ديسمبر 2008

نص: فدوى كيلاني

1-
أهي أنا
أمام هذه المرآة
كنت أسال ..
لأظل أحدق طويلاَ
في وجهي
وأسترجع صورتي
بأشجار جديدة
لا تشبه ترابي الأول

2-

قنديل في أول الرذاذ
يهمس على مسمع هذا
الليل الهرم

3-
مسرعة أمضي
تاركة خلفي
لقالق الحيرة
لا يقرؤها أحد
على كتف خليج وحيد

4-
وداعك كان أثقل من الخدر
لكم كان ذلك المساء ثقيلا
حين…

عبداللطيف الحسيني

كنتُ قد ظننتُ أشياءَ كثيرة عن (جميل داري) قبل أنْ ينشرَ (معلقته) في (سما كرد) : لمْ أعدْ أراه في الزيارات الخاطفة الصيفية لعامودا . بل أسمعُ أنه زارها (وكفى) , دون ضجيج , هو مَنْ عوّدنا عليه. فسافرَ منها بعد يومين أو أكثر . و كنتُ أظنُّ أنه قد تعب من…

عارف رمضان

(عبر الهجرات المتعاقبة علينا : هل لنا – نحن الكرد – في ميراثنا لإبراهيم و هاجر – شيء من ضجر الأمكنة التي لا تطيق معايشتنا)

مسافة طويلة عبر هجرة من الشام إلى الحجاز لسيدة قد وضعت لتوها مولوداً , و لغاية ربّانية يتركها زوجها وسط تلك الصحراء – هاجر – زوج إبراهيم عليه السلام…

صبري رسول

ربما جمعتني صدفة محضة بمجموعة الشاعرة الكردية خلات أحمد (مذكرات زهرة الأكاليبتوس) قبل سنتين، فقرأتها، وانبهرتُ أمام نصوصها الممتدّة من فتنة السّرد إلى شعرية النّص، وبها قرأتُ طفولتي ومرحلة الصّبا من خلال سيرة نهرٍ موشّحٍ بالحزن مثلي، وقبل شهرٍ من تاريخ كتابة هذه الدّراسة أهدتْني الشاعرة نارين عمر مجموعتها(حيثُ الصّمتُ يحتضر) وعند قراءتي…

جميل داري

أحق ..أنا عني
غريب وذاهل

وكل وجودي قبض ريح وباطل؟

ودنياي لا أهلا بها.. فهي فظة
تحاول تهميشي… ولم لا تحاول؟

كأني بديد.. لا أطيق نزالها
كأني طريد.. تزدريني القوافل

أما آن لي أن أستريح وأرعوي
تلاشت غماماتي.. وكلت كواهل؟

أراني جريح الروح مضطرب الرؤى
وحولي أناس ليس فيهم فضائل

سمائي لاترسو عليها كواكب
وأرضي استباحتها قحاب” فواضل”

وحقلي الذي أمضيت فيه طفولتي
ذوى.. لم تعد…

خالص مسور:

وزنة حامد القاصة الكردية الرقيقة المشاعر والمرهفة الإحساس، تكتب قصصها القصيرة أو القصيرة جداً باسلوب فيه الكثير من الشاعرية والإسلوب القصصي المميز، تجيد توظيف خيالها المحلق في فضاءات المجتع الذكوري، وتخط بقلمها كطبيبة ماهرة تعالج العلاقات الإجتماعية بين البشر بإسلوب دراماتيكي مثير، وتحاول دفع بطل قصتها نحو النهاية بدون توقف وهو يلهث بأنفاسه…

وزنة حامد:
w.hamedose@gmail.com

أنفقت الأموال, بعثرت الكثير, أهدرت تركتك كاملة, والآن ماذا بقي لتحتفظ به..عقارات بعتها..!! بساتين وهنتها ويبستها كلياً إلى أن باتت مرتعاً شاسعاً للأطفال ومعبراً آمناً للبهائم.
والطواحين آه أوقفتها.؟!
ماذا بقي من تركة والدك, سوى هذا المنزل البسيط وهذا الأثاث الرث الذي يقرف منه العين, وتشمئزه النفس
– انحدرت من جباهه قطرة عرق.

– ابتعد…

نهاد تمر

أخاف الليل كل جوانحه
ظلامه …..سكونه
قمره……..نجومه
أخاف أن احضنه فلا يسع
القمر و النجوم صدري
أخاف أن يطرق الصبح أبوابه
فيكشف الأفق أعماقه
أخاف أن أبوح عن زقزقات
القمر

فتجري النجوم إلى حجرتي
أخاف القنديل أن ينطفئ
يغيب القمر
فيتوه
فيتوه عني شطر الليل
و لهاث الهوى

شعر: عبد الستار نورعلي

قد جعلوا آمتَهمْ مُختَصرَهْ
في قندرهْ
فباتتِ الأمةُ هذي
أمةً مُندحِره!

كبيرُهمْ ساحرُهمْ
علّمهمْ
غلقَ العقولِ واللسانِ
والعيونِ الباصرَهْ،
وكيفَ ذبحُ الأنقياءِ الصادقينَ البَررَهْ

قائدُُهمْ ذبّاحُهمْ
سائسُهمْ دجَّالهمْ
كاتبُهمْ كذّابُهمْ
أحزابُهمْ لصوصُهمْ
وكلُّ ما داخلَ رأس شيخِهمْ
ثقافةٌ مُزَنْـجِرَهْ *

أيامُهمْ
هزائمٌ مُكررَهْ
وفِعلةٌ مُحتقرَهْ
وصوتُهمْ
صحافةٌ مُزوّرَهْ
وفخرُهمْ
تمجيدُ طاغٍ نكِرَِهْ

همْ في الوغى نعّامةٌ
لكنَّهمْ
على ضعيفٍ أُسُدٌ مُستنفَرَهْ

سيوفُهمْ مُغمدةٌ
رماحُهمْ مُنكسِرَِهْ
فأصبحتْ راياتِهم
نعالـُهمْ والقندرَهْ!

ها غزةُ اليومَ حصارٌ
ودمارٌ
ودماءٌ مُهدرَهْ
والجثثُ…

نمر سعدي

دموعٌ للذيبْ

(إلى الشاعر الغائبْ عايد عمرو
وإلى الحاضرين الشعراء الفلسطينيِّين في كلِّ شتاتِ الدنيا والشعر)
نمر سعدي

(1)

مطعوناً بزهورِ الحزنِ الأوَّلِ أكمِلُ دورةَ أقماري
أتركُ عطري البكرَ على خطِّ الهزلاجِ
وأعوي في الليلِ وحيداً إلاَّ من عشقي القتَّالِ
المُتربِّصِ بي كيهوذا الإسخريوطيّْ

(2)

مطعوناً بشعاعِ الشمسِ الصيفيَّةِ
أحملُ رأسي في كفِّي.. وأصادقُ قاتلتي
وأقبِّلُ وجهَ حبيبةِ روحي…