شعر

نمارق الكبيسي
قرحٌ قابعٌ بآثارِ غِيَابكَ، يَنزفُ كلَّ يومٍ بِعنفُوان، كُلّمَا حَاوَلتُ أن أجتَني مِن قُوّتِي ضمادًا،أرَاهُ يَشتَدُّ ألمًا، يَشتعِل جَمرًا.كَيفَ أغفر لك؟وَ أنَا أستَرِقُ من دجىٰ اللّيلِ نَجمَة تُوَاسيِني فِي وِحدَتي، وتُخَفّف حِدّة الألَم. كَيف اغفر لك؟

وأنَا أَرزَحُ مِن صَمتِ الجَوَىٰ، أصرُخُ بِصوتٍ مشبوبٍ بِحشرَجَةِ الكَلماتِ التِي تُعتقَلُ قَبل خُروجِها مِن أوتَار حُنجرَتِي، أنتَ تَعلَمُ كَم…

كيفهات أسعد
غالباً ماتقودني روحك ِالمعلقة في السماء، كغيمةٍ ضالّة إلى فراشك ِصباحاً، آوي إلى ضفيرتك ِالطويلة،أقرأ منها عشرين تعويذةً. غالباً ماأتيه في مخيلة رقبتكِ وشحمة أذنيكِ، قبل أن أترجل إلى نهديك ِالنافرين كوهج مراهقة،كأغنية مشدودة في مخيلتي،

أفرط عليهما سنابل عمري البائد، كسرب من الزرازير تنبش في سرابكِ اللامتناهي، تمرغ في ضبابكِ، تشرب من قطرات نداكِ المجنحة، لأجني قصائدي التائبة، وأصعد معكِ الى أعلى…

أفين محمد اوسو
مَن يكسرُ حصارَ الحنينِ،ويغتالُ الذاكرة؟مَن يرشدُني إلى حجر عرّافة تبطّلُ مفعولَ طلاسمَ وأحجيةًتعيقُنا بروحانية الأزمنةِ،والطفولةِ الغابرة؛

لتحطَّ أرواحُنا بسلام إلى مجاثمهاولا ننكبُّ على وجوهنا في وحل الصبابة؟ كيف نكفُّ عن الاشتياق،وذاكرتُنا ترج مثقلةمن رائحة الزعترِ البرّيّ وندف البلوط المتساقطة كالأمطار؟ ****أنا ابنةُ هذه البقعة المفترشة بالزيتون والزيزفونحيث تصافحُ زرقةُ السماءِ الأرضَ والساقية.رضعْنا من أثدّاء تَدُرُّ حليباً بنفسجياًوغفينا…

ريوان ميراني
منذ آخر لقاء بينناما عدتُ أتذكر النُّورلم تلتفتي لتقولي وداعاًولم تُلوحي ولو بكلمةلذا حفرتُ قبري في قلبيومشيتُ بعصا الأملبألف ألف حُفرةٍ للغياب

كل اللواتي عرفتهنلم ينسوني إياكِأعترف.. صنعتُ الحب مكابرةً مع كل أُنثىكنت أنتقم من طيفكِ.. ظننتُ أن قلبي سيصيرُ حديداً مع الزمنولكن أكلهُ صدئ الرحيل!كل شيءٍ بات رمادياً..جف النهر..والأشجار نثرت أوراقها بخجل..الأعشاشُ هربت مع الريحوالعصافير توقفت عن…

عصمت شاهين دوسكي
نادَ منادي ادخلوا بيوتكمأغلقوا الأبواب، أغلقوا الأبوابأتاكم من تمحي الأسرابتحرم السطوة والجور والقيود ليس لها ثوابتلغي الجاه والمال والأحباب أصبحوا بلا أحبابأغلقوا الأبواب

اختبئوا في زوايا الغرفة واحسبوا كم خسرتم أم تجهلوا الحساب ؟************ أغلقوا الأبواب أين الجبروت الذي أشقى الفقراء ..؟أين السياط التي قتلت الأطفال ..؟أين البلاط الأحمر الذي زين بدم الأبرياء ..؟أين القوة أمام ” كورونا ” لا ترى…

غريب ملا زلال
ما زلت أشد الطوفان من يده حتى يهدأ في عزفه أنا العزف و الكون فضائي و الأسطورة النائمة فيّ لم ترو بعد و خيوط ذاكرتي الملونة تنسج سجادتها لصلاتي و يقول مم أيضاً :

ما زلت في الحديث عنها تلك التي إتكأت على جبلي حتى تصدع تماماً فنثرت صخوري في الطرقات قناديل إنتظار فأين ملمسي من سطوحها أين أصابعي التي تفتح البحار أمام أشرعتي تقول زين…

ريوان ميراني
كان المساءُ حزيناً كوجهكِعندما كنت وحيداًفي قطارٍ مسرعٍ كالعمروهو يمر ببازل*هطل المطر خفيفاً حينهاأشجارُ الكرز أرتعشتونثرت ماتبقى من أوراقها

تحت أقدام العاشقينأرتقت الأوراق شهيدةًشاهدتُ ذلك بسعادةوالعصافير طفقت تسافد بعضها بشغفعلى الأغصان العاريةوالأضواء الشاحبةترامت على أكتاف الطريق خافتةًوأما قلبي،فكان يُخترق بخناجر الحنين اليكِدخلتُ نفقاً وأنا أفكر بكِ..خرجت النفق وأنا أفكر بكِ..رأيت الراين* يجري أزلياً، عميقاًتذكرتُ جريانكِ…

نارين عمر
مفردات نقشها سكنى وطنيفي هالة القمر وقد تخلت عنه النّجومعلى قرص الشّمسبعدما هجرها النّورفي فصل لا يشبه الفصول

شبّهوه بالرّبيعسحقوا رونق زهورهنهبوا أنفاس نسائمهانكبّت شظيّة على المفرداتشوَّهت سحنتها بعد عمليّة تجميل لهابدأ ساكن وطني ينادي:آه يا وطني!”منافق الخطبة يمشي مالكاًوواثق الخطوة يفرّ هالكاً”.

غريب ملا زلال
تجمع خيوطها الملونة بإمتياز تنقش الشعر بولع عاشقة خيطاً خيطاً تنقش الأسرار بترتيب الأسئلة و الشوق تمنح الرموز روحاً و معنى و على عتبات الأورانج تسرد العهد بإحتفاء خاص

هو الزمن لا يعول عليه فمن يتخذ إذاً من العتبات ماءاً و ورداًهل جاء الأخضر ليحكي لها الحكاية أم أصابعها ستعزف لنا مقام الغياب كم تزداد دقات قلبها و هي لم تنج من حريق هب من بين أصابع المساءفللنواقيس دقات و صلاة…اللوحة لخلف الحسيني

فراس حج محمد/ فلسطين
(1)امرأة تحدّثني جنسيّاً لبضعِ دقائقَنلعب معاً شهوة افتراضيّةتداعب عضوها بقليل من المساج اللطيفْمع شيء من الوجعِ الخفيفْينزّ منها صوتهافكأنّها ما زالت تحت فحلٍ عنيفْيبتكر العضو شهوته إلى آخرهافتروي شرشفها بمائها المتدفّق الدافئ

تتكور تحت الغطاء تشعر بالبرد والخوفتستجمع بعض قوتها وتكتب:”احذف رسائلنا لئلا يرانا المتقون”!أضحك منها ومنّي فما زال في ملابسنا أثر حيّفكيف…