إبراهيم محمود
ويلٌ لك ِ
إن استرسلت ِ نوماً
ولم تسيري في ركاب نجمتي
إلى أعالي ليلة
ينادمك شجرها الضليع بشئون الجهات
حتى مطلع الثمرة
ويلٌ لي
إن طاوعتُ نوماً
ولم يحملني ظلام الغرفة المورَّق
طي طيفك الملطَّف للمكان
إلى أداني نبعك الزلال
حتى مصب الرغبة
ويل لك
إن تاخمتْ نحلتُك
وردي في الجوار
ولم تأخذ منه كفايتها
من الرحيق
زوادةَ حلم كان
ويل لي
إن طار عصفوري على ارتفاع منخفض
ولم تستضفه داليتك السخية
بنفحة من…
إبراهيم محمود
لشوارع دهوك… عاداتها التي تسمّيهاوإن كانت تشد آتيها بيدوتهدهد ماضيها بأخرىعلى شرفة روحها الملطَّفةلا تحمل في يدها ساعةلتكون عينٌ لها على الزمانورِجْل لها في المكانطيّ ساعتها
ينتظم الزمان والمكانمثلاً ، وهي:تمنح كل فصل-كعادتها هذه المرة- ما يناسبه من مهارة التألقمثلاً تخرج كل فصل إلى أعالي عامهاوكيف يهذّب أيامهمثلاً، وهي:تصعد بكامل كبريائهاإلى سمْت مفاتنها المأثرةلتبقي جهاتها مأخوذة باسمهاما…
إبراهيم محمود
لم يُعط ِ اسمَه لأيّ كانلم يلتقط صورةً مع أحدقيل الكثير فيه على أنهمن دون لسانقلة قليلة جداً كانوا يعرفونه في صورتهوعن بُعدكان يسكن بعيداً بعيداًعن الآخرين
لم يكن يألف الساحات العامةالشوارع الواسعةالحدائق المضاءةالأعراس المفتوحةالحفلات دوريةلم يُر يوماً في أمكنةالأيدي وحدها تتكلمالمؤخرات وحدها ترسم تاريخها فيهالم يكن يشاهَد في النهارإلا قليلاًما كان يُرى في الليل…
إبراهيم محمود
عندما أقول أحبّك ِلن تتوقف السماء عن احتضان مجراتها لن ينسحب القمر من ليله احتجاجاًلن تظهِر نجمة الصباح خصومةلن يوقف الضوء نشاطه في الانتشار كراهةًلن تغير الشمس مسارها الكوني فقدانَ رشد ٍسوى أن أمرأً واحداً يُسمى هناهو أن كل ما ذكرت ليس له من قيمةإلا كونك حاضرة في كامل لغتي
عندما أبسِط قلبي أمامك حباًلن يصبح البحر…
إبراهيم محمود
الدخان الذي تتنفسه عيناكعيناك الدخانيتانعالياًحيث الشعر يتناثر دخانياًأدنىحيث الفم الدخاني بروزاًيطلق العنان لأنفاس بإيقاع العويل
أدنى الأدنىحيث الصدر يمارس دخانٌ ثمل أعلى ذروتين تمنحان النجومطاقة اليقظة القصوىأدنى أدنى الأدنىحيث المساحة البطنية المتمحورة حول إحداثية دواماتيةتضم لوح أزمنة غير مؤرخةلأمجاد رغبات تنتظر تسميةأدنى الأدانيدخان هائم على وجههحائر في أمر معدنهغارق في رؤيته الداخلية المعجنةتعاكس الجاذبية الأرضيةشلالات تزفر في…
إبراهيم محمود
حسنٌ. هذه المدينة تتهمني بالجنون. لم ألمها. ولن ألومها. أغلب رجالها لا يثمرون إلا أبناء وبنات لا عيون كافية لديهم، لا قلوب تكفي لضخ الحياة المطلوبة لدورتهم الدموية. لا يدخرون جهداً، للقادم من أيامهم، وأيام أبنائهم وحفدتهم، وقد تجاوزوا الثمانين عاماً، وعيونهم تشع شبقاً وغلمنة ، مركّزة على مؤخرات النساء اللواتي يعبرن الطريق قريباً…
إبراهيم محمود
امرأة نهبتني قلبيَ التليدفاكتفيت بسرقة حذائهايحذرها الطريق من الابتعاد كثيراً***امرأة خطفت عيني على غفلةفاكتفيت بسرقة مرآتهايخبرها الأفق أن الرؤية واهنة جداً
***امرأة سلبتني أذني خطفاًفاكتفيت بسرقة سماعتهاينذرها الهواء أن التواصل لن يتم***امرأة استولت على صوتيفاكتفيت بسرقة مداهاتشعرها الجهات أن الصمت قائم لا محالة***امرأة صادرت مني فميفاكتفيت بسرقة فطنتهاتريها الحياة أن جسدها في مأزق***امرأة غيّبت وجهي…
إبراهيم محمود
هذا النهيق المترامي الأطرافلا يدعني وشأنييلاحقني حتى عزَّ نومييهتز الفضاءمن وقع الحمير المأخوذة بدبكاتهاعلى مدار الساعةوفي الهواء الطلقرغم أنف الحجر
***
هذا النقيق الذي أخرسَ النهر كثيراًأشكل عليَّ سماع الهواءأحال دون رؤية الطريق الصاعد إلى الغدفي هسيسهأي سلالة ضفادع تفقستلتجمد الأشجار في ذهول مما تسمع ؟
***
هذا النباح يتسرب إلى زوايا بيتيإلى دهاليز أذنيإلى أعالي خيالي رصيدي…
إبراهيم محمود
اسمك ِ ولا مجرات ملذات كاملة الدسملا يأخذها نومولا يضللها شهاب مقنَّع طبعاًلاسمك المجهول المحتفى بأصلهلا المعلوم المحتفى بنياشينه
***
شعرك ولا غابات غارقة ملذاتها الطفوليةلا تراودها عن نفسها رياحوغزوات برّية متربصةلشعرك كل المجد المضفور
***
وجهك ولا سماوات مأخوذة بنجومها اليقظة دائماًتمضي فضاءاتها في التذكير بهالئلا تصاب بنكسة نسيان اسمها بغتةكم هو وجهك مقيم في الغواية المفخمة
***
فمك…
إبراهيم محمود
هوذا المكان الذي يفتتح زمانه مجهول الاسمسعياً إلى لحظة غافلة ليلتقط أنفاسه عن قربويقرأ نجوماً في سماء أخذها النوم بعيداًحيث الرغبات تبحث عن أفق متاح لهاولتكوني أنت بالذات مفتاح الآتي
هو ذا المكان الذي ينظر إلى عقارب الساعةساعياً إلى نزع العقارب عنهاليؤمّها الأمانويرضع الزمان من ثديها المتدفق براعة طعم ولذةحاولتُ وسأحاول فرْكه من أذنيهليسمع صدى حلم…