نصوص أدبية

إبراهيم محمود
كلما مددتُ يدي المسكوبة بالحسرة إلى وردة تضج عطراً في حديقتك المقدامةتعبس جدرانها في وجه المتاح لي محاولةً سحبَ الأرض معها إليها وهي تزبديرميني القمر بسياط من جليد محاولاً بدوره جرَّ السماء إليه وهو يزفر زمهريراًينذرني الهواء نفسه إن تماديت إلى حد اتهامي بالعصيان وإخضاعي لحكمة العواصف السالخةوهذه ستأتي على كل نفس لي، ولن…

غريب ملا زلال
مسيجة بالحنين في ساعاته المرة تعزف بالجبل و الزيتون و طرقات السنين تحمل حزنها و طنبورها و تذهب في خرائط الروح لتشدو دفء الإنتظار

و تقلب أوراق الوجع فالوجع علمها أن تمزيق الجدار لا إثم عليه وأن العين إذا تحدثت فاللغات الأخرى كلها تمضي إلى زوال ..
العمل الفني للقمان أحمد

أبو العلاء الرشاحي
أٔين نحن الآن؟هل اقتربنا من النهاية!لا وألف لاما نزال عالقينخلف أقدامالبداية ..
إذن من أين نبدأ؟وقد بدأناألف مرةولا نعرف إلالطف الله فيهذا الوطنالمكلل بالعناية ..

متى نصل؟هذا سؤال بلا جوابقد وضعناألف اعلانللحصول على الصوابوكلها كانتدعاية ..
كيف نحكي؟عن المشوارونحن المشوار ذاتهوهل من المعقول أن تتحدثعن نفسها الحكاية ..
هذا وقد خُضناطُرقاً شتىمحفوفةً بالمخاطروالمُعضلة .. أٔننانعلم مسبقاً …..

إبراهيم محمود
هذه الأرض التي تحبل بيتقذفني مشوَّهَ السماءلا شيء يضمن حتى الآن أن يكون لاسمه موضع إمضاءة، ولصوته هواء لا يتنصل من تردده..هذه الأرض الشبح الذي يُدخلُ وضحَ النهار في عتمة الليل المدلهمةأحملها تمساحاً لا يكف عن مهاجمة أحلامي البسيطةوفصْلي عن طُرقي التي دفعتُ من أجلها كمَّاً وافراً من النجوملعلّي أقدّر المسافة بيني وبين فجر…

إبراهيم محمود
قصيدتي الطازجة التي كتبتها حديثاًدفعتُ بها إلى وعاء ساخنكي أنشّط خيالي على بخارهاالتهب الوعاءوخيالي تنمَّل كثيراًولم أجد لها أثراً

أعددتُ صحن سلَطة ورغبت أن أمزجها بطعم مشاهد ريانة من القصيدةكتبتُها بجنون خيال مابي شوق عارم إلى تناول هذا المشتهىيا للطعم الحرّيف أي روح تسللت إلى داخل السلطةوخيالي تضوَّر جوعاًولم يكن لها من أثر
حرْت في أمرها كثيراًحاولت أن أؤمن…

غريب ملا زلال
-1-بجماليون أنا وغالاتيا أنت فهل مازال الرب هو هوكي يسمع تضرعاتنا -2-عيون المحبينلا تتعب من الإنتظار أبداً

-3-في زمن الوباءالحياة تموت و الفنان يحييها فيبعث فيها الروح أما العاشق فبسرعة البرق يخطفها و يذهب في الريح ليرقص الجلجلة -4-هل هذا ممكن يا مولاي فهذا العصفور ممو ذاك العش زين يشعر بالعطش يا مولاي سأخبر الملكة يريد أن ينام يا مولاي قلت :سأخبر الملكة-5-ما تبقى من الضوء لا يكفي لرؤية الطريق إليكو ما تبقى من النبض لا يكفي لأقول لك أحبك

مرفان كلش
باهتة هي هذه الغرفةوباردة!لا صِباغ على الجدارنوأنا أرتجف كطفل تركته أمه عارياً وسط غابة ثلج قديم!لا لون للمصباح المتدلي من السقف كنواس صامتوالأرض مبللة بصراخي المتكوم!ربما “هذا” أنتم، لا أنا!

فأنا غرفتي الآن دافئةوجدرانها ملونةوأشاهد نشرة أخبار سعيدةوبعدها سأشاهد فيلماً أختاره بنفسي، على شاشة تلفاز أنيق، وأمامي كأس شاي معطّر، وممزوج بعسل جاءني من جبال كُردستان!
وربما…

إبراهيم محمود
في غرفة نومنالا شيء يغفل عن شيءوأنا محاطة بكل شيءلا نوم تألفه الغرفةكي تهدأ مخدتنا المشركةكي يخالط السرير نسيم عليل لوجودنا المشترك

كي يستوي الشرشف بدفئنا المشترككي يحتضن الفراش روحنا المشتركةكي تأخذ ساعة المنبه علْماً بنومنا ويقظتناكي تشعر صورتنا الحائطية بعبق لحظتهاكي يتلطف هواء الغرفة بأنفاسنا المشتركةكي تنفرج أسارير الشباك المطل على الحديقةحيث القمر يتمسح بشجرها…

هدى عزالدين
ما زالَ التَّاجرُ يمنعُ نهاراًقالَ: لا ثغرَ لكِ للأدبِوفمِي ينطقُ بألفِ ألفِ عجبٍكلُّهنُ إناثٌ يا سيِّديوأنا وحدِي القصيدةُ

على ثدي الحروفِ تتمايلُ حباَّتُ المطرِهناكَ حيثُ الصَّمتُ الجَّوالُ في أذنِ الشَّغفِأنتظرُكَ على مائدةِ المَجازِأُعلِمُكَ أنَّ جميعَ الهضابِ تتساوَى تحتَ قدمَي الحبِّتتراقصُ حبَّاتُ الرُّمانِ وتتفرَّقُ بحثاً عن السَّعادةِ ..

يزن حدادين
لا أذكُرُ رَحمَ أُمّي جيِّداً ..فقد أَمضَيتُ مُعظَمَ الوَقتِ هُناكَ .. بل كُلَّ الوَقتِ .. وأنا مُغمَضُ العَينَين ..لكن ما أذكُرُه جيِّداً هو الصَّوت الرّوتينيّ المُتَناغِم الذي أَرَقَّ مَسامِعي طَوالَ فَترة عُزلَتي داخِلَ أَحشائِها ..تسعةُ شُهورٍ هناكَ كانت كَفيلةً لتَرويضِ قَلبي على الخَفَقان سويّاً مع ذاكَ الصَّوت …وما أَن ارتَأَت أُمِّي أَنّي جاهِزٌ لمُجابَهة…