شعر

هوشنك أوسي

حَنَّتْ عليكَ بدرَّاقها، وقالت: اغزلني، غزلَ الزَّوبعةِ للعراءِ، يا صَنَم.
فما عادَ الليلُ يطيقُ عويلي، وعافتْ مضغيَ وسائدُ الاشتهاء.
اغزلني، عزلَ الماءِ للماء، واهطلْ هطولَ الفضيحةِ على الخواءِ.
اضربْ بفأسكَ عنقَ القداسةِ الصَّمَّاءِ.
آآآآنَ اكتواءُ وهمُ الوجودِ بسعيرِ الفناءِ.
أجابَها خبثُ الحكمةِ فيكَ: يا ضرامَ العُهرِ في صمتي، وسراحَ الوطنِ في صوتي، ما أنا بغازل.
أنا آفةُ التعقُّلِ، وداءُ…

دهام حسن

أسئلة كثيرة ..
قد راودتني زمنا
تغضّ عني طرفها إذا رأتني مقبلا
تلكز من بجنبها قائلة
هذا الذي أمامنا .. هو الذي بحبّه يشغلني
ترى أيدري أنني أحبّه من زمن.؟
أظنّ ..هذا واضح تقرؤه فراستي

تقول لي صديقتي:
ونحن في تنزّه نشكو الهوى
جربت منهم عددا أخيّتي
جميعهم في لعبة الهوى سوا

رسائل عديدة أكتبها
أختار اسما آخرا..سترا على هويتي
وها أنا أرسم حرفين…

ريـوي كربري

أقسمتُ ألا أقتل الوردةَ فيكِ، وعاهدتُ الأشواق سفكاً في شفتيكِ
حين تنبعث إشراقةَ اللُقيا في حضرة عينيكِ الثقيلتين بالأدمع البلورية المنقسمةَ من أقواس خيوط رمشيكِ.
وها أنذا..!
هذا المعذبُ بكِ ..
أنحدرُ من قافلة البؤس والشقاء لسماء المعتقين من الأحلام المتسلقة من حسن هيامكِ
وأنتِ يا ملهمتي ماذا جرى لكِ.؟

أين وريقات رحيق وجنتيكِ المتسامحتين، الهزيلتين، الجريحتين،
ماذا فعلتُ…

محمد قاسم

قلت لها:
سيدتي ..
دخلت قلبي تسللا
ولم تحلقي فيه..!
فقلبي أديم وسماء
وفضاء بينهما
يمتد إلى ما شاء الله له أن يمتد.
ليس سهلا أن تتسلقي لتسكني فيه.
لن تحسني التسلل لشراييني..
ولا أوردتي ..
لن تنبضي فيها، ولن تتدفقي ..

زائرةٌ أنت، آملةً تقبّلا..
في لحظة، دخلتِه تسللا
تفيّئي -إن شئت- في فيئه
وارتشفي سلافة من نبضه
تحركي ما شئت فيه
ما دمتِ – سيدتي- فيه
ما دمت…

حسين جلبي ـ المانيا

أطلت
للمرة الأولى والأخيرة
تلوِّح همســاً
بعينيها الواسـعتين
الوادعتين
أطلت لورين
أطلت في هذا الشتاء القارس.. الأخير، الحزين

باسمةً، دافئةً، سامقةً، كقامشلو
وردةً يسابق ربيعها الربيع
تعبث بمـلل الفصول
تختصر سنينها
تقدم وصفتها
صرخةٍ مبحوحةٍ
أعلنها متلعثماً،
دهام حسن
في صباحه الغاضب، المغمض العينين:
(ماتت لورين)
مصممة على الرحيل
مصممة لورين
تتجاهل الكتب والأحلام
تبعثر كل التوسلات
تلقي بأمشاطها جانباً
وترحل
فتبكيني مرتين
الثانية بكائي المر
على (ميـلاد)*
حسرتي
غصتي
دمعتي الأبدية
وهو يدير ظهره لي
لايحمل معه…

لورين … يا حزني
ويا ألمي وأوجاعي
ويا عذابات السنين
يا قرة العين ومهجة القلب
وواسطة العقد
يا كل معاناتي وآهاتي وحسراتي
يا قطرة الندا
يا إكليل الورد والزهر والنرجس
وعطر الياسمين

لماذا سافرت في رحلة طويلة أبدية
ولم تخبري والدك المفجوع
وأمك الثكلى
وأخواتك الوفيات
بأنك سترحلين
صغيرتي … حلوتي … بنيتي
الآن صرت…

هوشنك أوسي

ليلٌ قاعس، وحمَّى المياه، تراكمُ خواءَ الألوان في خزائنِ الرِّيح.
في بهتانهِ، قلائدُ الأبد، هذا الآتي من أتونِ الحكايةِ الضَّروس.
في عنوانهِ، أضرحتي التي يشتهيها الأزلُ مراثياً لآلامه.
في قنوطهِ، ثيرانٌ هائجةٌ تحرثُ بقرونها سديم المشيئة.
في وثوبهِ، آلهةٌ راكدةٌ، تعلقُ ليلاً قاعساً.
هذا أنا، سأرتمي في حضتهِ، ارتماءةَ النَّارِ في الهشيم.
هو ذا، سينكبُّ عليَّ أنكبابَ اليقينِ على…

ريـوي كربري

يخالجني الموت في صحراء عمري
تنتابني قشعريرة الهجر كل لحظة
بين سقام البعاد وزُعاف الشوق، حين تحترق الأوردة وتندثر الآهات في سفوح كياني.
نزرعُ الآهات، ونحصد الألمَ كموسم القمح الأصفر
وخبز الحنين يحترق في تنور الغربة.
أشواكٌ تجللنا كقيودِ زنازين العراق.
تعذيبٌ كل صباح مع كل يومٍ جديد يزحَف إلينا باكياً.

يأتي الغروب وفي وجنتيها باقاتٌ مشردة من…

فائق إبراهيم

إلى روح الأخت الغالية لورين عبد المجيد

لم أعان كثيراً
حتى أعلم
لم حدث كل هذا
للغيمة الحنون
التي عرفنا القليل من رذاذها
أمام ظمأ التراب

إنه شباط نفسه
خسرت فيه
دفعة واحدة
قبل عام من الآن
ذروتي جبل
عاليتين
عاليتين
………..
آنذاك
أتذكر
كم كتبت إلي
مخففة عني بعض الألم
كأكثر من أخت
كبعض من أم
وقصيدة….
………..
وأنت على سرير الرحيل
كنا جميعا
حاضرين
في بالك:
تذكرين أسماءنا واحداً واحداً
ممنية النفس
بأن تعودي
للقصيدة تكتبينها
لنا
تعتذرين
عن غياب
لم نألفه
………..
قيل لي
أن تحت…

دهام حسن

لورين..
ما أن أكملت السادسة والعشرين
حتى كانت على موعد مع القدر
فطواها الموت..
وكان الخبر الموجع في الصميم ..
(ماتت لورين)
فصفعني الخبر اليقين
اصطفت أوسط العقد يد المنون
هل صحيح ماتت لورين.!؟
يا لهول الخبر.. يا لفداحة القدر
أجل ماتت لورين

اتشحت الحارة بالسواد
تبكي عليها العذارى والأمهات
اللهمّ يا ربّ.. أعن أهلها.. بلطف االقضاء
كيف بأبويها الصبر أمام فداحة القدر
وأخيّات باكيات لم يحتطن…