قصة

زهرة أحمد
تحت شجرة التوت يرسم خطوطاً متعرجة، لا تلتقي في نهاياتها، فراغات تملؤها ألحان من بقايا طفولته، في غفلةٍ من التقويم، يحضن ثوب أمه، يغفو في فضاء من تفاصيلها اللامنسية.فجأة تقذفه أمواج الرحيل على ضفاف تعج بالغربة، ليجد نفسه في غرفته، ومحيط من الوحدة يفك حلمه ألماً ألماً.كانت رائحة خبز التنور لا تزال تدفىء أنفاسه…!

.

هيثم هورو
-١كانت تعيش في إحدى قرى عفرين عائلة فقيرة ، تزوجوا جميع شبابها وبناتها ، لكن بقيت الفتاة الوسطى ، لم يتقدم لها الفتى المناسب كي تقبل به .تميزت هذه الفتاة من بين اخواتها ، بنشاطها واناقتها و حبها لأعمال المنزلية الريفية ، في رعاية الخراف والجدايا وطيور الدجاج ، حيث كانت ماهرة في فن…

خالد إبراهيم
بما يماثلُ هذهِ الأيام من العامِ الماضي، كُنت بينَ أربعةِ جدرانٍ حقيرةٍ، باردةٍ كالثلجِ، مخيفةٍ، ولها أنيابُ وحوشٍ ضاريةٍ، و ذيلٌ كَنصلٍ الغدرِ، ونافذةٍ تَطلُّ على حاوياتِ القمامةِ والبشرِ.
كانت العتمةُ تتراقصُ بين حجارة ذلكَ الشارعِ الطويل كذئبٍ صحراوي، وكنت أتكلم مع الأشباح كما لو أنّها أحدٌ أعرفه: حدثوني عن هذه الدنيا، ثم اصمتوا، اقلبوا…

نسرين تللو
بيري المزهوة بالبهجة .نامت وملئ جفنيها الأحلام. تحتضن حقيبتها الأولى دفاتر وعلب تلوين .. أجنحة الحلم تستبق منها الخطوات إلى الأعتاب . فتموج بيري بالغبطة بين تغاريد الأتراب .في الصبح الباكر نفضت عن عينيها النوم . جلست والفرح يغسل مهجتها . والام تجدل ضفيرتها ، وتزين شعرها بالبكلات . كفراشات حطت فوق الخصلات . …

هيثم هورو
-١ كان حمزة فلاحاً نشيطاً وبسيطاً ، رحمه الله ، يملك جراراً من نوع فيرسون ، يحرث به كروم الزيتون والعنب ، لديه أسرة كبيرة مؤلفة من صبيان وبنات ، أكبرهم صبياً اسمه مجيد .بدأ مجيد بالذهاب إلى المدرسة الابتدائية الكائنة في قرية مجاورة لقريته ، تبعد عنها قرابة نصف ساعة سيراً على الأقدام وكما يتوافدها…

ماهين شيخاني
يحكي أن ثعلب هرم ، ضعف حركته و بصره، كان في وكره يراقب السماء فرأى طيراً منهكاً يخفق بحذر شديد على علو بسيط خوفاً من السقوط ، فسال لعاب الثعلب و دوى بعواءه حتى وصل لمسامع الطير، فهبط نحوه ودنا منه ولدى اقترابه راه الثعلب، هزيلاً، متعباً، مستسلماً لقدره ، قال له:- ألا تعلم…

جليل ابراهيم المندلاوي
حاولت الهروب من تساؤلات قد تكشف خبايا نفسها بالاقتراب منه، لم تكن تدرك ان كانت فكرتها هذه سديدة أم لا.. لكنها تحاول، فربما تستطيع تسديد بعضا من سهام عينيها الجميلتين نحوه، عادة قديمة تلجأ اليها الأنثى كلما شعرت بقرب هزيمتها، فهذه السهام كفيلة بجعلها تشعر بلذة النصر، فلا معنى للهزيمة في قواميس المرأة،…

د آلان كيكاني
وأنا أدرس في غرفتي أسمع صوتها تتحدث إلى أحد ما في الصالة التي يفصلها عن غرفتي ممر بطول خمسة أمتار يحيط به المطبخ من جهة والحمام من الجهة الأخرى. أمد رأسي لأستكشف من هناك، إلا أنني أرى باب الصالة مغلقاً. ومن خلال البلور في أعلى الباب أتبين أن الضوء في الداخل واهن لا…

هيثم هورو
-١-استدعى جميل عبدالقادر من قرية مجاورة لقريته ليقوم بعملية الفلاحة في حقل الزيتون وإزالة الأغصان الصغيرة الملتفة حول جذوعها. بدأ عبد القادر بالعمل بنشاط من بزوغ الفجر إلى غروب الشمس وفي أثناء عمله مرّ به شخص يدعى شعبان سلم عليه ، أمره عبد القادر بالجلوس تحت ظل شجرة للاستراحة وليتناول غدائه بحضور شعبان. وضع عبد القادر…

هيثم هورو
-١ -نزحت عائلة مؤلفة من الوالدين وسبع أولاد جراء الحرب القذرة من حلب إلى قريتها ، وهنا ذاقت العائلة بؤس الفقر وشظف الحياة بعد انقطاع الاب من عمله في حلب ، فأرسل الاب مضطراً اثنين من صبيانه إلى تركيا سعياً لتخفيف وطأة وكابوس العدم .لكن بعد مرور خمس سنوات من عمر النزوح القسري من…