النصوص التأسيسية

ابراهيم البليهي

من يتابع طوفان حركة النشر يُشفق على انغمار ودفن وغياب النصوص التأسيسية وسط هذا الطوفان الكاسح …..
حين تكون مهمومًا بالمعرفة الكثيفة فإنك قد تصاب بالدوار وأنت تنقب عن الجيد وسط الطوفان الغامر للمطبوعات ….
النص الجيد يستحق أن يحتفي به الباحثون عن المعرفة بل ويستحق أن يُعرَض ويُقَدَّم بكل الطرق المتاحة ومن هذه الطرق تكرار ترجمة النصوص التأسيسية …..
 ديكارت بوصفه مؤسس الفلسفة الحديثة يهتم العالم بمؤلفاته: نشرًا وتحليلا ودراسة ونقدًا …..
ومن حسن الحظ أن مؤلفاته مترجمة إلى اللغة العربية بل إن بعضها له عدد من الترجمات ….
وعلى سبيل المثال فإن كتاب (مقال عن المنهج) له عدد من الترجمات أولها كانت الترجمة التي قام بها جميل صليبا وجاءت بعنوان (مقالة الطريقة) وقد جاءت هذه الترجمة ضمن مجموعة الروائع الإنسانية وهي المجموعة التي نهضت بها اللجنة اللبنانية لترجمة الروائع …..
أما الترجمة الثانية فقد قام بها محمود محمد الخضري وقد ترجمها بعنوان (مقال عن المنهج) ونشرت الكتاب الهيئة المصرية العامة للكتاب ……
أما الرجمة الثالثة فقد قام بها عمر الشاروني وقد ترجمها بعنوان (حديث الطريقة) وقد نشرته دار المعرفة في تونس ثم أعادت نشره المنظمة العربية للترجمة في بيروت ……
ومن كتب ديكارت المترجمة كتاب (التأملات في الفلسفة الأولى) وقد قام بها الدكتور عثمان أمين وهي أقدم ترجمة للكتاب وقد نشرها المركز القومي للترجمة بمصر ثم قام الدكتور كمال الحاج بترجمة الكتاب بعنوان (تأملات ميتافيزيقية) وقد نشرته منشورات عويدات في بيروت …..
وللكتاب ترجمة ثالثة أحدث قامت بها دلال رمضان ونشرتها دار مدارك للنشر …..
ومن كتب ديكارت المترجمة إلى العربية كتاب (انفعالات النفس) وقد قام بها الدكتور جورج زيناتي ونشرت الكتاب (دارالمنتخب العربي)…..
ومن كتب ديكارت المترجمة كتاب (مبادئ الفلسفة) وقد قام بالترجمة الدكتورعثمان أمين …..
ومن كتبه المترجمة كتاب (العالم) وقد قام بالترجمة إميل خوري …. 
وللكتاب ترجمة ثانية بعنوان (محاورة ديكارت) وقد قام بها مجدي عبدالحافظ كما كتب مقدمة ضافية للكتاب ……
وللكتاب ترجمة ثالثة بعنوان (البحث عن الحقيقة) وقد قام بها سفيان سعدالله مع مقدمة ثرية هي بمثابة دراسة مختصرة لفلسفة ديكارت وقد روجعت الترجمة من الدكتور حمادي بن جاء بالله ……..
ومن كتب ديكارت المترجمة كتاب (مراسلات ديكارت واليزابيث) وقد اشترك في ترجمة الكتاب نوال طه ياسين وابتسام خضرة ……..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

كان مخيم ( برده ره ش ) يرقد بين جبلين صامتين كحارسين منسيّين: أحدهما من الشمال الشرقي، يختزن صدى الرياح الباردة، والآخر من الغرب، رمليّ جاف، كأنّه جدار يفصلنا عن الموصل، عن وطنٍ تركناه يتكسّر خلفنا… قطعةً تلو أخرى.

يقع المخيم على بُعد سبعين كيلومتراً من دهوك، وثلاثين من الموصل، غير أن المسافة الفعلية بيننا…

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…

مازن عرفة

منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، يتسارع الزمن في حياتنا بطريقة مذهلة لا نستطيع التقاطها، ومثله تغير أنماط الحياة الاجتماعية والإنسانية، والاكتشافات المتلاحقة في العلوم والتقنيات، فيما تغدو حيواتنا أكثر فأكثر لحظات عابرة في مسيرة «الوجود»، لا ندرك فيها لا البدايات ولا النهايات، بل والوجود نفسه يبدو كل يوم أكثر إلغازاً وإبهاماً، على الرغم من…

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…