إلى ذكرى أبي

إبراهيم اليوسف

ثمة شيء ما ينبغي قوله. هذه، تحديداً، العبارة التي كانت تحكّ روحي على الدوام ثم يتشظى الشعور بها، كي يستولي على الدم المخيال والناظر تلون البرهة، إلى درجة أكاد لا أجد أمامي من مناص سوى الدوران في هذا المدى الشائك المزنر.

بدهي، إزاء حالة كهذه، يحتاج المرء إلى مسافة ضوئية، تقصر أو تطول، حتى يكتشف مثل هذه اللوثة في ذاته، وأية لوثة أدهى، وآلم، وأشرس، من تلك التي تقصي المبتلى بها عن نفسه، فيتعرض إلى حالة اغترابية، تنطبق أسوار العزلة بينه وبين الآخر، عبر التواصل معه، وهي لعمري معادلة في غاية من الغموض.
يأتي الاكتشاف أخيراً.
كمن يجد في أعماقه قارة أخرى:
ثمة شي  ما ينبغي قوله.
اتجه الى مضافة القرية، استرق السمع الى كل ما يدور فيها من أحاديث، حيث صوت الأب – العالم بأمور الدين – يشدّ من حوله، يأسرهم، من دون ان ينسى بين الفينة والأخرى إنشاد قصيدة مدحية في النبي، بوقار باد، أو استذكار محيي الدين بن عربي، أو أحمدي خاني، أو ملايي جزيري، وسواهم من أئمة الصوفية، أحاكي إيقاعات ما سمعت، ناهلاً من معجم صغير استظهرت مفرداته من – القرآن الكريم – الذي تعلمت تلاوته في الخامسة من عمري، قبيل جلوسي على مقاعد المدرسة، ناهيك عن المفردات الأخرى التي كنت التقطها من مجالس أبي الخاصة مع أئمة دين، من أقرانه، وهم يتداعون للقاء، أو لأقل: طقس استثنائي بهيج، في ذيل كل أسبوع، يتدارسون فيه أموراً في الشريعة، وتفاسير وأحاديث نبوية، شريفة، ناهيك عن النحو، والأدب، لئلا ينسوا ما نهلوه من علوم، منذ نعومة أظفارهم، وإلى اللحظة عينها.
 المفردات تتراكم.
المخيال يطير بعيداً، وبجنون…، يحلق ولا يحط ، إلا بعد تعنيف أتلقّاه من أبي يذكرني بموعد الصلاة..، أو سوى ذلك.
 العالم واسع، وأنّى لي أن أختصره بمفردة ما؟
ألوذ بعالم الرسم، أرسم، أرسم تلة قريتي أفندي  أتخيل أشجاراً تستر عريها الأخضر، وشمساً، ووجوهاً، أظنها وجوه الجوار أنفسهم، بيد أنني أصطدم بتأنيب ناري من العيار الثقيل، يسمح لي برسم  الطبيعة  والأشياء  وترك ملامح الإنسان للخالق، ومن دون أي تدخل في شؤونه، وهو ما حدا بي أن أتألم لمناظر تلك الرؤوس المنحورة، بعيداً عن أجسادها: طيوراً وشخوصاً  وحيوانات… معروفة، أو متخيلة على حد سواء.
 هكذا أودع الرسم كمن يودع جنازة عزيز.
ألوذ بالخط، كي أحس أخيراً بأنه هو الآخر  ينوم الأصوات في حبره، ينطبق عليها في حالة نشفان، في انتظار من يوقظ – من ذوي العيون المتبصرة أبعاده، الأمر الذي دعاني أن أطور من سجعاتي التي أطلقتها، متناولاً أبناء القرية، واحداً… واحداً، كي يستظهروها، وهي تحمل في داخلها ذلك الكم المتواضع من الهزء والسخرية: وماذا عن فلان….؟ هكذا كان القرويون يأتونني وهم يحرضونني على تدبيج اهجية صغيرة لا تتعدى خمسة أبيات  في هذا الشخص، أو تلك المرأة، كي يطلقوا قهقهاتهم التي كنت أحسّ بها بمثابة أوسمة أولى.
