قصة

إبراهيم محمود
والدي الحمار العظيم الأثرحزنتُ عليك كثيراً حين ذهبوا بك إلى مدينة أخرى، وبقيتُ هنا وحدي، وقلقتُ من وضعي، وقد أخفتني مما سأتعرض له من أوجاع أعباء، ومن آلام، من أهل هذه المدينة. لكن توقعك لم يكن دقيقاً أبداً. بقي القليل لي لأصبح حماراً راشداً، فأنا أحس بتدفق الدم الحار في كامل جسمي، وكفَلي يزداد…

إبراهيم محمود
رغب أسد لا على التعيين، إذ من الصعب إسناد صفات مميّزة لأسد دون آخر، كون الأسد هو الأسد، والفارق بين أسد وآخر، لا يمكن له أن يكون نوعياً. ولهذا قلت ” رغب أسد ما “، في أن يروّح عن نفسه، وقد أمضى الكثير من الوقت في برّيته. باختصار، لقد أراد أن ينزل إلى المدينة،…

إبراهيم محمود
قيل فيه الكثير، ومن ألسنة كثيرة ليست واحدة، حيث رؤي فيه الكثير، بوصفه من بين أغرب وجوه مدينتنا، وربما أغربهم خلقة، وسلوكاً طبعاً، إذ إنه كان يحمل يحمل ميزة استثنائية في عينيه. فقد تردد أنه من لحظة الولادة، كان في مقدوره أن يبصر الأشياء عن بُعد، وهذا ضرب من الاستحالة بالمفهوم العلمي: الطبّي، إذ…

إبراهيم محمود
الخبر الذي أعلن عنه مراسل قناة ” الهدهد ” الطبيعية، عن اجتماع أسياد الغابة والمكوَّن من كل من الأسد، الفهد، النمر، الضبع، والذئب، كان له دويّه في الغابة والجوار، نظراً للموقف من هؤلاء الأسياد، بغضّ النظر عن النتائج التي سيتمخض عنها اجتماعهم، إذ تبعاً لما ورد على لسان الفيل، وهو يهز خرطومه يمنة ويسرة،…

زاكروس عثمان
سألته بلطف إن كان المقعد الذي بجانبه غير مشغول، اجابها نعم، خلعت معطفها وجلست ثم اخرجت شطيرة من حقيبة الظهر خاصتها واخذت تتناولها بهدوء وهي تتابع المسافرين في محطة القطارات عبر النافذة، صمت الاثنان بانتظار الثواني المتبقية لانطلاق قطار الضواحي الذي صعد إليه عشرات الحوريات والفتيان عائدين بعد يوم عمل طويل إلى منازلهم وهم…

إبراهيم محمود
اجتاح مرض غريب من نوعه مدينتنا، مرض غير مألوف، رغم أن مدينتنا شهدت أمراضاً كثيرة، مخيفة، مميتة، مقلقة كثيراً، سوى أن هذا المرض لم يسبق لأحد أن عهده أو تعرَّض له، ولم تفلح مدينتنا في التغلب عليه، إنما تبلبل عليه وعيها، وازدادت تخبطاً مع الأيام .فأهلها الذين عرِفوا بيقظتهم النسبية، وقلة نومهم، لأسباب عائدة…

إبراهيم محمود
كان اجتماع الضباع استثنائياً، فلَكم عبَّر هؤلاء الضباع عن انزعاجهم مما يقوم به الداب على اثنتين، وسبب انزعاجهم هذا، هو تكراره لاسمهم، في تلك الأعمال التي يخجلون من القيام بها، كمّا أكد كبيرهم على ذلك، وكما عبَّر عن ذلك القدير فيهم بلغة واضحة:-لهذا، لا بد من لقائه، وتنبيهه إلى ما يجري .أحد الضباع رفع…

إبراهيم محمود
كيف لي أن أنازل هذا الأسود الذي داهم مملكتي، ولا يكف عن إزعاجي وإقلاقي؟ كيف لي أنا الأبيض ذو الشامة العنبرية، أن أعلن حرباً على هذا الأسود المغبَّر الذي يُسمّونه البرغوث؟لا أدري ما أصله وفصله، سوى أنه ظهر لي فجأة كالكابوس، وأخرجني من حالة السكَينة، إلى الخوف الذي يتمثّل في مزاحمتي على مملكتي اللحمية…

عثمان محمود
يومها لم تصقل لدي بعد كيفية التعامل المرن مع الأشياء ، ولم أعرف فن الاصول وهندسة المسافات . المهم حكايتنا والدي يومها هيجني ( عمري حوالي ١٤ عاما ) لاخراج الأغنام من الحظيرة ورعيها في مرعى قريبة من بيتنا .ذهبت مكرها واغلب الرعاة يقاسمونني هذه ، وفتحت باب الماشية المكنوفة مع قيامي بإبتكار أصوات غريبة…

إبراهيم محمود
تحت كومة التراب المرتفعة قليلاً والتي تكون على شكل دائرة كقبَّعة مقصوصة الأطراف، كان من عادة الخْلد الرخو جسماً التغني باسمه، ومكانه، موطنه المسمى، أن يطيل في مديح نفسه صباح مساء، في تلك العتمة اللزجة. ولم يكن بجواره إلا ولده الذي كان يستيقظ منزعجاً متكدراً من هذه العادة التي أدمن عليها والده مذ كان…