قراءة في رواية (سوبارتو) للكاتب الكردي السوري حليم يوسف

نصر محمد / المانيا 

– قبل ان ادخل عالم القراءة من بابها الكبير علي ان اتقدم للقارئ بلمحة عن الكاتب حليم يوسف ولماذا اتهمت رواية سوبارتو بالتشويه لمدينة عامودا من قبل البعض ؟ 
– حليم يوسف من مواليد عامودا 1967 لأب كردي فار من قرى جبال اومريان الواقعة فوق الخط ( سرخط تركيا ) ، ومن أم كردية من تحت الخط ( بنخط _ سوريا ) ، ومع ذلك لم يكن الأب يعرف التركية ولا الأم تعرف العربية ، وظلت اللغة الكردية لغة التواصل الوحيدة ضمن العائلة ، رغم مشاريع التعريب في المناطق الكردية في سوريا ، 
– حليم يوسف يكتب بالكردية والعربية ، خريج كلية الحقوق ،جامعة حلب سوريا ويقيم في المانيا منذ عام 2000   
صدرت اعماله حتى الآن باللغات الكردية ، العربية ، التركية ، الفارسية ، الألمانية ، الأنكليزية ، الإيطالية . 
– يكتب القصة والرواية، ويجد لذة خاصة في كتابة هذين الجنسين السرديين، رغم خصوصية كل منهما، فان لكل منهما غوايته الخاصة بالنسبة إليه. 
القصة لديه هي تلك اللحظة التي تلتقطها عيناه فتستهويه، وهي تلك الكلمة التي تسمعها أذنيه، فيتردد صداها في قلبه فتأخذه، وينكب على كتابتها. 
أما الرواية فضاء واسع يسمح له بالتحليق حراً لا يقيده شيء، وقد شبه انتقاله من كتابة القصة إلى الرواية في أحد حواراته، كمن يسكن في غرفة صغيرة ومع الزمن تضيق به مساحة تلك الغرفة فيبحث عن مساحة أكبر يسكن فيها، تمنحه حرية الحركة والتعبير، لذا قرر السكن في مبنى الرواية دون أن يتخلى نهائياً عن غرفته الأولى، حبه الأول المتجسد في كتابة القصة القصيرة، وتنوعت إصداراته الأدبية بين القصة والرواية منذ مجموعاته القصصية “الرجل الحامل”، و،”نساء الطوابق العليا”، و”موتى لا ينامون” ، “مم بلا زين” ، “آوسلاندر بيك والرجل الذي يبحث عن ذيله” ، مرورا بروايته” سوبارتو” الذي وضعت قدميه على درب الكتابة السردية الروائية، لنمضي معه نحو ” خوف بلا أسنان” ، و”حين تعطش الأسماك”، و”تسع وتسعون خرزة مبعثرة”، “الوحش الذي في داخلي”، “الطيران بأجنحة متكسرة”، وليس انتهاءً بمسرحيات مأخوذة من قصصه، أو تلك التي  كتبها، وجمعها مؤخراً في كتاب من ستة نصوص مسرحية حمل عنوان احد قصصه الأثيرة  “جمهورية المجانين”.  
وصدر له مؤخرا كتابان في إطار التحضير لصدور أعماله الكاملة بالكردية من قبل دار نشر بيوند في تركيا وهما: – النيران التي تلتهم بيتنا- مجموعة مقالات ونصوص للكاتب كتبها خلال ٣٠ سنة. والثاني هو ” سليل الغبار ” ويتضمن ٤٠ حوارا أجريت معه بالكردية خلال تجربته الكتابية التي تتجاوز الثلاثة عقود.