بيد أنني، سرعان ما أكتشف أن في مثل هذه السجعات الساخرة نيلاً من بعض الناس، ممن كنت أقرأ في ملامحهم دواعي الألم أنى تناولتهم، وهم يدعونني كي أتجاوزهم وأتناول سواهم، حتى يصل الأمر إلى أذن أبي، لينهاني بدوره عن مثل ذلك، احتراماً لكرامة الناس، بل ودرءاً من الارتماء في فخاخ المحرم، أو مصائد عيون الحسد التي تتأتى بإشعاعات غيبية، هائلة، من شأنها تحويل أي فارس مغوار، إلى مجرد جثة هامدة…
إنه الموت..
هذا المقيت….
مصير من يرتقي عالياً…
كي يذوي أخيراً مثل قنديل ينفخ في ألهبته في قبل النوم…
هو كاف أن أتحاشى هذا العالم، وأرافق أبي في مجالسه بأكثر، ليمنعني هناك من أن أدلي بدلوي بين المتحدثين، وأنا الذي أستطيع اختراع مائة حكاية في كل يوم من طراز ما أسمع….
 لا تتفوه أمام الكبار…..
لا
لا……
 هكذا أسمع الصوت من أبوي….
ألا حترامهم…… فحسب ؟
 أجل
 بل ولنجنبك (شر حاسد إذا حسد…)
وعلى هذا النحو، تغدو مجالس الأب، أشبه بسجن يضيق علي، وأي سجن أصعب  من هذا الذي يمنع فيه المرء حتى من الحديث إلى سواه.
لابد أن أهرب خارج هذا الطوق…..
أسمع، وأنا في المجلس أصوات أقراني، وهم يمارسون ألعابهم الأثيرة، أغافل أبي، أخرج متسللاً إلى هؤلاء الأطفال، كي أراني مقصراً عنهم في لعبة الكرة أو الجري وهو ما كان يدفعني لاستعراض ما لدي من محفوظات، وأسماء، وقصص، يعاجلون إلى سماعها بعيد كل لعبة، كي أحس بنشوة عارمة، استعيد خلالها توازني بعد كل نكسة، أو هزيمة أمنى بها أمامهم، كي نكتشف أنا وهم ثمة ما يوثق تواصلنا، ضمن دائرة جميلة…..
هكذا أعود إلى الكلمة، حكواتياً صغيراً، لا يعرف أية حدود بين فنون الأدب، وهل من فنون؟ بل هل من أدب غير ما أسمعه من آداب المجالس، هكذا كنت…. هكذا، أنا، فالقصيدة باتت تتماهى بالحكاية، بالأقصوصة، والرواية، والخطابة، والطرفة…. هكذا، توالد في داخلي نهم هائل صوب الكلمة: تلقياً وإرسالاً، كي أسمع كل شيء إلى درجة التهور، مهرولاً صوب شيء لما أتمكن بعد من قوله.
غنائية القصيدة التي استظهرها، مضت بي إلى مرحلة أخرى، محفوفة بالخوف والعقاب، حيث أفكر بضرورة اقتناء  طنبورة  أحاكي بها ذلك الفتى الأعمى الآثم الذي عاقبه الله شر عقاب، بعمى كلتا عينيه، ولكن أنى لي مثل ذلك  الخوف من الأب الخوف من الله………؟

حسناً، سأضاعف صلواتي… وتلاوة الذكر الحكيم، كي أتجنب الخطيئة والعقاب، وأنا أتخير علبة معدنية متوسطة الحجم، أبقرها من إحدى حافاتها، وأدخل في ذي الفتحة عوداً أملس، اشتغلت عليه عدة أيام، كي آتي بعدة أسلاك معدنية، أثبتها من أقصى العود، وحتى أقصى هذه العلبة، لأتلذذ بسماع الإيقاعات غير المنضبطة كنت أصدرها خلال أيام طويلة، لمجرد تحريك الأصابع عليها، إلى أن أهتدي إلى عزف أغنيتين: إحداهما: “… بوكي دلالي…” والثانية. (روشي.. روشي.. ر…) كي تتكسر فوق رأسي هذه الآلة العجيبة، أكثر من مرة، بعد وشايات الأنداد، والجيران، ممن راحوا يعتقدون بأن مواسم هذه السنة، قد أقحلت وأمحلت، بسبب غضب الديان ودخول آلة الشيطان حرم هذه القرية الآمنة.
