سماءٌ على أرضها: «قراءة في كتاب الشاعرة الكُردية مزكين حسكو: من صُرَّة الحياة» (الحلقة الأخيرة )

إبراهيم محمود
 
بين الكتابة والقصيدة
قريبة من ذاتها تكون الكاتبة والشاعرة الكردية مزكين حسكو، وهي تتربع على ” عرش ” مجموعة أعمال شعرية تشهد لها بجدارة تسميتها بشاعرة وفي نطاق الكتابة الأخرى: النثرية، وحين تتهجى مفردة الكتابة عموماً، والقصيدة على وجه التخصيص طبعاً. وفي ذلك مسوغ. وهو أن الكتابة إشهار لذات لها تاريخها من صنوف المكابدات والمعايشات المؤلمة وألوان القهر في مجتمع مقهور في جملة مكوناته بامتياز، والكتابة إجهاز على ما هو راكد ومفكك، وما هو مقيَّد تاريخياً في المجتمع، بالنسبة لها، وهي تريد مجتمعاً له اسمه الفعلي كردياً، وعلامة حداثته الجديرة بالتسمية، والكتابة بناء لذاكرة قادمة، في مواجهة ذاكرة مغلولة القوى كثيراً، ومنقسمة على نفسها. دون ذلك كيف يمكن تحرّي مأثرة الكتابة لمن يعيش بؤس مجتمعه؟
أما القصيدة فهي تكاد تسمّيها، وتلفظها باسمها دون غيره. لأن الاسم علامة توقيع دون غيره، حيث يستمر هذا الاسم وفي كل خطوة يحمل ما يعبّر عن وجوده النهري في الزمان والمكان. لتأتي القصيدة تاريخاً لجراحات الجسد، مكاشفة للقهر القائم بألقابه وأنسابه. مكرمة القصيدة وهي تتقدم بثقة، من خلال حمولتها الفنية، هي أنها صريحة بمطلبها، وتسعى إلى إبراز المجتمع في نواقصه، بأسلوبها الجمالي المختلف، ونشدان مجتمع آخر، بمقدار وعي الموجود وعنفه أيضاً.
لهذا أبقيت هذه الفقرة إلى الأخير تنويهاً إلى البعد المحوري للكتابة ومنها القصيدة لديها .
الكتابة لدى مزكين صك اعتراف بذات تجهر بمعاناتها إنساناً وكأنثى، وحين تتكلم بملء روحها المعذبة، فلكي تتقدم بما يشبه البيان الوجداني وباختصار عما تكون وما تريد أن تكونه .
في مناقبية الكتابة
الكتابة، كل كتابة لها قوامها ونوعية معدنها وصلاحية اعتمادها في تمثيل المسمى واقعاً.
لا تخفي مزكين، في متن تناولها للكتابة على طريقتها تاريخ إنسانية، وكردية ضمناً، ينزف داخلها، وتراهن على الحب الذي يشكل حامل حبات المسبحة لجملة القيم الأخرى.
كما هو مذكور في ” صرة الحياة، بدءاً من عملها الشعري الأول:حروف الحب ( 2007) :
الكتابة.. وفي حركتها الدائمة
في ثورتها التي لا تتوقف
إحدى أهم مِتَع ظواهر الحياة
إنما لماذا بعض الناس وليس أياً كان..؟!
ذلك مرتبط بما هو أساسي، بحصة الطبيعة
مؤكد أنه داخل البركان من بين أطنان من الصخور المختلفة تماماً…
ربما يتم العثور على غرام واحد فقط من الماس..
الجواب على مغزى ذلك صعب.
حول سؤال الكتابة هي نفسها تقول عن أنها تكتب، لماذا، لا جواب قطعي..
تشير إلى حالات نفسية، في الكتابة:
أحياناً تكون النتيجة كتابة قصيدة، أحياناً أيضاً مقالة، وأحياناً أخرى أكتب أكتب صرراً..ص193 .
ما يأتي سلباً في الجواب، ومن نوع المطروح سؤال، إيجاب، لأن هناك ما يكون خفياً، ويتنوع من شخص إلى آخر، لتكون الكتابة أسماء كثيرة رغم وحدة الاسم، بغية التعبير عن الإبداع:
الإبداع… في رحلاته الدائمة
يبحث عما هو ثمين، حتى يُكتب نفسه من خلالنا
الإبداع يبحث عن نطاق ذهبي، ليزين قوام الحديث وقامته
ليس خطأ..
إن حاولنا، إنما الإبداع وقبل كل شي ( حبٌّ)
إن لم يكن الإنسان شغوف لغة..