– وعن اتهام رواية سوبارتو بالتشويه لمدينة عامودا من قبل البعض . في حوار سابق لي معه قال : 
– سأتحدث في البداية عن النقطة الأكثر إشكالية بخصوص سوبارتو وهي المسألة الشخصية، كتبت هذه الرواية إثر خروجي من تجربة حب عاصفة في بلدتي الصغيرة عاموده، وقد اتخذت من تلك التجربة الشخصية خلفية فنية لأحداث الرواية من خلال الاستفادة من حكاية سليمان وبلقيس التراثية، ومزج كل ذلك بالتشوهات العميقة التي أصابت الجسد الاجتماعي والسياسي لمكاننا المنكوب والمبتلي بأمية ثقافية فاقعة.، في بلدة صغيرة مثل عاموده، حيث الجميع يعرف الجميع، ما إن لمح بعض من قرأ الرواية ملامح قصة الحب التي تحدثت عنها، حتى تعامل مع الرواية وكأنها سيرة شخصية لكاتبها الشاب الخارج للتو من تلك التجربة الفاشلة، وتم إلغاء البعد التخييلي والأدبي في الرواية وحاول هؤلاء تفريغها من مضمونها وتقديمها على أنها مجرد فضائح عن أشخاص يعرفونهم بالاسم. وهذا أمر بعيد عن الحقيقة، وذهب هؤلاء، منهم عن سوء نية مبيتة ومنهم عن جهل بطبيعة النص الأدبي وعلاقته بما هو واقعي، بأن كل التفاصيل المكتوبة في الرواية هي تفاصيل واقعية حدثت فعلا وبأن كل ما فعلته هو تغيير اسمي باسم آخر هو سليمان في الرواية. في حين أؤكد وللمرة الألف بأن قصة الحب الشخصية التي عشتها شيء، وقصة الحب الموجودة في الرواية شيء آخر، مختلف تماما. وأن التقاطعات الموجودة بين القصتين تنحصر في الملامح العامة لهما، وأؤكد بأن سيرة سليمان في الرواية ليست سيرتي الشخصية، كما أن شخصية بلقيس وخصوصياتها في الرواية تختلف كثيرا عن شخصية الفتاة الواقعية التي أحببتها في مطلع شبابي، أقول ذلك ليس تهربا أو تغطية على “فضائح شخصية” كما يحلو لبعض الصغار تسميتها، بل تأكيدا لحقيقة لا بد من أن تقال، لذلك فان رواية سوبارتو قرئت في ديار بكر ووان وباتمان بالكرمانجية، وفي السليمانية بالسورانية بمنظور آخر بعيد تماما عن هذه الإسقاطات الشخصية، أما بالنسبة إلى موضوع التشويه، فان الهجوم علي جاء من طرفين: الأول هم من المسئولين عن هذا التشويه وقد أوجعتهم الرواية بتسليط الضوء عليهم وعلى دورهم التخريبي، والطرف الثاني هم أناس طالهم التشوه في كل جسدهم، وصدور الرواية كان بمثابة المرآة التي تحملها وترفعها أمام شخص مشوه الوجه، عندما يرى هذا الشخص المهزوم حقيقة تشوهاته القبيحة في المرآة يجن جنونه وسيحاول تحطيم المرآة على رأس من يرفعها أمام وجهه، كما أن تسليط الضوء على التشوه وتشخيصه في الأدب هو خطوة باتجاه معالجته والتخلص منه، إذ لا يمكن معالجة التشوه دون تشخيص، وهذا ما فعلته رواية سوبارتو.
 كتابتي عن عاموده صادر عن حبي لها وتناولي للتشوهات المنتشرة في جسدها هي محاولة مني لمساعدتها للتخلص منها، لأنها توجعني قبل أن توجع مدينتي الجريحة، هي محاولة مني أن أرى مدينتي جميلة، نقية العينين، خالية من التشوهات والجهل ومن قتلة الحب.
– الرواية : هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية واحداثاً على شكل قصة متسلسلة ، كما انها اكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم ، وتعدد  الشخصيات وتنوع الاحداث . والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه من وصف وحوار وصراع بين الشخصيات وما ينطوي عليه ذلك من تأزم وجدل وتغذية الأحداث  
– في تناول اي تجربة روائية  هناك عدة وسائل يمكن  للقارئ ان يتخذها . اما ان يكون نقد روائي او دراسة اكاديمية . أو تذوق انطباعي للتجربة الروائية اومقال تعريفي للعمل الروائي . 
رغم هذا التعدد الذي يرتكز الى المقاربة الأدبية التي تتمتلك ارثا متراكما يشكل علامات كاشفة تساعد على قراءة المنتوج الروائي وتبقى من داخل مايعرف بالدراسة الأدبية وماشهدته من تراكم 
وان قراءة اي عمل سردي او رواية هو من حق اي كان وبتعدد القراء تتعدد القراءات . استنادا الى هذه الحرية المتاحة الى حد الفوضى استبيح لشخصي ممارسة الشغف الثقافي وانجاز ما اعتقده انه قراءة ممكنة لرواية  (( سوبارتو  ))  للكاتب الكوردي  السوري حليم يوسف
– رواية سوبارتو صدر الطبعة الثالثة  منه عام 2016 عن دار الحوار للنشر والتوزيع / اللاذقية _ سوريا ، يتكون الرواية من 267 
ومن – سبعة ابواب 
–  الباب الأول : بلاد المراهقين والألقاب واتربة الفضيحة 
–  الباب الثاني : بلاد لايعيش،فيها سوى الحيوانات والخونة 
–  الباب الثالث : بلاد سقطت من عربة التاريخ فعضتها الجغرافية من اذنيها 
–  الباب الرابع : بلاد ولدت فيها البغال ولم تلد فيها إمرأة واحدة 
–  الباب الخامس : بلاد تأكل لحوم عشاقها وترمي عظامهم على الأرصفة . قصاصات من رسائل بلقيس الى سليمان 
–  الباب السادس : بلاد لا تفتح بوابات صدرها إلا لذوي القرون ، للعاهرات ، وللموت ،فقط 
–  الباب السابع : باب مغلق على نيران تلتهم بلاداً من تراب أعمى ومن حجارة حزينة .
