قصة

مرفان كلش
كان الكهل كعادته يسير في ممرات الحديقة العامة. على خطوات منه، لمح فجأة صديقه الشاب!بادره صديقه بالسلام، ثم أردف: ماذا تفعل هنا في هذا الجو العاصف أيها الغريب؟رد الكهل: شعرتُ بضيق في صدري فخرجت!قال الشاب: لماذا هل أنت مريض؟رد الغريب: لا!ماذا إذاً؟ قالها صديقه.

لستُ على ما يرام! فقد تذكرتُ فجأة والديَّ! قالها الكهل على…

آهين أوسو
(واااا عليوووو وريدااااا)الجملة التي طالما سمعها أهالي تلك القرية المنسية ؛القابعة على ذلك التل البعيد .صوت خشن مليء بالعنف .إنها رقية السيدة الستينية التي تزوجت خالو خلف الرجل الهزيل ذو الظهر المنحني والوجه المليء بالتجاعيد .تجاعيد وجهه تحمل تعب سنوات قضاها تحت شمس الصيف وبرد الشتاء .رقية لم تكن راضية بزواجها منه لذلك قضى…

آناهيتا م شيخاني
خائفة، أبحث عن وسيلة للهروب من كل اقتراب. خائفة من أن يجدني الحب في يومٍ ما. خائفة من أن يجمع الحب جنوده (الاهتمام والحنان والثبات) فيأتوني دفعة واحدة بقلب واحد، وأقف بين حافة الحب والحياة، أفقد نفسي وأُهزَم في معركة الحب كما هُزِمت في معركة الحياة.
خائفة من فخاخ الحب، أقع في حب ضحكة…

ماهين شيخاني
التقط الرقم المكتوب على قصاصة ورق بلهفةٍ لا تصدق،وأخذ يتأمل الرقم .– يا الله …لو كان صحيحاً، سأتحدث معهُ مطولاً . بالتأكيد سيكون حديثهُ شيقاً لايمُل, إنهُ فنانٌ مثقف، ليس كغيرهِ من الذينَ يحملونَ بزقاً أو طنبورة ويرتدون سترةً مُلونة ويضعون في أعناقهم ربطة عنق (كرافيتة) .لا …لا ابداً انهُ فنانٌ بمعنى الكلمة، كلهم…

آلان كيكاني
حلَّ الخريف على الرقة بعد صيف قائظٍ، وبدأ الطقس يعتدل فيها رغم هبوب العجاج بين الحين والحين من جهة الجنوب، جهة بادية الشام المنتهية بالصحراء العربية القاحلة الممتدة إلى تخوم اليمن. وعند الساعة الثانية من بعد الظهر في أول يوم تُفتتح فيه المدارس نزعتُ عني مئزري الأبيض وشرعت ألملم أغراضي تمهيداً للانصراف، لولا أن…

زارا صالح
شقت السيارة طريقها في ذلك الشارع العريض بسرعة جنونية راسمة خلفها طيف غباراستيقظ فجاة على وقع دوران عجلات منهكة وصدى هدير محرك يئن تحت وطأة استعجال اختصار المسافة، معلناً عن قادم مهمة عاجلة لشخص خسر للتو في لعبة الشدة لينفذ شرطه الجزائي في استحضار ضحية جديدة من حلقة استرخاص حياة الإنسان. بعد أن وصل…

عبدالرزاق عبدالرحمن
دخل الصف..قام التلاميذ يرددون :صباح الخير يا…-اقعدوا..اقعدوا…!جلس التلاميذ في صمت ينظرون بفضول إلى معلمهم الجديد… أحس بالذنب تجاههم…حلم لم يتحقق ترك جرحا عميقا في شغاف قلبه كان سببا في منعه لهم من قول كلمة استاذ.ألقى بجسده الضاوي على كرسيه..أمضى ردحا من الزمن وهو على حالته… رأسه بين يديه لم ينبس ببنت شفة…غصة في الحلق…

احمد عبدي / المانيا
“1”
توقف البولمان في المكان المخصص له بعد سفر دام أكثر من تسع ساعات متواصلة, تخللها استراحتان . عندها توجه ألينا المرافق قائلاً بابتسامة عريضة وهو يدرك ما عانيناه من التعب و الإرهاق أثناء السفر في ذلك اليوم الطويل :ــ الحمد لله على سلامتكم .. تفضلوا بالنزول .أدركتُ عندها بأن الرحلة قد انتهتْ…

ماهين شيخاني
اجتمع حمير البلدة بعد يوم شاق من العمل والعتالة سرا في وادٍ هو بقايا لنهر كان يمر من أطراف المدينة , فتحوا محاضرهم وجداول أعمالهم لهذا الاجتماع , وبعد دقيقة صمت على روح أحد رفاقهم , ألقى رفيق المغدور نهقة حزينة , تهدلت شفته وتهدج صوته , ثم تدفق ينبوعا من الدموع وهو يذكر…

إبراهيم أمين مؤمن
وغادر الطبيب بعد أن أخبر هدى بالحقيقة، وقد مثلت تلك الحقيقة صدمة كبيرة لها، وطفقت تفكر في مآل مَن حولها والصلة التي تربطها بهم.انهمرت الدموع من عينيها، هاتان العينان البريئتان الخضراوان اللتان ما نظرتا قط ما في أيادي غيرها من نعمة؛ بل كانتا تنظران فحسب إلى الأيادي الفارغة لتملأها من نعمة ما استطاعت…