ستكون تجربة الكتابة ناقصة وضعيفة. ص97 .
ولأن مزكين تعيش هاجس انتمائها الإنساني القومي، ومشاغله وما يبقيها يقظة كثيراً. تبقى اللغة الأم صمام الأمان، وعصا ترحالها، ومحط جمالها وسؤددها الروحي كردياً:
أي جهة المسئولية عن الكتابة باللغة الأم، وهي تذكّر بكاتب كردي معروف” دون كتابة اسمه ” حين استفسر منها لماذا لا تكتب بالعربية وهي تجيدها، فكان جوابها عن أنها لا تريد الرجوع إلى الوراء، حيث الكتابة باللغة الأم إقامة في الحياة والتقدم فيها:
نريد الاقتراب من أدب العالم
نريد الاقتراب من أوجه تقدم تقنية وعلمية
نريد قراءة الفلسفة بالكردية
كما نريد الاقتراب روح الأرض، السماء، دوران النجوم والكون..
لو لم تكن هذه بالحروف اللاتينية.. ماذا سيحصل..ص104 .
وكون الكردي حديث العهد بالكتابة لأسباب تاريخية، واللغة داخلها، نكون إزاء قضية مزدوجة: فردية وجماعية، اجتماعية وسياسية، جغرافية وتاريخية، والقهر وجه مضاد لاسمه كما يبدو.
أي وهي تشدد على أهمية الكتابة ومكانتها:
أنا أكتب..!
لأن علي أن أكتب
ثمة بركان نشط دائم في المشاعر والأحاسيس، في العقل والوجدان
ذلك البركان يريد أن يهدأ، حيث يفور ويجري..
وقيمة القلم تبرز في تلك النقاط ذات الدور الرئيس في الحياة، من ذلك
جان الإعلاء من شأن الكلمة
في خدمة الثقافة ، الأدب والأخلاق الإنسانية
في خدمة رفرفة راية السلام
في خدمة البيئة الجميلة والطبيعية..ص192 .
أما ما يمنح الكتابة قدرتها على البقاء وتثمين اسمها، فالفلسفة هي التي تري هذا البعد الحيوي.
أي هناك تعزيز لدور الفلسفة:
الفلسفة ارتحال، مساءلة، وبحث منطقي( منطق الحقيقة).
الفلسفة محاولة لامتناهية، بغية تطوير كل مجال العلم..ص151.
أزعم هنا أن مزكين تعيش هاجس الكتابة كثيراً حباً بدورها، وتوقاً إلى المأمول عبرها. ولا تدخر جهداً إلى تشيص ما هو قائم وبالكتابة نفسها.
نعم، في سياق الكتابة هناك – كما يبدو- ما يشبه الظاهرة في عُقَدنا الشخصية: ثقافة البربرية، والتي تموقعت بين الكتّاب كذلك..
إلى درجة أن هناك من بين كتابنا، من يتفاخرون بأنفسهم..
وما هو صادم، حين يمارسون كيل المديح في وسائل التواصل الاجتماعي لكل ما تجري كتابته..
ثمة خطأ قاتل، كما يظهر:
الكتابة تفكير
هكذا الحال، القصيدة أيضاً، محرّكها تفكير
وصاحب التفكير، هو الذي يعلو هذه المظاهر الغريبة.
ليس همه وصْل الإعجاب والتعليقات
إنما إيصال رسالته الثقافية والإعلاء من شأن الكتابات والنصوص الأدبية. ص115 .
وربما ما يوسّع في بنية العلاقة هذه.
أي عبْر مشهد له طابع سياسي وطرفي:
عندما يشارك كاتب كردي في برنامج أدبي، ليكن في أي قناة كانت
تشدد على وجوب ألا يتحدث بلسان القناة أو يمارس دعاية لها. ذلك جلي من واقع التجربة طبعاً.
لتكون لدينا مفارقة تتمثل في التالي، جهة الاستعانة بمثل كردي:
غريب جداً
نقول هو ” ذكر”..
وثمة زملاء” يزعَم أنهم ” كتاب يقولون: احلبه. ص89 .
الكتابة بلسم جرحها النفسي والاجتماعي والتقدم بذات، ما كان لها أن تظهر كما تريد دون هذه المأثرة القيمية ذات الاعتبار: الكتابة، وتجاوز العابر أو اليومي الروتيني في محيطها:
أكتب..
الكتابة..تحلّي نفسها لدي
سوى أنني أقرأ أيضاً.. وأحب القراءة كثيراً.
ذلك يرجع إلى ماض بعيد، أيام الطفولة.. اكتشفت أنني محظوظة.
دون شك..
