رحاب

عصمت شاهين دوسكي

كيف لرحاب أن تكون رحابا 
ترمي الأشواق هبة وهابا ..؟
تستحيل كالياسمين جمالا وعطرا 
تفيض من محرابها شهدا وحرابا
كيف أرى الجنان فيك زاهية
إن كانت الأسوار عالية أبوابا ..؟
صبي كأس الحرمان لهفة
ارتوي من الحياة دون سرابا
لا أنسى قطيعة الوصل ولو همسا
إن جاد فيك الهمس أسبابا
نعم مولاتي يا فرعونة 
تأمرين الزمن أن يكون سرابا
والعاديات والناظرات إليك رهبة
وتيجان الفخر فوق رأسك ألبابا
كوني كما تكوني ملكة أو راهبة
فالجميل أينما يكون يرمي أطيابا
صرحك هاج بالعاصفات 
لم يترك بعده ظلا أعقابا
كأنه هوى من أمجاد 
فهوى الخل والقريب والأصحابا
فمن سقيته وارتوى
حمل خنجرا وأصبح غرابا
ومن هديته زاد تمردا
وتجلى بين الرؤى مع الذئابا 
يا رحاب الزمن جودي 
باليقين ولا تصعدي كل ركابا
رحاب أن تكوني رحابا
يمضون إليك ندما في المحرابا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…