– بدأ الكاتب حليم يوسف رواية ( سوبارتو ) بعرض مأساوي ، الا وهو حريق سينما عامودا ، هذا الحدث لن ينمحي من ذاكرة المدينة ، اذ شهدت 13 تشرين الثاني لعام 1960 مقتل اكثر من 200 طفل من المرحلة الابتدائية من تلامذة ( مدرسة الغزالي ) لا تتجاوز اعمارهم 12 عاما ً ، 
في ذلك اليوم المشؤوم تحولت مدينة عامودا الى بيت كبير للعزاء ، عويل وصرخات الأمهات عانقت السماء ، حيث تمت دعوة الأطفال من قبل مدير ناحية مدينة عامودا لحضور الفيلم المصري ( شبح منتصف الليل ) من اجل دعم الثورة الجزائرية ضد الفرنسين ( 1954 _ 1962 ) انذاك . على ان يتم ارسال ثمن التذاكر كمساهمة لدعم الثورة . 
” امتدت السنة النيران الى السقف والى جدران البناء، الطينية المغطاة بالستائر ، ساد الرعب والذهول ، هرع الصبيان الى الباب الكبير فإذا بهم يسدونه بتدفقهم نحوه ، الذين هرعوا للإنقاذ والمتجمعون امام الباب في الشارع لم يتمكنوا من دفعه وفتحه . 
تولت الكتلة البشرية من الأطفال المذعورين الى فريسة سهلة للنيران وهي تلتهم اجسادهم الطرية . بدأ سقف البناء المصنوع من الخشب والقش والطين يتداعى ونيران الموت تأكل الاجساد الغضة وتشويها دون رحمة ، فلم يبقى امام اهالي الأطفال المحترقين سوى فتح ثغرة من خلال دكان ملاصق لمبنى السينما من الخلف . وما ألم الجميع ان ثلاثة من اولاد صاحب الدكان نفسه كانوا مرميين في جحيم السينما . من الغرائب الفزعة ان الباب الأخر ، باب النجاة الوحيد الذي كان قد تحول الى فوهة بركان والذي حاول بعضهم الفرار من خلاله ، كانت امامه مباشرة بئر جافة ليس لها غطاء ، ما ان يفر الصغير حتى يسقط في البئر ، لا احد يدري كيف نصب الموت لهؤلاء الصغار كميناً من كل الجهات ، غطت رائحة شواء اللحوم الادمية المكان ، كما لم تتسع المقبرة لأكثر من مائتي جسد غض محترق ومشوي ومبعثر الأعضاء ” 
– رواية سوبارتو ليست وسيلة لتوثيق الأحداث ، وانما هي لتوصيف وتجسيد المتعلق بأطوار معيشة الإنسان والطفولة 
” نضرب بعضنا في الشوارع بعنف دموي ، تسيل الدماء من انوفنا ، ترتفع الجنازير والبوكسات الحديدية المسننة لتخدش الوجوه والأذرع والبطون ، بينما الآنسة تمسك بيد فاروق بهدوء ، تأخذه الى البيت بعد ان تتوقف حائرة بيننا محاولة ايقاف حروبنا الطاحنة بلا جدوى ، سأعاقبكم غدا في المدرسة . 
خفنا في البدء ، لكن خوفنا زال فور اكتشافنا بأن الانسة تنسى اشياء كثيرة . منها اننا نموت غيظا عندما ترفع ارجلنا العارية لتذيقنا بعصاها الحديدية الرأس طعم الفلقة . تنسى ان في صدر كل منا ، رغم الوسخ المنتشر على صدريته ، قلبا صغيرا ، مثلنا مثل فاروق ابنها الذي لا تفارق الإبتسامة فمه ، كنا ننافس الكبار في الكبرياء والعظمة التي ليست فوقها عظمة . لذلك قررنا الإنتقام من الآنسة التي لا تهتم إلا بأبناء، المسؤولين والشرطة وابناء المعلمين ، اي بالأولاد النظيفين كأبنها بسكويتو ، وهو الأسم الجديد لفاروق ، والذي حاز على اعحاب الجميع ” 
– استخدم الكاتب حليم يوسف لأدواته من اللغة والمتمثلة في العناصر اللغوية المتعددة من التصوير والأستعارات والكنايات والبلاغة وغيرها من الأدوات اللغوية الأخرى . 