كلام…..
كلام..
كلام..
كل ما يعتلج في داخلي.
 – ثرثرة يمكن أن تسميها..
 – نزيف القلق الشامخ..
أكتب بجنون حتى على الجدران.
كل شيء أريد أن أقوله دفعة واحدة، ولامناص من ذلك، إلا من خلال الهروب إلى الورق، وأنى لي ذلك ؟  الدفاتر غالية، وأبي المفرط في الإنفاق وسوء التدبير وهو ما سيورثني كل ذلك، لم يكن قادراً في كثير من الأحايين على تأمين أثمان هذه العدة الاولى لي، وهو ما كان يدفعني للذهاب إلى بيادر القرية، كي آتي بالورد الجوري، والبنفسج، يعالجه أبي في خفاء عن الآخرين، لنكون بعد أيام قليلة أمام سائل يلوث أصابع اليد، وما يقع بين يدي من أوراق بيضاء مسطرة، أعبئ من زجاجاته المتناثرة، ذلك القلم الذي أهداني إياه معلم  الصف الأول  بعد أن قمت بقراءة نص وضعه بين يدي، كي أتحول في ما بعد إلى معاونه النجيب، أو المعلم الصغير، أحسّ بنشوة عارمة في الخروج من بين المقاعد، لأؤّدي  دوراً جديداً، يسيل من أجله لعاب أندادي، وكي توبخهم أمهاتهم على تقصيرهم، مقارنة بي، وإن كن يتذرعن بالأعذار عن فلذات أكبادهن: أبوه يعلمه…
ثمة شعور غامض كنت أحس به إزاء مثل هذه العبارة، فهي مدعاة للتباهي، وتهمة، في آن واحد، لذلك فلقد كنت أرد على هؤلاء في قرارتي:
وأي أب يعنف أبناءه كأبي؟
وأبي يصطحبني إلى مجالسه بأكثر يفك أغلال السنوات الماضية عن لساني، يقدمني للشيخ كي ينفخ في فمي، ويربت على كتفي، داعياً لي بالتوفيق، وهي مرتبة جديدة أحققها بأكثر من أقراني، وحين يرحل هذا الشيخ، أكتب قصيدة أولى في رثائه  يطلب أبي في جلساته قراءتها، يتدخل في استبدال بعض مفرداتها: آه لقد صارت مناسبة… اكتبها بخط يدي، يحملها أبي طائراً إلى شيخه الجديد، يدعو لي هو الآخر بالتوفيق، كي يكلفني أبي – وأنا في الثانية عشرة من عمري، عندما يأتي شيخه إلى مدينة الحسكة أن ألقي كلمة ما، أمام آلاف المريدين، وكي أجد من يلتقط لي صورة، أو من يبادر إلى تسجيل صوتي، ويسمعني إياه بعد قليل، وهو أول مرة أسمعني فيها من مسجل صغير، وأنا صامت على هذا النحو… بوركت بني.
أواه بني لقد رفعت رأسي عالياً.
 – يقول الأب لقد وضعت في فمه مع حليبي قطعة من قلب الليث. تقول الأم..وتكمل الواقعة:
وضعت في حجابه أيضاً شيئاً مما تبقى من ذلك القلب…. وهو الحجاب عينه الذي ستصر على أن يحمله كل مولود لي، في ما بعد.
– ثم تذكرها مرضعتي البدوية بحكايات أخرى.، لاتزال ترن في اذنيّ. ليكن
ثمة مرحلة جديدة في حياتي: مرحلة ما بعد الخطبة العصماء، أسير في شوارع المدينة، يشار إلى بالبنان، هذا من ألقى كلمة في حضور الشيخ، وعلى مسمع ومرأى الآلاف…. تنتشي روحي (الطفلة) تجد بعض بلسم للجاجتها الصارخة، وكأني أقرّ بأنني أمسكت رأس الخيط، هذا الخيط الذي سيقودني إلى محرقة لا تنتهي..
