قصة

د آلان كيكاني
أقلب صفحات الانترنت، وتقع عيني على صورة ملونة لأم كلثوم:- تعالَ شاهد معي هذه الصورة.فيبحلق إليها بعينيه المتعبتين بحكم صراعهما المستديم منذ سنوات مع شاشات الكومبيوتر والآيباد والآيفون ويرد:- ومن هذه يا أبي؟- إنها أم كلثوم!

فتستقر عيناه في الفراغ ويفتح فاه:- ومن أم كلثوم هذه؟- سيدة الغناء العربي. كوكب الشرق …لا تنم ملامحه…

د آلان كيكاني
ظن الناس أنها ماتت.منذ أن هجرها ذووها ومضوا راكبين البحر وهي تذبل وتصارع اليباس.لم يسقها أحد، ولم يقلم أحد أغصانها. وما تبقى عليها من ورق وثمر كان مرمىً لحجارة الأوغاد حتى تعرت وبدت مثل جنين سقط للتو من رحم أمه.لكن ذات صباح استفاق الناس مستغربين.

ها هي تخضرّ من جديد.ها هي أغصانها تتفتق عن…

د. آلان كيكاني
راق لي وأنا طالب في إحدى سنوات الجامعة أن أتعلم العزف على الطنبور، هكذا من غير مناسبة سوى أنني كنت أحلم أن أعزف وأغني لصبية كنت على إعجاب بها.لم أنتظر طويلاً، قصدت السوق وأخترت أجمل آلة، ذراعها طويل وملبس بالصدف، ولها ستة أوتار تلمع حتى في العتمة، أما صندوقها العريض فمن خشب الزان….

ماهين شيخاني
انتصب المغسّل بجانب المقبرة لبس قفّازاً مع مجموعته المكلفة كرجل فضاء بكامل رداءه ، نظرحوله وإلى الجثة الهامدة أمامه وقد لُف ضمن كيس نايلون سحاب،على قرابة خمسون متراً, جمهرة من مودعو أهل الفقيد ورفاقه وقياديون مكممون ، ينتظرون إتمام مراسم الدفن على أحر من الجمر,قال في قرارة نفسه هؤلاء يريدون إيذائي والتخلص مني…

نور مارديني – دمشق
سمع صياح عالي في أحد المنازل، في البداية على نحو باهت، ثم بدء يتضح، قد جرى أمر مقيت، بل جريمةبشعة. قُتل شخص، لكن – دون أن تبين هوية الجاني، وفي كل الأحوال، كان لا بد من التعمق في السؤالوإفشاء تفاصيل الجريمة.الضحية قُتل بسكين ويبدو أنه لم تمضي 20 ساعة على الجناية، السكين…

يسرى علي
في يومٍ من الأيام …ما من أحدٍ كان يجرؤ النزول في البئر …، وحده أبي كان يخاطر النزول فيه كلما نضب ماؤه وقل سخاؤه أو دعت الحاجة لذلك، كان يرمي بأدوات الحفر أولا ً ثم يحزّم خاصرته بحبل متين نشدّه نحن في الأعلى ونرخيه بعد مداس كل قدم وحجر، إلى أن يصل لنهاية الأحجار…

إبراهيم محمود
اشتهت الريحُ أن تكون لها شواربوهي الريح التي لا يُرَدُّ لها طلبشوارب تليق بها سمعةً ومكانة وسطوةجيء لها بالشوارب التي تتناسب والمقاييس المطلوبة

أوه! كان لا بد أن يكون لها وجهجيء لها بوجه يتناسب وهيبة الريحأليست هي الريح؟صار لها وجه فعليطربتْ له الريح أوه!كان لا بد أن يكون لها قوام لتُرى عبْره شواربهاجيء لها لها بقوام يليق…

نارين عمر
تتذكّرُ كيف كانت تعجّ رأس والديها بأسئلتها الممزوجة بالثّرثرة وهي تشاهد الشريط الهاضم لحفلة زفافهما: ” لم لا تعانق صورتها وصورة إخوتها بهجة الاحتفال؟ لماذا لم تظهر هي في الشّريط المصوّر كغيرها من المدعوين والحاضرين؟ لماذا لم تتمتّع بلذّة الرّقص وبهجة الاحتفال، وتنعم بأطايب الطّعام والشّراب؟ وتزداد ثورة وفورة أعصاب حين يأتي ردّهما كسهم…

إبراهيم محمود
لا أحد
هوذا الآن في راحة تامة!لا أحد يستطيع مناداته بصيغة الآمر.لا أحد قادر على النيل منه .لا أحد يمكنه تحويله إلى ألعوبة له .لا أحد يملك القدرة على زحزحته من مكانه.لقد أودِع الثرى منذ أيام عدة !

***
؟
قال لها:سأقدّم لك ما تشتهين !ردت عليه:وماذا عن بيتك وهو عبارة عن غرفة متداعية ؟قال لها:سأسكِنك قلبي !ردت…

هيفي الملا
جوانا نامي، الوقتُ متأخر ِ….أمي أرجوكِ أريد أن أسهر اليوم، لا أدري لماذا لا أشعر بالنعاس مطلقاً ثم لم انتهِ من الرسم بعد. جوانا قلتُ لكِ مرارا، لوحة واحدة قبل النوم تكفي، لا تشغلي نفسك طوال الوقت، اتركي الأفكار الجميلة تتقافز في مخيلتك الخصبة بشقاوة كما النعاج الصغيرة. أمي ماذا لو لم يمتلئ دفتري، مازالت في…