” انت اطهر ما في سوبارتو يابلقيس وانقاها واجملها ، حاولت التحدث مع نفسي ، كان لساني مشلولا ، حاولت الصراخ كانت حنجرتي ميتة ، عدت الى البيت ، اغلقت باب الغرفة على نفسي 
لكي لا يراني احد وانا ابكي حتى الموت توقعت ان ابكي حتى اتعب ، فقد تتوقف هذه السكاكين المتلاحقة عن تمزيق احشائي ، وجدت نفسي ممددا على الأرض ، اضع المخدة فوق رأسي لأبكي بلا صوت ، لكنني لم استطع البكاء، رجوت الله من الأعماق ان يرحمني ويهبني القدرة على على البكاء، لتخفيف الضغط الناري داخل صدري المحترق ، اضع المخدة تحت رأسي واتوسل الى الله ان يعيد ألي لساني لأعترف لنفسي بأن اليباس لم يبق على عشبة واحدة في داخلي وبأن آلاف الأبنية الزجاجية قد تهشمت في روحي ، وبأنني خسرت الروح ولست سوى جثة تمشي على رجلين . 
– في رواية سوبارتو يمكن ان توغل اكثر للحديث عن مستويات الخطاب الوجداني وعن النزعة الذاتية التي تقوم  بمحاورة الذات
” ويبدو انني فقدتك فعلا يابلقيس ، فقدتك ، شعوري هو شعور من فقد الشرف ، كنت افكر بك ، احلم بك ، وانت تحلمين بمطبخ جيد ، ورجل تتزحلقين على صلعته كل مساء، الآن احتاح الى ثلاثة اعمار لترتيب اجزاء،روحي المبعثرة في زوايا سوبارتو الفارغة بعدك ، كنت ارتاح لمجرد وجدنا معا في بلدة واحدة ومرورنا في شارع واحد ، المطر نفسه يبللنا ، السماء نفسها فوقنا ، الأن اكتشفت ان في الحب خللاً فظيعاً ، فيه من الشر مايضاهي الخير بألاف المرات ، لو سألتم سليمان عن امنيته في الحياة قبل ان يغادر . لإجاب : اريد ان ابكي ”  
– الكتابة الناجحة من مقوماتها توافر عناصر الصدق وكأن الرواية واقعية تشبه مجريات الحياة التي يعيشها الإنسان أو التي يجد غيره من يعيشها بالمثل . 
” بلقيس كانت مختبئة تحت جلدي ، في قلبي ، في دمي ، في روحي ، في اعماق اعماقي ، وها هي تظهر بنيرانها الخارقة من جديد ، لكنها زوجة رجل اخر ، وأمرأة .. انتبهت الى ان بلقيس لم تصبح اماَ رغم سنوات زواجها الطويلة . ما السر في ذلك إذن ؟ 
وبقيت باذن واحدة والأذن الأخرى على جهاز الهاتف ، بدأت اتعلق بهذا الجهاز تعلق طفل بصوت امه ، بطيفها ، برائحتها ، كم احببت الجهاز وقتها ، وكم كانت رنته حزينة ومنعشة ودافئة ” 
– في الختام  : يمكن القول ان هذه الرواية تشكل نموذج جقيقي للرواية الحديثة التي تعتمد على تقنيات السرد الحديث وتتجاوز الحدود التقليدية للسرد ، وليست مجرد قطعة ادبية عابرة ، بل هي مصدر الهام للكثير من الاعمال الأدبية .
ونجح  في تمثيل الوجع القديم الجديد ، ليمهد في سوبارتو لفصل جديد من بروز معالم رواية حقة تضع الانسان وحريته في سلم اولوياتها وتطلعاتها لحياة افضل

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…

فراس حج محمد| فلسطين

في قراءتي لكتاب صبحي حديدي “مستقرّ محمود درويش- الملحمة الغنائية وإلحاح التاريخ” ثمة ما يشدّ القارئ إلى لغة الكتاب النقدية المنحازة بالكلية إلى منجز ومستقرّ الراحل، الموصف في تلك اللغة بأنه “الشاعر النبيّ” و”الفنان الكبير” “بحسه الإنساني الاشتمالي”، و”الشاعر المعلم الماهر الكبير” “بعد أن استكمل الكثير من أسباب شعرية كونية رفيعة”. و”المنتمي…

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…