تتوطد علاقتي بالمحيط – بعد هذه المحطة الأولى، لاسيما بعد أن دأب من حولي على قراءة اسمي، أو رؤية صورتي مطبوعة في صحيفة ما، أو مجلة، وبجانبها نص ما نثري أو شعري، واضعاً نصب عيني أن أكون سفير المتلقي، أياً كان، مادام أنه من القاع الاجتماعي، بعيداً عن السلطة  هكذا أحدد هويتي منذ بداية النشيش الذي بات ينال من الروح، ليكون هذا المتلقي  تحديداً  ودون غيره من الأعلين، وجوقتهم، وكورسهم، مقوم نصي، ورأيي، وهي علاقة مائزة، سأظل أحافظ عليها، ما حييت، ولن أحيد عنها قيد أنملة ما حييت……
ولعل هذه الرحلة سلسلة من الانكسارات، متوالية، حيث أتعلق بخشبة المسرح، أمثل، وأخرج، وأكتب، بيد ان إحدى مسرحياتي، ستوصلني ذات ليلة إلى التوقيف في النظارة، وكي يضيع نص المسرحية في  المخفر  ومعي طاقم فرقتي الفنية، بعد وشاية من رئيس للمركز الثقافي…، كي أبعد عن المسرح منذ ،1980 وأتخير بداية طريق “رؤوي”، أوثق علاقتي  وأنا ابن التاسعة عشرة مع رفاق الدرب، وهو ما سيؤثر في مجمل تجربتي الحياتية، وان أكون من هؤلاء التجريبيين  وهو ما سأعرج عليه في ما بعد….
ثمة شيء ما يجب أن أقوله.
هكذا كنت ما أزال أفكر….وهو تحديداً، ما كان يتقاذفني وتحت وطأة كم هائل من القلق  كي أبقى هناك على الحافة على الحافة… تماماً، بين لوحة متروكة بعيداً، وخشبة مسرح لفظتني، وقصيدة تمارس أنثاها كل الغوايات، كي تتجاذبني صوبها بل ورواية أشغف بها  وأحاكيها  متوهماً أن معمارها مطواع لكل ذي رغبة، فأترك مسودات في إطارها، بل وقصة قصيرة يشار إلي، كأحد كتابها في إحدى المسابقات، وأنا لما أزل طالب ثانوية.
وحدها القصيدة  كانت تقدم أوراق اعتمادها في ملكوتها، هكذا كان يخيل إلى لأول وهلة برهتئذ ، وأنا أنظر حولي في حصيد الشعر، منذ المعلقات…إلى أولى النصوص الكردية المخبأة ضمن أحد الدواوين في مكتبة أبي – بعد أن حفظها عن ظهر قلب، ناهيك عن إرث المتصوفة، برمتهم، بل وقصائد الشعر الجديد: قصيدة نثر – وتفعيلة – كي أعود إلى أبي أسمعه إياها، ليصرّ على أن كل ما هو خارج بهو الشعر نثر محض، بل أن ما بات يلوح من نصوص نثرية، إنما لا يرتقي إلى مرتبة النثر نفسه، وإنما هو أقل شأناً، ونتيجة فشل، وعدم تمكن من أدوات الشعر، وينبغي الانصراف عنه.
وهو – عينه – الصوت الذي سيظل يلاحقني – صادرأً من أفواه كثيرة: معلم مدرسة – زميل الصف – الفتاة التي سأكتب في عينيها القصائد – مدرس الجامعة – محرر الصفحة الثقافية – كي أركس – رغماً عني، أنوس بين التفعيلة وقصيدة النثر – والقصيدة التقليدية – خاضعا لتلك المؤثرات، جميعها – كي أبدو أحد التجريبيين، ممن سيجمعون في أول نتاجهم نصوصاً نثرية، وأخرى تفعيلية، وكي أترك النص التقليدي للمناسبات الوطنية والإنسانية التي سأشارك في إحيائها، تاركاً بعضاً منها – فحسب – منشوراً على صفحات المجلات كالثقافة الدمشقية، أو بعض المنابر الفلسطينية التي كانت تربطنا بها وشائج من دم وهم وحلم، تبدأ منذ أيام صلاح الدين الأيوبي وتمر بملحمة – قلعة الشقيف – وتكاد لا تنتهي..

دار الخليج

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…