عمالقة الكورد للموسيقى واغاني فلكلور في ذاكرة التاريخ

ا. د. قاسم المندلاوي    

  شرق كوردستان   1 – 4      
 لم يتمتع الفنان الكوردي في شرق كوردستان بحرية كاملة في ظل حكم الطاغية ” محمد رضا بهلوي ” فقد شمل الكثير منهم مضايقات و ملاحقات و تعذيب داخل السجون و اعدامات ، وخصوصا بعد سقوط جمهورية مهاباد الكوردية ” عام 1946 ”  وحتى بعد زوال نظام الشاة عام 1979 وتاسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ، فوضع الفنان الكوردي في العهد الجديد ليس بالافضل .. وعلى الرغم من صعوبة اوضاعهم في هذا الجزء من  كوردستان ، هنالك تفاعل و تعاون و تشابه بين الموسيقى و الاغاني الكوردية و الفارسية و الاذرية ، مع بعض الخصوصية في الالحان والوان الطرب والاصوات للفنانين الكورد ، 
وتعد مدينتي ” سنندج و مهاباد ” اكبر مركز شعاع للموسيقى والاغاني الثورية و الوطنية – شمالا ، بينما في الجنوب فان مدينتي ” كرماشان و ايلام ” تعدان المركز الرئيسي للموسيقى و اغاني فلكلور وخصوصا الاغاني والالحان الفيلية الجميلة ، و برز عدد كبير من مشاهير وعمالقة الفن اشتهروا في كوردستان وعموم ايران و حتى عالميا و قدموا ابداعات والوان موسيقية رائعة واغاني فلكلور متنوعة وجديدة  بلغتهم الكوردية و بلغات اخرى  ” الفارسية و الاذرية ” و ربطوا التراث الشعري القديم باسلوب كلاسيكي معاصر مستندين من ابيات شعراء مشهورين امثال ” جلال الدين الرومي وحافظ الشيرازي و الخيام و العطار وغيرهم ، وفي هذا القسم ” الحلقة الاولى ” نقدم  ابرزهم : . 
 الفنان الراحل ” سيد علي اصغر كوردستاني ” رائد الغناء و استاذ المقامات الكوردية ، ولد سنة 1882 في قرية ” سلوات اباد ” محافظة سنندج ” درس العلوم الدينية ، وعاش حياتا صوفيا في عبادة الله وقراءة الادب الكوردي .. وخلال مشواره الفني اكتسب مكانة عالية في المقامات الكوردية والفارسية وسجل عدد كبير من الاسطونات باللغتين الكوردية و الفارسية ، ونال اعجاب الشعوب الايرانية ، واشتهر اسمه واغانيه في كافة انحاء ايران وكوردستان .. وفي بداية  القرن العشرين استطاع تسجيل اكثر من 14 اغنية كوردية اصيلة ، وكان جل اهتمامه حماية الالحان والاغاني الكوردية القديمة و التراثية من الضياع و النسيان  و الاندثار .. عام 1935 زار مدينة بغداد وهناك التقى بالقائد ” محمود حفيد ” مؤسس مملكة كوردستان ” ومن بغداد توجه الى مدينة كركوك ثم الى السليمانية و عاد الى  سنندج حيث توفي في 6 / 8 / 1936 ودفن في ” سلوات اباد ” مسقط راسه …  المصادر : 1 – شخصيات كوردية ” سيد علي اصغر كوردستاني ” 4 / 3 / 2020 – فيس بوك   2 –  محمد المساكني  –  4 / 2 / 2012  – يو تيوب   3 –  سيد علي اصغر كوردستاني   كورديبيديا 19 / 7 / 2022 . . 
 الفنان الراحل ” حسن زيراك ” ملحن و مغني وموسيقي ، ولد في 29 / 12 / 1921 في بوكان ” التي كانت عاصمة الحضارة  الكوردية حوالي 3000 سنة ” عاش في زمن كثر فيه الظلم وسفك الدماء وكان حياته بين السجن والتشريد من قبل ازلام الطاغية ”  رضا بهلوي ” كان اغلب اغانيه واناشيده ذات طابع قومي وثوري ركزت على معاناة شعبه الكوردي ، ويعتبر الفنان ” حسن زيراك ” صاحب اغنية ” ئه م روزي  سالي تازه يه ” هذه الاغنية التي اصبحت نشيدا وطنيا للامة الكوردية في عموم كوردستان .. قدم هذا الفنان الكوردي العملاق كثير من الاغاني في اذاعة طهران ، ولم يغني اغنية واحدة بالفارسية لانه لم يكن يجيد الفارسية .. وخلال 1953 – 1960 قدم عدد من الاغاني في راديو بغداد  و كركوك و اقام  ايضا عدد من الحفلات ، وسجل اكثر من ” 1000 اغنية ”  شعبية و وطنية وثورية خلال مسيرته الفنية .. يقول الدكتور توفيق الدونجي ” لا يمكن التطرق الى الغناء الكوردي الشعبي دون التوقف عند احد عمالقته واكثر المطربين في العالم غزارة في انتاج الاغاني وهو المطرب الشعبي الكبير ” حسن زيرك ” فهو مدرسة غنائية متكاملة .. انتهى الاقتناس ”  توفي هذا الفنان العملاق  في يوم 26 / 6 /  1972 ودفن في مدينة بوكان مسقط راسه …  المصادر : 1 – موقع كل كاميش 1 / 5 / 2007 ” 2 –  محمد المساكني –  اليوتيوب 3 / 2 / 2012  ”  3 – الفنان حسن زيراك – وكيبيديا – الموسوعة الحرة ” 5 / 3 / 2021  4 – اميد عبد الكريم ابراهيم ” مرور 44 عاما عللا رحيل ” استاذ الفنانين ” حسن زيرك ” – رووداو . نيت  27 / 6 / 2016  5 – شخصيات من الذاكرة – فيس بوك 10 / 2 / 2020 .                               . . 