إلى أي درجة أنا مبدعة..؟
ذلك أنا نفسي لا أستطيع الجواب حول ذلك.
وما يجب التنبه إليه جهة الكردية:
واقع الكتابة بالكردية لم يتضح بعد
لا لغة معتمد لدينا
ولا جامعات مختصة أيضاً
وكذلك ليس لدينا نقاد مهرة ومثقفون، لكي يظهِروا لنا قيمة كتاباتنا وضعفها..ص83
ربما الرواية كذلك
في الفعل الروائي تبرز الخاصية الملحمية، كما معروف، تبرز المساحة الواسعة مكاناً وزماناً، وتدخل أفكار وحركات ومواقف، حيث تمتلك الرواية معدة أسطورية قادرة على  هضم كل المغذيات الثقافية، وجعلها سرداً بمحفّزه الجمالي. لهذا تكون كتابتها مغامرة كبرى.
ثمة التفكير إذاً في كتابة رواية ، رواية تكون كردية، لأهميتها. وتظهر تفاؤلها نظراً لوجود رواية كردية تسعى إلى إبراز خاصيتها، وأنها تريد قراءتها بالكردية.
كلما شعرت أن القلم بين أصابعي لا يهدأ، ذهني لا يهمد
أعلم أنني مازلت أريد الاستزادة من الكتابة
في السنوت العشرين الأخيرة، نُشرت عشرات الروايات الكردية تماماً، وبيننا بعضٌ من الروائيين القديرين.
أنا متفاؤلة، حيث أرى أن الرواية الكردية ليست ضعيفة من وجهة نظري، والرواية التي أحبها وأقرأها ستكون بالكردية.
وهي لم تبلغ بعد المستوى الذي أريد.
مؤكد أن الأسباب كثيرة..
ولتنوه هنا إلى أنها تفكر في كتابة رواية كردية، كما تقدم.. ص216 .
رغم معاناتها وتحمُّل أوجاع المرض، تبرز إرادتها كبيرة في مصافحة الآتي، يشفع لها تفاؤلها الذي يشحن مخيالها النفسي، وإيمانها القويم معرفياً بما هو موجود، رغم مصاعبه الحياتية.
من ذلك ما يجعل الناس في وضعية تأزم، متنافرين . ذلك يفسّر غياب الحب قيمياً. والأدب هو الذي يمكنه أن يمارس هذا الدور الذي يمنح الحب فيه ما يجعله فاعلاً مجتمعياً:
من أساسيات الأدب تمييز المحبة
في السياق نفسهط
نقل الحقيقة وثقافة التسامح. ص 59.
وللقصيدة استثنائيتها
عرف الإنسان نفسه شعراً بداية، ويعرّف بنفسه شعراً هنا وهناك، حين يكون بعيداً عن الكتابة. إذ إن الصوت والمشاعر والأحاسيس مكونات منصهرة مع بعضها بعضاً.
ومزكين في الأساس شاعرة، وبدءاً من ديوانها الشعري ” حروف الحب -2007 ) كما لو أن تدشين رحلتها الشعرية وفي عناوين كتب، بهذه القيمة: الحب، اعتراف منها، وبوعي، بغياب هذا الاثر النفيس تاريخاً وثقافة، وأن اعتماده قيمة حقيقية، يغيّر في المجتمع نوعياً.
حتى بالنسبة للشاعر وليس مزكين بالذات، يكون الحب مفتاحاً سحرياً لمعايشة ما هو رائع.
قصيدتها تتقدم بخميرتها حباً وفي الحب تقيم، وبه تستمر.
إنما ما هذا الذي يكون إبداعاً، وفي ضوء هذا الاعتبار؟
ماالذي يظهِر الإبداع؟ الموهبة، إلى جانب القراءة والاهتمام.
تؤكد ذلك، ومن واقع تجربتها، حيث إن شرط الإبدع:
المناخ المناسب،القراءة والاهتمام والبحث..ص75
في إضاءتها الجمالية، وفي سياق وجداني، وتوصيفي، ثمة أكثر من خاصية البوح، إنه حصاد تجربة ثقافية واجتماعية وفي بيئات اجتماعية ولغوية وفكرية مختلفة.
ماذا تقول في القصيدة؟:
القصيدة تحفر في أسرار الوجود بدقة
كلما بلغ النص نهايته
يستمر إيقاع القصيدة
الإبداع يتابع سباقه الجديد
وثمة تأكيد دائم على وجوب أن يخدم الإبداع قيمة الحب:
دون ذلك: ما واجب الأدب..؟! ص 95 .
