إبراهيم محمود
” إلى بول إيلوار .. طبعاً ”
على وقْع اسمك ِ
تتداعى الحواجز الحديدية
الترسانات المسلحة
المتاريس عالية الصنْع
نقاط التفتيش السرية
كاميرات المراقبة عن بُعد
أجهزة الموبايل بإشاراتها الموجهة
الرادارات متناهية الصغَر
غرَف التعذيب الالكترونية
الجسور العابرة للموت
الأسطح المموهة
الممرات المعتمة
الأنفاق الرطبة
في صدى صوتك
تتنحى إشارات المرور
الكابينات الطارئة
المراصد التي لا تُرى بالعين المجردة
السيارات ذات البللور المفيَّم والمانع للرصاص
السيارات ذات الأرقام الخاصة
الدراجات النارية بأصواتها…
عبد الجابر حبيب
سهلٌ ممتد،
في ضوءِ الفجرِ تتلألأُ
بقعُ الندى
********
طريقٌ موحل،
تغوصُ في الحقولِ
خطى عابرة
********
صوتُ الرعد،
فوق الشرفة الشرقية
حباتُ البردِ
********
هواءُ الخريف،
أوراقٌ متيبسة تتدلى،
بـحركةٍ بندوليةٍ
*******
صخورُ الجبل،
من بينِ الشقوقِ الضيقةِ
تنبثقُ الأغصانُ
********
بحيرةٌ راكدة،
تهتزُّ على سطحها
خيامُ الزائرين
********
موجٌ متكسر،
تتلاشى على الرمال
رغوةٌ بيضاءُ
*******
ليلة ماطرة،
وميضُ برقٍ خاطف
على السطوحِ
********
ضبابٌ كثيف،
من النوافذ البعيدة
خيوطٌ صفراء
********
ظلُّ الغصن،
على الجدار الأبيض
حركاتٌ غامضة
*******
إبراهيم محمود
رأيتك ِ
سقطت منك ِ كلمة
تناولتها الأرضُ بشغف
انتعش ورد على غصنه
انفرجت أسارير دعسوقة في الجوار
انشرحت روح صخرة في الحال
هبّ الهواء معززاً بنسيمه
منَّتْ نملة نفسها برزق وفير
يا هذه الأكبر من هذه، أي جنس مكرمات كانت كلمتك تلك؟
سمعتك
صوت موسيقى تألق في عينيك
دوزن حسونٌ جناحيه في مهب أحلامه القادمة
بات في مقدور نقار الخشب أن يؤدي عمله بحماس أكبر
أيّل…
خالد ابراهيم
أهكذا تنقضُّ عليَّ أيها الزمنُ كذئبٍ جائع؟ أهكذا يضيقُ بي المدى حتى تصيرَ الأرضُ حفنةَ غبارٍ في قبضتي؟ قلْ للريحِ أن تخلعَ عني جلدَ هذا التيه، أن تحصدَ ما تبقّى من وجوهٍ ذابلةٍ سقطتْ تحت معاولِ الضوء، وقلْ للسماءِ: أنا السُّرابُ إن خانني العطشُ، أنا الجرحُ إن خانهُ الملحُ، وأنا آخرُ ما لفظتْهُ الحروبُ…
إبراهيم محمود
أنا من وطن
ما أن أذكّره باسمه يتجاهلني
ما أن أذكّره باسمي ينهرني
ما أن أذكّره بحدوده يغمض عينيه
ما أن أذكّره بنشيده يسدّ أذنيه
ما أن أذكّره بسمائه يطرق ملياً
ما أذكّره ببحره يتصبب عرقاً
ما أن أذكّره بتاريخه يقطّب جبينه
ما أن أذكّره بشجره يلطم وجهه
ما أن أذكّره بهويته يطلق ساقيه للريح
***
وأنا من وطن
ثمة قرمة تبكي غابتها التي اُجتثت جذورها
ثمة…
إبراهيم محمود
قلتُ: السماء
قالت: الأرض
تلك هي المسافة التي تفصل
بين صوتي وصوتي
بين لغتي ولساني
بين دمي ومائي
بين خريطتي وحدودي
بين رجلي وخطاي
بين اسمي ووجهي
بين برودة الأرض التي أنا عليها
وبرادة السماء التي أسبّح باسمها فرْضاً
بين بيني والمسافة فاتحة شدقيها
بيني وبينها والمسافة مطبَقة علينا
***
قلت: أرأيت ِ؟
قالت: لا عين لي
قلت : أسمعت؟
قالت: لا أذن لي
قلت: أشممت ؟
قالت : لا أنف لي
قلت: أتنبهت…
إبراهيم محمود
في سجل محكوميتي وأنا على قيد الحياة، كما أنا الآن، أعني ” في قيد الحياة بدقة أكثر” سلسلة من الجرائم، أنا طريدها ليل نهار، منها:
محكومٌ بسفك دماء مائة قصيدة وقصيدة عن الصباح، لأن كل صباح فيها شهد ارتكاب أكثر من مذبحة حياتية بحق أطفال قيّض لهم أن يصبحوا نوابغ مجتمعاتهم
محكوم من أطفال لا أكثر…
إبراهيم محمود
هل الدويُّ الناتج عن ضرب المطرقة بالصخرة فضيلة المطرقة أم الصخرة أم فضيلتهما معاً؟ كلّ منهما تكون بالأخرى ليحصل دويٌّ من نوع خاص، وربما كان للصخرة فضْل على المطرقة جهة اسمها الحاصل عن الطرْق المنسوب إلى الصخرة أكثر.
إنما أيضاً:
عندما ترتد المطرقة عن ضربها للصخرة، فاعلم أنها مقاومة الصخرة
عندما تهتز المطرقة لحظة ارتطامها بالصخرة فاعلم…
إبراهيم محمود
أعطِني صوتاً
أعطِك اسماً
يا للروح المثمرة بالحرية
أعطني لساناً
أعطك وجهاً
يا للجسد الأمين على عمره
أعطني قارباً
أعطك مجدافاً
يا للبحر الوافر ألفة
أعطني دفئاً
أعطك قلباً
يا للكتاب المسطور بالنور
أعطني إبرة
أعطِك خيطاً
يا للثوب الذي تحتفي به الحياة
أعطني ماء
أعطك حجراً
يا للسد الذي ينتعش به التراب
أعطني طائراً
أعطك فضاء
يا للنشيد الذي ترتله السماء
أعطني هواء
أعطك ورداً
يا للحديقة التي يثملها الطّيب
أعطني باباً
أعطك مفتاحاً
يا للبيت الذي تنيره الحكايات
أعطني…
هوشنك أوسي
1.
لا أريد مغادرتها، قبل تسديد الديون التي علي.
الحياة بنك، منحني قروضا كثيرة؛
اليتم احتطب عمري باكرا.
الفقر كأم بديلة أرضعتني الخوف من الغد.
الإعاقة العقوبة التي رفضتها،
والسجن الذي غادرته.
القلق استخدمه حمارا وكلب صيد.
الحلم أجعله مظلة أفتحها،
عندما يداهمني اليأس كأربعين شتاء، وستين حرب.
الكتابة طبيبتي النفسية؛ ألجأ إليها كلما شعرت بالتعب،
أحبها وتحبني، ونخون بعضنا البعض.
هذه القروض الباهظة الفوائد، لم…