قصة

هيثم هورو
-1-توفي رجل برفقة زوجته إثر حادث أليم ، تركا خلفهما فريدة الزهرة، ربيعية يانعة ، تبلغ من العمر سبع سنوات ، عاشت بريفان برعاية عمها في منزله الى أن غدت في سن الزواج. طلب ابن عمها الآخر يدها للزواج ، وافقت الفتاة عليه دون تردد، وسرعان ما تألقت نجمة الخطبة في جو ساده الغبطة والسرور…

إبراهيم محمود
في مقهى صغير ببرلين، تعرّفنا على بعضنا بعضاً، والوسيط بيننا أحد الأصدقاء، وكان ذلك أثناء زيارتي إلى برلين في ربيع 2006، كان طاعناً في السن، لكنه كان ممتلئاً صحةً وحيوية .تطرقنا إلى أحاديث شتى، طالت همومنا الموزعة في الجهات الأربع في العالم، وحيث نقيم، وأحوالنا. ليتركز الحديث عن الجانب الثقافي، ويبدو أن الرجل رأى…

إبراهيم محمود
لطالما تنكّرتْ مدينتنا لوجود فقراء فيها، حتى لا يُساء إلى سمعتها في الخارج، كما اعتادت على قول ذلك مراراً، والتصريح به في مناسبات شتى، وتكذيب لا بل ومعاقبة من يقول خلاف ذلك، غير أن موت شاعر عاش في فقر مدقَع معظم حياته، غيّر وجهة نظرها بزاوية كاملة رغْم القيّمين عليها، فحين مات لم يؤتَ…

إبراهيم محمود
هذه المدينة، كما يبدو، اختلط فيها النوم بالصحو، الكابوس بالواقع، وأنا كنتُ بلا نوم فعلي، بلا صحو فعلي، كنت بين الاثنين. وما أنا متأكد منه أنني كنت نائماً، لا، ربما شبه نائم، لأنه تناهى إلي أن هناك طرْقات على باب بيتي، طرقات خفيفة ومتقطعة، كما لو أن الطارق لا يريد إزعاجي وعائلتي، أو لحرْصه…

إبراهيم محمود
بالرغم من أن مدينتنا شهدت حالات طوارئ كثيرة، وكما يشهد مَن هم قبلنا، إلا أن واقعة خاصة جداً كهذه، تعلَن حالة طوارئ قصوى بسببها، بلبلت الأذهان والنفوس، وقد واجهت كل من لديه عينان وأذنان ولسان وعقل راجح كذلك، ليركّز عليها، ويكاد ينسى عمله الذي يؤمّن به لقمة عيشه، من الساسة الكبار باختلاف مشاربهم الكبير،…

إبراهيم محمود
التقيتُ صديقي في ممشى حديقة مدينتنا. فوجئتُ بلون سحنته الليموني.كان شاحب الوجه للغاية، كما لو أن دمه مسحوب منه كلياً. دون أن أسلّم إليه ، هرعت إليه معاتباً إياه بشده:-كيف لم أعلَم بمرضك هذا؟ كان عليك الاتصال بي يا رجل !ابتسم. جاءت ابتسامته شاهدة على مدى تأثره بالمرض، كما تبيَّن لي، ليقول:-إنه ليس مرضاً…

ماهين شيخاني
منذ إحدى وأربعون عاماً ، عندما كنت في التاسعة عشر من عمري ، دس زميلي في جيبي نشرة حزبية من أربعة صفحات. ومنذ ذلك اليوم خضت العمل والنضال السري في صفوف الحزب وواجهت على الواقع شتى أنواع القسوة والحرمان والطرد من الوظيفة و التهديد بحياتي ولم أفكر يوماً بذاتي أو بمصير أسرتي ذقت الفاقة…

إبراهيم محمود
قَدِم إلى مدينتنا رجال ملثَّمون، بالكاد تظهر عيونهم، إنما كانت عيوناً دائرية غائرة، ولا تخفي بريقاً ينبعث من سطحها يحُول دون رؤيتها تماماً، وفي صحبتهم حيوانان مخالفان للمعهود، وهما ثعلب وابن آوى، إذ لا أحد يستطيع التأكيد على جواز مصاحبة مثل هذين الحيوانين للبشر، بالعكس إنهما ينفران من البشر، عدا عن ذلك، ماذا يفعل…

إبراهيم محمود
ورد في كتاب الجاحظ “كتاب الحيوان” وفي نسخة غير محققة، وفي هامش إحدى الصفحات المتعلّقة بـ” الحيّة “، ربما متأثراً بأرسطو، أن هناك جنساً من الحيّات، لا نظير له في العالم ككل، يصاب بمرض غريب هو ” مرض التضخم ” يضاعف فيه الشراهة والتهام أي حيوان يصل إليه، وحين يكف عن الالتهام المناسب لحجمه…

إبراهيم محمود
وحيداً كان، كما هو في نطفته الأولى، مأخوذاً بقوته الحيوانية المعهودة، المسجَّلة منذ الأزل في سجل الطبيعة، مسيطِراً على مساحة واسعة من حوله، متلذّذاً على طريقته المعهودة بوحدته، وهو مقيم أعلى شجرة ضخمة تضمن له أماناً وراحة وظلاً ورؤية لما حوله. لا شيء يمكنه إقلاق راحته، أنّى لحيوان آخر وهو بخفته ورشاقته وجماله أن…