وربما أمكن أخذ مثال آخر تعزيزاً لهذه الحميمية التي تتنفسها في كتابتها عن القصيدة:
القصيدة عذرية الكتابة، مرآة الأدب وأصل الفن ..
وما يصل القصيجة بالفلسفة:
ليست القصيدة ببعيدة عن الفلسفة إطلاقاً
لتضيء مهمة الفلسفة ودورها المحوري في إيضاح الفكرة، ولتقول معقبة:
ليست القصيدة ببعيدة عن ذلك.
إذ القصيدة تبسِط كل ذلك أمامنا طوافها في المحصلة بصيغة فنية، جميلة وحلوة.ص122.
ولكي تقرّب الصورة أكثر لقارئها وجعْله في ” متن الموضوع ” تؤرخ لما يعنيها إنسانياً وكردياً:
دون شك، كتبت ومنذ بداية مشواري حول الألم.
وأول قصيدة كتبتها كانت حول مذبحة حلبجة ونُشرت في مجلة ” كَلاويج “
وهذا المشهد السادس الذي أبصر النور في كتاب ” حروف الحب ” المنشور في آذار 2007 ومن منشورات بافَت:
قرّبيني من حضنك
لا تخافي عليَّ
أليس لأنني حين ولدتُ
كنت والألم توأمك..ص147 .
وكون القصيدة لا تعطى بيسر، إنما انفجار غير معلوم، وفي مكان وزمان غير معلومين، بإيقاع مختلف. وثمة حضور لافت من المشاعر والأحاسيس والهواجس التي تتعزز فيها.
لهذا تكون الترجمة الخاصة بها صعبة:
دون شك…
كل من يعرف بعض اللغات
يستطيع القيام بدور الترجمة
سوى أن ترجمة نصوص الأدب، والكتابات الأدبية ، بكل أنواعها المختلفة( القصيدة، القصة، الرواية، النثر ..إلخ)
ليست بالعمل السهل
وثمة ما يجب التنبيه إليه، عبْر مثال:
من يترجم قصيدة من لغة إلى أخرى، يجب أن ينقل روحها أيضاً، على الأقل بعضاً منها. ص84
هو نوع من الشرط الذي يجب على الكاتب الفعلي أن يلتزم به، لأن لديه أمانة، وعليه الحرص على سلامتها، وإيصالها، ن جاز التعبير إلى ” أهلها ” بلغة تومض بحيوية لغتها داخل اللغة المترجَمة إليها، وما في ذلك من تأكيد قوة خاصة تضمن مثل هذا التلاقي وانتشار الأثر.
ليس من خاتمة
ما حاوت القيام به، ما أردت قراءته، هو ما تبين لي في ” صرة الحياة ” بوصفها حياة في حياة في حياة” على طريقة الدمية الروسية ” وهي مفتوحة، ولأن مزكين امرأة، وتشغل نفسها رغم ألمها الخاص، عدا العام في محيطها الثقافي والاجتماعي، بما هو متعِب، ومكلف وقتاً وجهداً .
ربما كان الذي أردت كتابته فيما تقدم وفي النهية المفتوحة، هو تثمين هذه التجربة، والتشديد على فعالية الأمل في النفس ومعانقة الآتي رغم بعده الزمن الذي لا يقاس بالسنين هنا، وهي التي أسمعتني صوتها في أحاديث ذات صلة بواقعها وصلاتها بالثقافة، والكتابة، وجانب التجربة الذاتية، وملمح سيرتها الذاتية في مكان آخر، لتؤكد أهمية كتابة كهذه، وتأثيرها التربوي أيضاً.
وحين أقرأ ما يأتي في النهاية وهو مؤلم:
مؤكد أن كتبنا لن تباع، ولن تقرأ جيداً
سوى أنه ذات يوم، سوف يعود إلينا قرّاء اللغة الكردية
وكما تقدم في مكان آخر، تحيّي المعنيين جميعاً بذلك وخلافهم بحب وتقدير.. ص218 .
لا أخفي قلقي على كتابة كهذه، ولكنها كتابة الذات التي تتكلم بأكثر من لغة حسية، بأكثر من طرْح تصور فكري بتعابير أدبية أو شعرية، ومن واقع تأكيدها على الحب، تتمنى الحب للجميع، ولا تنفك تضع خميرة ألمها في عجينة تجربتها العامة، نشداناً لآت يحمل بصمتها طبعاً.
بإيجاز شديد، كُتبت ” صرة الحياة ” استجابة لداعي الحب، وفي ضوء ذلك، وبالتوازي مع ممارسة كتابية من هذا القبيل، ربما جاءت قراءتي لصرة الحياة حباً ليس إلا .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…