَاءَ… بِلَوْنِ الدَّمِ وَالنَّصْرِ
فَوْقَ الْهَامَاتِ… لَا تَسْتَكِنُّ وَلَا تَنْحَدِرْ
وَالرِّيحُ إِذَا هَبَّتْ… تَهْتِفُ:
كُرْدِيٌّ أَنَا… وَأَفْتَخِرْ
وُلِدْتُ حُرًّا… كَالصَّقْرِ
إِنْ حَاوَلُوا قَيْدِي… فَقَيْدُهُمْ يَنْكَسِرْ
لَا أَرْضَى قَيْدًا… وَلَا أَرْضَى الْأَسْرَ
هَكَذَا عِشْتُ… وَهَكَذَا سَأَحْيَا حَتَّى…
أحمد جويل
حينماعبرت النهر
فاض الرمل برئتي
كمشت طرف الجبل
كي لااسقط في عينيك
بعد الجودي داهمني حفنة من الأنبياء…
يعبرون الطريق إلى الصلاة!
رغم كرههم للمقدسات!!!!
وعند منتصف العشق
نسيت تراتيب وجعي
فبدأت من مظاهرة الورد
على شرفاتهم…
كان الورد جميلا
تتلاقح كل الألوان في حوجلة
واحدة……
وهم يهتفون منذ الغسق
واحد واحد واحد
الورد ببلادي واحد
شميت رائحة البنفسج
الزهري…..
موف…..
سميه ماشئت
ولكن يبقى له مذاق
طلعة الخزان……
وصعود مايشبه الدرج
عند منتصف الليل
داهمني ظلك
وانا مازلت بحلم أهل…
أحمد عبدالقادر محمود
-1-
تاريخٌ ملغومُ السيّر
واقعٌ مختومُ بالشر
دوُّن بالسيف و الحبر
مسطورٌ نبأ و خبر
لَذي بصيرة ونظر
-2-
عفى الله عن ما مضى
لا تشمل ظالم ومن بغى
هيهات لمجرم أن تُعطى
ملئ الأرض فسادً و عثى
منحه جهلٌ و بصرٌ أعمى
-3-
لسلطة كيف يستقيم الأمر
شعبٌ مغدورٌ و القاتل حر
إحدى اثنتين و الثالثة لا تمر
السلطة إما عبدٌ ذو أجر
أو هما شركاءٌ في السر
-4-
لسان الثكالى يقول
أهذا…
رشاد فارس
نحنُ هنا،
نحنُ الشعرةُ التي قصمت ظهرَ البعير،
نحنُ أمةٌ تُشبهُ المستحيل،
تُشبهُ الجان،
كما يسمّينا أعداؤنا أحيانًا.
ننبعُ، نخرجُ من باطنِ الأرض،
من ديار بكر حتى مهاباد،
نُخلقُ بكثرةٍ في هولير — أربيل،
وننبتُ مع الزيتونِ في عفرين.
جماجمُنا سُقيت بمياهِ كوباني،
“عين العرب” — هكذا يُسمّونها.
نحنُ الأمةُ التي تتكاثرُ في الموت،
كما تتكاثرُ في الولادة.
من قامشلو، إن اشتكى أحدُهم ألمًا،
لا تنامُ دهوك من وجعه.
هكذا…
فراس حج محمد| فلسطين
لماذا نحن لم نصرخ بوجه الطائرات؟
لماذا نحن لم نرجم بوارجهم بفوح البارجات؟
لماذا نحن لم نمسح عن الفتيان هذا اليومِ
شرّ الصاعقاتْ
لماذا نحن لم نتقن سوى اجترار الأحجياتْ؟
لماذا نحن ننتظر السؤال نصوغه بمجازه؟
والعجز كلّ العجز في هذا السباتْ
***
لماذا كلّ ما فينا فوات واندثار ومواتْ؟
لماذا يدخلون البيتْ
يأكلون من قصعاتنا
ويلبسون جلودنا
ويشربون دماءنا
ويبصقون في عوراتنا
ونحن هنالك قابعونْ
على…
زوزانا ويسو بوزان
حبّذا لو نتغاضى طرفًا…
نمرُّ هامشيّين على أطراف القرى،
نسيرُ كما يشاء لنا الريح،
نخطفُ فاكهتنا من حقائب الغجر،
ندخلُ خيامهم سرًا،
نغفو على موسيقاهم،
ونحلمُ كما يحلمُ الغرباء.
أغوصُ في التغاضي،
ألهثُ خلف أحاسيس مبعثرة،
ألملمُ شظايا ذكرياتٍ،
أتخاصمُ مع الواقع،
كأنني أفتّشُ في سرابٍ لا ينتهي.
كما أنقبُ عن ذاتي،
في مرآةٍ مكسورة،
ترسمُ ملامحي كما تشتهي،
تغفلُ ما خُطَّ على جبهتي من تجاعيدِ الرحيل،
ولا تُظهرُ…
أحمد عبدالقادر محمود
الجبلُ يبقى شامخاً لو عبثت فيه الفئران
صلدٌ لا ينحني و إن غزتْ سفحه الغربان
لا يرتضي بالخنوع و إن رمته النائباتُ أذان
تبقى المهابة فيه لو دنت الجيْفُ والخصيان
يعلو ولا يستجيب لمنْ أتاهم ذلَّة إذعانُ
صخرٌ ولكن ينادي في المدى عزَّة و برهان
لا تنكسرْ عزّتهُ لو مزقوه قسوة و هوان
يصغي لصمت الرياح و في ثناياه الأسى…
عِصْمَتْ شَاهِين الدُّوسكي
قُلْتُ لَهَا :
خُذْي مِنَ الرُّوحِ شِغَّافَ الرُّوحِ
وَطَرِزْي وِشَّاحَ الشِّتَاءِ
وَغَطِّي الْجُرُوحَ
كُلُّ فَصْلٍ مِنْ فُصُولِ الْحَيَاةِ
تَنْمُو فِيه سَنَابِلُ الْبَوْحِ
لَا .. كَفَى … تَغْتَالِي
سَنَابِلِي الْحُبْلَّى بِثِقْلِهَا الْمَجْرُوحِ
بِعِنَادِ خَرِيفٍ يَتَذَمَرُ
يَمْنَعُ الْمَطَرَ وَالنَّوْحَ
نَعَمْ ضُمِينِي لِكُلِّ فُصُولِكِ الْجَرِيئةِ
وَأَزَيحِي سِتَاَرَ الثَّلْجِ الْمَطْرُوحِ
قَدْ يُدَفِينا وَنُدَاوي شَوْقَ الرُّوحِ
***********
قَالَتْ :
آهٍ مِنْكَ وَمِنَ النَّوَى
أَسْمَعُ صَوْتَكَ ، قَلْبِي يَهْوِى
وَالرُّوحُ تَعْشَقُ حَتَّى لَوْ كَانَ أَعْمَى
لَا تَشْكُو…