الفنان الراحل ” محمد ماملي ” اسمه الكامل  محمد ابن سعيد ابن علي ” احد ابرز دعائم الفن  الموسيقي و اغاني فلكلور و المعروف بجمال صوته ، ولد سنة 1925 في مدينة ”  مهاباد ”  بين عائلة محبه للفن .. بدا مشواره الفني في عمر 13 سنة .. شارك في عدة احتفالات ومهرجانات شعبية في قلادزي و السليمانية وكركوك ومدن اخرى من كوردستان ، خدم الفن الكوردي الاصيل لاكثر من 57 عاما من العطاء الموسيقي و الغنائي واستطاع ان يسجل ما يقارب 328 اغنية مما اصبح احد نجوم الكورد في الموسيقى واغاني فلكلورالشعبي ، وقد غنى لشعراء الكورد امثال ” هزار مكرياني و هيمن مكرياني و خاني ومارف آغا و هردي و كوران وسليماني شوانله  وغيرهم ” ، و كان اغلب اغانيه ثورية و قوميه ترمز الى حرية و استقلال كوردستان .. جدير بالاشارة كان لعائلته دور كبير و بارز في النشاطات السياسية الوطنية و الثورية ، وكان والده احد شهداء كوردستان ،  وخلال عام 1948 تعرض مرات عديدة  للاعتقال و السجن على ايدي وحوش شاه ايران  بسبب اغانيه  الوطنية و الثورية وفنه الرفيع الذي ركز للدفاع عن قضية شعبه العادلة ” ولا ننسى كان المرحوم احد افراد البيشمركة في جمهورية مهاباد ” ، وفي عام 1994 سجل آخر اغنية .. توفي في 23 / 1 / 1999 ودفن في مدينة مهاباد في مقبرة بودك سلطان … المصادر :    1 –  روي نيوز 23 / 12 / 2020   2 – كرديبيديا  11 / 11 / 2013   3 – عربي بوست 6 / 11 / 2018   . 
 الفنان ” مزهرخالقي ” ولد 1938 في مدينة سنندج اشتهر بالموسيقى واغاني فلكلور ، قدم اول اغنية بدعوة من اذاعة سنندج وكان بعمر13 سنه ، وفي عام ” 1958 ” بدا يدرس الموسيقى في جامعة طهران ، وقدم انذاك اغاني كوردية شعبية في راديو طهران ، وخلال مشواره الفني سجل  اكثر من 150 مقطوعة غنائية من الحانه ، ويعتبر ” مزهر خالقي ”  اول فنان كوردي استطاع في الستينات القرن الماضي ان يرتقي بالموسيقى الكوردية مع الاوركسترا السمفونية بطهران واوركستر راديو طهران .. حاول الفنان ” خالقي ”  تنظيم ملتقى للموسيقى الكوردية لايصاله الى مرحلة جديدة .. ومن اقواله المشهورة  ” ان الكوردي يولد مع الموسيقى حتى يوم مماته كون التراث و الثقافة الكوردية اغنت الموسيقى الكوردية .. واضاف .. ان الاغنية الكوردية في حالة ثورة الان في اقليم كوردستان وفي حالة احياء في كوردستان الشمالية وتحت القمع في كوردستان ايران و ممنوع في غرب كوردستان / في سوريا /  ، واضاف ايضا .. الفن الغنائي الكوردي يتميز بطبيعة جبلية حيث تنبع ثقافته وفنونه من هذه البيئة وعبرعن اسفه من عدم وصول الموسيقى الكوردية الى مطاف العالمية .. لانها لم تستطع ان تتواجد في التكنولوجيا العالمية حاليا .. العراق وايران وسوريا وتركيا ارادوا الغاء الثقافة الكوردية  انتهى الاقتباس  ” ترك الفنان ” خالقي ”  البلاد بعد الثورة الايرانية متوجا الى اوربا ، وقبل مغادرته سجل البوما من 12 اغنية شعبية ثم واصل مشواره الفني في اوربا في انكلتره ” المملكة المتحدة ” وشغل الفنان ” مزهرخالقي ” منصب مدير معهد التراث الكوردي في اقليم كوردستان ، ومن اغانيه المشهورة نذكر البعض منها : اغنية ” لاي لاي نه مامي زيانم ” و اغنية ” نسيم بايزي ” واغنية ” كول نيشان ” واغنية ” شرين شرينه ” واغنية ” مريم بلاخي ” واغنية ” خال دانه دانه ” واغنية ” ئاموزا كيان ” و اغنية ” شرين كيان ” واغنية ” ليلا ما توره ” واغنية ” ئاخ ليل و داخ ليل ” واغنية ” لرزانه ” وغيرها من الاغاني الجميلة      .
المصادر : 1 –  دنيا الوطن 19 / 9 / 2011   2 –  التاريخ الكوردي و الثقافة ” سفراء الامة الكوردية عباقرة الفن في شرق كوردستان – اليوتيوب 5 / 12 / 2015  ” 3  – سناء الشعلان ” مقابلة مع الفنان الكوردي مزهر خالقي ” 26 / 9 / 2011 مركز النور – الاردن ترجمة ياسين حسين من الكوردية الى العربية  4 – الفنان مزهر خالقي  اخبار اربيل اليومي  2 / 11 / 2013  5 – دانلود – بهترين اهنك هاي مظهر خالقي – موزيك كوردي 14 / 9 / 2022      .  
  يتبع  . 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…