نصوص أدبية

إبراهيم محمود
القبعة ابتداع الذين يضيفون إلى رأسهم رأساً آخريخفي تحته حقيقة الرأس الأول المسمى مجازاًلكنها ليست ساذجة بحيث تكون الأصلتغزل خيالات وهمية لمن يهربون من رؤوسهم الفعليةماالذي يتحرك في فراغ القبعة غير وهْم حاملها؟أي سوء حظ قادها لتكون محمية رؤوس عارية؟لا شطآن لها كي توحي بأجساد أفكار تستحق المتابعةلا فضاء يرتجى كي يمهد لمصافحة نجوم…

عبد المقصد الحسيني
سنمضي…بأقدارنا المنكوبةويرافقنا وجهاء الموت وعربة الحوذي محملة بكومة الأحاديثوفقه الرغباتوالبيان الشيوعيلا وطن يحمينا من العواصف والحدادنحن أمة..كنعيق الغربان في الوثائق المشفرهأعرفك…

تحشرين الملل في ظرفوساعي البريد مات في الحرب بطلقة صديقوتذرفين الدموع كندف الثلجحين تغادر العتمة الستائر برفقة العسكروترغبين…في تدشين عائلة بعدد أحجار النردفي الخريفأعلم…يشيخ الحرب مثل العوسجكمخلب دوري ميتمن الأنينسنمضي…ونطرق أبواب الغيهبأعلمقسوة الظهيرة…

إبراهيم محمود
ينتحر الضحك عند أول إطلاقة لهعلى عتبة الفم المنقبضةأخبار الطقس مصابة بمغص دوريّثمة حمامة ترقب وجه طفل وخطه شيب صارخفراشة أقلعت عن النوم في طيرانها الحرماذا سأفعل في صمتي ، قالت النارالحديقة تهجّر أشجارها بعيداً عنهالم تعد قادرة على الوقوفوابتسامتها تسند قامتها بالكاد

البلبل يخذله صوته عند أول شجرة تملكتها نوبةفي غفلة عن الأوكسجين العالق…

إبراهيم محمود
ماذا لو ألبستك ِ ثوباً من الهواء العليللتلوذ بك كل الزهور التي تقلقها الحرارة المفاجئة؟تلك أقصى حيلتي في العشق الذي يسمّيك أنت دون العالمين
ماذا لو أسكنتك بيتاً واسع الرؤى من النجوم لتسترضيك كل السماوات التي تؤرّقها عيناك شغفاً؟تلك أتم رغبتي في التقدير الذي يتوقف عليك دون نساء العالمين

ماذا لو جعلت زنارك نهراً صالحاً لملاحة دوران…

إبراهيم محمود
عالقة في الهواءتارة يتمسح بها ضوء القمرتارة نور الشمستنكمش وتتمددوهي لا تخفي تكوّرها وبان فمها نصف مفتوحكأنها تعيش ذهولاًخشية السقوط الكارثيمرئية تماماً

مفعمة بالحلو العذبتينة في أوان نضجهايفتر ثغرها عن قطْر لا يُشَك في حلاوتهالقطر منطو على كثافته بخبثتحفظ أصول نكهته في العمقتينة ملء قبضة اليدوهي تشد خطوط راحتها إلى محيطهاأي جاذبية ذوق فطرية تملكها التينة…

ولات محمد
أمي..!كيف تغادرين هكذا دون إذن؟ألم يكن بيننا موعد؟ألم أقل لك في آخر مكالمة إنك سوف تسمعين صوتي كل يوم؟ألم تضحكي وتضحكي وتضحكي حتى منتصف الحزن؟ما الذي حصلحتى قررت فجأة الرحيل؟ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

هكذا كعادتكِوبهدوء تام ودون أن تثيري انتباه أحدسلمتِ رأسك لسكون المخدة أخذت وضعية الجنينوأدرتِ…

إبراهيم محمود
إذا يدك ِ في يديسأكتشف جريان الأنهار سريعاًطيران النسور في الأعاليالسلاسل الجبلية التي تمنح الأرض توازنهاالنجوم وكيف تسلك طرقها النائية دون تيهوسأطلق العنان لخيال قلبي قدْر استطاعته

***
إذا عينك في عينيسأبصر السماء بكامل نجومها وثقبها الأسودسأبصر البحر بكنوزه في الأعماقسأبصر الغابة بكل ذخائرها الحياتيةوسأثبت عمري في الثلاثين عاماً
***
إذا كتفك تجاور كتفيسأرى الطريق أكثر امتلاء بالحنين…

إبراهيم محمود
يشمخ عُرفُه إلى عنان السماءيستحم في بريق ريشهطائفاً حول ظله الصناعيتتراقص على جانبيه النجومُمنقاره رعّادكل ريشة فيه عتاد حربجناحاه ضفتا بحرجسمه المتصاعد كوكب محلّق بإيروسهرجْلاه تشدّان مركز الأرض إليهنحن الألى على هذه الأرض..

يرددها على مسمع من دجاجاتهلحمنا نحن الطيور الأهلية أول اتصال بالشواءوتذوّق نكهة للحم أول الحضارة فيناترفع الدجاجات مؤخراتهن المكهربة عالياًصاعدات برغباتهن المسفوحة إلى مقام…

حنين الصايغ
محمّل اليدينخرجت ممتلئاًلأنك البحر والغريق أيضاًتهتدي إلى حطام السفنبين سطوري..لأنني الدوار في أشد سكراته وعين تحدق بقرص الشمس رأيتك!

ما زلت أذكر طيفك الاوليوم كنت غريباًيحمل رائحة وطن فتيّوطن بعيد كذكرى حليب الأمما زلت أذكر توهان عينيك فوق جسدي”أبحثُ عن صوتكِ” قلتَ…من يومها وأنا أربي لي صوتاًيليق بتوهان عينيكمن يومهاوأنت تبني لي وطناًلا يشيخولا يصبح بعيداً…

إبراهيم محمود
في يومه الأولأحكَموا عليه القماطأنتم تقيّدوننيصرخ جسمهتجاهلوه ماضين في شد الرباط أكثر***في يومه الثانيصرخ ألماًهذا لا يجوزصرخ جسمهأعطِوه مهدئاًهكذا اتفقوا فيما بينهموأهمدوه سريعاً

***
في يومه الثالثفتح عينيه براءةأريد أن أرى العالمردد جسمهعتّموا الغرفة لنحسن التصرفرددوها وأغلقوا عليه الباب
***
في يومه الرابعبكى جوعاًأريد حليباًصرخ جسمهدعوه يتعلمقالوها وتركوه مع بكائه***في يومه الخامسكان يحرك رجليه ويديه في الهواءلا بد…