قصة: محاسن الحمصي *
أفرك عيني وأنا أحث جسدي المنهك على النهوض فتؤلمني ويعاندني النشاط. أستسلم للحظات سكون لعلني أتحرك ، فتتحرك ذاكرتي وتنشط ، هو ذلك الفيلم بالتأكيد الذي تسمرت من أجله أمام الشاشة ليلة أمس ، أثار عواطفي ، إنسانيتي، دموعي، والذي حصد سبع جوائز سيزار .
ليس بيني وبين (سيرافين) وجه شبه لا…
الهوية حمراءٌ
والجيب خاوٍ
والجوع كافر
وذو الأربعين يوماً يبكي الليل كله بعد أن جف ثدي أمه الشاحبة بفقر في الدم كما قال الأطباء وعزوه إلى سوء في التغذية . استفاق الفجر قبل الآذان ووضع شهادتة الجامعية في حقيبته بعد أن دست فيها زوجته خاتمها الوحيد المتبقي , واستقل القطار يروم الشام , يبتغي وظيفة . وفي…
أحمد حيدر
كانَ عليهِ أن يكرهَكِِ بشدة كما كرهتِه بشدة وينتزعُكِ من ذاكرتِه بقسوة كما انتزعتِه من ذاكرتك ِبقسوة كعشبة زائدة في جنينة بيتك وتهملينه كقميص من موديل قديم وكأنَّ شيئاً لم يكنْ
كانَ عليه أن يخبط بيده على صورتك الكبيرة التي رسمها صديقهُ الفنان التشكيلي محمد سعيد بالألوان الزيتية قبل عشرين سنة وعلقها قبالة…
بقلم: نور شوقي
حين التجأ الاثنان إلى مملكة فارونا، كان القدر لايزال يجرش وحدتهما،
وحسرتهما، وعلى حين غرة غرزت فارونا سهامها في قلبيهما حينها كان الزمن
في ريعان شبابه، لكنه بدأ يتظاهر بإتكائه على عكازة الشيخوخة، تعاطفاً
منه، ومسايرةً لدوره الدرامي الأسود في محطات الحياة.
تعارف الاثنان من خلال شرفة صغيرة تطل على خريف أيامهما المصفرة فأضيئ
نور النهار في دجى…
د. آلان كيكاني
ما إن هدأت الرياحُ قليلاً وتفرقتْ الغيومُ عن سماءِ برايتون وتسربتْ من بين حواشيها المهدبةِ خيوطُ الشمس الواهنة وقت العصر لتسقط على شاطئ المانش باعثة فيه دفءً لذيذاً , حتى امتدت الأنامل إلى الأزرار تحلها لتعرّي الأبدانَ الجالسة على رمل الشاطئ والمتعطشة إلى النور والماء ونظرات من عيون جائعة , فبودلت القبلات…
سوزان سفر
الكل يتحدث عنه بفضول وحسد كبير، كبار القرية وصغارها، وحتى النساء الجالسات فجرا أمام تنانير الخبز يثرثرون بأمره و يتهامسون لبعضن البعض عندما يمر أمامهن أبو نيجير..
– هذا هو الذي استطاع أن يتغلب بذكائه الكبير على رجال المفارز العسكرية، ويجتاز وحدة التفتيش دون أن يقترب منه احد او يفتش سيارته في الوقت…
بقلم: صلاح برواري/ السليمانية
حفلت حياة قائد الأمة الكوردية، الجنرال مصطفى بارزاني، وخلال تاريخه النضالي الشاق والطويل، بالكثير من الأحداث الجسام، التي يمكن استخلاص عبر وطنية وأخلاقية ثمينة منها، تسير على هديها الأجيال الكوردية لقرون عدة. وجلّ هذه الأحداث رُوي شفاهاً، من قبل رفاق المسيرة النضالية المشرِّفة للقائد بارزاني؛ حتى تحولت- وبفعل تقادم الزمن-…
بقلم: صلاح برواري/السليمانية
selahberwari@gmail.com
جلسَ (عُمَر خاوَر) عند حافة ضريح طفله، يذرفُ الدمعَ مدراراً، ويملأ جو المقبرة آهاتٍ وتنهّدات. أحس بيدٍ حانية، تـُربِّتُ على كتفه؛ فالتفتَ مذعوراً ومشدوهاً:
– مَن تراهُ يكون، زائرُ الظلام هذا؟. أمِن المعقول أن يكون طفلي قد خرج من قبره، على غفلةٍ مني، وجاء ليداعبني هكذا؟.
لم يستطع تمييز صورة الشخص؛ الذي…
د. آلان كيكاني
عند أصيل يوم صيفي حار جلسنا نستفيء بظل شجرة وارفة الأفنان مفترشين ملاءة عسكرية أمام مستوصفي العسكري الذي أترأسه في واد ليس ببعيد عن دمشق , تجمعنا , نحن الأربعة , كؤوس الخمر وأوراق اللعب ومعسول أحاديث ربيع العمر . مد الملازم هوريك قدحاً نصفه بيرة ونصفه رغوتها الذهبية إلى المقدم مفيد…
نور شوقي
اختلط الوقت عليه, وهو يعاني كمية الأسئلة المنهمرة علية. لم يعد يعي هل النهار أرسل زبانيته ام إن الليل أرسل خفافيشه. وجوه قبيحة مخيفة تتناوب عليه , تارة بالضرب , وتارة أخرى بسيل من الأسئلة المطلقة, لا جواب لها عنده, ولم يسمع بها مذ كان سلطاناً على تلك الامضار, والى الان حيث بات…