قصة

إبراهيم محمود
لطالما تنفست الأم العظيمة الصعداءَ، وهي تطل من على صخرتها، ناظرة ملياً إلى شعبها الذي يتوزع حول قاعدة صخرتها، وتشعر بالراحة أحياناً، وبالقلق أحياناً أخرى، مذ قادتهم إلى هذا المكان- المرج الذي لم تشهد مثله خضرة وغنى موارد وموقعاً، وهي لا تنسى الأهوال التي عاشتها في طريقها، والتحديات التي تواجهها في هذا المرج الفسيح،…

إبراهيم محمود
لهاثه إلى جانب مخالطة ظله لظلي الذي كان يتقدَّمني، جعلني ألتفت إليه:-لابد أنك تفاجأتَ بوجودي وأنا أسير بجوارك؟-لهاثك أولاً، ثم امتداد ظلك !-هناك أشياء كثيرة تعنينا نحن معشر الكلاب، لهاثنا واحد، يعبّر عن داخلنا، مثلما أننا بالشم نتواصل مع متغيرات الخارج، إلى جانب كامل جسمنا عن أي متغير طارىء، هكذا نحن مذ كنا، وأما…

ماهين شيخاني
كالمعتاد ، نهض الأستاذ ” المتقاعد ” قبل بزوغ الفجر وتوجه إلى مركز توزيع الخبز القريب من شقته، الى حيث منزل جاره العضو الإداري في ” الكومين “، فاليوم هو السبت، ويتجمهر الناس ضمن أرتال بشرية، بسبب عطلة يوم الجمعة للمخابز . ثمة بضع أوراق تنتقل بين الأيادي ، يترك المتجمهرون أسماءهم وتواقيعهم بين…

قصة: سلمى لاغرلوفترجمة: فرمز حسين
حين دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل قرع أحدهم جرس باب الدكتور. القرعة الأولى لم تعطي نتيجة ،لكن مع القرعة الثانية و الثالثة بدى أنه أمر هام جداً و خرجت الدكتورة كارين من باب المطبخ لتعرف مالخطب. كارين حاولت دون جدوى معالجة الأمر بنفسها و تأكدت بأنه لابد من ايقاظ الدكتور…

أحمد إسماعيل اسماعيل
لقد ولدت عجوزاً.وكان ذلك منذ زمن بعيد، ولكن ها أنا ذا اليوم أعود طفلاً، كما حدث أن عدت قبلها شاباً ومراهقاً.إنه لشي مفرح حقاً، أكاد أطير من شدة السرور، لقد عدت طفلاً بعد أن أمضيت سنوات طويلة من عمري، بل عقوداً من السنين، وأنا عجوز. كنت خلال تلك السنين أعيش وسط الناس، الصغار منهم…

فرمز حسين
عُرِفتْ القصة كجنس أدبي لأول مرة في السويد في بدايات القرن الثامن عشر و يعتبر “فيليهليم بالمبلاد” أحد رواد القصة منذ نصه ( أمالا) الذي كتبه في العام 1817 ، الشكل البدائي لكِتاب المجموعة القصصية جاء مع :”فريدريكا بريمير” في العام 1828 من خلال كتابها ” رسومات من الحياة اليومية” و الذي ضم ثلاثة…

قصة: كارين بويهترجمة: فرمز حسين
بالتأكيد كان يتعقبها، من غير المعقول أن تخطئ في أمر كهذا. لو كانت فقط تملك الشجاعة لكي تلتفت و تنظر اليه ، فقط لتتعرف على ملامحه، جبان أم مرعب، ضخم ، خشن و خطير أم نحيف و مسموم- لكنها لم تتجرأ خشية أن يفهم ذلك استحساناً منها ويكون تشجيعاً له ….

ماهين شيخاني
كانت الاحتفالات والمسيرات بين فترة وأخرى من المناسبات الحكومية إجبارية ، بالرغم من أنف الموظف للخروج ورفع شعارات أو لافتات داعمة للنظام الحاكم ، كتب عليها من قبل الجهات المعنية و رؤساء الدوائر المرغمون خوفاً أو تملقاً للنظام في الدولة ولا يعفى أحياناً حتى المريض منها،الجميع ملزمون بالحضور وإثبات وطنيتهم حسب المفهوم المخابراتي .باستثناء…

د. محمد زكي عيادة
– أَسرِعْ بُنيّ، فقدْ أوصاني والداكَ بالحفاظِ عليك.- حَسَنًا عمَّاه، أنا في إثْرِكَ.نسيرُ بعجلٍ؛ فالطريقُ يبدو أطولَ وأخطرَ ممَّا وصفوه، أحملُ أمتعتي القليلةَ وآمالي الكثيرةَ، أتلمَّسُ باستمرارٍ نقودي المخَبَّأةَ بِحرصٍ، إنَّها عُصارةُ ما امتلكوه، باعوا كلَّ شيءٍ؛ ليشتروا ليَ هذا الطريق.كمْ كنتُ أستعجلُ الأيامَ والسنينَ لأطويَ ملامحَ الطفولةِ، وأبدو يافعًا في أعينهم!…

د. محمد زكي عيادة
في ذلكَ الصباحِ كلُّ شيءٍ كانَ مختلفًا، فعلى الرغمِ مِن اعتيادِهم صوتَ القذائفِ ورائحةَ السُّمومِ، وإدمانِهم مسلسلَ التشييعِ وقصصَ الموتى، إلَّا أنَّ كلَّ شيءٍ يبدو أعنفَ من المعتادِ، أُوصِدَتْ أبوابُ البيوتِ، وسكنَ شغبُ الأطفالِ في حِجْرِ مَن تبقَّى مِن ذويهم وأصابعهم المرتعشةُ مغروسةٌ في آذانهم.أمُّ محمودٍ كمعظمِ نساءِ البلدةِ، غيَّرتِ الأحداثُ لقبَها…