شعر

إبراهيم اليوسف

لا ليس مبكراً
أن توقدي فوانيسك
فتائلها موغلة في الطين
ووجهك يظهر لي
وأنا بعيد عن إسفلت الشارع
يؤدي إليك
ليس مبكراً
أعرف طريق المقبرة
الهادئة

زرتها أكثر من مرة
من قبل
ومن بعد
تقرّيت رائحة السينما المختلسة
في وجوه الأمهات الثكالى
بعد كل هذا اللهاث وغبش الشواهد
تقريت أفياء الخرنوب قرب إطلالة عصرونيات
المدينة
تقريت قامتك
نهرالخنزيرالميت
الوجوه العجفاء
في حقول الحنطة
ودخان الحصادات
تقريت رائحة البارود
واخزاً
منذ خشخشات فرنسا ومفارزالعسكر
وبدلات الضيوف الطارئين
في بقع الدم…

فدوى كيلاني
إلى أم كاميران
أمي….!


المسافة بيننا
طويلة
حواجز
وقناصة
وجثث
وسجون

إنها مدينتي
ديرك
وهي
تنام على ذراع
نهردجلة
توزع
خبزالتنور
على أبنائها
رائحته
تصلني
المسافة بيننا
لهفة
وأغنية

المسافة بيننا
دماء
وأنين
وأصوات طائرات
وأطفال
مقطوعي
الرؤوس
بيوت متهدمة
ومستنقع
وأنا
لاأهاب
كل ذلك
أسير
تجاهك
أعبر
الأسلاك المانعة
أعبرمن أمام فوهة الدوشكا
أتحدى القتلة
بأصنافهم
الكثيرة
لاأبالي بأحد
تشدني صورة أبي المعلقة
تشدني ضحكته
أحاديث أخواتي
صوت أمي
المنكسر
في الهاتف:
ابنتي كوني بخير
المسافة بيننا
رعب
ودمار
ومجازر
وأنا
أسير
تجاهك
أسير
تجاه ديركاحمو
تجاه عين ديوار
تجاه وطني الممزق
أربعة أجزاء
عسى أن أستعيده
كماكان
في كتاب الجغرافية
كما في مخيلتي
كما في التاريخ
المسافة بيننا
راية
عسى أن أرفعها
فوق بيتي
المنسي
هناك
في ديركاحمو
المسافة بيننا
غول رهيب
المسافة بيننا
حلم
المسافة بيننا
حقيقة
المسافة
بيننا
رائحة أمي
المسافة…

ماريا عباس – قامشلي

عندما هُناك في آخر المساء
عندما تحجبُك الستائر عن أعين الحاسدين
عندما تتوسدكُ الأماني
عندما يجتاحُك حلمٌ وحيد ….هو أنا
أغمض عينيك وأطلق العنان للنوم في هدوء
تحت ظلال من الحبِّ

هبط من أوابد الأزل البنفسجي
ليلامس سحرك الغريب
ويعانق قلبك المتلهفَّ
للحياة من جديد
للأمان ….
للسعادة
هناك حيثُ أسطورةٌ لمدينةٍ لا مكان فيها سوى لك وأنت

إبراهيم اليوسف

ليست النهايةُ هنا
لا تغمضْ عينيك
عن رجرجاتِ المشهد
طمئن جمهراتِ كواكبَكَ
وطائرَك الذي يجيد صوى الفضاء

تارة، بكوكب جريح
وأخرى بغيمة نازفة
مسافاتُك متروكةٌ وراءك
ككمثرى شجرة مائلة إلى نهاياتها
وأمامَك أكثر منها……
لا تغمضْ عينيك
على اللُّهاث
في خطٍّ متهدِّل
وخطأ صحيح
ولا تدرِ الظهر للرَّنين
أنينُك، أكبرُ، ممَّا تسميه
وأقلُّ من مساحة القصيدة
وطنٌ
في الملعب
كرة
من دماء
هي كلُّ ما في ذاكرتك ،الآن
أهلون، ووثائق أمميَّة ساذجة
لا تطعمُ من شوقٍ،…

