أحمد اسماعيل اسماعيل
خيبة:
صادفت رياح كانت تعبر المدينة نحو الغابات والحدائق، محلاً ممتلئاً بأزهار وورود من مختلف الألوان والأصناف:
الأبيض والأحمر والبنفسجي والأصفر والزهري…
والزنبق والتوليب والأقحوان والسوسن والنرجس والقرنفل…
فأثار هذا المنظر البديع السرور في نفسها، وأدهشها التنسيق المتقن الذي كانت عليه.
ومن فورها اتجهت نحو المحل، ودخلته بحماس، وسارعت إلى نثر…
رشاد شرف
ذات مساء خريفي، كانت الرياح غاضبة والسماء ترسل زخات من المطر فتقذفها في كل الاتجاهات وتزداد هيجاناً.طُرِق بابُنا الخشبي بقوة، أمرني والدي أن أفتحه! فتحت الباب بحرص شديد فإذا بجارنا العجوز وزوجته أمام الباب، طلبت منهما الدخول.. فقال العجوز: (داخلين عليكم) قبل أن يدخل!!نط والدي من خلف المدفأة، وأمسك بكلتا يدي العجوز وقال: تفضلوا يا…
هيثم هورو
-1-جعفر هو ذاك الفتى اليتيم من احدى قرى عفرين ، عانى التشرد والفقر والحرمان ، وكان كل احلامه بأن يأكل يوماً خبزاً من القمح ، بدلاً من خبز الشعير والذرة ، نتيجة الفقر المدقع .دفع هذه المعاناه جعفر ، بأن يعمل ليسد جوعه ، فعمل راعياً للأبقار لدى اهل قريته ، لقاء اشباع…
رشاد شرف
كنت أنا وصديقي نتمشى بين دروب البساتين نتحايل على العصافير فنصطادها، لكنه انقض على فريسة لم تكن بالحسبان. فريسة كانت محض مصادفة.كنا قد أنتهينا قبل أيام من المرحلة الإبتدائية. كان هناك جدول صغير يفصل قريتنا إلى نصفين غير عادلين، نحن الصغار كنا نسميهما بالحارة الصغيرة والحارة الكبيرة، كان على النهر جسر خشبي بالكاد يتحمل…
زهرة أحمد
مضى في طرق مأهولة بالرحيل، على عتبة تاريخ يئن تحت الأنقاض.يتهادن في خطواته المحترقة، خاصرته تنزف دهراً من الحزن.تشعبت خياراته بغبار الحرب، جميعها تؤدي إلى حيث لا يدري!في جغرافيا بلا عنوان، تقوده بوصلة الاغتراب إلى ذاكرته الأزلية، إلى ندى لا يشرق في صباحاته الباردة.
بعبق من أخضر الزيتون، بدأ يرسم جغرافيا من العودة …!!
زهرة أحمد
وقفتُ أمام بابٍ تصدأتْ تفاصيله من الانتظار، أرمم أشواقي بدفء من حكايات جدتي.صدى المهد لا يزال يهز بقايا طفولتي، ينشد أنينها في نهر من الليل، يرشدني في البحث عن دفتر مذكراتي، بين بقايا انهدامية تستعير أنفاسها من عبق الراحلين.في تلك الزاوية المنسية، بدأت ألملم أوراقي المبعثرة، حلماً حلماً.
بين ركام الألم، ثمة سبحة لاتزال محتفظة…
هجار بوطاني
في صراع على الزعامة العالمية بين الدول العظمى يتم نشر كورونا، هذا الوباء الذي غزا العالم في دول لها تناقضات وخلافات سياسية واقتصادية، وباء يستلم الدول تباعا وتتزايد فيها الإصابات وتتفاقم أعداد المرضى مع كل ثانية ، مع كل نشرة إخبارية وكل حالة جوية ، تزايد الخوف والهلع لدى البشرية وحكومات العالم عامة، أغلقت…
زهرة أحمد
تحت شجرة التوت يرسم خطوطاً متعرجة، لا تلتقي في نهاياتها، فراغات تملؤها ألحان من بقايا طفولته، في غفلةٍ من التقويم، يحضن ثوب أمه، يغفو في فضاء من تفاصيلها اللامنسية.فجأة تقذفه أمواج الرحيل على ضفاف تعج بالغربة، ليجد نفسه في غرفته، ومحيط من الوحدة يفك حلمه ألماً ألماً.كانت رائحة خبز التنور لا تزال تدفىء أنفاسه…!
.
هيثم هورو
-١كانت تعيش في إحدى قرى عفرين عائلة فقيرة ، تزوجوا جميع شبابها وبناتها ، لكن بقيت الفتاة الوسطى ، لم يتقدم لها الفتى المناسب كي تقبل به .تميزت هذه الفتاة من بين اخواتها ، بنشاطها واناقتها و حبها لأعمال المنزلية الريفية ، في رعاية الخراف والجدايا وطيور الدجاج ، حيث كانت ماهرة في فن…
خالد إبراهيم
بما يماثلُ هذهِ الأيام من العامِ الماضي، كُنت بينَ أربعةِ جدرانٍ حقيرةٍ، باردةٍ كالثلجِ، مخيفةٍ، ولها أنيابُ وحوشٍ ضاريةٍ، و ذيلٌ كَنصلٍ الغدرِ، ونافذةٍ تَطلُّ على حاوياتِ القمامةِ والبشرِ.
كانت العتمةُ تتراقصُ بين حجارة ذلكَ الشارعِ الطويل كذئبٍ صحراوي، وكنت أتكلم مع الأشباح كما لو أنّها أحدٌ أعرفه: حدثوني عن هذه الدنيا، ثم اصمتوا، اقلبوا…