كريمة رشكو

الليلة
سألعن التاريخ
وأبلغ السماء
سأدعوكم جميعاً لمحاكمة
السماء
سأطلب القصاص
سأترك ديانتي
وكل الأديان

سأعيش

سأعيش فقط ، لأفكك دوشكا
سأعيد لك الروح
سأعيدلك الروح
وأسميك نادر
مرة أخرى تكون نادر
سأقبل جبينك
سأعيد لك الروح
ولكني ..لن أسأل الله
أين كان الله
عندما قتلوا الأرواح ؟؟!
لن أسأل الله
أين كان الله
عندما صرخت أم سعد
ياالله ….ياالله !!!
لم يستجب الله لصوتها
أكان غافلاً…

أفين إبراهيم

مضرّجة أنا برائحة الشوق …
بكدمات الحنين المر …
مسلولة أنا بأصابع الشمس التي تحجب ستائر دمك …
انتظرت وجهي على مرآة الياسمين ولم أدرك أنه أتى إلا حينما أتيت …
مضى زمن طويل قبل أن أشعر بأني خبأتك في أغصان شجرة تحاول الإمساك بقدميها. ..

كيف لشجرة واحدة أن تحمل كل جذورها وتركض قبل الريح؟…
كيف سيحتمل جدار قلبي…

ابجدية بتنى[1] وعنب شنكال
لالش زردو

كحلِّ غياب الشرفة بهم
يأتونك من كل فجٍّ هكذا… غير موصدين
يطرقونك بالقلق
يتدحرجون بأحلامهم كالأعياد
يضحكون بلا حرج من حمولتهم
يجرّون النطق لعقود

وكلمات لم تأتِ

يرتادونك كالعشب
ويرسمون اللون على خيوط النسل
هي المكاشفة اذاً:
للقبُرات ولعشقٍ لم ينضج في بهو المكان بعد
دعهم يحتسون النكهة
دعهم يقرؤون…

أفين إبراهيم

لم يكن رجلاً..كان حزمة من الملائكة. . فردت السماء و طوقت خصري بالغيوم… لم يكن رجلا… كان طفلا من النايات الحنونة… يطلق غزالات حزنه ويترك العشب لصدري القليل.. كان جوقة من اللبلاب الأحمر..

اللبلاب الذي يبحث عن جسد يفرش عليه وجعه أواخر الصيف… لم يكن ذئبا كما علمتني يا أمي. . كان قطيعا من…

وليد عمـر :

ارفعه عاليا أيها الأمير
فهكذا يُرفعُ العلمُ
ارفعهُ عاليا
فعلى رؤوس أناملكَ
تكمنُ الناصياتُ و القممُ
ومن تحت ذراعيك بوابةٌ قد فتحتْ
يعبرها الأحرارُ

ومن بقيت بهم ذممُ
ارفعهُ عاليا
وحطمْ جدار الخوفِ فينا
فليس فينا بعد اليوم خوفٌ يَلجِمُ
على كفيك قد خُطتْ كتابةٌ
فسرتها قارئةُ الكفِّ
بأنها بشرى لقومٍ بيوم خلاص يقدمُ
تتشابك فيه الأيادي على الظلم
و تلتحمُ
و تمضي في قراءتها
أميرٌ يصعد عنان السماء
بعد أن…

إبراهيم اليوسف

مساؤك من قطن ودم
مساؤك من حلم ولازورد
كيف لك أن تستدلَّ على عثرات الغبار
وتسدل على الخوف الستارة
مطلاً في شرفتك
كل يمرُّ بوروده
يرميها بانتظام
حيث تكون….!

عِمت نشيداً
كنت كتبته ذلك الصباح
بزهوٍ بارع
ورنينٍ معلّم
عِمت أبهاء لم تنس
وخزامى
تجاور السنديانة
في الحضن الوفير من سمَّاق وزبيب وجوز…..!
عِمت فضاء
حطَّ عليه رفُّ الحجل
حطَّت عليه الزرقة والرياحين
عِمت ضحكة الطفلة الصغيرة
تنشر دهشتها في صحن الضوء
تنهمر عناقيدها…